بعد استهداف شعاراتهم... انقلابيو اليمن يستنفرون في إب

الجماعة خطفت 20 شخصاً واتهمتهم بطمس «الصرخة الخمينية»

شعار الصرخة الخمينية تعرض للطمس على يد مجهولين في مدينة إب اليمنية (فيسبوك)
شعار الصرخة الخمينية تعرض للطمس على يد مجهولين في مدينة إب اليمنية (فيسبوك)
TT

بعد استهداف شعاراتهم... انقلابيو اليمن يستنفرون في إب

شعار الصرخة الخمينية تعرض للطمس على يد مجهولين في مدينة إب اليمنية (فيسبوك)
شعار الصرخة الخمينية تعرض للطمس على يد مجهولين في مدينة إب اليمنية (فيسبوك)

استنفرت الميليشيات الحوثية عناصرها الأمنيين بمحافظة إب اليمنية (193 كلم جنوب صنعاء)، عقب اتساع حملة شعبية لطمس شعاراتها وإحراقها، بما فيها شعار «الصرخة الخمينية»، حيث ترى الجماعة في هذا السلوك مؤشراً على تنامي حالة الرفض التي تخشى أن تقود إلى انتفاضة شاملة ضد وجودها الانقلابي.

وأوضحت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن حالة الاستنفار غير المسبوقة للجماعة تركزت بداية على استهداف السكان في أحياء عدة بمدينة إب القديمة التي انطلقت منها أول شرارة شعبية لإزالة الشعارات الطائفية وإحراقها، ثم توسعت فيما بعد لتشمل مناطق أخرى بنطاق مركز المحافظة.

وبحسب المصادر، شنّت الجماعة حملات دهم لمنازل شبان وناشطين وسط المدنية، وقامت بخطف 20 مدنياً وناشطاً حقوقياً على الأقل اتهمتهم بالوقوف خلف إزالة وطمس شعاراتها.

وتوسعت أعمال طمس اليمنيين الغاضبين شعارات الجماعة لتشمل - وفق المصادر - مناطق أخرى متفرقة في 4 مديريات تقع جنوب غرب المحافظة، هي: العدين، والحزم، والفرع ومذيخرة.

وفي حي «دار الشرف» بمديرة المشنة جنوب المدينة، تحدث شهود لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرض شعارات الميليشيات لأعمال حرق وإزالة وطمس من قِبل سكان في الحي، ممن يرفضون بشدة وجود تلك الشعارات المستقدَمة من إيران على جدران منازلهم وحاراتهم وشوارعهم.

تزامن ذلك مع استمرار استهداف الميليشيات آلاف السكان من مختلف الأعمار في إب وتحشيدهم بقوة السلاح إلى حضور الفعاليات بمناسبة الاحتفال بما تسميه الجماعة «الذكرى السنوية للصرخة».

وتحدث سكان في إب لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قادة الميليشيات فوجئوا بتلك الحملة الشعبية التي طالت في أوقات الليل معظم شعاراتها وصور كبار قادتها وقتلاها الملصقة على جدران المنازل وفي الأحياء والشوارع، مع كتابة عبارات تطالب برحيل الميليشيات الفوري من المحافظة.

على ضوء ذلك، فرضت الجماعة طوقاً أمنياً ونشرت عناصرها الأمنيين على مداخل ومخارج الحي القديم في مدينة إب وفي أحياء والسبل، والمشنة، والظهار وحراثة، وغيرها، وباشرت باستفزاز السكان ومضايقتهم وقمعهم وخطف بعضهم لمعرفة هوية من يقفون وراء طمس شعاراتها، كما قامت بمراجعة كاميرات المراقبة التابعة لبعض المحال التجارية في سياق تحرياتها الواسعة لمعرفة صور وهويات من قاموا باستهداف شعاراتها.

وبحسب ما ذكرته المصادر، عمّمت الجماعة الحوثية على مراكز الشرطة التابعة لها بمنع تجول الشبان في الأحياء بعد العاشرة ليلاً؛ خشية القيام بمزيد من أعمال الطمس للشعارات الطائفية، كما أمرت بنصب كاميرات مراقبة في بعض الأحياء التي ظهرت فيها أعمال الطمس، وتكثيف أعمال التحري عن السكان ومعرفة من يؤيدها أو يعارضها.

وأكدت المصادر أن التعليمات الحوثية صدرت عن جهاز الأمن الوقائي وهو جهاز أمني خاص، حيث نصّت على إلزام من يسمون «حراس الليل» بالانتشار في أحياء المدينة وبعض المديريات، ومراقبة حركة المواطنين، وإيقاف أي شخص يدخل إلى حي لا يسكن فيه، إلى حين إحضار من يعرِّف به أو يضمنه، ومعرفة البيت الذي يقصده.

وتشهد محافظة إب بين كل فينة وأخرى أعمالاً وممارسات شعبية معبّرة عن حالة الغضب والرفض الواسع لوجود الميليشيات التي لا تزال تحكم قبضتها الحديدية على المحافظة وكل مؤسساتها الحكومية الإيرادية.

وكانت الجماعة، المسنودة من إيران، كثّفت في أوقات سابقة من استهدافها بالتشويه جدران أحياء مدينة إب القديمة وغيرها بشعاراتها الطائفية، خصوصاً الحي الذي يقع فيه منزل الناشط المكحل الذي قتل في وقت سابق في أحد سجون الجماعة، وقاد مقتله إلى اندلاع تظاهرة شعبية طالبت برحيل الميليشيات الفوري من المحافظة.

وعزت مصادر مطلعة في إب أسباب استمرار الجماعة في تشويه المدينة القديمة وغيرها بالشعارات الطائفية للانتقام من سكانها، ولرفع معنويات أنصارها بعد الهزة الكبرى التي منيت بها أثناء تشييع الناشط المكحل.

وتعاني المحافظة الخاضعة لسيطرة الميليشيات ونحو 22 مديرية تابعة لها منذ سنوات أعقبت الانقلاب، ارتفاعاً متزايداً في معدلات الجريمة بمختلف أشكالها، بالإضافة إلى تعسفات وانتهاكات واسعة للحقوق والحريات وعمليات سطو ونهب لممتلكات المواطنين تقوم بها عصابات إجرامية تقدم لها التمويل والدعم قيادات انقلابية.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي فعالية نسوية حوثية لجمع التبرعات الإلزامية واختبار الولاء للجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

​جبايات الحوثيين تضاعف البطالة... ومخاوف من اتساعها بعد الضربات الإسرائيلية

تسببت الجبايات الحوثية بمزيد من معاناة السكان والتجار وضاعفت البطالة في وقت يخشى فيه التجار إلزامهم بالتبرع لإصلاح الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قادة حوثيون ومسؤولون أمميون يتفقدون آثار الضربات الإسرائيلية في الحديدة (أ.ف.ب)

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء الكنيست، أمس، بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين بعدما أطلق انقلابيو اليمن صواريخ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
TT

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن أحد موظفي الأمم المتحدة الذي أصيب بجروح بالغة في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي، الخميس، قد جرى إجلاؤه إلى الأردن للخضوع لمزيد من العلاج.

وقالت إسرائيل إنها ضربت عدداً من الأهداف المرتبطة بجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، تضمنت مطار صنعاء الدولي، وقالت وسائل إعلام الحوثيين إن 6 أشخاص على الأقل قتلوا.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، مرفق بصورة ظهر فيها جالساً في طائرة، وينظر إلى الرجل المصاب فيما يبدو: «يتعين وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في كل مكان. #ليسوا هدفاً».

وكان تيدروس في المطار ينتظر المغادرة حين وقع القصف الجوي الذي أدى إلى إصابة الرجل الذي يعمل في خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الرجل أصيب بجروح خطيرة.

وأضاف تيدروس أنه وموظف الأمم المتحدة موجودان الآن في الأردن. وتابع أن الرجل خضع لجراحة ناجحة قبل إجلائه للحصول على مزيد من العلاج. وكان تيدروس في اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفين تابعين للأمم المتحدة محتجزين هناك، وتقييم الوضع الإنساني.