وزير جزائري: 9 آلاف صحافي عبر العالم يشوهون صورة بلادنا

مزيان انتقد «تصرفات استعمارية» في حديثه عن التوترات مع فرنسا

وزير الاتصال الجزائري (الوزارة)
وزير الاتصال الجزائري (الوزارة)
TT

وزير جزائري: 9 آلاف صحافي عبر العالم يشوهون صورة بلادنا

وزير الاتصال الجزائري (الوزارة)
وزير الاتصال الجزائري (الوزارة)

انتقد وزير الاتصال الجزائري، محمد مزيان، صحافيين في الخارج «يعملون دون هوادة من أجل تشويه صورة البلاد»، في إشارة ضمناً إلى وسائل إعلام فرنسية، مؤكداً أن الجزائر «ليس لديها أي مشكلة مع الشعب الفرنسي، أو مع الدولة الفرنسية التي نحترمها، لكن التصرفات الاستعمارية غير مقبولة».

ونشرت وزارة الاتصال في حساباتها بالإعلام الاجتماعي كلاماً مثيراً للوزير مزيان في محاضرة، ألقاها الثلاثاء بالعاصمة، عن «دور وسائل الإعلام بوصفها أداة للتنمية في البلاد»، حيث ربط مضمون مشاركته بالتوترات الحادة التي تشهدها العلاقات بفرنسا منذ الصيف الماضي.

إيريك زمور رئيس حزب «الاسترداد»... (حسابه في الإعلام الاجتماعي)

وقال مزيان، الذي كان بجانبه وزير التعليم العالي كمال بداري: «سأقول لكم شيئاً خطيراً، هناك أكثر من 9 آلاف (صحفي) في جميع أنحاء العالم يعملون لتشويه صورة الجزائر... يتابعون الأحداث العالمية، وعندما تظهر صورة الجزائر، يسارعون إلى الهجوم عليها»، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى، مثل ذكر الدول التي يوجد فيها هؤلاء الصحافيون، وما إن كانوا مستقلين أم ينتمون لمؤسسات إعلامية.

وحثّ الوزير، صاحب المسار الطويل في قطاع الشؤون الخارجية، مؤسسات الدولة على «تقديم الدعم لوسائل الإعلام»، حتى يكون بمقدورها الرد على «الحملات الدعائية التي تستهدف سمعة البلاد»، وفق ما فُهم من كلام السفير السابق لدى موزمبيق، الذي لفت أيضاً إلى «وجود ما تسمى (المصفوفة الإعلامية)»، ويقصد بها الطريقة التي تُفهم وتفسَّر وتنظَّم بها المعلومات عبر وجهات نظر أو «فلاتر» مختلفة.

المؤرخ الفرنسي بن جامان ستورا (حسابه الشخصي)

ولمواجهة هذا «التشويه الإعلامي المقصود»، في تقديره، يرى مزيان أن التلفزيون العمومي «يجب أن يأخذ المكانة التي يستحقها. وكذلك القناة الدولية. ويجب أن تحتل (وكالة الأنباء الجزائرية) أيضاً مكانتها اللائقة بها، وأن يكون لديها مراسلون خاصون في الخارج»، مبرزاً أنه «من الضروري أن تؤدي وسائل الإعلام دوراً كبيراً لتحسين صورة البلاد».

وتابع الوزير موضحاً: «عندما يريد أميركي أن يتعرف على الجزائر، فإنه يستقي المعلومات عنها من (وكالة الأنباء الفرنسية). هل تعرفون القيم التي تتبناها (وكالة الأنباء الفرنسية؟)... إنها قيم مدمِّرة!».

ووفق مزيان: «كان يجب على فرنسا أن تشكر الجزائر، التي دعمتها عندما كانت في أزمة... قمح الجزائر وأموالها أنقذا هذا البلد عندما كان محاصراً من كامل أوروبا»، في إشارة إلى أحداث تعود إلى العشرينات من القرن الـ19، داعياً المؤرخين إلى «التذكير بهذه الحقائق بموضوعية».

وبشأن هذا الموضوع بالتحديد، وقعت الأسبوع الماضي ملاسنة حادة بين المؤرخ الفرنسي الشهير، المولود في الجزائر، بن جامان ستورا، ورئيس حزب «الاسترداد» الفرنسي اليميني، إيريك زمور، الذي عاش والداه في الجزائر خلال الاستعمار. فبينما صرح الثاني على «إكس» بأن الجزائر «لم تكن مطلقاً أمة، ولا شعباً، ولا دولة، ولم تكن مطلقاً صاحبة سيادة» قبل الغزو الفرنسي عام 1830، جاءه الرد من الباحث في التاريخ على المنصة نفسها، قائلاً إن «رياسة الجزائر كانت حقيقة كياناً سياسياً واقتصادياً منظماً، وقد أقرضت المال لفرنسا، التي كانت بحاجة إليه في وقت الثورة الفرنسية، ورفضُ سداد دينها هو الذي تسبب في صفعة الداي حسين (الحاكم التركي) للقنصل الفرنسي في عام 1827»، في إشارة إلى الواقعة التاريخية المعروفة بـ«حادثة المروحة» التي كانت سبباً في حشد فرنسا جيشها لاحتلال الجزائر.

الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

يذكر أن تصريحات الوزير مرتبطة بأزمة حادة مع باريس تقترب يومياً من القطيعة الدبلوماسية، وقد بدأت في نهاية يوليو (تموز) الماضي بإعلان «الإليزيه» اعترافه بخطة الحكم الذاتي المغربية. وزادت الأزمة حدة باحتجاج فرنسا على سجن الكاتب مزدوج الجنسية بوعلام صنصال في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم جاءت بعده حملة اعتقال مؤثرين جزائريين بفرنسا بتهمة «العنف»، لتصعّد من حدة التوتر.


مقالات ذات صلة

باريس تشتبه في تجسس موظف بوزارة المالية الفرنسية لحساب الجزائر

شمال افريقيا تصريحات مكتب المدعي العام في باريس قد تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)

باريس تشتبه في تجسس موظف بوزارة المالية الفرنسية لحساب الجزائر

قال مكتب المدعي العام في باريس، الخميس، إن ممثلي ادعاء فرنسيين وضعوا موظفاً في وزارة المالية قيد تحقيق رسمي، وذلك للاشتباه في تجسسه لحساب الجزائر.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل تدهور العلاقات بين البلدين (الرئاسة الجزائرية)

تعليق جزائري للتعاون القنصلي مع فرنسا يعقّد عمليات «الترحيل»

قررت الجزائر تعليق تعاونها القنصلي في 3 مناطق فرنسية شهدت خلال الأسابيع الماضية ترحيل عدد من المهاجرين الجزائريين المقيمين فيها، بطريقة غير قانونية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
أوروبا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

باريس تأمل في تهدئة العلاقات مع الجزائر

أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تريد إقامة «علاقات جيدة» مع الجزائر، معرباً عن أمله في أن «تبدأ السلطات الجزائرية مرحلة جديدة» في العلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا مراقبون عدُّوا موافقة باريس على فتح فروع لأهم بنك جزائري في فرنسا خطوة إيجابية لإخماد فتيل التوترات بين البلدين (أ.ف.ب)

باريس توافق على فتح فروع لأهم بنك جزائري في فرنسا

وافقت الحكومة الفرنسية على قرار «بنك الجزائر الخارجي» إطلاق 5 وكالات له، استجابة لطلب ملايين الجزائريين المقيمين في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)

الجزائر والمغرب يفتحان حدودهما المشتركة استثنائياً

أعلنتْ جمعية مغربية مهتمة بأوضاع المهاجرين الذين يواجهون مخاطر، أمس، عن فتح الحدود مع الجزائر استثنائياً مرتين في شهري فبراير (شباط) الماضي، ومارس (آذار).

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
TT

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

برزت خطوة إنشاء حكومة «موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في السودان، لتثير مزيداً من القلق والمخاوف والرفض، داخلياً وإقليمياً ودولياً، على مستقبل البلاد وتمزقه، لكن داعمي هذه الخطوة يرون أنها فرصة كبرى لإنقاذ البلاد من شبح التشرذم والفوضى.

أحد الداعمين هو الدكتور الهادي إدريس، القيادي البارز في تحالف «تأسيس» الذي برز أخيراً للوجود ويقف وراء هذه الخطوة، اتهم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قادة الجيش بانهم هم من اتخذ إجراءات تعرّض البلاد للتقسيم، مؤكداً أن حكومته جاءت لتأمين وحدة السودان. وقال: «حكومتنا ليست لدارفور وحدها أو (الدعم السريع)، هي لكل السودان، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب}.

وتابع {لقد أعددنا دستوراً يضمن حقوق الجميع، ووقع عليه أشخاص وكيانات مختلفة من جميع مناطق السودان». وقال إدريس، وهو العضو السابق في «مجلس السيادة» السوداني، إنهم يعملون الآن على طمأنة دول الجوار بالتأكيد على أنهم «دعاة وحدة»، وليسوا مع تقسيم السودان.