أبلغ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي نظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، اليوم الاثنين، بتأييد الدول العربية الفلسطينيين في رفضهم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجيرهم من غزة والسيطرة على القطاع، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن عبد العاطي أكد خلال اجتماعه مع روبيو في واشنطن على أهمية تسريع إعادة إعمار غزة في ظل بقاء الفلسطينيين هناك.
وأكدت مصر، في وقت سابق اليوم، دعمها لحقوق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل، داعية المجتمع الدولي إلى التوحد وراء رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية.
«ظلم تاريخي»
وقالت «الخارجية المصرية» في بيان إن «السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الإقليميين والدوليين الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وتداعياته هو تبني المجتمع الدولي لنهج يراعي حقوق جميع شعوب المنطقة من دون تفرقة أو تمييز، بما في ذلك الشعب الفلسطيني».
وأضاف البيان: «تدعو مصر المجتمع الدولي بمختلف مكوناته الدولية والإقليمية إلى التوحد وراء رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية، ويجب أن تتأسس هذه الرؤية على ضرورة إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض، وما زال يتعرض له، الشعب الفلسطيني».
وتابع البيان: «تتمسك مصر في هذا السياق بموقفها الرافض للمساس بتلك الحقوق، بما فيها حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال، كما تتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم، وبما يتسق مع القيم الإنسانية، ومع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة».
لقاء مصري أميركي
في سياق متصل، عقد وزير الخارجية المصري جلسة مباحثات، الاثنين، مع نظيره الأميركي في واشنطن. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان على «فيسبوك»، إن عبد العاطي أكد لنظيره الأميركي أن مصر تتطلع للعمل مع الإدارة الجديدة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة.
وأضاف البيان أن الوزيرين بحثا التطورات في غزة وسوريا وليبيا والسودان والبحر الأحمر، مشيراً إلى أن عبد العاطي شدد «على ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية».
وأكد عبد العاطي لنظيره الأميركي أهمية الإسراع في بدء عملية التعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار في غزة، وقال: «نتطلع للتنسيق مع الإدارة الأميركية للعمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط».
وقال بيان الوزارة إن عبد العاطي شدد أيضاً خلال اجتماعه مع روبيو، على أهمية إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة متمسكون بأرضهم، ويرفضون التهجير، بدعم كامل من العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي. وكان عبد العاطي قد بدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة أمس (الأحد).
وذكر بيان لـ«الخارجية» أن اللقاء بين الجانبين تناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطرق إلى قضية الأمن المائي المصري المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، «حيث شدد وزير الخارجية (عبد العاطي) على موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لتشغيل السد دون الافتئات على حقوق دولتي المصب».
وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية تميم خلاف، إن نقاشاً موسعاً دار بين الوزيرين، بشأن «التطورات المتلاحقة في غزة وسوريا وليبيا والسودان والقرن الأفريقي والبحر الأحمر».
وأشار المتحدث إلى أن اللقاء تطرق كذلك إلى الأوضاع في السودان، حيث أكد عبد العاطي دعم مصر لمؤسسات الدولة السودانية، مع ضرورة العمل على وقف إطلاق النار هناك، واحترام سيادة الأراضي السودانية ووحدتها. كما أكد عبد العاطي أهمية بدء عملية سياسية لا تقصي أياً من مكونات المجتمع السوري، مشدداً على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية، ودعم مصر الكامل للشعب السوري.