مصر تُشدد على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة

أكدت أهمية الحشد دولياً لتنفيذ «الخطة العربية» بشأن إعمار غزة

محادثات بدر عبد العاطي مع رئيس الوزراء الفلسطيني (الخارجية المصرية)
محادثات بدر عبد العاطي مع رئيس الوزراء الفلسطيني (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُشدد على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة

محادثات بدر عبد العاطي مع رئيس الوزراء الفلسطيني (الخارجية المصرية)
محادثات بدر عبد العاطي مع رئيس الوزراء الفلسطيني (الخارجية المصرية)

شدَّدت مصر على «ضرورة خفض التصعيد في المنطقة»، مؤكدة أهمية الحشد دولياً لتنفيذ «الخطة العربية» بشأن إعادة إعمار قطاع غزة.

التأكيدات المصرية جاءت خلال لقاءات أجراها وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بجدة.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، أجرى عبد العاطي محادثات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، مساء الجمعة، تناولت متابعة مخرجات «القمة العربية» غير العادية، خصوصاً الخطة العربية «للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة»، التي اعتمدتها كل من «القمة العربية» ومجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وأكد عبد العاطي «العمل خلال الفترة المقبلة على حشد الدعم الدولي اللازم لتنفيذ الخطة العربية».

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، اعتماد «قمة فلسطين» الطارئة بالقاهرة خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة.

بينما أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال لقاء عبد العاطي، بجهود مصر في استضافة «القمة العربية»، وما تقدمه من دعم للقضية الفلسطينية، معرباً عن تطلعه لعقد مؤتمر إعادة الإعمار، بما يسهم في حشد التمويل اللازم لتنفيذ «الخطة العربية» لإعادة الإعمار، مشيداً أيضاً بالجهود المصرية لضمان تثبيت اتفاق وقف النار بمراحله الثلاث.

مواطنون يعيشون في الخيام بعد الدمار جرَّاء الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة (أ.ب)

ومطلع الشهر الحالي، شدَّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال لقاء نظيره الفلسطيني، في القاهرة، على أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهودها من أجل دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق، سواء من خلال استمرار الجهود لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكل مراحله، أو إعادة الإعمار في قطاع غزة.

ومطلع فبراير (شباط) الماضي، شدَّد مدبولي ونظيره الفلسطيني، خلال لقاء جمعهما في القاهرة، على رفض مصر وفلسطين «دعوات التهجير»، وتوافقا حينها على «استمرار التواصل من أجل متابعة جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة».

ووفق «الخارجية المصرية»، السبت، فقد ناقش عبد العاطي مع وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، في جدة، مستجدات الأوضاع في المنطقة، وأكد وزير الخارجية المصري «أهمية خفض التوترات والتصعيد وضبط النفس في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة».

واستعرض عبد العاطي مخرجات «القمة العربية» بالقاهرة، وترحيب القمة باستضافة مصر مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة لحشد التمويل اللازم لتنفيذ «الخطة العربية».

وتواصل مصر التحضير لمؤتمر إعادة إعمار غزة، المزمع عقده الشهر المقبل، بهدف «إنشاء صندوق ائتماني يكون مسؤولاً عن تلقي التعهدات التمويلية من الدول المختلفة»، ويأتي التحضير للمؤتمر بالتوازي مع اتصالات مصرية لشرح «خطة الإعمار».

بدر عبد العاطي يلتقي وزير خارجية إيران (الخارجية المصرية)

وكان الرئيس المصري، قد دعا في كلمته خلال «قمة فلسطين»، «كل الدول الحرة والصديقة للمشاركة بفاعلية في مؤتمر إعادة الإعمار الذي سوف تستضيفه مصر الشهر المقبل». وقال: «فلنجعل جميعاً من توجيه الدعم إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض غاية سامية، وواجباً إنسانياً، وحقّاً لكل طفل فلسطيني، ولكل عائلة فلسطينية في العيش في بيئة آمنة حضارية، مثل باقي شعوب العالم».

ورحَّب البيان الختامي لـ«القمة العربية» بعقد مؤتمر دولي في القاهرة للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره.

وخلال لقاء ثالث في جدة، مساء الجمعة، بحث عبد العاطي ونظيره التركي، هاكان فيدان، آخر المستجدات في قطاع غزة، وأطلع عبد العاطي نظيره التركي على جهود بلاده الرامية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتنفيذ مراحله الثلاث.

وأشاد فيدان بمخرجات «القمة العربية»، خصوصاً خطة إعادة الإعمار المصرية، كما تمت مناقشة سبل التحرك العربي-الإسلامي في إطار منظمة التعاون الإسلامي للترويج للخطة ومخرجات قمة القاهرة وحشد الدعم السياسي والمادي لها.

وزير الخارجية المصري خلال لقاء نظيره التركي (الخارجية المصرية)

ووفق متحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، السبت، أشاد عبد العاطي خلال لقاء فيدان بالتطور الملموس الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، وثمَّن زيادة وتيرة الزيارات الثنائية رفيعة المستوى على نحو يُسهم في مزيد من التعاون والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، خصوصاً مع الاحتفال بمرور 100 عام على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا.

وشهد اللقاء تبادلاً للرؤى بالنسبة للتطورات الميدانية والأمنية الأخيرة في سوريا؛ حيث تم تأكيد «دعم الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها، وأهمية مكافحة كل أشكال العنف، وضرورة إدارة عملية سياسية انتقالية شاملة، تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري، وتضمن حقوق جميع الطوائف في سوريا».

أيضاً، وخلال لقاء رابع في جدة، تحدَّث عبد العاطي مع نظيره الصومالي، أحمد معلم فقي، عن الجهود المصرية الرامية إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتنفيذ مراحله الثلاث.


مقالات ذات صلة

شباب إسرائيليون يختارون السجن على الانضمام للجيش

المشرق العربي جنود إسرائيليون يقفون أمام طفلة فلسطينية خلال عملية عسكرية في جنين (إ.ب.أ) play-circle

شباب إسرائيليون يختارون السجن على الانضمام للجيش

في تعبير واضح وصريح عن رفضهم الحرب التي تشنها بلادهم على غزة، اختار مراهقون وشباب إسرائيليون دخول السجن بدلاً من الانضمام إلى الجيش.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يبكون بجوار جثمان أحد ذويهم في المستشفى المعمداني في مدينة غزة (أ.ب)

وفاة قاصر فلسطيني معتقل في سجن إسرائيلي منذ شهور

أعلن نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى اليوم (الاثنين) وفاة قاصر فلسطيني موقوف منذ سبتمبر الماضي في أحد السجون الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (رام الله )
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة جريحة بعيدا عن موقع وسط قطاع غزة لجأ إليه نازحون واستهدفته ضربة إسرائيلية أمس (أ.ف.ب) play-circle

غزة... 50 ألف قتيل والمجازر مستمرة

تجاوز عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس، 50 ألف قتيل منذ بدء العدوان على القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتواصلت المجازر جراء الغارات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة) فتحية الدخاخني (القاهرة) نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يهرعون بطفلة مصابة بعيداً عن موقع غارات على مخيم نازحين بوسط غزة يوم الأحد (أ.ف.ب)

تحليل إخباري اغتيالات قادة «حماس»... كيف تؤثر على جهود استئناف مفاوضات الهدنة؟

أثارت عودة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لقادة في حركة «حماس»، بعد توقف نحو شهرين في قطاع غزة، تساؤلات حول مدى تأثيرها على مساعي الوسطاء لإحياء اتفاق الهدنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية الأحد بالقاهرة بمشاركة أوروبية (الخارجية المصرية)

«الوزارية العربية - الإسلامية» تدعو إلى عودة فورية لوقف النار في غزة

دعت اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية في اجتماع، الأحد، بمشاركة أوروبية، إلى استئناف مفاوضات هدنة غزة، مشددين على رفض التهجير.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

مصر: تجهيزات طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين رغم منع إسرائيل عبورهم

سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)
سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر: تجهيزات طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين رغم منع إسرائيل عبورهم

سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)
سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)

تضع السلطات المصرية أطقماً طبية وسيارات إسعاف في وضع استعداد دائم على الجانب المصري من معبر رفح البري على الحدود مع غزة، على أمل مواصلة حركة دخول الجرحى والمرضى الفلسطينيين للعلاج، والتي توقف منذ أسبوع بقرار من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مصدر مسؤول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، الاثنين، إن «الميناء مفتوح من الجانب المصري لليوم السابع على التوالي، في انتظار وصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقى العلاج والرعاية، إلا أن السلطات الإسرائيلية منعت دخولهم».

وزير الصحة المصري يتفقد المرضى والمصابين بمعبر رفح البري الشهر الماضي (وزارة الصحة المصرية)

وحتى 17 مارس (آذار) الحالي، وصل 45 دفعة تضم 1700 من المصابين والجرحى والمرضى إلى جانب 2500 من المرافقين، بحسب المصدر الذي صرح لوكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، مشيراً إلى أن «الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف موجودة في وضع استعداد دائم في انتظار هؤلاء المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم».

من جهة أخرى، لا تزال المنافذ التي تربط قطاع غزة مغلقة لليوم الـ25 على التوالي؛ ما أدى إلى عدم دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكذا عدم دخول اللوادر ومعدات إعادة الأعمار إلى قطاع غزة، كما لا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول رمضان الحالي في انتظار الدخول إلى قطاع غزة، وفق المصدر.

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تصطف على الجانب المصري من معبر رفح (أ.ب)

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل انهياره، اعتمدت مصر خطة طبية لضمان تقديم الرعاية المناسبة إلى المصابين القادمين من غزة، حيث تمّ استقبالهم في مستشفيات محافظة شمال سيناء وخضعوا لفحوص طبية دقيقة، وتم تحويل الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل جراحي متقدم أو رعاية طبية فائقة إلى مستشفيات القاهرة الكبرى.