أنباء عن مقتل وإصابة عشرات في غارة بمُسيرة على مستشفى بغرب كردفان

الجيش السوداني: سحقنا هجوماً كبيراً لـ«الدعم السريع» على مدينة بابنوسة

مستشفى «المجلد» بولاية غرب كردفان قبل أنباء تعرضه للقصف
مستشفى «المجلد» بولاية غرب كردفان قبل أنباء تعرضه للقصف
TT

أنباء عن مقتل وإصابة عشرات في غارة بمُسيرة على مستشفى بغرب كردفان

مستشفى «المجلد» بولاية غرب كردفان قبل أنباء تعرضه للقصف
مستشفى «المجلد» بولاية غرب كردفان قبل أنباء تعرضه للقصف

سقط عشرات القتلى والجرحى في غارة بطائرة مُسيَّرة استهدفت المستشفى العام بمدينة «المجلد»، بولاية غرب كردفان في غرب السودان، في هجومٍ اتهمت قواتُ «الدعم السريع» وهيئاتٌ محلية الجيش السوداني بشنّه.

وقالت قوات «الدعم السريع»، في بيان نشرته الأحد، إن القصف الذي وقع، عصر السبت، أسفر عن مقتل 34 مدنياً، بينهم كوادر طبية، بجانب إصابة عشرات آخرين.

كما حمَّلت «غرفة طوارئ المجلد»، وهي جماعة محلية، على صفحتها في «فيسبوك»، الجيش المسؤولية عن الهجوم.

ولم يصدر الجيش السوداني رداً، ولم يستجب المتحدث الرسمي باسمه، نبيل عبد الله، للاتصالات المتكررة للحصول على رد. وذكرت مصادر محلية أن استهداف المستشفى جاء بعدما نقلت «قوات الدعم السريع» إليه عشرات من منسوبيها الذين أصيبوا في المعارك الضارية التي دارت مع الجيش السوداني، يوم الجمعة الماضي، في مدينة بابنوسة بالولاية.

وقال الجيش السوداني، في بيان، السبت، إن قواته في «الفرقة 22 مشاة» بمدينة بابنوسة سحقت هجوماً كبيراً لـ«قوات الدعم السريع» على المدينة.

وأكدت هيئة «محامو الطوارئ»، وهي هيئة حقوقية تعمل على رصد الانتهاكات في الحرب السودانية، سقوط قتلى وجرحى في الغارة، وقالت إن المستشفى يُعد من المرافق الصحية الأساسية في الولاية، ويحتوي على وحدة لغسيل الكلى تُقدم خدمات منتظمة للمرضى، ما يجعل استهدافه «انتهاكاً جسيماً».

وأضافت، في بيان: «نرفض بشكلٍ قاطع أي مبررات تُساق لتبرير هذا القصف، ونُحمّل الجهة المنفِّذة المسؤولية الكاملة عما نتج عنه من خسائر بشرية ومادية».

وقالت مصادر محلية إن غالبية أهالي المجلد والعشرات من البلدات والقرى المجاورة يعتمدون، بشكل رئيسي، على هذا المستشفى العام في تلقي العلاج والرعاية الصحية.

كانت مصادر إعلامية محسوبة على الجيش قد ذكرت، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الجيش نفَّذ غارة جوية على مدينة المجلد، دون تحديد المنطقة المستهدفة.

ورغم أن المجتمع الدولي طالب مراراً بتجنب استهداف المستشفيات والمرافق الطبية والأعيان المدنية، يتكرر ضرب مثل هذه المنشآت، في هجماتٍ يتبادل طرفا الحرب الاتهامات بشأنها.

وفي مايو (أيار) الماضي، اتهم الجيش قوات «الدعم السريع» بقصف مستشفى «الضمان الاجتماعي» في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بالمدفعية الثقيلة مما أدى إلى سقوط 6 قتلى و12 مصاباً من المدنيين.

وتسيطر «الدعم السريع» على مدينة المجلد، وانتشرت قواتها، في الأسابيع الأخيرة، في مناطق شاسعة من ولاية غرب كردفان، حيث لا تزال تدور معارك متقطعة مع قوات الجيش.


مقالات ذات صلة

معركة الفاشر «حرب استنزاف» طويلة المدى... ودون حسم

تحليل إخباري سودانيون أرغمتهم ظروف الحرب على اللجوء إلى مخيم أبو النجا شرق غضارف (أ.ف.ب)

معركة الفاشر «حرب استنزاف» طويلة المدى... ودون حسم

تستمر معركة الفاشر بإقليم دارفور غرب السودان منذ شهور طويلة دون حسم لصالح الجيش السوداني أو «قوات الدعم السريع»، وتحوّلت المواجهات «حرب استنزاف» طويلة المدى.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا تجار يجتمعون أمام متاجرهم المحترقة في إحدى الصالات التجارية بالخرطوم (خاص)

الخرطوم بين ركام الأطلال... عودة خجولة للحياة

بعد أكثر من عامين من الحرب الطاحنة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، عودة تدريجية خجولة للنشاط التجاري والحياة اليومية.

وجدان طلحة (الخرطوم)
خاص تجار يجتمعون أمام متاجرهم المحترقة في إحدى الصالات التجارية بالخرطوم (خاص)

خاص الخرطوم بين ركام الأطلال... وعودة خجولة للحياة

قامت «الشرق الأوسط» بجولة في الخرطوم، سجلت خلالها عودة تدريجية للحياة والنشاط التجاري في وسط المدينة، رغم الركام الذي يطوقها.

وجدان طلحة (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون من الخرطوم لجأوا إلى إقليم كردفان (أ.ف.ب)

قوات حليفة للجيش السوداني تستعيد بلدة في كردفان

نفذت «القوة المشتركة» عملية التفاف تكتيكية مباغتة، استعادت بها بلدة أم صميمة بعد ساعات من سيطرة «الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا مواطن يحاول تصريف المياه من أمام مسكنه في مدينة أم درمان (الشرق الأوسط)

أمطار غزيرة في الخرطوم تجرف جثثاً متحللة

هطلت أمطار غزيرة في عدد من المناطق بولاية الخرطوم، مما أدّى إلى تراكم المياه في الأحياء والشوارع، كما جرفت بعض مخلفات الحرب، بما في ذلك جثث متحللة.

وجدان طلحة (الخرطوم)

اتصالات مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
TT

اتصالات مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)
صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر مفاعل «أراك» في إيران بعد قصف إسرائيلي خلال وقت سابق (أ.ب)

واصلت مصر اتصالاتها المكثفة لخفض التصعيد بالمنطقة. وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالات هاتفية، الجمعة، مع كل من وزير خارجية المملكة المتحدة، ديفيد لامي، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، فإن الاتصالات تناولت الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل مستدام، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسارين السياسي والسلمي.

وأضاف خلاف، الجمعة، أنه «تم تبادل وجهات النظر بشأن سبل إعادة إحياء المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول E3 حول البرنامج النووي الإيراني، بما يساهم في استعادة المسار الدبلوماسي ومعالجة الشواغل المرتبطة بالبرنامج، خاصة مع قرب الموعد المرتقب لتفعيل آلية العقوبات الأممية خلال أسابيع معدودة بحسب ما أعلنته دول E3».

وبحث عبد العاطي ولامي في «سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها، خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية». كما بحث مع غروسي دعم التعاون الثنائي بين مصر و«الوكالة» في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

بدر عبد العاطي خلال لقاء عباس عراقجي ورافائيل غروسي في القاهرة مطلع يونيو الماضي (إ.ب.أ)

والأربعاء الماضي، أجرى وزير الخارجية المصري، اتصالات مع كل من مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ونظيره الإيراني، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب «الخارجية المصرية» تناول الوزير عبد العاطي خلال الاتصالات «أهمية العمل على الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع الاقتناع بأنه لا حلول عسكرية لهذا الملف وباقي الأزمات التي تتعرض لها المنطقة». وجرى خلال الاتصالات «تبادل الأفكار والرؤى حول سبل خفض التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل كامل، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسارين السياسي والسلمي».

وكان عبد العاطي قد أشار خلال اتصال هاتفي مع غروسي في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، إلى «أهمية تغليب الحلول الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، بما يساهم في تحقيق التهدئة وخفض التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».

في المقابل، أعرب غروسي حينها عن تقديره البالغ لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني، ودعم منظومة عدم الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

أيضاً أجرى وزير الخارجية المصري مطلع الشهر الماضي، محادثات في القاهرة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مثمناً الدور الحيوي الذي تضطلع به الوكالة التابعة للأمم المتحدة في دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، من خلال تعزيز مبادئ عدم الانتشار النووي، وتوسيع استخدامات التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية تخدم أهداف التنمية المستدامة.