مصر تؤكد أن مجالها الجوي آمن ويعمل بشكل طبيعي

سلطات الطيران ترفع حالة الاستعداد في المطارات

وزير الطيران المدني المصري يتابع سير العمل في المطارات (وزارة الطيران المدني)
وزير الطيران المدني المصري يتابع سير العمل في المطارات (وزارة الطيران المدني)
TT

مصر تؤكد أن مجالها الجوي آمن ويعمل بشكل طبيعي

وزير الطيران المدني المصري يتابع سير العمل في المطارات (وزارة الطيران المدني)
وزير الطيران المدني المصري يتابع سير العمل في المطارات (وزارة الطيران المدني)

أكدت مصر أن «مجالها الجوي آمن ويعمل بشكل طبيعي، ويشهد انتظاماً في حركة التشغيل وفقاً لأعلى المعايير الدولية المعتمدة في مجال السلامة الجوية»، وذلك في ضوء الأحداث الجارية والتوترات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

ووفق إفادة لوزارة الطيران المدني المصرية، الجمعة، فإنها تتابع من خلال «مركز العمليات الرئيسي» بمطار القاهرة الدولي على مدار الساعة تطورات الموقف، بالتنسيق الكامل مع سلطات الطيران المدني في الدول المجاورة، وذلك عقب إعلان بعض دول الجوار عن إغلاق مؤقت لمجالاتها الجوية نتيجة للأوضاع الراهنة في المنطقة.

وقالت «الطيران المدني» إنه «تم رفع درجة الاستعداد القصوى بمطار القاهرة الدولي وكافة المطارات المصرية، تحسباً لاحتمال استقبال طائرات عابرة قد تضطر إلى تغيير مساراتها الجوية والهبوط الاضطراري بالمطارات نتيجة المستجدات الإقليمية، حيث تم التأكيد على الجاهزية الكاملة لتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم لكافة الرحلات المتأثرة».

وذكرت الوزارة أن مطار القاهرة الدولي استقبل تسع طائرات تابعة لشركات طيران أجنبية في أوقات متقاربة بغرض التزود بالوقود، بعد تعديل مسارات رحلاتها نتيجة إغلاق بعض المجالات الجوية المجاورة. وقد أقلعت جميع الطائرات في وقت قياسي، بعد تقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لاستكمال رحلاتها بأمان.

وشنّت إسرائيل، الجمعة، هجوماً في إطار عملية «الأسد الصاعد» بهدف ضرب البرنامج النووي والعسكري في أنحاء متفرقة من إيران، وأسفرت عن مقتل قادة كبار في القوات المسلحة الإيرانية، وتدمير منشأة رئيسية لتخصيب اليورانيوم.

جانب من عمل غرف العمليات المركزية بوزارة الطيران المدني المصرية (الوزارة)

وأشار بيان «الطيران المدني» إلى أن وزير الطيران المدني المصري، سامح الحفني، تفقد، الجمعة، «مركز العمليات» بمطار القاهرة الجوي، و«مركز العمليات المتكامل» التابع لشركة «مصر للطيران»، كما قام بزيارة برج المراقبة الجوية لمتابعة الموقف، والاطمئنان على سير العمل وانتظام حركة التشغيل.

في سياق ذلك، استقبل مطار شرم الشيخ الدولي عدداً من الرحلات الجوية التي تم تحويل مسارها، بعد قيام خمس شركات طيران أردنية بتعديل وجهات طائراتها والهبوط في مطار شرم الشيخ، نتيجة الإغلاق المؤقت لبعض المجالات الجوية في المنطقة. وقامت إدارة المطار، بالتنسيق مع الشركات المشغلة، بالتأكد من التعامل مع الركاب بشكل لائق ووفقاً للقياسات العالمية في هذا الشأن، وذلك لحين استقرار الأوضاع واستئناف رحلاتهم.

وبحسب وزارة الطيران المدني المصرية، الجمعة، أعلنت شركة «إير كايرو» تأجيل رحلاتها الجوية المتجهة من مطارات شرم الشيخ والغردقة وبرج العرب وأسيوط، إلى عمّان، لحين فتح المجال الجوي وإعادة استئناف الحركة. وأوضحت أنه في إطار إجراءات السلامة الاحترازية، تم تعليق تشغيل بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى كل من الأردن والعراق ولبنان، وذلك لحين إعادة انتظام التشغيل بالمجالات الجوية.

وأكدت «الطيران المدني» أنها تتابع الموقف أولاً بأول من خلال غرف العمليات المركزية، وتواصل التنسيق المستمر مع الجهات المعنية محلياً ودولياً، مع التأكيد على انتظام حركة التشغيل داخل المطارات المصرية والمجال الجوي المصري، وفقاً لمعايير السلامة الجوية.


مقالات ذات صلة

مصر: مطالبات بمراجعة دورية للبنايات مع تكرار حوادث الانهيار

العالم العربي أدى حادث انهيار عقار بالإسكندرية صباح الأحد لمقتل مواطنين وإصابة 5 آخرين (محافظة الإسكندرية)

مصر: مطالبات بمراجعة دورية للبنايات مع تكرار حوادث الانهيار

جدد انهيار بناية في محافظة الإسكندرية في الساعات الأولى من صباح الأحد المطالبات بمراجعة دورية لحالة البنايات مع تكرار وقائع انهيارها.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا القادة الأفارقة المشاركون في قمة منتصف العام للاتحاد الأفريقي (الرئاسة المصرية)

السيسي يحذر من تأثير الإرهاب والنزاعات المسلحة على استقرار أفريقيا

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تأثير النزاعات المسلحة و«الإرهاب» وتداعيات تغير المناخ على الاستقرار والتنمية في أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جنود من قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (رويترز)

تمويل أفريقي ينعش بعثة السلام في الصومال وسط تصاعد التهديدات

إعلان جديد عن تمويل أفريقي لبعثة دعم الاستقرار في الصومال أعاد الضوء إلى فرص نجاحها في استكمال مهامها، وسط تصاعد التهديدات من «حركة الشباب».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي تؤكد مصر سيطرتها على النوع البكتيري المعدي من مرض الالتهاب السحائي منذ عام 1989 بفضل التطعيمات الوقائية (يونيسف)

ما حقيقة انتشار «الالتهاب السحائي» بمصر؟

أثارت وفاة 4 أشقاء في محافظة المنيا (جنوب القاهرة) مخاوف من انتشار مرض «الالتهاب السحائي» الذي يصيب الأطفال في البلاد، لكن وزارة الصحة المصرية نفت ذلك.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا  مصر تعوّل على الطاقة المتجددة لزيادة إنتاج الكهرباء (وزارة الكهرباء المصرية)

الحكومة المصرية تتعهّد تأمين إمدادات الوقود وعدم قطع الكهرباء

تعهدت الحكومة المصرية تأمين إمدادات الوقود لتفادي انقطاع التيار الكهربائي في البلاد، مع التأكيد على إعداد سيناريوهات استباقية للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة.

أحمد عدلي (القاهرة )

اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
TT

اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة جديدة تتصاعد وتيرتها بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحركة «حماس»، ألقت بظلالها على مفاوضات وصلت لليوم الثامن في الدوحة، دون نتائج، مع خلافات بشأن رفض الحركة خريطة الانسحابات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبينما تشكو «حماس» من «تعنت ومماطلة» نتنياهو تحت ضربات الجيش الإسرائيلي التي تحصد أرواح العشرات من الفلسطينيين يومياً، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن ستحاول منع انهيار المفاوضات عبر الضغط على إسرائيل، كما سيعمل الوسيطان مصر وقطر على دفع «حماس» للاستمرار بالمحادثات، والسعي لإبرام صفقة تنهي الأوضاع الكارثية بالقطاع، شريطة تقديم إسرائيل هي الأخرى تنازلات خاصة في بند الانسحابات.

وأفاد مصدر فلسطيني مطلع على مسار المفاوضات بالدوحة لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، بأنه «من المبكر الحديث عن فشل المفاوضات التي لا تزال مستمرة وسط حراك من الوسطاء، رغم عراقيل نتنياهو ومحاولة المماطلة في الذهاب لحلول».

وأكد أن «(حماس) طلبت تحسينات محدودة على بعض البنود، خصوصاً ما يتعلق بضمان الانسحاب الإسرائيلي من مدينة رفح، والحركة أجرت مشاورات معمقة مع جميع الفصائل الفلسطينية، وكان هناك إجماع على هذا الموقف».

وفي خطاب متلفز، مساء الأحد، قال نتنياهو إن «الإعلام الإسرائيلي يتهمني بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل ويردد دعاية (حماس)، و(الحركة هي من) رفضت مقترح الصفقة (60 يوماً) وتصر على البقاء في غزة وإعادة التسلح، وهذا غير مقبول»، مضيفاً: «نريد صفقة؛ لكن ليس صفقة تترك (حماس) قادرة على تكرار ما فعلته من جرائم، وعازمون على إعادة المخطوفين، لكن مع القضاء على (حماس) كذلك».

ويستكمل نتنياهو جملة اتهامات إسرائيلية كررها مسؤول سياسي، مساء السبت، ونقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، مؤكداً أن «(حماس) رفضت مقترح الوسطاء، وتضع عقبات، وترفض التنازل، وتواكب المحادثات بحملة حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات».

وهذا قريب مما ذكره مسؤول إسرائيلي لقناة «آي نيوز 24» الإسرائيلية، رداً على «التقارير المتشائمة خلال الـ24 ساعة الماضية عن انهيار في محادثات الصفقة بين (حماس) وإسرائيل»، مؤكداً أن «(حماس) تثير الصعوبات، ولا تتنازل، وترافق المحادثات بحرب توعوية تهدف إلى تخريب المفاوضات».

وتلك الاتهامات تأتي مع شكوى «حماس» في بيان، الخميس، من «تعنت» نتنياهو، واتهامه بوضع «عراقيل» أمام التوصل لاتفاق، وسعيه المتعمد لإفشال أي جهود لإطلاق سراح الأسرى، مؤكدة أنه لا يزال «يماطل ويضع المزيد من العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق».

شاب يحمل فلسطينياً مصاباً في غارة إسرائيلية خارج مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

وهذا التصعيد الإسرائيلي، لا سيما من نتنياهو، يتواصل مع اقتراب دخول الكنيست إجازته الصيفية التي تبدأ في الـ24 من الشهر الجاري وتستمر نحو ثلاثة أشهر، والتي تحول دون إسقاط حكومته.

الخبير في الشؤون السياسية بـ«مركز الأهرام للدراسات»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن تبادل الاتهامات وتصاعد وتيرتها يمسان استمرار المفاوضات بقوة، وهذا سيدفع الوسطاء للتدخل بضغوط لإنقاذ مسار المحادثات، مستبعداً أن نتنياهو يناور من أجل دخول الكنيست في إجازة لعدم سحب الثقة من حكومته، خاصة وأن هناك وقائع سابقة ضمنت له عدم حدوث ذلك.

بينما يتهم المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، نتنياهو بأنه يريد التهرب من الاتفاق وكسب الوقت وانتظار إجازة الكنيست لعدم سحب الثقة من حكومته، متوقعاً استمرار المفاوضات الجارية والتدخل الأميركي للضغط على الجانبين، مع السماح لنتنياهو بهامش للنجاة بحكومته، وأن وقت إبرام الصفقة سيتأخر مع تصعيد من نتنياهو الفترة الحالية لمزيد من الضغوط على «حماس».

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن «تصريحات نتنياهو الأخيرة تكشف عن تناقضه وتخبطه السياسي، ومحاولة تحميل المسؤولية للطرف الآخر، كما تأكد على أنه غير معني أصلاً بإنجاح المسار التفاوضي، وأنه لا يرغب به».

وكانت القناة «12» الإسرائيلية، أكدت، السبت، أن «المحادثات لم تنهر، ولا يزال الفريق التفاوضي الإسرائيلي في الدوحة»، تزامناً مع حديث مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة لـ«رويترز» ولـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن المحادثات «تتعثر» حول مسألة نطاق انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ووصلت إلى «طريق مسدود» على ما يبدو مع انقسام الجانبين حول نطاق الانسحاب و«إصرار إسرائيل على إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وإبقاء قواتها على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه (حماس)».

أشخاصٌ يتفقدون أنقاض مبنى مدمر إثر قصف إسرائيلي على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في وقت سابق (أ.ف.ب)

وتحدث موقع «واللا» الإسرائيلي، الأحد، أنه إذا فشلت المفاوضات مع «حماس» فإن الجيش الإسرائيلي سيشن مناورة في قلب غزة وتطويق المناطق المركزية، مشيراً إلى أن، يوم الأحد، هو اللحظة الحاسمة.

وفي وقت تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، في بيان، مقتل 43 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية الأحد في مناطق مختلفة من القطاع، معظمهم في سوق وفي نقطة توزيع مياه.

وفي ضوء تلك التطورات، يرى عكاشة أن الاتفاق سيبقى في «غرفة الإنعاش» في مفاوضات الدوحة ومعرض للانهيار، والرهان سيكون على بذل الوسطاء جهوداً إضافية لإنقاذه، والضغط أكثر على «حماس» التي ستكون أكثر الخاسرين حال انهار وقبلها الشعب الفلسطيني.

ويرجح الرقب أن يتدخل الوسطاء بقوة لمنع انهيار المفاوضات، والضغط لتقديم تنازلات من الجانبين تحقق هدنة مؤقتة، متوقعاً أن يلعب الرئيس الأميركي دونالد ترمب دوراً أكبر الأيام المقبلة.

ووفق المدهون فإن «(حماس) قدمت تنازلات واضحة: وافقت على هدنة محدودة، وقبلت إطلاق سراح عشرة أسرى في المرحلة الأولى، بل وتراجعت عن مطلب وقف إطلاق النار الدائم باعتباره بنداً أساسياً. لكن يبدو أن نتنياهو يصر على استمرار المجازر، مستفيداً من حالة الضعف الدولي والتواطؤ الأميركي»، مرجحاً تدخل الوسطاء لحل الأزمة.