«معارك شبيلي»... الصومال يُضيق الخناق على حركة «الشباب»

شيخ محمود وبري يشاركان في إدارة الخطوط الأمامية للمواجهة

عمليات عسكرية للجيش الصومالي بإقليم شبيلي الوسطى ضمن ولاية هيرشبيلي الإقليمية (وكالة الأنباء الصومالية)
عمليات عسكرية للجيش الصومالي بإقليم شبيلي الوسطى ضمن ولاية هيرشبيلي الإقليمية (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

«معارك شبيلي»... الصومال يُضيق الخناق على حركة «الشباب»

عمليات عسكرية للجيش الصومالي بإقليم شبيلي الوسطى ضمن ولاية هيرشبيلي الإقليمية (وكالة الأنباء الصومالية)
عمليات عسكرية للجيش الصومالي بإقليم شبيلي الوسطى ضمن ولاية هيرشبيلي الإقليمية (وكالة الأنباء الصومالية)

دخلت وتيرة المعارك بين الجيش الصومالي وحركة «الشباب» الإرهابية، في إقليم شبيلي الوسطى، مرحلة جديدة، مع زيادة العمليات ضد «الإرهابيين» ومشاركة الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، في إدارة الخطوط الأمامية للمواجهة بعد أيام من نجاته من عملية اغتيال دبرتها الحركة مع تصاعد القتال بالإقليم.

ذلك التصاعد في العمليات العسكرية، يقود -حسب خبراء في الشأن الصومالي والأفريقي، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»- إلى «تضييق الخناق على نفوذ الحركة في المنطقة»، مؤكدين أنه «رغم التقدم العسكري، لا تزال حركة (الشباب) تُشكل تهديداً أمنياً، ما يستدعي حلولاً سياسية وحواراً جادّاً إلى جانب العمليات العسكرية»، وسط آمال ضعيفة بشأن استجابة الحركة؛ «نظراً لأيديولوجيتها المتطرفة القائمة على مبدأ إما النصر وإما الهزيمة الكاملة».

وتشن حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، منذ 2006 هجمات متكررة في مسعاها للإطاحة بالحكومة الصومالية، ورغم طردها من العاصمة مقديشو عام 2011، لا تزال توجد بمناطق كثيرة، وسط مواجهات عسكرية صومالية مدعومة من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

وقبل نحو 3 أسابيع، تعرَّض إقليم شبيلي الوسطى إلى هجمة شرسة من مقاتلي الحركة الذين سيطروا على عدد من المناطق في الإقليم، قبل أن يتحرك الجيش والقوات المحلية المتحالفة معها بكثافة ضد الحركة، وسط وجود رئيس الصومال بمدينة عذلي بالإقليم.

وعقد حسن شيخ محمود، السبت، «سلسلة من الاجتماعات الخاصة مع المسؤولين المحليين والشيوخ والأعيان من مختلف المناطق التابعة لإقليم شبيلي الوسطى، وذلك في الليلة الثانية من إقامته هناك»، موضحاً أن «العمليات العسكرية في تلك المناطق تسير بوتيرة متسارعة»، حسب ما نقلته «وكالة الأنباء الصومالية» الرسمية.

وتفقد قائد القوات البرية بالجيش الصومالي، سهل عمر، السبت، جنود الجبهات الأمامية بمنطقة نور دغلي بإقليم شبيلي الوسطى، وحثهم على «تسريع العمليات العسكرية ضد الشباب الإرهابية».

ومن مقديشو، أعلن رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، أن «حكومته ستنتقل إلى جبهات القتال لقيادة المعركة من الخطوط الأمامية ضد حركة الشباب (بالإقليم)»، مؤكداً أن «الشعب الصومالي لديه الآن فرصة تاريخية لهزيمتهم هزيمة حاسمة، خاصة وهم في مرحلتهم الأخيرة»، حسب ما نقله موقع «الصومال الجديد» الإخباري، السبت.

أقارب يحملون إحدى ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون إحدى ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

ويعتقد المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «تكثيف الحكومة الصومالية عملياتها العسكرية ضد حركة (الشباب) في إقليم شبيلي الوسطى يُشير إلى تضييق الخناق على نفوذ الحركة في المنطقة»، لافتاً إلى أن «مشاركة الرئيس حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء في إدارة العمليات العسكرية من الخطوط الأمامية تعكس التزاماً سياسياً قوياً بدعم الجيش ورفع معنوياته».

ويرى الأكاديمي المتخصص في الشأن الأفريقي، علي محمود كلني، أن «الحرب الجوية والبرية المستمرة ضد حركة (الشباب)، التي يقودها الرئيس الصومالي، تعد أفضل فرصة للحكومة لإضعاف قوة الحركة»، مشيراً إلى أن حسن شيخ محمود يعد تلك المعركة «الفرصة الوحيدة المتاحة له في الفترة المتبقية من ولايته (قبل انتخابات مايو «أيار» 2026)».

ولا توجد إحصائيات مستقلة بشأن ضحايا الجانبين، غير أن العمليات العسكرية على أشدها منذ 3 أسابيع، أي منذ بداية شهر رمضان، مع تصعيد حركة «الشباب» هجماتها على القواعد العسكرية في محافظتي شبيلي الوسطى والسفلى، التي تخللها إعلان الحركة في 18 مارس (آذار) الماضي، استهداف موكب الرئيس الصومالي في مقديشو، ما أدَّى إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل، بينهم مدنيون.

وتعتاد حركة «الشباب» شن هجمات في الصومال، في إطار حملتها المستمرة منذ عقود للإطاحة بالحكومة، غير أن هجوم الموكب أول هجوم يستهدف الرئيس الصومالي بشكل مباشر منذ 2014، خلال فترة ولايته الأولى، عندما قصفت الحركة فندقاً كان يتحدث فيه، في ظل قيادته معركة شبيلي، إذا عرضت وسائل الإعلام الرسمية وقتها صوراً للرئيس في منطقة عدن يابال بالإقليم.

وأعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية في بيان، الجمعة، مقتل 82 عنصراً وإصابة 19 من حركة «الشباب»، منهم قياديون في غارات جوية نفذتها الوكالة بمحافظة شبيلي السفلى في جنوب البلاد، وذلك في هجمات غداة شن حركة «الشباب» هجوماً منسقاً على قاعدتين تابعتين للجيش الصومالي في منطقتي «سبيد» و«عانولي» في إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو.

عمليات للجيش الصومالي في جبال عل ميسكاد بمحافظة بري (وكالة الأنباء الصومالية)
عمليات للجيش الصومالي في جبال عل ميسكاد بمحافظة بري (وكالة الأنباء الصومالية)

وتواصل وسائل إعلام محلية في الصومال الحديث المستمر عن سقوط قتلى في صفوف حركة «الشباب» منذ بداية التصعيد قبل نحو 3 أسابيع.

«وتختلف هذه الموجة الجديدة من العمليات العسكرية عن جميع الحملات السابقة، ما يُظهر أن البلاد دخلت في حالة حرب حقيقية تهدف إلى إعادة التحرير، وإذا استمر التصعيد، وتمت الاستجابة بجدية لدعوة الرئيس الصومالي للتعبئة، فقد يؤدي ذلك إلى القضاء على حركة (الشباب) في إدارتين إقليميتين على الأقل، هما غالمودوغ وهيرشابيللي»، حسب تقديرات كلني.

كلني لفت إلى أن «الحركة تكبدت خسائر فادحة خلال الأيام الأخيرة، إذ تعرضت مراكز ومدن استراتيجية، كانت الحكومة تعدها في السابق مناطق يصعب الوصول إليها، لقصف مكثف، مثل مدينة جلب، التي تُعدُّ عاصمة الحركة، وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل عدد كبير من قادتها».

وحال تحقيق ذلك، «ستتمكن القوات من تركيز جهودها على تحرير إدارتي جنوب غربي البلاد وغوبالاند؛ حيث لا تزال حركة (الشباب) تتمتع بنفوذ قوي»، وفق علي محمود كلني، الذي أشار إلى أنه «مع كل ذلك، وبغض النظر عن شدة المعارك وضعف نفوذ الحركة، لا يبدو أنها ستقبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو الاعتراف بالهزيمة، نظراً لأيديولوجيتها المتطرفة القائمة على مبدأ إما النصر وإما الهزيمة الكاملة».

ويرى أن نجاح هذه الجولة من القتال ومدى إضعاف قوة حركة «الشباب» سيعتمدان على إمكانية استمرار الرئيس حسن شيخ محمود في منصبه، إضافة إلى طبيعة النظام الانتخابي المستقبلي في البلاد، سواء كان عبر الانتخابات المباشرة أو غير المباشرة.

غير أن عبد الولي جامع بري يرى أنه «ورغم التقدم العسكري، لا تزال حركة (الشباب) تُشكل تهديداً أمنياً، ما يستدعي حلولاً سياسية إلى جانب العمليات العسكرية، بما في ذلك حوار جاد لتحقيق سلام مستدام».


مقالات ذات صلة

الصومال يعرض على أميركا سيطرة حصرية على قواعد جوية وموانٍ

أفريقيا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود (رويترز)

الصومال يعرض على أميركا سيطرة حصرية على قواعد جوية وموانٍ

قال الرئيس الصومالي، في رسالة إلى نظيره الأميركي، إن الصومال مستعد لعرض السيطرة الحصرية للولايات المتحدة على قواعد جوية وموانٍ استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي وزير خارجية إريتريا (الرئاسة المصرية)

مصر وإريتريا ترفضان مشاركة دول غير مشاطئة في تأمين وحوكمة البحر الأحمر

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع وزير خارجية إريتريا عثمان صالح، في القاهرة، الأحد، سبل حماية البحر الأحمر وتعزيز جهود الدول المشاطئة في حوكمته وتأمينه.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

«مقترح» قاعدة أميركية بـ«أرض الصومال» يعيد الجدل حول الإقليم الانفصالي

جدل جديد يحيط «أرض الصومال» للعام الثاني على التوالي، عقب تجديد مقترح إنشاء قاعدة عسكرية أميركية حول مدينة بربرة الساحلية الاستراتيجية الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر تُعمّق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع كينيا

ضمن مساعٍ مصرية لتعميق الحضور في القارة الأفريقية، تعزز مصر تعاونها مع كينيا عبر مشروعات في الطاقة والزراعة والصحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

إعلان إثيوبيا افتتاح شركة لتصنيع الطائرات من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري، جاء وسط أتون صراع أهلي متكرر، وخلافات مع جيران بمنطقة القرن الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

جهود استئناف «هدنة غزة»... هل تقود إلى إنهاء الحرب؟

امرأة مسنة تبكي على ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة مسنة تبكي على ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

جهود استئناف «هدنة غزة»... هل تقود إلى إنهاء الحرب؟

امرأة مسنة تبكي على ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة مسنة تبكي على ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تغيّر دراماتيكي بمسار استئناف الهدنة في قطاع غزة، ظهر عقب تصريحات ولقاءات أميركية إسرائيلية، شملت تأكيدات ببحث اتفاق جديد وحديث عن احتمال «وقف الحرب قريباً»، ودعوات مصرية فرنسية أردنية، لحتمية العودة لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، الذي انهار مع تصعيد عسكري إسرائيلي منذ 3 أسابيع.

ذلك الحراك الجديد الذي يحمل آمالاً حذرة باستئناف هدنة غزة، قد يقود بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، إلى تهدئة قريبة حال كانت هناك جدية أميركية في ذلك بالضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، واستعداد من «حماس» لذلك.

وأشاروا إلى أن تلك التهدئة لن تقود كما يقول الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لوقف الحرب قريباً باعتبارها عملية معقدة تتوقف على إخراج تلك الحركة الفلسطينية من القطاع، وهذا مستبعد تماماً من جانبها، ما يعني إمكانية الذهاب لهدنة مؤقتة فقط.

وعلى مدار نحو شهر مارس (آذار) الماضي، تعثرت 3 مقترحات للتهدئة، أولها أميركي قدّمه ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب للشرق الأوسط، في 13 من الشهر ذاته، ولم تقبله «حماس»، وتلاه مقترح مصري، واختتم الشهر بثالث إسرائيلي، من دون أن تفلح الجهود في التوافق على أعداد المطلق سراحهم من الرهائن، ما أدّى إلى تعثر المفاوضات التي تحاول وقف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن تعلن «هيئة البثّ الإسرائيلية»، الجمعة، عن مقترح مصري جديد.

ووسط ذلك الجمود، خرج ترمب، في لقاء مع نتنياهو، الاثنين، متحدثاً عن أن العمل جارٍ لتحرير الرهائن، معتبراً أن ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن «عملية طويلة»، وذهب إلى أبعد منذ ذلك، وتمنى أن تتوقف الحرب قريباً، غير أنه عاد وتحدث عن أن «سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وامتلاكها له سيكون أمراً جيداً»، مجدداً اقتراحاً طرحه مرات عدة خلال الأسابيع الأولى من ولايته، وسط رفض عربي ودولي.

فلسطينيون تجمعوا في موقع غارة إسرائيلية على منزل خلال وقت سابق (رويترز)
فلسطينيون تجمعوا في موقع غارة إسرائيلية على منزل خلال وقت سابق (رويترز)

نتنياهو الذي يصرّ على التصعيد العسكري للضغط على «حماس»، كشف عقب استقباله بالبيت الأبيض، أن إسرائيل تعمل على التوصل إلى اتفاق جديد بشأن إطلاق سراح الرهائن، قائلاً: «نحن نعمل حالياً على اتفاق آخر، نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن».

وعاد الحديث الأميركي عن حلّ لغزة، عقب إعلان الرئاسة المصرية، الاثنين، عن إجراء قادة مصر وفرنسا والأردن، على هامش القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة، مكالمة هاتفية مشتركة مع ترمب، تطرقت لسبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في غزة، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.

وبتقديرات المحلل السياسي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، فإن «ذلك الحراك الذي شهده مسار غزة في الساعات الماضية يجعلنا نقول إننا أقرب للتفكير في هدنة قريبة، على أن يكون ملف إنهاء الحرب مستبعداً حالياً، لأنه يصبّ في صالح (حماس)، وهذا ما لا يرغب فيه نتنياهو، ولن يقدم عليه لعدم خسارة حكومته وإقراره بفشله أمام الحركة»، مشيراً إلى أن حديث ترمب بشأن إنهاء الحرب يعني عدم وجود الحركة الفلسطينية، وهي لن تقبل آيديولوجياً بتنفيذ ذلك، وبتلك سنرى دورة تصعيد جديدة بعد أي هدنة محتملة.

نازحون من غزة تجمعوا في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
نازحون من غزة تجمعوا في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

فيما ستدور المقترحات المقبلة - حسب توقع عكاشة - حول توافق بشأن الأعداد المقترحة، في ظل الخلافات السابقة التي أدّت لانهيار الهدنة، خاصة مع تمسك «حماس» بإطلاق سراح رهينة، ثم 5 رهائن، وتمسك إسرائيل بـ11 رهينة، وقد يكون المقترح المصري الجديد حلاً وسطاً بإطلاق سراح 7 أو 8 رهائن.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن تصريحات ترمب تحمل إحباطاً أكثر من التفاؤل بشأن إنهاء الحرب قريباً مع عودة حديثه عن السيطرة على القطاع، مؤكداً أن الأقرب سيكون تهدئة قريبة، لأن نتنياهو سيكون الأحرص على استمرار الحرب والاكتفاء بهدن تكتيكية مؤقتة، يحصل بها على بعض الرهائن، ليضمن تهدئة الداخل لديه وعدم سقوط حكومته.

بالمقابل، أكّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رفض بلاده تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشدداً على أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، وذلك خلال لقاء نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغس، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة، تيم ليندركينع، وذلك على هامش المشاركة في مؤتمر حوار الشرق الأوسط - أميركا المنعقد في أبوظبي، بحسب بيان لـ«الخارجية المصرية».

صورة من الجوّ التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون شمال قطاع غزة خلال وقت سابق (رويترز)
صورة من الجوّ التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون شمال قطاع غزة خلال وقت سابق (رويترز)

وبرفقة الرئيس المصري، زار ماكرون، الثلاثاء، مدينة العريش المصرية في شمال شبه جزيرة سيناء، القريبة من معبر رفح للدعوة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل، غداة دعوته إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر، مؤكداً أن استئناف المساعدات للقطاع «أولوية الأولويات».

وبالتزامن، احتشد آلاف المصريين من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء لاستقبال السيسي وماكرون، مؤكدين رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رافعين لافتات كُتب عليها «غزة ليست للبيع»، «لا للتهجير»، بحسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

كما أكّد وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، خلال لقاء وزير الجيوش الفرنسية، سيباستيان لوكورنو، «أهمية تضافر الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع والحفاظ على أرواح المدنيين وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني بقطاع غزة»، بحسب بيان للجيش المصري، الثلاثاء.

ويرى الرقب أن زخم اللقاءات والتحركات والحشود المصرية سيساعد على التوصل لهدنة قريبة، حال كانت هناك إرادة أميركية حقيقية وجادة تضغط على إسرائيل في هذا الصدد، لافتاً إلى أن تمسك القاهرة بالاتفاق الأساسي هام، ليمكن البناء عليه ولمنع إسرائيل من أي مناورات جديدة للتهرب من التزام إنهاء الحرب مستقبلاً أو هدنة جديدة قريباً.