محادثات «متعثرة» بمصر لبلوغ المراحل التالية من «هدنة غزة»

وفدان من قطر وإسرائيل في القاهرة

فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم شمال القطاع (أ.ب)
فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم شمال القطاع (أ.ب)
TT
20

محادثات «متعثرة» بمصر لبلوغ المراحل التالية من «هدنة غزة»

فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم شمال القطاع (أ.ب)
فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم شمال القطاع (أ.ب)

شهدت القاهرة، الجمعة، محادثات مكثفة. في محاولة من الوسطاء بمصر وقطر لبلوغ المراحل التالية من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل، فيما تحدث مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» عن أن «المحادثات شهدت خلافاً حول تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية».

وأفادت «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر بأن وفدين من إسرائيل وقطر وصلا إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بمشاركة ممثلين عن الجانب الأميركي.

وأوضحت «الهيئة» أن الأطراف المعنية بدأت محادثات مكثفة لبحث المراحل التالية من اتفاق التهدئة، وسط جهود متواصلة لضمان تنفيذ التفاهمات المتفق عليها. كما يبحث الوسطاء سبل تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة السكان ودعم الاستقرار في المنطقة.

وبحسب المصدر المطلع، الجمعة، فإن «الجانب الإسرائيلي طلب تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق من أجل الحصول على مزيد من الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) قبل الانتقال للمراحل التالية من الاتفاق».

وذكر أن «(حماس) تُصرّ على تنفيذ الاشتراطات المتفق عليها في هدنة وقف إطلاق النار، وهي التزام إسرائيل بإعلان إنهاء الحرب بشكل دائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة. وهو ما يرفضه الجانب الإسرائيلي الذي يتحجج بأنه لا توجد ضمانات لتسليم (حماس) جميع الرهائن لديها، في حال انسحبت القوات الإسرائيلية، وتم إنهاء الحرب».

صبي فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

المصدر المطلع أشار إلى أن «الوفد الإسرائيلي كذلك يرغب في الحصول على ضمان يخصّ إنهاء وجود عناصر مسلحة لـ(حماس) في غزة خلال الفترة المقبلة من مستقبل القطاع، وهو ما ترفضه (حماس). مؤكدة حقّ المقاومة المشروعة، وأنها ملتزمة بعدم وجود دور لها في إدارة القطاع، وفق ما أبلغت به الوسطاء من قبل».

ونوّه المصدر بأن «الجانب الأميركي خلال المفاوضات بدا مؤيداً لفكرة الانتقال للمرحلة الثانية شكلياً، بمعنى تنفيذ طلبات إسرائيل بتسليم مزيد من الرهائن، مع عدم الانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية»، ولكن الوسطاء في مصر وقطر ومعهم «حماس» يرون أن ذلك «يحقق طلبات إسرائيل فقط»، مؤكداً أن «هناك جهوداً مستمرة من الوسطاء المصريين والقطريين على وجه الخصوص لحلحلة الخلافات، من أجل صمود الهدنة والالتزام بمراحل وقف إطلاق النار، حسب المتفق عليه».

ودخل اتفاق من 3 مراحل لوقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، نتج عنه تسليم 33 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ونحو ألفي أسير فلسطيني من سجون إسرائيل، إذ تنتهي المرحلة الأولى، ومدتها 6 أسابيع، في الأول من مارس (آذار).

فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)

ولم يوضح الوسطاء أو إسرائيل و«حماس» ما سيحدث حال عدم التوصل لاتفاق بالانتقال للمرحلة الثانية، أو تمديد المرحلة الأولى التي تنتهي، السبت.

لكن بحسب المصدر المصري المطلع، فإن «إسرائيل على ما يبدو ترغب في استغلال حلول شهر رمضان، وتضغط لتحقيق شروطها باستلام جميع الرهائن، دون تنفيذ الانسحاب أو إنهاء الحرب، وذلك بعرقلة دخول المساعدات التي تعين أهل غزة على الحياة خلال شهر الصيام».

وبموجب شروط الاتفاق المرحلي، يتعين على إسرائيل فعلياً أن تعلن نهاية حربها على قطاع غزة وانسحاب قواتها من أجل تأمين إطلاق سراح نحو 20 رهينة، يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، فضلاً عن جثث عدد من الرهائن الذين تقول «حماس» إنهم قتلوا جراء القصف الإسرائيلي.

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط غزة (رويترز)

وبرغم عمليات تبادل الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين بين «حماس» وإسرائيل، فإن الطرفين لا يزالان بعيدين عن مطالبهما الأساسية، إذ تعهدت إسرائيل بأنها «لن تنهي الحرب بشكل دائم حتى لا تعود (حماس) وتسيطر على غزة»، فيما رفضت الحركة «مطالب حلّ كتائبها المسلحة أو إرسال قادتها إلى دول أخرى».

ودبّ خلاف بين «حماس» وإسرائيل خلال الساعات الماضية، مع إعلان مسؤولين إسرائيليين «عدم نية بلادهم الانسحاب من (محور فيلادلفيا) الحدودي بين غزة ومصر حتى بعد استكمال صفقات التبادل»، وهو ما عدّته «حماس» انتهاكاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أكدت الحركة «الالتزام بجميع استحقاقاته، وطالبت الوسطاء والمجتمع الدولي بمنع إسرائيل من إفشال الاتفاق».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: محادثات «حماس» بالقاهرة... هل تُعجل بالاتفاق؟

شمال افريقيا نازحون فلسطينيون يتفقدون الأضرار في شمال مدينة غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: محادثات «حماس» بالقاهرة... هل تُعجل بالاتفاق؟

محادثات جديدة تستضيفها القاهرة مع «حماس»، بشأن استئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي في مختلف أنحاء القطاع

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ضحايا محاصرين تحت الأنقاض في موقع غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلاً بمدينة غزة (رويترز) play-circle

«حماس»: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب... معادلة يقبلها العالم ويرفضها نتنياهو

كشف مصدر مطلع في حركة «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت) أن وفداً مؤلَّفاً من قادة كبار في الحركة الفلسطينية، من المقرر أن يصل إلى القاهرة.

«الشرق الأوسط» (غزة - القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون ينقلون أمتعتهم  في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب) play-circle

حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة تقترب من 51 ألف قتيل

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 14 شخصاً، بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي أمس الجمعة على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري تصاعد الدخان في الأفق شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة» تقترب من «تهدئة محدودة» مع «تفاهمات اضطرارية»

تحركات مكثفة يشهدها مسار محادثات الهدنة في قطاع غزة وسط حديث عن «تقدم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تحليل إخباري الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون وعاهل الأردن عبد الله الثاني بمناسبة قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي (الصورة من الرئاسة المصرية - د.ب.أ)

تحليل إخباري فرنسا تراهن على المؤتمر الدولي في نيويورك كرافعة للعودة إلى الحل السياسي

تراهن فرنسا على المؤتمر الدولي في نيويورك كرافعة للعودة إلى الحل السياسي في الشرق الأوسط.

ميشال أبونجم (باريس)

السيسي يتوجه إلى الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
TT
20

السيسي يتوجه إلى الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والكويت.

أفاد بيان للرئاسة المصرية بأن السيسي سيبحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بعد هدنة هشة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل قصفها العنيف للقطاع، وباشرت عمليات برية جديدة للضغط على حركة «حماس» لتفرج عن الرهائن المتبقين.

وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دماراً هائلاً وأزمة إنسانية كارثية.

وساهم اتفاق وقف إطلاق النار في تحقيق هدوء نسبي والإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع، وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.

وعلى الجانب الآخر، وبحسب البيان الرئاسي، فإن السيسي سيبحث في الكويت «حرص البلدين على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري».