منظمة دولية: الوساطة السعودية ـ العمانية خفضت العنف السياسي في اليمن

تحذيرات أممية من موجة فيضانات ستضرب 9 محافظات

آثار استهداف الحوثيين للمنازل السكنية في غربي مدينة تعز اليمنية (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق)
آثار استهداف الحوثيين للمنازل السكنية في غربي مدينة تعز اليمنية (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق)
TT
20

منظمة دولية: الوساطة السعودية ـ العمانية خفضت العنف السياسي في اليمن

آثار استهداف الحوثيين للمنازل السكنية في غربي مدينة تعز اليمنية (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق)
آثار استهداف الحوثيين للمنازل السكنية في غربي مدينة تعز اليمنية (اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق)

رصدت منظمة دولية معنية بمراقبة النزاعات في العالم انخفاض العنف السياسي في اليمن إلى أدنى مستوياته خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، وتوقعت أن يستمر كذلك خلال الشهر الحالي، وربطت ذلك بجهود الوساطة السعودية - العمانية ولقاء الوسطاء بقيادة الحوثيين في صنعاء.

وبحسب مشروع بيانات الصراع المسلح، فقد انخفض الشهر الماضي العنف السياسي في اليمن بنسبة 30 في المائة مقارنة بالشهر السابق، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ بداية الحرب.

وذكر المشروع أن الانخفاض الحاد تزامن مع زيارة الفريقين السعودي والعماني، بقيادة السفير السعودي محمد آل جابر، العاصمة اليمنية، صنعاء، وسط مفاوضات لإحلال السلام.

وأضاف أنه، رغم عدم الإعلان عن أي اتفاق عقب الزيارة، أعقب ذلك بوادر انفراج في الأيام التالية، من خلال إتمام أكبر عملية تبادل للمحتجزين بين طرفي الصراع.

وبين المشروع أن المفاوضات تركز على إعادة فتح الموانئ والمطارات اليمنية، ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والمحادثات المباشرة بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، والانتقال السياسي لمدة عامين.

المشروع المعني بمراقبة النزاع المسلح في أكثر من 50 بلداً حول العالم، قال إنه من المرجح أن يستمر انخفاض العنف المرتبط بمفاوضات السلام خلال شهر مايو (أيار) الحالي.

في غضون ذلك، نبهت «منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) إلى فيضانات جديدة ستضرب 9 من المحافظات اليمنية خلال الأسبوع المقبل، نتيجة هطول الأمطار الغزيرة.

وذكرت المنظمة أنه من المرجح بشكل خاص أن تؤثر الفيضانات المتوقعة على أكثر من 5 آلاف شخص في حوض وادي زبيد (الحديدة وذمار وإب)، وأكثر من 2000 شخص في حوض وادي سهام (صنعاء وريمة والحديدة)، وفي حوض وادي مور (حجة والحديدة)، وعلى أكثر من 1000 شخص في حوض وادي تبن (لحج والضالع وإب)، وفي الجزء الشمالي من وادي حرض (غرب صعدة)، وأكثر من 800 شخص في وادي رماع (ريمة وذمار)، وفي وادي بنا (أبين ولحج والضالع)، ونحو 700 في وادي سردد (المحويت وصنعاء)، حيث ينصح بشدة بتجنب التعرض للمخاطر وتنفيذ خطط الطوارئ.

وبحسب نشرة الإنذار المبكر الخاصة بتوقعات الطقس، فقد استمرت الأمطار الغزيرة في التأثير على معظم حقول الفيضانات في اليمن، وتسببت في حدوث انهيار كبير في السدود أدى إلى مقتل 4 أشخاص في المحويت، ومن المناطق الأخرى التي شهدت هطول أمطار غزيرة أدت إلى غرق الشوارع والمنازل، مخلِّفة وراءها دماراً، وسط إب وجزء كبير من المرتفعات.

ومع تأكيد النشرة أن الأجزاء الغربية من اليمن ستشهد هطول أمطار غزيرة، توقعت أن تكون أيام الجفاف المتتالية هي سمة النصف الشرقي من البلاد، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى موجات من الغبار ستؤثر على الإنسان والماشية، وتسبب تحديات صحية خطيرة.

ونبهت إلى استمرار ظهور الجراد الصحراوي المتناثر غير الناضج في جميع أنحاء البلاد، مع تأكيد مشاهدته على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن، وتشير التوقعات إلى أنه مع استمرار هطول الأمطار، من المرجح أن يستمر وجود الجراد الصحراوي في الأسبوع المقبل، خصوصاً على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن.


مقالات ذات صلة

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

العالم العربي إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أظهرت الأيام الأولى من أنشطة الحوثيين لتنظيم المراكز الصيفية عزوف السكان عن إلحاق أطفالهم بها، ومنعت الضربات الأميركية قادة الجماعة من الظهور في فعاليات التدشين

وضاح الجليل (عدن)
الخليج زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)

خلال أسبوع... 5 محطات من المشاورات الثنائية تعزّز مستوى التنسيق بين الرياض وواشنطن

شهد التنسيق السعودي - الأميركي 5 محطات من المباحثات الثنائية خلال أسبوع، تضمّنت مشاورات سياسية ودفاعية إلى العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي عمار البكار الذي كان بجوار والده على الرصيف لحظة وفاته بسبب الجوع (إكس)

وفاة جائع تفضح مزاعم الحوثيين عن توزيع أموال الزكاة

كشفت وفاة شخص من الجوع في مدينة إب اليمنية مزاعم الجماعة الحوثية عن إنفاق الأموال التي تجمعها بمسمى الزكاة، في حين تواصل الجماعة جمع الجبايات لمجهودها الحربي.

وضاح الجليل (عدن)
خاص مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

خاص وزير يمني: الضربات الأميركية تفقد الحوثيين 30 في المائة من قدراتهم العسكرية

تواجه الجماعة المدعومة من إيران حالة من الارتباك العميق، وفقاً لمسؤول يمني رفيع، كشف عن أن الجماعة خسرت ما يقارب 30 % من قدراتها العسكرية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أتباع الحوثيين بجوار لوحة إعلانية تظهر صورة مفبركة لسفينة تحترق وهي ترفع العلم الأميركي (غيتي)

ضربات واشنطن تستنزف الحوثيين رغم التكتم على الخسائر

تواجه الجماعة الحوثية مأزقاً غير مسبوق بعد استهداف الولايات المتحدة الواسع لقدراتها العسكرية وقادتها الميدانيين، وعجزها عن الرد عليها أو إحداث توازن بالمواجهة.

وضاح الجليل (عدن)

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
TT
20

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارته إلى دولة الكويت ضمن جولة خليجية استمرت 3 أيام شملت قطر، حيث أجرى مباحثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وصفها خبراء بأنها «مهمة بالنظر إلى توقيتها وما يجري في المنطقة»، كما حملت «أهدافاً سياسيةً واقتصاديةً» معاً.

تناولت القمة المصرية - الكويتية مختلف القضايا وشواغل المنطقة بحضور وفدي البلدين، حيث تم التأكيد على «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل»، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وأكدت مصر والكويت «الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار»، وشددت الدولتان «على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وتعكس زيارة السيسي ومباحثاته في الكويت «وحدة موقفي البلدين وتنسيقهما معاً بشكل كامل ومع مختلف الدول الخليجية والعربية في وقت حساس ومهم بشأن القضية المحورية، وهي القضية الفلسطينية، وكذلك القضايا الأخرى المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة»، وفق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري.

الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

وشدد بكري لـ«الشرق الأوسط» على أن الرسالة التي خرجت من تلك المباحثات هي «التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في تنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار، باعتبارها هدفاً محورياً ومهماً، ليظهر للعالم الإصرار العربي على موقف موحد برفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم».

بيان الرئاسة المصرية أكد كذلك تناول المباحثات للتطورات في سوريا والسودان، حيث أكد الرئيس المصري وأمير الكويت دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة.

وأكد أمير الكويت أن زيارة الرئيس المصري لبلاده «تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعدُّ فرصة لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية»، معرباً «عن تقديره لدور مصر التاريخي والمحوري في تطوير وتنمية دول الخليج، وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي» وفق ما قالت الرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد السيسي «حرص مصر على تعزيز التعاون مع الكويت في كافة المجالات، بالأخص المجال الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين».

السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)

ويرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة تأتي للتأكيد على أهمية دور «دول معسكر الحكمة»، على حد وصفه، والمتمثلة في دول الخليج ومصر والأردن، في قيادة العمل العربي في ظروف صعبة لم تمر بها المنطقة منذ حرب عام 1973».

وأوضح النصف أن «المنطقة تعاني من حرب دامية في غزة وحروب وصراعات في نصف الدول العربية تقريباً، سواء السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وكذلك هناك شبح قيام حرب بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن حروب تجارية يمر بها العالم وتحولات تجعل هناك ضغوطاً كبيرةً على استقرار الدول العربية، وكذا اقتصاداتها، ومن ثم تأتي مثل هذا الزيارة ضمن جهود التنسيق العربي الخليجي من أجل إنهاء الحروب وإحلال السلام».

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الزيارة التقى الرئيس المصري في جلستي مباحثات منفصلتين كلاً من الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة، حيث تم التأكيد على نفس مواقف البلدين بشأن قضايا المنطقة والرغبة في استمرار التعاون من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي للبلدين وجميع شعوب الشرق الأوسط.

وكان السيسي قد عقد مباحثات موسعة، الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبيل توجهه للكويت، وشملت التأكيد على ذات المواقف السياسية فيما يتعلق بغزة والصراعات في الدول الأخرى بالمنطقة.