حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي

الجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان

رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (موقع «صمود» على فيسبوك)
رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (موقع «صمود» على فيسبوك)
TT
20

حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي

رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (موقع «صمود» على فيسبوك)
رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (موقع «صمود» على فيسبوك)

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك لعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي و«قوات الدعم السريع» وحلفائها والقوى المدنية، للاتفاق على «هدنة إنسانية» ووقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، بينما استهل الجيش السوداني السنة الثالثة للحرب بإعلانه تحقيق تقدم على «قوات الدعم السريع» في محور «جنوب غربي أم درمان، وإلحاق هزيمة كبيرة بقوات العدو هناك، والمضي قدماً في مطاردة ما تبقى منهم».

وفي رسالة موجهة للشعب السوداني بمناسبة إكمال الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» عامها الثاني، طالب رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الثلاثاء، بعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن السلم الأفريقي، بحضور قائدي الجيش السودان و«الدعم السريع»، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، عبد العزيز آدم الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة، عبد الواحد النور، والقوى المدنية، للاتفاق على هدنة إنسانية ووقف فوري غير مشروط لإطلاق النار.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (وسط) خلال مؤتمر لندن بشأن السودان في لانكستر هاوس الثلاثاء (أ.ب)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (وسط) خلال مؤتمر لندن بشأن السودان في لانكستر هاوس الثلاثاء (أ.ب)

وقال حمدوك إن العملية التي بادر بها تهدف للوصول لوقف دائم لإطلاق النار ولاتفاق سلام شامل، ووضع ترتيبات دستورية انتقالية بتوافق عريض لاستعادة مسار ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018 في الانتقال المدني الديمقراطي.

تشكيل سلطة مدنية

وطالب حمدوك بتشكيل سلطة مدنية انتقالية بصلاحيات كاملة، تتولى معالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان، تقود البلاد إلى الانتخابات، وأن تبدأ العملية واتخاذ تدابير لبناء الثقة بوقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتحاربة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.

واقترح حمدوك في الرسالة التي أطلق عليها «نداء سلام السودان»، أن يخرج عن الاجتماع المشترك الذي طالب به، بدعوة لعقد مؤتمر للمانحين الدوليين لسد فجوة تمويل الاحتياجات الإنسانية، وإطلاق عملية سلام شاملة يقودها السودانيون لإيجاد حل سياسي يخاطب جذور الأزمة.

وحدد حمدوك ثلاثة مسارات متزامنة تشمل مسار إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ومسار وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة، تأسيساً على اتفاق جدة، بالإضافة إلى المسار السياسي بإطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في مؤتمر لندن حول السودان (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في مؤتمر لندن حول السودان (واس)

وحث حمدوك الأطراف الإقليمية والدولية التي اقترح مشاركتها في الاجتماع، على الامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، وعلى فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع. ودعا إلى تشكيل فريق عمل من الخبراء والمختصين السودانيين، لقيادة جهود تقييم الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحرب، ووضع خطة لإعادة الإعمار والتعافي الوطني. ورحب رئيس «تحالف صمود» بمبادرة المملكة المتحدة وعقد الاجتماع الوزاري حول الأزمة السودانية، ودعا الدول المشاركة فيه للخروج بقرارات عملية تساهم في وضع نهاية لمعاناة السودانيين، بما في ذلك تدابير عاجلة لحماية المدنيين.

وشدد حمدوك على أهمية تضمين ما أطلق عليه «المشروع الوطني الجديد»، وتأسيس نظام مدني ديمقراطي، وفق نظام فيدرالي وجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد، وحذر من تحويل السودان لـ«أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي» في حال استمرار الحرب. وقال من «المقلق للغاية» أن نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي، أخذ يطل برأسه من جديد، ولعل التهديدات العسكرية الصادرة مؤخراً ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم، مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.

حريق في سوق للماشية في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية في الأول من سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
حريق في سوق للماشية في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية في الأول من سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وأشار حمدوك إلى أن أخطر ما في هذه الحرب «اللعينة» هو تفشي خطاب الكراهية والجهوية، وارتكاب أفظع المجازر وقطع الرؤوس وبقر البطون وذبح أسر بأكملها، وأن هذه الأفعال الوحشية ستؤدي بلا شك إلى تحويل وطننا إلى مرتع للجماعات الإرهابية.

وناشد حمدوك الأسرة الإقليمية والدولية وكل القوى التي ظلت تحارب الإرهاب، أن تتعامل مع ما يجري في السودان بحزم وعزم، للحيلولة دون تحوله لأكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين.

وقال: «نمد أيادينا لكل الحادبين على مصلحة البلاد، لتجاوز كل خلافاتنا، والعمل معاً لتحقيق الأهداف الوطنية السامية، وسنظل منفتحين على كل الآراء والمقترحات البناءة، وثقتنا بأن تحظى مبادرة نداء سلام السودان بالدعم والالتفاف من كافة قطاعات شعبنا الرافضة للحرب».

الجيش يتقدم في أم درمان

من جهتها، استهلت القوات المسلحة والقوات المساندة إكمال عامين من الحرب مع «قوات الدعم السريع»، بإعلان تحقيقها تقدماً كبيراً في محور «غرب وجنوب أم درمان»، آخر معاقل «قوات الدعم السريع» في ولاية الخرطوم.

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يحيِّي مؤيديه في مدينة أم درمان غرب الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يحيِّي مؤيديه في مدينة أم درمان غرب الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)

وقال الناطق الرسمي باسمه العميد نبيل عبد الله على منصته الرسمية على «فيسبوك»، إن قواته تقدمت في محور غرب وجنوب أم درمان، واستولت على عدد من المدافع والأسلحة، وحيدت عدداً كبيراً من عناصر «الميليشيا» - «قوات الدعم السريع» - صبيحة اليوم الثلاثاء.

وأوضح أن قواته سحقت ودمرت «قوات الدعم السريع» في مناطق «الصفوة، الحلة الجديدة، الصفيراء، معسكر الكونان»، وأنها تقوم بعمليات «تصفية» ما تبقى مما أسماه «جيوب محدودة بالمنطقة»، بعد أن دمر عدداً من مركبات العدو وأهلك العشرات من أفراده.


مقالات ذات صلة

السيسي والبرهان يتفقان على تكثيف الجهود لتوفير الدعم للسودانيين

شمال افريقيا لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

السيسي والبرهان يتفقان على تكثيف الجهود لتوفير الدعم للسودانيين

بحث الرئيس المصري في اجتماع مع رئيس مجلس السيادة السوداني، الاثنين، التطورات الميدانية الأخيرة في السودان، والتقدم الذي حققه الجيش باستعادة السيطرة على الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا 
حرب المسيرات في السودان دمرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)

السودان: «الدعم السريع» تصعّد حرب المسيّرات

تجددت هجمات المسيّرات التابعة لـ«قوات الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي، مستهدفةً عدة مواقع عسكرية وبنية تحتية في السودان، من بينها مصفاة الجيلي للبترول.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا البرهان (وسط) لدى حضوره افتتاح مبادرة لدعم أسر الضحايا الذين قتلوا وجرحوا في الحرب في بورتسودان 26 أبريل 2025. (أ.ف.ب)

البرهان: واثقون بالنصر... وسنوقف هجمات المسيّرات

طمأن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الشعب السوداني، بشأن المسيّرات التي تطلقها «قوات الدعم السريع» على محطات الكهرباء، وقال: «لن تسمعوا بها قريباً»

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا جندي يُطفئ حريقاً بعد غارة بطائرة دون طيار في مدينة الدامر شمال السودان 25 أبريل (رويترز)

انفجارات قوية تهز قاعدة جوية للجيش السوداني في أم درمان

هزَّت انفجارات ضخمة في ساعة مبكرة من صباح السبت، أكبر قاعدة جوية للجيش السوداني في شمال أم درمان، فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف دون الكشف عن تفاصيل الانفجار.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا فارون من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

مسيّرات «الدعم السريع» تستهدف عطبرة للمرة الرابعة

لقي 10 مدنيين سودانيين مصرعهم وأصيب 21، وتعطلت محطة كهرباء مدينة عطبرة، وانقطع التيار الكهربائي عن ولايتَي نهر النيل والبحر الأحمر، جراء هجوم بالمسيرات

أحمد يونس (كمبالا)

مقتل 8 مهاجرين وإنقاذ 29 بعد غرق قاربهم أمام سواحل تونس

قارب يقلّ مهاجرين غير شرعيين اعترضته قوات خفر السواحل التونسية في وقت سابق (أ.ف.ب)
قارب يقلّ مهاجرين غير شرعيين اعترضته قوات خفر السواحل التونسية في وقت سابق (أ.ف.ب)
TT
20

مقتل 8 مهاجرين وإنقاذ 29 بعد غرق قاربهم أمام سواحل تونس

قارب يقلّ مهاجرين غير شرعيين اعترضته قوات خفر السواحل التونسية في وقت سابق (أ.ف.ب)
قارب يقلّ مهاجرين غير شرعيين اعترضته قوات خفر السواحل التونسية في وقت سابق (أ.ف.ب)

لقي ما لا يقل عن 8 مهاجرين حتفهم، بينما أمكن إنقاذ 29 آخرين، بعد غرق قارب كان يبحر بهم قبالة سواحل تونس في طريقه إلى أوروبا.

وغرق القارب قبالة سواحل مدينة صفاقس. وقال العميد حسام الدين الجبابلي، الضابط في الحرس الوطني التونسي، إن جميع الركاب هم من جنسيات أجنبية، ومعظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وتُجري قوات خفر السواحل عمليات بحث عن أي مفقودين محتملين.

وتُعدّ تونس إحدى النقاط الرئيسية لانطلاق قوارب الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من سواحلها باتجاه القارة الأوروبية في رحلات محفوفة بالأخطار.

ويقول المسؤولون إن تونس باتت تواجه أزمة هجرة «غير مسبوقة».