في خطوة تحمل كثيراً من الرمزية والإنسانية، لاقت مبادرة شعبية لإرسال مساعدات غذائية إلى أهل غزة عبر زجاجات وإلقائها في البحر، تفاعلاً مصرياً، في ظل ما يواجهه سكان القطاع من أزمة خانقة جرّاء الحصار والعمليات العسكرية المتواصلة.
بدأت الفكرة مع تداول مقاطع فيديو ترصد قيام مصريين من أمام مياه البحر المتوسط يقومون بإلقاء زجاجات بلاستيكية معبئة بحبوب ومواد غذائية جافة، في البحر، على أمل أن تصل إلى أهالي غزة.
ومع تناقل تلك المقاطع، ثمَّنها رواد «السوشيال ميديا» في مصر سريعاً، الذين أطلقوا عليها «رسائل البحر»، استلهاماً من العادة القديمة برمي الزجاجات في البحر، داعين إلى توسيع الفكرة والمشاركة، كرسالة تضامن مع الفلسطينيين ولو بشكل رمزي.
@alitalaat40 تنفيذ فكرة #مساعدة #أهلنا في غzة من #رفح #المصرية أهالى #شمال_سيناء بإرسال #الطعام عن طريق #زجاجات #المياة ❤️
ويقول «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، إن ما يقرب من ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة، ويعاني الآلاف من سوء التغذية الحاد، وتتحدث «منظمة الصحة العالمية» وأطباء في القطاع عن وفاة أطفال وآخرين بسبب الجوع.
كما راقت الفكرة لكثيرين، لافتين إلى أنه من خلالها يمكن «كسر حصار غزة». وتصاعدت حدة الانتقادات التي وجهها عديد من المنظمات الدولية والدول الحليفة لإسرائيل بشأن الحرب على غزة ومسؤولية تل أبيب في «حصار وتجويع الفلسطينيين» في القطاع وقطع الإمدادات الغذائية والطبية عنهم.
امبارح شوفت بوست لحد من اخواتنا فى غز.ة بيقول ارموا حتى زجاجات طعام فى البحرممكن توصلنا فقولت اشوف هل فعلا ممكن ولا لاوفعلا لقيت الموضوع فيه إمكانيةسنكسر حصار غزة من اماكننا بدون ان نتحركالي سكان ساحل مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغربالفكرة قائمة علي الاتي pic.twitter.com/H0fkaIoipi
— Mahmoud elnaml (@MElnaml) July 23, 2025
كما لجا آخرون إلى خلق صور عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، تعكس مشاركة كثيرين في إلقاء الزجاجات، كنوع من التحفير للفكرة. وطالب رواد أن تحذو الدول الأخرى المطلة على البحر المتوسط بالسير على نفس النهج، وإيصال المساعدات عبر الزجاجات، كنوع من المساندة والدعم وجبر الخاطر للفلسطينيين.
«الزجاجة طريق الحياة ل #غزة من سواحلنا إلى قلوب الجياع حين تُغلق المعابر نفتح البحرحين يُمنع الطعام نحمله على الموجفكرتنابسيطةوإنسانيةوصادمة للعالم:زجاجة نظيفة .نضع فيها كيلو أرز، عدس، قمح أو أي طعام جاف.نغلقها بإحكام،ثم نُلقيها في البحر وستصل ع سواحل غزة#فلسطين #معبر_رفح pic.twitter.com/LE6uBZc5O1
— Yara (@Yerosh_lebanon) July 24, 2025
في المقابل، انتقد رواد آخرون المبادرة، لكونها لا تبنى على أي أساس منطقي، وتنم عن فكر غير واقعي، ما يجعلها أقرب إلى مغامرة غير محسوبة بدلاً من كونها حلاً فعالاً.
«النباهة» اللي في موضوع رمي نعمة ربنا في البحر لمساعدة غزة، بتوضح ببساطة ليه وازاي القضية الفلسطينية وصلت للي هي فيه.. هي الدماغ دي بالظبط!
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) July 24, 2025
بينما أشار البعض إلى صعوبة وصول تلك الزجاجات إلى غزة بسبب التيارات البحرية. لفت آخرون إلى أن الزجاجات البلاستيكية ستتحلل في البحر خلال أيام قليلة، ما يجعلها مصدراً للتلوث البحري.

نائب رئيس جمعية خيرية بمحافظة شمال سيناء، تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، حسن أبو رويس، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مبادرة إرسال مساعدات غذائية إلى أهل غزة عبر زجاجات وإلقائها في البحر، وجدت صدى بين مواطني شمال سيناء خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما رُوّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإيمان منهم بأهمية مساندة ودعم الفلسطينيين خلال الفترة الحالية بحصولهم على إمدادات غذائية.
وأشار إلى أن بعض المواطنين والأسر في مدينة العريش تحديداً، بدأت في تنفيذ الفكرة فعلياً كمبادرة شخصية، وكنوع من الدعم، حيث يجلبون حبوب الأرز والعدس والحبوب، ويقومون بتعبئة نصف الزجاجة، للسماح لها بالطفو لعلها تصل إلى أهل غزة.




