يهدد تصعيد الميليشيات الحوثية في اليمن على الصعيد العسكري، لا سيما في محافظتي تعز ولحج، بنسف التهدئة الهشة، وعرقلة الجهود الإقليمية والأممية الرامية إلى إحلال السلام، حيث شنت الجماعة هجمات في تعز واغتالت مسؤولا سابقا، الأحد، بالتزامن مع هجمات أخرى شنتها باتجاه يافع في محافظة لحج.
ووفق ما ذكرته مصادر يمنية محلية اغتالت الجماعة الانقلابية في هجوم بطائرة مسيّرة ضابطا برتبة عقيد يُدعى توفيق جباري الوقار بعدما استهدفت سيارته في منطقة الكدحة التابعة لمديرية المعافر إلى الغرب من مدينة تعز.
وفي حين كان الوقار يعمل نائباً لمدير الأمن في مديرية جبل حبشي، ذكرت المصادر أن آخرين معه أصيبوا خلال الهجوم الحوثي، الذي يأتي امتدادا لهجمات سابقة، من بينها محاولة اغتيال محافظ تعز نبيل شمسان.
إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري اليمني بأن ثلاثة من عناصر الحوثيين قتلوا، وأصيب خمسة في مواجهات مع قوات الجيش شرق مدينة تعز.
ونقلت الوكالة الرسمية «سبأ» عن مصدر عسكري قوله، إن عناصر الميليشيات الحوثية حاولت التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في مناطق الجهيم وكلابة شرق مدينة تعز، ولكن عناصر الجيش تصدت لمسلحي الجماعة وكبدتهم خسائر متعددة في الأرواح والمعدات العسكرية.
وقبل أيام اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بقصف معدات الشق والتعبيد في طريق الكدحة - تعز، بواسطة طائرات مسيّرة إيرانية الصنع، وفق ما أدلى به وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريحات رسمية.
وقال الإرياني إن «استهداف ميليشيا الحوثي معدات الشق والسفلتة يهدف إلى وقف العمل في المشروع الذي يهدف لتخفيف حدة الحصار الغاشم الذي تفرضه على محافظة تعز منذ ثمانية أعوام».
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإعلان موقف واضح وصريح من هذا الهجوم الإرهابي، باعتباره جريمة حرب وجريمة مرتكبة ضد الإنسانية، وملاحقة المسؤولين عنه، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
في سياق التصعيد الحوثي نفسه، ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن الميليشيات الحوثية هاجمت، الأحد، القوات الجنوبية المرابطة في يافع المتاخمة لمحافظة البيضاء، مستخدمة الأسلحة الثقيلة، مثل المدفعية والدبابات.
وذكرت المصادر أن القوات الجنوبية قامت بالرد على هجمات الميليشيات دون ورود أي تفاصيل أخرى عن الخسائر في صفوف الطرفين.
ومع المخاوف من أن يؤدي سلوك الحوثيين التصعيدي إلى إجبار القوات الحكومية اليمنية إلى اتخاذ خطط هجومية من شأنها أن تزيد من تعقيد مسارات السلام الذي تسعى إليه الأمم المتحدة ودول الإقليم، كان أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني أكدوا سعيهم لاستعادة صنعاء ومؤسسات الدولة المختطفة سلما أو حربا.
ووفق الإعلام الرسمي اليمني تفقد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، الأحد، القوات العسكرية في محور عتق بمحافظة شبوة، وأشاد بدور القوات في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من نظام الملالي في طهران.
وقال الفريق بن عزيز إن «أبناء القوات المسلحة يقفون صفاً واحداً ضد التمرد الحوثي الإرهابي، مستشعرين واجبهم الوطني والديني تجاه وطنهم وشعبهم».
وأفادت وكالة «سبأ» بأن بن عزيز، الذي رافقه في الزيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن منصور ثوابة، وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف الداعم للشرعية اللواء الركن سلطان البقمي، عقد اجتماعاً بقيادة المحور وقيادة الوحدات الفرعية، وناقش معهم الجاهزية القتالية، وآليات تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات العسكرية.