وزير سوداني يحذر من تداعيات سقوط «الفاشر»

كشف عن إرسال المزيد من القوات لفك حصار «الدعم السريع» عنها

نساء وأطفال في مخيم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (أرشيفية  - رويترز)
نساء وأطفال في مخيم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)
TT
20

وزير سوداني يحذر من تداعيات سقوط «الفاشر»

نساء وأطفال في مخيم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (أرشيفية  - رويترز)
نساء وأطفال في مخيم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

أعلن وزير المعادن السوداني، محمد بشير أبونمو، أنه سيتم إرسال المزيد من القوات البرية لفك الحصار عن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، ويجري تأمين مسار هذه القوات لتمكين ودعم المقاتلين هناك.

وحذر أبونمو، وهو قيادي بحركة جيش تحرير السودان، فصيل مني أركو مناوي، من سقوط الفاشر في أيدي «قوات الدعم السريع»، وقال: «إذا سقطت المدينة فلن يسلم السودان».

وأضاف أن الوضع الإنساني في الفاشر وما حولها «صعب جداً» وأن أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من ديارهم بسبب القتال يقيمون تحت الأشجار.

ونفى وزير المعادن ما يتداول عن وجود أي خلافات بين القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والجيش السوداني، أو بين المجموعات الأخرى التي تشارك في الحرب ضد «قوات الدعم السريع»، مؤكداً أن كل هذه القوى تعمل في انسجام تام.

حفرة مفتوحة لملجأ محلي في مدينة الفاشر (أرشيفية - أ.ف.ب)
حفرة مفتوحة لملجأ محلي في مدينة الفاشر (أرشيفية - أ.ف.ب)

وتعد مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، الوحيدة التي يسيطر عليها الجيش، بينما يسيطر الدعم السريع على 4 ولايات من أصل 5، وهي تمثل إقليم دارفور.

وفي وقت سابق رأس أبونمو وفد التفاوض الحكومي في المشاورات الثنائية، التي جرت مع مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، بشأن المشاركة في محادثات جنيف، واعتذرت لاحقاً عن عدم المشاركة فيها.

من جهة ثانية، قال الوزير في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تبحث عن أسواق جديدة لتصدير الذهب في المنطقة العربية وغيرها من الدول.

وأشار إلى عودة عدد من الشركات للعمل في السودان في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن، بعد أن توقفت في وقت سابق بسبب اندلاع الحرب في البلاد.

وقال أبونمو إن السودان يرحب بكل المستثمرين في مجال الذهب، ويسعى لاستقطاب الشركات العاملة في المجال نفسه بما في ذلك الشركاء في دولة روسيا.

وأضاف أن قطاع المعادن لم يتضرر كثيراً من الحرب، لأن الإنتاج يتركز في ولايات محددة ظلت خارج نطاق القتال منذ اندلاع الحرب في أبريل( نيسان) 2023.

فتاتان في رحلة يومية لجلب الماء من أحد مخيمات النازحين بضواحي الفاشر (أرشيفية - أ.ب)
فتاتان في رحلة يومية لجلب الماء من أحد مخيمات النازحين بضواحي الفاشر (أرشيفية - أ.ب)

وقال الوزير إن إنتاج الذهب في العام السابق بلغ 64 طناً، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع تهريبه إلى الخارج وغيرها من إجراءات الرقابة والضبط للمنتج.

وأشار إلى أن قطاع التعدين التقليدي يستخرج كميات كبيرة من الذهب، ولا يمكن وقفه، لكن يمكن تنظيم هذا القطاع.

وشكا أبونمو من الاعتداءات المتكررة من قبل بعض المواطنين على مربعات التعدين الخاصة بالشركات، وقال إن «هذا الأمر يتسبب للوزارة في حرج بالغ، ويعطي انطباعاً بأن الحكومة السودانية توقع اتفاقيات مع شركات ولا تستطيع حمايتها»، مؤكداً في الوقت نفسه التزام الوزارة بدفع أموال المسؤولية المجتمعية كافة.

وذكر أن وزارة المعادن تعد جزءاً من رؤية متكاملة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.


مقالات ذات صلة

عاملات صحة في الخرطوم يخاطرن بحياتهن من أجل المرضى

شمال افريقيا مستشفى الشهداء التعليمي في الخرطوم نوفمبر 2024 (رويترز)

عاملات صحة في الخرطوم يخاطرن بحياتهن من أجل المرضى

كان العاملون في المجال الصحي السوداني ضحية اتهامات متكررة من المقاتلين بالتعاون مع العدو أو التقصير في علاج رفاقهم.

«الشرق الأوسط» (أم درمان (السودان))
شمال افريقيا مخبأ حفره مدنيون في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور هرباً من الاشتباكات (أ.ف.ب)

45 قتيلاً بهجوم لـ«قوات الدعم السريع» في دارفور

قُتل 45 مدنياً على الأقل في السودان بهجوم لـ«قوات الدعم السريع» على مدينة المالحة في شمال دارفور، بحسب حصيلة أولية، السبت، لناشطين مؤيدين للديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يحيِّي مؤيديه في مدينة أم درمان غرب الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)

الجيش السوداني يواصل السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم

بعد استعادة الجيش السوداني سيطرته على القصر الرئاسي، يوم الجمعة، واصلت قواته، السبت، التقدم في مناطق أخرى من العاصمة الخرطوم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود سودانيون داخل القصر الجمهوري في الخرطوم (أ.ف.ب) play-circle

مسؤول أممي: تقدم الجيش السوداني سيرغم «الدعم السريع» على الانسحاب لدارفور

صرح فولكر بيرتيس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، بأن النجاحات العسكرية التي حققها الجيش السوداني سوف ترغم «قوات الدعم السريع» على الانسحاب إلى معقلها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي play-circle

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي

أعلن الجيش السوداني، صباح الجمعة، أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، ما يعد أحد المكاسب الكبيرة في الصراع المستمر منذ عامين في البلاد.

أحمد يونس (كمبالا) محمد أمين ياسين (نيروبي)

مصر تشدد على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر

حاويات تعبر قناة السويس (رويترز)
حاويات تعبر قناة السويس (رويترز)
TT
20

مصر تشدد على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر

حاويات تعبر قناة السويس (رويترز)
حاويات تعبر قناة السويس (رويترز)

دعت مصر إلى ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن «بلاده تكبدت خسائر اقتصادية كبيرة»؛ بسبب التوترات الأمنية في جنوب البحر الأحمر.

التأكيدات المصرية جاءت خلال اتصال هاتفي لعبد العاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تناول التطورات في البحر الأحمر، حسب إفادة «الخارجية المصرية»، السبت.

وشدد وزير الخارجية المصري على «ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر»، وأشار إلى «الخسائر الكبيرة التي يتكبدها اقتصاد بلاده نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس، وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة».

ودفعت هجمات جماعة الحوثيين اليمنية، ضد السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، بدعوى التضامن مع الفلسطينيين في غزة، شركات الشحن العالمية الكبرى إلى إيقاف عملياتها في قناة السويس؛ ما تسبب في «تراجع إيرادات القناة إلى ما يزيد على 60 في المائة»، حسب تقديرات رسمية.

في السياق، أجرى وزير الخارجية المصري محادثات مع نظيره الإريتري، عثمان صالح محمد، بالقاهرة، السبت، تناولت أطر التعاون الثنائي، ومستجدات الأوضاع الإقليمية، لا سيما في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

وهناك تنسيق بين القاهرة وأسمرة، الفترة الأخيرة، بشأن تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، من خلال «آلية التنسيق الثلاثي»، التي تضم الصومال بجانب البلدين، والتي جرى تدشينها في إريتريا، شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحضور رؤساء الدول الثلاث.

الخسائر الاقتصادية المصرية بسبب توترات البحر الأحمر أكد عليها أيضاً المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، عادّاً «بلاده من أكثر الدولة تأثراً بشكل مباشر من عدم الاستقرار في البحر الأحمر».

وأشار خلاف، في حديث لقناة «سي إن إن»، إلى أن «خسائر بلاده الشهرية بلغت 800 مليون دولار، وبإجمالي 8 مليارات دولار، منذ بداية العدوان على قطاع غزة»، وقال تعقيباً على الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن، إن «الطريقة التي يمكن من خلالها إنهاء تلك الهجمات هي إنهاء الصراع في قطاع غزة، ويجب إيجاد حل سياسي عبر المفاوضات لتوفير السلام في المنطقة».

وأمر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، بإطلاق حملة عسكرية ضد الحوثيين، لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وبرأي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، فإن المحادثات المصرية مع المسؤولين في إيران وإريتريا، «تأتي للتنسيق المشترك في ضوء التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي، وضمان عودة الملاحة للبحر الأحمر»، إلى جانب «التوتر على الحدود بين إريتريا وإثيوبيا، بسبب تمسك أديس أبابا بالوصول إلى ساحل البحر الأحمر».

وزير الخارجية المصري يستقبل نظيره الإريتري (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل نظيره الإريتري (الخارجية المصرية)

وعدَّ رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، أن «الوصول إلى البحر الأحمر مطلب وجودي بالنسبة لبلاده»، وقال في كلمته أمام البرلمان الإثيوبي، الخميس، إن «بلاده لا تريد تحقيق ذلك عبر الحرب، بل بالحوار والسلم، مع إريتريا والصومال».

وأوضح حليمة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحركات الإثيوبية تُقابل بموقف مصري واضح، يتمثل في رفض أي وجود لدول غير مشاطئة على ساحل البحر الأحمر»، إلى جانب «تنسيق مستمر من القاهرة مع أسمرة ومقديشو وجيبوتي، لتأمين السلامة الملاحية».

وسبق أن أكد وزير الخارجية المصري، في أكثر من مناسبة، على موقف بلاده «الرافض لوجود أي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر على ساحله».

وتعوّل أسمرة على دعم القاهرة في مواجهة أي تهديد لسيادتها، وفق حليمة، الذي أشار إلى «أهمية التنسيق بين البلدين لدعم الصومال في مواجهة الهجمات الإرهابية الأخيرة»، إلى جانب «دعم السودان ومؤسساته الوطنية في ضوء الحرب الحالية بداخله».

وكان وزير «الخارجية المصرية» قد زار أسمرة، مطلع شهر مارس (آذار) الحالي، وناقش خلال الزيارة مع الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، «تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات»، إلى جانب مستجدات الأوضاع الأفريقية، لا سيما في الصومال والسودان، والبحر الأحمر، حسب «الخارجية المصرية».

ويشكل أمن البحر الأحمر أولوية بالنسبة للقاهرة وأسمرة، وفق الخبير المصري في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، الذي أكد على أهمية «التنسيق الأمني بين البلدين لحماية مصالحهما بالمنطقة»، إلى جانب «متابعة بوادر الصراع المتصاعدة في إقليم (التيغراي) في إثيوبيا، الذي يشكل تهديداً مباشراً لإريتريا».

ويعتقد زهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك فرصاً للتكامل بين القاهرة وأسمرة، في منطقة القرن الأفريقي»، إلى جانب «توحيد الرؤى بشأن تطورات إقليمية أخرى، مثل الوضع في السودان والصومال»، إضافة إلى «تبادل الدعم لمواقف البلدين في المؤسسات الدولية والإقليمية».