انطلقت من القاهرة، الأحد، أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان، تحمل نحو 70 طناً من الأغذية والمستلزمات الطبية، ويُتوقع وصولها إلى الأراضي السودانية ليلة رأس السنة.
وتشمل القافلة التي أعدَّها «الهلال الأحمر المصري» سلالاً غذائية، وأدوية، ومستلزمات إيواء تشمل مراتب وبطاطين وأغطية شتوية ومستلزمات إغاثية، وهي مواد تم اختيارها وفق الأولويات التي جرى التنسيق بشأنها مع «الهلال الأحمر السوداني».
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي، نائبة رئيس «الهلال الأحمر المصري»، الدكتورة مايا مرسي، خلال حضورها انطلاق القافلة، الأحد، أنها تُعد أول قافلة برية ستقطع مسافة نحو ألفي كيلومتر للوصول إلى الأراضي السودانية؛ حيث من المنتظر أن تصل ليلة رأس السنة، ويصاحبها وفد من متطوعي «الهلال الأحمر المصري».
وأشارت مايا مرسي إلى أن «القافلة تعد رسالة دعم مصرية للشعب السوداني، في مساعيه لتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمر بها في الوقت الراهن»، كما أنها «ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في دعم الأشقاء بالسودان، حتى تجاوز الأزمة الراهنة».
وحسب الوزيرة المصرية، سبق أن أرسلت مصر منذ 2023 ثلاث شحنات معونات، تزيد على ألف طن مساعدات إنسانية مقدمة من «الهلال الأحمر المصري» إلى نظيره السوداني عن طريق السفن، شملت معونات طبية ومستلزمات إعاشة وسلالاً غذائية.
أستاذ النقل والهندسة بجامعة الأزهر، الدكتور إبراهيم مبروك، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسافة الأكبر التي ستقطعها القافلة ستكون داخل الأراضي المصرية، من القاهرة إلى أسوان، وبعدها ستكون داخل الأراضي السودانية»، موضحاً أن «الرحلة لن تكون مرهقة، فحالة الطرق جيدة؛ خصوصاً داخل الأراضي المصرية».

وأكدت وزيرة التضامن المصرية، الأحد، أن «هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتحرك المستمر لدعم الشعب السوداني»، لافتة إلى أن «إطلاق القافلة من مقر (الهلال الأحمر) رسالة مهمة تؤكد الدور الإنساني والإغاثي له في إنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول الشقيقة، وكذلك لمتطوعيه البالغين 65 ألف شخص».
مديرة البرنامج الأفريقي بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بمصر، الدكتورة أماني الطويل، ترى أن «القافلة تحمل رسالة إنسانية وسياسية مهمة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «القافلة تعبِّر عن تضامن الشعب المصري مع أشقائه بالسودان ومساندته لهم، وكذلك تؤكد الموقف المصري الرسمي المساند للسودان ومساعي إنهاء الحرب». ووفق أماني الطويل، فإنه «من الطبيعي أن تقوم مصر بالتنسيق السياسي والأمني مع السلطات السودانية، لضمان سلامة القافلة».
وتحدثت وزيرة التضامن المصرية في إفادتها، الأحد، عن جهود «الهلال الأحمر المصري» في تقديم المساعدات للشعب السوداني، مؤكدة أنه «لعب دوراً مهماً في دعم وإغاثة الأشقاء في السودان، منذ اندلاع الأزمة عام 2023 وحتى الآن؛ حيث قدَّم مساعدات وخدمات إنسانية للسودانيين، شملت مساعدات إغاثية، ودعماً غذائياً، ومستلزمات النظافة الشخصية»، فضلاً عن «تقديم مساعدات للأشقاء السودانيين بمصر، تمثلت في نقلهم عبر المحافظات، وخدمة إعادة الروابط العائلية، وتشمل مكالمات هاتفية وعبر الإنترنت، وشحن هواتف، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية، والكشف الطبي، والدعم النفسي، وتجهيز العيادات في المعابر».




