حقوقيون تونسيون: وقف «هيئة النفاذ إلى المعلومة» ضربة جديدة للشفافية

عدوا الخطوة «انتكاسة لمبدأ الرقابة على أعمال أجهزة الدولة»

من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون وحقوقيون وسط العاصمة للمطالبة برفع هامش الحريات (رويترز)
من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون وحقوقيون وسط العاصمة للمطالبة برفع هامش الحريات (رويترز)
TT

حقوقيون تونسيون: وقف «هيئة النفاذ إلى المعلومة» ضربة جديدة للشفافية

من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون وحقوقيون وسط العاصمة للمطالبة برفع هامش الحريات (رويترز)
من مظاهرة سابقة نظمها صحافيون وحقوقيون وسط العاصمة للمطالبة برفع هامش الحريات (رويترز)

عبَّر نشطاء سياسيون وحقوقيون في تونس عن استنكارهم لقرار السلطات وقف أعمال «هيئة النفاذ إلى المعلومة»، وعدوا الخطوة «ضربة جديدة لقطاع الصحافة ولمبدأ الشفافية والرقابة على أعمال أجهزة الدولة»، بينما أبدت هيئات ومنظمات حقوقية قلقها من التراجع الكبير في تداول المعلومات.

وندَّدت هذه المنظمات، بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بحل «الهيئة»، التي تعدُّ أحد مكتسبات ثورة 2011، عادّة أنه يُشكِّل خطوة تقلص مرة أخرى من الحقوق والحريات في البلاد. وأُنشئت الهيئة المستقلة بموجب قانون أساسي صدر في 24 مارس (آذار) 2016. وانتُخب أعضاؤها التسعة من صحافيين ومحامين وقضاة وإحصائيين، من قبل البرلمان في يوليو (تموز) 2017. وكانت الهيئة تتيح للصحافيين والمواطنين مطالبة الإدارات والمؤسسات الحكومية بتقديم بيانات ومعلومات. وقال زياد الدبار، نقيب الصحافيين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه «بعد هذا الإغلاق السري للهيئة، فإن الوصول إلى المعلومات أصبح مقيداً بشكل أكبر»، مضيفاً أنه «لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة إذا لم يكن هناك وصول إلى المعلومات. والآن لن تكون هناك سوى الروايات الرسمية، مما سيفضي إلى عمل دعائي». وبحسب حقوقيين وإعلاميين، «يمثل هذا القرار الذي يفرض أمراً واقعاً بتهديم أحد عناصر البناء الديمقراطي، الهيئات المستقلة»، وفقاً لما أشارت إليه أيضاً نقابة الصحافيين في بيان سابق ندَّدت فيه بحل الهيئة. بدوره، قال رمضان بن عمر، الناطق الرسمي لـ«المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»: «يبدو واضحاً أن السلطة تريد إغلاق جميع مصادر المعلومات. إنه خيار سياسي للتخلي عن الهيئات الدستورية»، التي أُنشئت بعد عام 2011، مضيفاً أن «مجال الحقوق والحريات يصبح أكثر وأكثر اختناقاً». ومنذ قرَّر الرئيس التونسي قيس سعيّد احتكار جميع السلطات منذ 25 يوليو 2021، تنتقد منظمات غير حكومية محلية ودولية تراجع الحقوق والحريات في تونس. في وقت يلاحَق فيه قضائياً كثيرٌ من الصحافيين والمدونين والمحامين والناشطين في مجال المنظمات الحقوقية، بموجب مرسوم رئاسي لمكافحة «المعلومات الزائفة»، يُنتقَد بشدة من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان. في وقت سابق وصفت منظمة «أنا يقظ»، الناشطة في مجال مكافحة الفساد ومراقبة أداء الحكومة والسلطة، على موقعها الرسمي، الخطوة بـ«عملية هدم لآخر قلاع الشفافية في البلاد»، بينما قالت نقابة الصحافيين التونسيين إنها «تقطع الطريق أمام كل صحافة جادة واستقصائية، ما يمثل ضربة قاصمة لما تبقَّى من إعلام مهني ومستقل».

وقالت «أنا يقظ»، في بيان، إن الخطوة الجديدة «خطيرة، وتمثل في جوهرها تعطيلاً لمرفق قضائي مستقل، وضرباً لحق التونسيات والتونسيين في النفاذ إلى المعلومة»، مؤكدة أن «ما يحدث اليوم لا يمكن فهمه إلا في إطار سياسة ممنهجة لضرب كل مؤسسات الشفافية والحوكمة ومكافحة الفساد».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيريه الأميركي ماركو روبيو، والباكستاني محمد إسحاق دار، الثلاثاء، تطورات الأوضاع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الدكتور المصري نبيل صيدح

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول.

«الشرق الأوسط» (دبي)
شمال افريقيا نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (إ.ب.أ)

استقالة الأمين العام لـ«اتحاد الشغل التونسي» قبل إضراب مرتقب

قالت مصادر نقابية تونسية إن نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، ​الذي يحظى بنفوذ كبير في البلاد، قدَّم استقالته، اليوم (الثلاثاء).

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا رئيس الحكومة التونسية الأسبق علي العريض (إ.ب.أ)

دفاع رئيس الحكومة التونسية الأسبق يطالب بمحاكمة حضورية

طالبت هيئة الدفاع عن رئيس الحكومة التونسية الأسبق، علي العريض، الموقوف منذ 3 سنوات بمحاكمة حضورية له في جلسة الاستئناف.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري أشاد بزيارته الأخيرة إلى الجزائر للمشاركة في أعمال الآلية الثلاثية حول ليبيا (إ.ب.أ)

الجزائر ومصر تؤكدان «دعمهما الكامل» لمسار الحل الليبي - الليبي

تبادل وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، الرؤى حول الأزمة الليبية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».


«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الثلاثاء، سيطرتها على منطقة «التقاطع» الاستراتيجية في ولاية جنوب كردفان، ونشر عناصر تابعون لها مقاطع مصورة تُظهر انتشارها هناك.

ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني بهذا الخصوص، مع استمرار تمدد «الدعم السريع» وحليفتها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، في مناطق واسعة من الإقليم.

وقالت «الدعم السريع»، في بيان نشر على منصة «تلغرام»، إن «قوات تأسيس» المتحالفة معها بسطت سيطرتها بالكامل على المنطقة الواقعة بين مدينتي كادوقلي والدلنج، وإن هذه الخطوة تأتي «ضمن عمليات الانفتاح العسكري وتأمين الخطوط المتقدمة»، كما أنها تمكنت من «تسلم عدد من المركبات العسكرية والأسلحة والذخائر».

وأوضح البيان أن «هذا الانتصار يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف استراتيجية في الولاية».

وتخضع مدن ولاية جنوب كردفان، خصوصاً العاصمة كادوقلي ومدينة الدلنج، لحصار خانق تفاقمت حدته عقب استيلاء «الدعم السريع» على مدينة بابنوسة، وبلدة هجليج النفطية، بولاية غرب كردفان، وانسحاب قوات الجيش التي كانت في تلك البلدات إلى دولة جنوب السودان.

من جهة ثانية، أفادت مصادر بأن الجيش السوداني شن هجمات بالطائرات المسيّرة الانتحارية والقتالية، على مواقع عدة لتمركزات «قوات الدعم السريع» حول مدينتي كادوقلي والدلنج، في محاولة لإيقاف تقدمها بالولاية.

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان (أ.ف.ب)

وتجدد القتال بضراوة في مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية بعد انضمام «الحركة الشعبية» إلى «قوات الدعم السريع»، وفصائل عسكرية أخرى، ضمن «تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)».

بدورها، قالت «الحركة الشعبية»، في بيان الثلاثاء، إنها سيطرت على حامية عسكرية تابعة للجيش السوداني في منطقة تقاطع البلف، على طريق الدلنج - كادوقلي. وأضافت أن قواتها تواصل التقدم الميداني في إطار عمليات تهدف للوصول إلى العاصمة كادوقلي.

والأسبوع الماضي سيطرت «قوات تأسيس» على بلدة برنو، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة كادوقلي، وبدأت تتوغل في المناطق الجبلية المحيطة بها.

وكانت منصات «الدعم السريع» قد تحدثت في الأيام الماضية عن تحشيد كبير لقواتها في مناطق بالقرب من كادوقلي بهدف تكثيف الضغط على الجيش والقوات المتحالِفة معه، وتعزيز مواقعها في مناطق استراتيجية بهدف تمهيد الطريق لمهاجمة المدينة.

وفي وقت سابق سيطرت «الحركة الشعبية» على منطقتي الكرقل والدشول، الواقعتين على الطريق الرئيسية المؤدية إلى الدلنج؛ ثانية كبرى مدن الولاية، واتهمت الجيش السوداني والقوات المتحالفة بـ«عدم السماح للمدنيين بالمغادرة واستخدامهم دروعاً بشرية».

ومنذ أشهر تفرض «قوات تأسيس» طوقاً محكماً على كل المناطق حول مدن جنوب كردفان، وتقطع طرق وخطوط الإمداد لقوات الجيش السوداني المحاصَرة داخل كادوقلي.