تصعيد الحوثيين باتجاه تعز ولحج يهدد بعرقلة جهود السلام اليمني

اغتيال ضابط بطائرة مسيّرة... والميليشيات تخسر 3 مسلحين

منظر عام لمدينة تعز اليمنية (رويترز)
منظر عام لمدينة تعز اليمنية (رويترز)
TT

تصعيد الحوثيين باتجاه تعز ولحج يهدد بعرقلة جهود السلام اليمني

منظر عام لمدينة تعز اليمنية (رويترز)
منظر عام لمدينة تعز اليمنية (رويترز)

يهدد تصعيد الميليشيات الحوثية في اليمن على الصعيد العسكري، لا سيما في محافظتي تعز ولحج، بنسف التهدئة الهشة، وعرقلة الجهود الإقليمية والأممية الرامية إلى إحلال السلام، حيث شنت الجماعة هجمات في تعز واغتالت مسؤولا سابقا، الأحد، بالتزامن مع هجمات أخرى شنتها باتجاه يافع في محافظة لحج.

ووفق ما ذكرته مصادر يمنية محلية اغتالت الجماعة الانقلابية في هجوم بطائرة مسيّرة ضابطا برتبة عقيد يُدعى توفيق جباري الوقار بعدما استهدفت سيارته في منطقة الكدحة التابعة لمديرية المعافر إلى الغرب من مدينة تعز.

وفي حين كان الوقار يعمل نائباً لمدير الأمن في مديرية جبل حبشي، ذكرت المصادر أن آخرين معه أصيبوا خلال الهجوم الحوثي، الذي يأتي امتدادا لهجمات سابقة، من بينها محاولة اغتيال محافظ تعز نبيل شمسان.

إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري اليمني بأن ثلاثة من عناصر الحوثيين قتلوا، وأصيب خمسة في مواجهات مع قوات الجيش شرق مدينة تعز.

ونقلت الوكالة الرسمية «سبأ» عن مصدر عسكري قوله، إن عناصر الميليشيات الحوثية حاولت التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في مناطق الجهيم وكلابة شرق مدينة تعز، ولكن عناصر الجيش تصدت لمسلحي الجماعة وكبدتهم خسائر متعددة في الأرواح والمعدات العسكرية.

وقبل أيام اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بقصف معدات الشق والتعبيد في طريق الكدحة - تعز، بواسطة طائرات مسيّرة إيرانية الصنع، وفق ما أدلى به وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريحات رسمية.

وقال الإرياني إن «استهداف ميليشيا الحوثي معدات الشق والسفلتة يهدف إلى وقف العمل في المشروع الذي يهدف لتخفيف حدة الحصار الغاشم الذي تفرضه على محافظة تعز منذ ثمانية أعوام».

وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإعلان موقف واضح وصريح من هذا الهجوم الإرهابي، باعتباره جريمة حرب وجريمة مرتكبة ضد الإنسانية، وملاحقة المسؤولين عنه، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

رئيس هيئة أركان الجيش اليمني صغير بن عزيز يتفقد الوحدات العسكرية في مدينة عتق بشبوة (سبأ)

في سياق التصعيد الحوثي نفسه، ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن الميليشيات الحوثية هاجمت، الأحد، القوات الجنوبية المرابطة في يافع المتاخمة لمحافظة البيضاء، مستخدمة الأسلحة الثقيلة، مثل المدفعية والدبابات.

وذكرت المصادر أن القوات الجنوبية قامت بالرد على هجمات الميليشيات دون ورود أي تفاصيل أخرى عن الخسائر في صفوف الطرفين.

ومع المخاوف من أن يؤدي سلوك الحوثيين التصعيدي إلى إجبار القوات الحكومية اليمنية إلى اتخاذ خطط هجومية من شأنها أن تزيد من تعقيد مسارات السلام الذي تسعى إليه الأمم المتحدة ودول الإقليم، كان أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني أكدوا سعيهم لاستعادة صنعاء ومؤسسات الدولة المختطفة سلما أو حربا.

ووفق الإعلام الرسمي اليمني تفقد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، الأحد، القوات العسكرية في محور عتق بمحافظة شبوة، وأشاد بدور القوات في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من نظام الملالي في طهران.

وقال الفريق بن عزيز إن «أبناء القوات المسلحة يقفون صفاً واحداً ضد التمرد الحوثي الإرهابي، مستشعرين واجبهم الوطني والديني تجاه وطنهم وشعبهم».

وأفادت وكالة «سبأ» بأن بن عزيز، الذي رافقه في الزيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن منصور ثوابة، وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف الداعم للشرعية اللواء الركن سلطان البقمي، عقد اجتماعاً بقيادة المحور وقيادة الوحدات الفرعية، وناقش معهم الجاهزية القتالية، وآليات تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات العسكرية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.