الجزائر: إطلاق ترتيبات لإدانة جرائم الاستعمار الفرنسي

مؤشرات رغبة الحكومة في الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال تثير جدلاً حاداً

صورة لأحد التفجيرات النووية في الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)
صورة لأحد التفجيرات النووية في الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)
TT

الجزائر: إطلاق ترتيبات لإدانة جرائم الاستعمار الفرنسي

صورة لأحد التفجيرات النووية في الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)
صورة لأحد التفجيرات النووية في الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)

لم يمنع تتابع مؤشرات الصلح بين الجزائر وباريس، الحكومة الجزائرية من إطلاق إجراءات في الميدان تخص توثيق الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي (1830-1962) بحق البيئة. في حين يثار جدال كبير حول طلب رفعه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، للإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال الذي يُعد سجنه أحد أسباب توتر العلاقة مع فرنسا.

مراسم إطلاق ترتيبات لتجريم جرائم الاستعمار بحق البيئة (وزارة البيئة)

وأُعلن، الاثنين، بالجزائر العاصمة عن تشكيل «لجنة وطنية متعددة القطاعات» مكلفة بتوثيق «الجرائم البيئية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر ودراسة آثارها»، بخاصة في المناطق المتضررة من الأنشطة المدمّرة للطبيعة، وعلى رأسها التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في صحراء الجزائر مطلع ستينات القرن الماضي.

وجرت مراسم إطلاق اللجنة بمقر وزارة البيئة، بإشراف وزيرة القطاع كوثر كريكو ووزير المجاهدين وذوي الحقوق عبد المالك تشريف، وبحضور المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالطاقة والمناجم والبيئة، أمين معزوزي.

وتندرج هذه المبادرة، حسب الحكومة، في إطار «مشروع الذاكرة البيئية الاستعمارية»، تماشياً مع التوصيات المنبثقة عن مؤتمر نُظم في الثالث من الشهر الجاري بالجزائر العاصمة، بحث في «المخلفات البيئية للاستعمار في أفريقيا: حقائق تاريخية وتداعيات إيكولوجية – حالة الجزائر».

وزيرا البيئة والمجاهدين (إعلام وزاري)

تُشرف على «اللجنة» هيئتان وطنيتان هما «المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954» التابع لوزارة المجاهدين، و«المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة» التابع لوزارة البيئة. وتضم اللجنة ممثلين عن قطاعات الدفاع الوطني والداخلية والنقل والزراعة والتنمية الريفية والصيد البحري والموارد المائية والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة.

وفي كلمة لها بالمناسبة، وصفت الوزيرة كريكو هذا المشروع بأنه «حجر الزاوية في مسار ترسيخ مفهوم الذاكرة البيئية، بوصفه محوراً أساسياً من محاور الذاكرة الوطنية»، مشددة على أهمية «حصر وتوثيق جميع المناطق المتضررة من ويلات الاستعمار في الجزائر وأفريقيا، ورصد آثاره البيئية والبشرية التي ما تزال قائمة إلى اليوم».

ولفتت الوزيرة إلى أن إطلاق المشروع «يتزامن مع اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة، المصادف لـ6 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، ما يشكّل مناسبة لتجديد التأكيد على أن البيئة ليست ساحة معركة، بل فضاء مشترك للحياة والأمن واستقرار الشعوب».

لقطات مركّبة لأحد مواقع التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية (أرشيفية)

ومن جانبه، أكد وزير المجاهدين أن الجزائر «تطمح إلى أداء دور ريادي على الصعيد الأفريقي، في توثيق وجمع المعلومات المتعلقة بتداعيات التدمير المنظم الذي طال الإنسان والطبيعة خلال الاستعمار»، موضحاً أن «هذه الجهود ترمي إلى إحياء الوعي الجماعي حول تلك المرحلة المظلمة من تاريخ الأمة الجزائرية».

ووفق الوزير نفسه «يمثل مشروع الذاكرة البيئية الاستعمارية خطوة نوعية في توسيع مفهوم الذاكرة الوطنية، من خلال مقاربة تسليط الضوء على البعد الإنساني والبيئي لجرائم الاستعمار الفرنسي».

وأشار إلى أن هذا العمل المشترك بين قطاعي المجاهدين والبيئة «يعكس إرادة الدولة الجزائرية في توثيق جميع الأبعاد التاريخية والإنسانية والبيئية للجرائم الاستعمارية، بما يكرّس العدالة التاريخية والبيئية على المستويين الوطني والأفريقي».

من جهته، أكد مدير «المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة»، كريم عراب، أن الدراسات المنجزة في مجال البيئة «كشفت حجم وفظاعة الجرائم التي ارتُكبت خلال الحقبة الاستعمارية»، مؤكداً أن «هذه اللجنة الوطنية ستُعمق الدراسات وفق مقاربة علمية دقيقة لتحديد الأضرار الناتجة عن الممارسات المخالفة للقوانين والمعايير الدولية».

الرئيسان الجزائري والفرنسي في قمة المناخ بشرم الشيخ 2022 (الرئاسة الجزائرية)

وتضع الجزائر «اعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار» ضمن مطالبها المتعلقة بـ«الذاكرة»، مقابل تردد فرنسا في الاستجابة لهذا الطلب، ما شكّل أحد أكبر المشكلات بين البلدين، وتسبب في تغذية التوترات التي تعيشها العلاقات الثنائية منذ أكثر من عام، والتي اندلعت بسبب اعتراف «الإليزيه» بسيادة المغرب على الصحراء.

وظهرت في الأسابيع الماضية مؤشرات انفراجة، من خلال تصريحات إيجابية تم تبادلها بين ضفتي البحر المتوسط. كما يرتقب أن تزور الأمينة العامة لوزارة الخارجية الفرنسية آن ماري ديكوت الجزائر، في مستقبل قريب، لاستئناف الحوار حول مسائل الهجرة السرية ومحاربة الإرهاب، التي توقفت بسبب الأزمة الدبلوماسية.

صورة مركبة للرئيسين الجزائري والألماني نشرتها الرئاسة الجزائرية بمناسبة طلب الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال

وفي السياق، أثار نشر الرئاسة الجزائرية، الاثنين، رسالة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى الرئيس عبد المجيد تبون، تضمنت «بادرة إنسانية» لصالح الكاتب الفرنسي - الجزائري المسجون بوعلام صنصال، تتمثل في إصدار عفو عنه، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث علّق العديد من الناشطين السياسيين والصحافيين، بأن السلطات الجزائرية «أظهرت مؤشرات قوية على قرب الإفراج عن صنصال»، برغم أنها كانت تتهمه حتى وقت قريب بـ«الخيانة والتعاون مع جهات أجنبية».

الكاتب بوعلام صنصال (حسابات ناشطين معارضين لسجنه)

وجاء في رسالة الرئيس الألماني: «لقد طلبت من نظيري الجزائري العفو عن بوعلام صنصال، وستكون هذه المبادرة تعبيراً عن روح إنسانية ورؤية سياسية مستنيرة، كما تعكس أيضاً علاقتي الشخصية الوطيدة بالرئيس تبون والعلاقات الممتازة بين بلدينا».

وأكدت الصحافة الألمانية أن طلب شتاينماير تضمن أيضاً رغبة برلين في نقل صنصال إلى ألمانيا للعلاج.

وأشار ناشطون باستهجان، عبر حساباتهم، إلى رفض الحكومة طلبات متكررة للإفراج عن نشطاء الحراك الذين يفوق عددهم 180 والذين دانتهم المحاكم بسبب مواقفهم من سياساتها. كما أثيرت قضية المؤرخ محمد الأمين بلغيث المسجون بسبب تصريحات عُدّت مسيئة للأمازيغية والناطقين بها.

أستاذ التاريخ محمد الأمين بلغيث (متداولة)

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناشد تبون، في مناسبات عدّة، إطلاق سراح الكاتب السبعيني الذي اعتُقل منذ عام وحكم عليه بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ، بسبب تصريحات لمنصة إخبارية محسوبة على اليمين الفرنسي المتشدد، زعم فيها أن «أراضي واسعة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وأن الاستعمار الفرنسي اجتزأها منه.

اقرأ أيضاً

«ستكون هذه المبادرة تعبيراً عن روح إنسانية ورؤية سياسية مستنيرة، كما تعكس أيضاً علاقتي الشخصية الوطيدة بالرئيس تبون والعلاقات الممتازة بين بلدينا».

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير


مقالات ذات صلة

الرياضة صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

اختبار البداية يبتسم للعرب في العرس الأفريقي بالمغرب

سجلت المنتخبات العربية حضوراً لافتاً في المباريات الافتتاحية مؤكدة أنها تدخل المنافسة برؤية واضحة وثقة فنية تعكس تطور كرة القدم العربية على الساحة القارية.

كوثر وكيل (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء البرلمان الجزائري خلال تصويتهم بالإجماع على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي للجزائر (أ.ب)

البرلمان الجزائري يصادق بالإجماع على قانون يُجرّم الاستعمار الفرنسي

صادق البرلمان الجزائري بالإجماع، الأربعاء، على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830 - 1962)، ويصفه بأنه «جريمة دولة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من جولة لحوار الرئاسة مع الأحزاب في 21 مايو 2024 (الرئاسة)

الجزائر: سباق مبكر بين المعسكر الرئاسي والتيار الديمقراطي على «استحقاقات 2026»

مع اقتراب موعد الانتخابات الجزائرية، المقررة في 2026، بدأت الساحة السياسية تستعيد بعض حيويتها، بعد فترة من الركود والجمود أعقبت توقيف الحراك الشعبي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا وزير العدل (وسط) مع البرلماني صاحب مقترح تعديل قانون الجنسية (البرلمان)

الجزائر: مسؤول يهوّن من المخاوف بشأن «إسقاط الجنسية» عن المعارضين

هوَّن مسؤول حكومي رفيع من المخاوف المرتبطة بأحد نصين سيناقشان في البرلمان الجزائري، مؤكداً أنه «لا يستهدف أصحاب الرأي المخالف».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

البرهان وإردوغان يناقشان «التعاون الدفاعي»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)
TT

البرهان وإردوغان يناقشان «التعاون الدفاعي»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان، آخر التطورات في السودان، و«التعاون الدفاعي» بين الجانبين، في ظل التطورات الأخيرة في السودان، وضمنها تحقيق «قوات الدعم السريع» تقدماً في ولاية شمال دارفور قرب الحدود مع تشاد.

واستقبل إردوغان، البرهان، بمراسم رسمية في القصر الرئاسي بأنقرة، أمس (الخميس)، ثم عقدا جلسة ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة بحضور عدد من الوزراء. وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية والتطورات في السودان، والخطوات الكفيلة بتحقيق الاستقرار الإقليمي، والتعاون الدفاعي بين أنقرة والخرطوم، حسبما ذكرت الرئاسة التركية.

وكانت تقارير كشفت سابقاً عن تزويد تركيا للجيش السوداني بطائرات مسيَّرة، العام الماضي، استخدمها لتحقيق تقدم مهم ضد «قوات الدعم السريع» في مناطق مثل الخرطوم والأبيض.

كما أعرب مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أحمد يلدز، قبل أيام، عن إدانة بلاده الشديدة لـ«الظلم» الذي تمارسه «قوات الدعم السريع» ضد المدنيين في السودان.


مصر تُعوّل على تغليظ عقوبات «المخالفات المرورية» للحد من حوادث السيارات

الحكومة المصرية تقر تعديلات على «قانون المرور» لتغليظ العقوبات على المخالفين (وزارة النقل المصرية)
الحكومة المصرية تقر تعديلات على «قانون المرور» لتغليظ العقوبات على المخالفين (وزارة النقل المصرية)
TT

مصر تُعوّل على تغليظ عقوبات «المخالفات المرورية» للحد من حوادث السيارات

الحكومة المصرية تقر تعديلات على «قانون المرور» لتغليظ العقوبات على المخالفين (وزارة النقل المصرية)
الحكومة المصرية تقر تعديلات على «قانون المرور» لتغليظ العقوبات على المخالفين (وزارة النقل المصرية)

تسعى مصر إلى الحد من حوادث السيارات عبر زيادة الغرامات وتغليظ العقوبات على المخالفات المرورية، وذلك من خلال تعديلات على بعض مواد «قانون المرور» أقرتها الحكومة تمهيداً لإحالتها إلى مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان).

ووافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، على تعديلات لبعض أحكام «قانون المرور»، مؤكداً أنها تهدف «إلى تعزيز إجراءات الردع العام، والحد من حوادث الطرق والمواصلات العامة بوجه عام»، وذلك وفق بيان حكومي استعرض تفاصيل المواد التي جرى اقتراح تعديلها.

وبلغ عدد وفيات حوادث الطرق في مصر 5260 حالة خلال العام الماضي، مقابل 5861 حالة في عام 2023، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 10.3 في المائة. في حين ارتفع عدد المصابين إلى نحو 76362 مصاباً، مقارنة بـ71016 مصاباً خلال العام الذي سبقه، بنسبة زيادة بلغت 7.5 في المائة، وذلك وفق إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة في مايو (أيار) الماضي.

ومن بين أبرز التعديلات التي أقرتها الحكومة تشديد العقوبات الخاصة بتسيير المركبات دون ترخيص أو بعد انتهاء الترخيص؛ حيث نصّت «على الضبط الإداري للمركبة، واستحقاق الضريبة السنوية كاملة عن فترة المخالفة، إلى جانب ضريبة إضافية تعادل ثلث الضريبة الأصلية، وذلك بحد أقصى 5 سنوات».

كما تم رفع قيمة الغرامات المفروضة على مخالفة مسارات السير، أو تجاوز السرعات المقررة، لتتراوح بين 2000 و10 آلاف جنيه (الدولار يساوي 47.5 جنيه في البنوك).

تطوير شبكة الطرق ليس كافياً للحد من حوادث السيارات في مصر (وزارة النقل المصرية)

ووصفت عضو لجنة «النقل والمواصلات» بمجلس النواب فريدة الشوباشي «التعديلات المقترحة بالإيجابية، في ظل الحاجة لترسيخ ثقافة الانضباط المروري التي تسمح بالحد من الحوادث».

وأضافت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الغرامات المالية الضئيلة في بعض المخالفات المرورية شجّعت كثيرين على التمادي في المخالفات، لافتة إلى أن بعض المخالفات التي يجري تحصيلها عن الحمولات الزائدة لسيارات النقل الثقيل، على سبيل المثال، أقل بكثير من الأضرار التي تسببها على الطرق، بالإضافة إلى خطورة الأمر من ناحية السلامة.

وشملت التعديلات التي أقرتها الحكومة «تغليظ العقوبات المتعلقة بتلويث الطرق أو قيادة مركبات تصدر أصواتاً مزعجة أو أدخنة كثيفة أو تحمل حمولات غير مؤمنة، لتبدأ العقوبة بغرامة مالية، وتتضاعف في حال تكرار المخالفة، مع سحب رخصة القيادة لمدة عام عند تكرارها للمرة الثالثة خلال المدد المحددة قانوناً».

كما نصت مواد أخرى على «الحبس أو الغرامة، أو الجمع بينهما، في حالات محددة مثل القيادة دون الحصول على رخصة تسيير أو رخصة قيادة، أو التلاعب باللوحات المعدنية، أو تعمد تعطيل حركة المرور، أو الاعتداء على أحد أفراد المرور أثناء تأدية عمله، مع مضاعفة العقوبة في حال تكرار المخالفة»، وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري الأربعاء.

وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الشرطة المتخصصة، مدحت قريطم، لـ«الشرق الأوسط»، أن التعديلات جاءت استجابة لدراسات أجرتها وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أنها ستُسهم حتماً، عند بدء تطبيقها، في الحد من الحوادث، لكنها لن تكون كافية ما لم تُستكمل بمنظومة متابعة شاملة لكل الجوانب المرتبطة بالمركبات، بما في ذلك رخص القيادة، ومدد عمل السيارات على الطرق، والفحص الدوري للتأكد من صلاحيتها للسير.

وتوقع قريطم أن يُجري البرلمان، خلال مناقشة القانون، تعديلات إضافية، في إطار التوجه نحو تغليظ العقوبات، عادّاً أن هذه التعديلات تُمثل «حلاً مؤقتاً» إلى حين إقرار قانون المرور الجديد، الذي جرى إعداده بالفعل، إلا أن إصداره تأخر لأسباب تتعلق بالبنية التكنولوجية الواجب توافرها التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية.

ونفّذت مصر خلال العقد الماضي «المشروع القومي للطرق» لتحسين جودتها، إلى جانب تدشين طرق جديدة. ووفق بيان سابق لوزارة النقل، فإن المشروع أدّى إلى وجود مصر في المركز الـ18 عالمياً العام الماضي بمؤشر جودة الطرق الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي»، بعدما كانت تحتل المركز الـ118 عام 2015.


تركيا تعِد ليبيا بتقرير كامل حول لغز سقوط «طائرة الحداد»

المنفي مستقبلاً سفير تركيا لدى ليبيا غوفين بيجيتش والوفد المرافق له الخميس (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي مستقبلاً سفير تركيا لدى ليبيا غوفين بيجيتش والوفد المرافق له الخميس (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

تركيا تعِد ليبيا بتقرير كامل حول لغز سقوط «طائرة الحداد»

المنفي مستقبلاً سفير تركيا لدى ليبيا غوفين بيجيتش والوفد المرافق له الخميس (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي مستقبلاً سفير تركيا لدى ليبيا غوفين بيجيتش والوفد المرافق له الخميس (المجلس الرئاسي الليبي)

نقلت السلطات التركية إلى سلطات غرب ليبيا، الخميس، تأكيدها أنها ستقدم «تقريراً كاملاً» حول لغز الطائرة المنكوبة التي كانت تقلّ رئيس الأركان العامة الفريق أول محمد الحداد، ورئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، وثلاثة من مرافقيهم، والتي سقطت بعد إقلاعها بقليل من تركيا، وتناثر حطامها في الأنحاء.

واستقبل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، في مكتبه بالعاصمة طرابلس، الخميس، السفير التركي لدى ليبيا، غوفين بيجيتش، ووفداً مرافقاً له؛ وذلك لتقديم تعازي القيادة التركية إلى المنفي والشعب الليبي في الحادث الأليم الذي أودى بالفريق أول محمد الحداد ومرافقيهم.

ونقل مكتب المنفي أن السفير التركي أعرب عن «بالغ الأسى والتأثر لهذا الحدث المؤلم»، مؤكداً «مواصلة السلطات التركية التحقيقات في ملف الحادث، وتقديم تقرير كامل حولها بعد اكتمال التحقيقات الجارية».

الوفد التركي خلال زيارته للمنفي (المجلس الرئاسي الليبي)

وقال مصدر مقرب من المجلس الرئاسي لـ«الشرق الأوسط» إن جهات التحقيق الليبية والتركية تعمل معاً لكشف ملابسات سقوط الطائرة، وما يكتنف ذلك من غموض، لكنه أشار إلى أن «تأخر صدور نتائج عينات الحمض النووي ومطابقتها مع ذوي الضحايا تسبب في تأجيل تأبين الضحايا، الذي كان مقرراً ظهر الخميس في أنقرة»، لافتاً إلى أن أسرة الحداد غادرت تركيا، بعد انتهاء إجراءات عينات الحمض النووي، وهو ما أكدته وسائل إعلام محلية.

وأسفر الحادث أيضاً عن وفاة مدير جهاز التصنيع العسكري، العميد محمود القطيوي، إضافة إلى مستشار رئيس الأركان محمد العصاوي، والمصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة محمد عمر أحمد محجوب.

وانضم وفد ليبي، الخميس، إلى جهات التحقيق العاملة في تركيا لفك لغز سقوط الطائرة، وقالت حكومة «الوحدة» إن وزير المواصلات دفع بوفد للمشاركة ومتابعة مستجدات التحقيق في الحادثة، وجمع البيانات والمعلومات الدقيقة، المتعلقة بخلفيات وملابسات الحادث. ونص القرار على أن يقدم الوفد تقريراً مفصلاً عن نتائج المهمة «بشكل عاجل فور العودة من انتهاء المهمة».

وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن اللجنة الليبية المشكّلة، والتي وصلت تركيا بعد الحادث بساعات، تباشر مهامها في التحقيق بالتعاون الكامل مع السلطات المختصة في جمهورية تركيا، وتبادل جميع المعلومات ذات الصلة بالحادث، مشيرة إلى أن فريق اللجنة يواصل العمل على استكمال الإجراءات اللازمة لنقل جثامين الشهداء إلى أرض الوطن، واتخاذ التدابير الفنية لأخذ عينات الحمض النووي (DNA) من الجثامين، ومقارنتها بعينات ذوي الشهداء وفق المعايير المعتمدة. ولفتت إلى أن مهام اللجنة تشمل كذلك مواصلة أعمال البحث والتحري عن حطام الطائرة، وذلك في إطار استكمال مجريات التحقيق والكشف عن ملابسات الحادث.

بدوره، قدم مجلس النواب التعزية في وفاة الحداد والفيتوري غريبيل ومرافقيهما، الذين توفوا في حادثة تحطم الطائرة.

عاجل ترمب: أميركا شنت ضربة قوية ضد «داعش» في شمال غرب نيجيريا