أجرى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، الجمعة، مشاورات مع مسؤولين في الحكومة الموازية، التي يرأسها قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، في العاصمة الكينية نيروبي، وهي خطوة يتوقع عدد من المراقبين للشأن السياسي أن تثير ردود فعل غاضبة من قبل الحكومة التي يقودها الجيش السوداني في مدينة بورتسودان الساحلية، الواقعة على البحر الأحمر.
وانخرط لعمامرة في مباحثات مع نائب رئيس المجلس الرئاسي لـ«حكومة تأسيس»، عبد العزيز آدم الحلو، وأعضاء من المجلس، أبرزهم الطاهر حجر ومبروك مبارك سليم. وقال المجلس الرئاسي في بيان، إن اللقاء جاء بطلب من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بهدف التباحث حول فرص إنهاء الحروب، وتحقيق السلام الشامل والعادل في السودان.

وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول أممي رفيع المستوى بقادة في «حكومة تأسيس»، وذلك منذ إعلانها رسمياً في أغسطس (آب) الماضي، عاصمتها نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور في غرب البلاد.
وفي أول خطاب له بعد إعلانه رئيساً للمجلس الرئاسي للحكومة، أبدى قائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، استعداده التام للتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وتوفير الحماية للقوافل الإنسانية الموجهة إلى جميع السودانيين المحتاجين في أي مكان بالبلاد.
ويعزز هذا اللقاء توقعات محللين سبق أن أشارت إلى أن المجتمع الدولي سيضطر للتعامل مع حكومة تأسيس، كـ«سلطة أمر واقع» في المناطق، التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، وحلفائها في إقليمي دارفور وكردفان.

وبحسب مصادر، فقد طرح المبعوث الأممي رؤية وخريطة طريق الأمم المتحدة لوقف الحرب في السودان، سبق أن ناقشها قبل يومين مع وفد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود»، بزعامة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك.
وأبدى «تحالف صمود» المناهض للحرب استعداده اللامحدود وغير المشروط للمساهمة في كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية، الرامية لوقف نزيف الحرب، داعياً المجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغوط على الأطراف المتقاتلة للقبول بآليات، تضمن انسياب المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والانخراط في التفاوض دون قيد أو شرط.
وفي وقت سابق، طالبت الحكومة السودانية كل المنظمات الدولية والحكومات، بإدانة خطوة تشكيل الحكومة الموازية، وعدم الاعتراف بها، معتبرة أي تعامل معها «تعدياً على السودان، وسيادة أراضيه».
وقال لعمامرة في تدوينة على منصة «إكس»، بعد وصوله إلى نيروبي الثلاثاء الماضي، إنه سيجري مناقشات لدفع جهود السلام مع الأطراف السودانية، بما في ذلك «تحالف تأسيس» المنشأ حديثاً، وناشد الجميع الانخراط في حوار بناء، يفضي إلى حل مستدام، وفقاً لبيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن الأوضاع في السودان.
ومن المقرر أن يزور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، العاصمة بورتسودان، عقب الانتهاء من سلسلة المشاورات مع أطراف الحرب السودانية الفاعلة في مدينة نيروبي، حول خريطة الطريق التي طرحتها الأمم المتحدة لوقف الحرب، وتحقيق السلام والاستقرار المنشود في السودان.

من جهة ثانية، أدّى السفير محيي الدين سالم اليمين الدستورية وزيراً للخارجية والتعاون الدولي، أمام عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس «السيادة السوداني» وقائد الجيش.
وقال سالم في تصريحات صحافية: «سندافع عن السودان في المحافل الإقليمية، وندين كل من يتآمر ضده»، مضيفاً أن العالم «يشهد متغيرات كبيرة، وسنغير طريقتنا بما يتناسب مع هذه المتغيرات بفهم وعقل مفتوح، حتى نصل إلى ما يحقق رغبات الشعب السوداني».
ودعا الوزير دول الإقليم والعالم إلى مراجعة مواقفهم تجاه السودان، وقال بهذا الخصوص: «نمد أيادينا لكل من أراد أن يتشارك معنا الخير».



