مصر تحشد شعبياً ضد «تهجير الفلسطينيين»

قوى سياسية تحتج أمام معبر رفح... ووقفات بالمحافظات

رفضاً لتهجير الفلسطينيين... حشود مصرية في رفح
0 seconds of 23 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:23
00:23
 
TT
20

مصر تحشد شعبياً ضد «تهجير الفلسطينيين»

مصريون يرفعون الأعلام في تظاهرة احتجاجية أمام معبر رفح (وكالة أنباء الشرق الأوسط)
مصريون يرفعون الأعلام في تظاهرة احتجاجية أمام معبر رفح (وكالة أنباء الشرق الأوسط)

فيما يمكن اعتباره حشداً مصرياً ضد مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، شارك مصريون في تظاهرة احتجاجية أمام معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، الجمعة؛ رفضاً لـ«محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم».

وحسب شهود عيان تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فقد امتدت حشود المحتجين لمسافات طويلة أمام معبر رفح، ورفع المحتجون «أعلام مصر وفلسطين معاً». وارتدى العديد منهم الكوفية الفلسطينية الشهيرة، ورددوا هتافات وشعارات «لا للتهجير»، و«أنا دمي فلسطيني»، و«الشعب المصري يرفض تصريحات الرئيس الأميركي».

وشارك في التظاهرة أعضاء بمجلسَي النواب والشيوخ (غرفتا البرلمان المصري)، وعديد من ممثلي الأحزاب المصرية والقوى السياسية والجمعيات الأهلية. وكانت التظاهرة مكونة من تجمعات، كل تجمع يعبر عن محافظة من محافظات مصر، لرفض المقترح الأميركي، حيث بدأت التظاهرة بوقفات احتجاجية في المحافظات، ثم انتقل المحتجون في حافلات وصولاً إلى معبر رفح.

ومن أبرز المحافظات التي شارك منها محتجون في التظاهرة (القاهرة والجيزة والقليوبية والإسماعيلية وبور سعيد والبحيرة والشرقية وبني سويف وشمال سيناء وقنا).

جانب من تظاهرة المصريين أمام معبر رفح (وكالة أنباء الشرق الأوسط)
جانب من تظاهرة المصريين أمام معبر رفح (وكالة أنباء الشرق الأوسط)

وقال محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، في منشور على «إكس»، الجمعة، إن «جميع طوائف الشعب المصري تتظاهر أمام معبر رفح البري تأييداً لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم تهجير الشعب الفلسطيني». (ويقصد تصريحات السيسي المتكررة الرافضة لتهجير الفلسطينيين).

وأضاف مجاور: «هذا شعب مصر يتكاتف وينسى أي آلام عندما يتعلق الموضوع بأمن مصر».

ويحظر القانون المصري أي تجمعات أو مظاهرات من دون تصريح مسبق من الجهات الرسمية، وخصوصاً وزارة الداخلية. ولوّح السيسي، الأربعاء، في خطاب رسمي بـ«رفض الرأي العام المصري واحتشاده ضد أي محاولة لتهجير الفلسطينيين»، متسائلاً: «ماذا أقول للرأي العام المصري لو تم تهجير الفلسطينيين إلى مصر؟ إذا حدث ذلك فسيعني عدم استقرار الأمن القومي المصري أو العربي، ويجب أن يعي الجميع أن في هذه المنطقة أمة لها موقف في هذا الأمر، سواء أنا بقيت في منصبي أو رحلت».

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن منطقة رفح تخضع لحراسة أمنية مشددة، وليس من السهل الوصول إليها، دون تنسيق مع السلطات، خاصة أنها على الحدود مع غزة وقرب حدود إسرائيل.

البرلماني المصري، مصطفى بكري، علق على تلك المظاهرة، قائلاً إنها «رسالة تؤكد على استقلال القرار المصري، ورفضه لأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ورفض أي حل دون الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين».

وأوضح بكري لـ«الشرق الأوسط» أن الرسالة الأخرى التي يريدها الشعب المصري من تلك التظاهرة أنه «لا يقبل الضغط على رئيسه، ولا أي تلويح من الجانب الأميركي بمساعدات أو غيره لدفع مصر لقبول ما تريده واشنطن أو إسرائيل».

مصريون في تظاهرة احتجاجية أمام معبر رفح رفضاً لتهجير الفلسطينيين (وكالة أنباء الشرق الأوسط)
مصريون في تظاهرة احتجاجية أمام معبر رفح رفضاً لتهجير الفلسطينيين (وكالة أنباء الشرق الأوسط)

وكان ترمب قد كرر، ليلة الجمعة، تصريحاته الداعية لنقل أهل غزة إلى مصر والأردن، قائلاً إن «الرئيس المصري وملك الأردن سيقبلان الأمر لأننا ساعدناهم كثيراً».

وتأتي تصريحات ترمب بعد عدة ساعات من تصريح مستشاره لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، الذي قال لوسائل إعلام إسرائيلية: «يجب على مصر والأردن أن يقترحا حلاً بديلاً يعتقدان أنه سيكون أفضل إذا لم يرغبا في استقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة»، وهو الأمر الذي عدّه خبراء من مصر والأردن «استفزازاً ومحاولة لكسب الوقت وفرض الرؤية الأميركية الإسرائيلية».

رئيس «لجنة الثقافة والإعلام» بمجلس الشيوخ المصري، محمود مسلم، قال إن «الشعب المصري أراد من هذه التظاهرة أمام معبر رفح، أن يقول لترمب وإدارته، فلتقترحوا ما تشاءون؛ لكن مصر لها موقفها الثابت الذي لا يمكن أن تقايض عليه أو تتنازل عنه فيما يخص القضية الفلسطينية».

وأضاف مسلم لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التظاهرة تحرك طبيعي من الشعب المصري لإحساسه القوي بخطورة الموقف على الأمن القومي لمصر، وأيضاً تعبير عن دور مصر الدائم في دعم الفلسطينيين، فمصر حينما تفعل شيئاً للقضية الفلسطينية، فهي لا تلعب دوراً مثل الآخرين؛ بل هي تؤدي واجباً عليها من عشرات السنين».


مقالات ذات صلة

سيارات إسعاف مصرية تصطف أمام معبر رفح بانتظار «هدنة غزة»

شمال افريقيا سيارات إسعاف مصرية أمام معبر رفح لنقل الجرحى والمرضى الفلسطينيين (الشرق الأوسط)

سيارات إسعاف مصرية تصطف أمام معبر رفح بانتظار «هدنة غزة»

أكدت مصر أن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية في وضع استعداد دائم أمام معبر رفح بانتظار استقبال المصابين الفلسطينيين ومرافقيهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تحليل إخباري جانب من حريقٍ اندلع في منطقة اللطرون بوسط إسرائيل بين القدس وتل أبيب في 1 مايو 2025 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري هل أصبحت الحرائق سلاحاً في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

في الوقت الذي كانت فيه قوات الجيش الإسرائيلي تحرق الأراضي الزراعية في شمال قطاع غزة، اشتعلت حرائق مهولة بمنطقة القدس في إسرائيل.

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص فلسطيني يلوح بعلم بلاده أمام آليات عسكرية إسرائيلية في طولكرم أغسطس الماضي (رويترز) play-circle

خاص «حل الدولتين»... حلم فلسطيني لا يُرى ولا يزول

في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأسبوع الماضي، في رام الله، خرج الرئيس محمود عباس أبو مازن عن النص المكتوب، بكلمات لم تحظ بتعليق واسع؛ قال…

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يتلقون تبرعات غذائية بمركز توزيع في خان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

غزة: «وورلد سنترال كيتشن» تحذر من تفاقم أزمة الغذاء  

حذَّر مؤسِّس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية خوسيه أندريس، اليوم (الخميس)، من تفاقم أزمة الغذاء في قطاع غزة، داعياً إسرائيل إلى فتح ممرات إنسانية على الفور.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية مظاهرة لفلسطينيات وإسرائيليات من مناصرات السلام في تل أبيب منتصف الشهر (أ.ب)

ميليشيات يمينية إسرائيلية تعتدي على نشطاء سلام يهود

في السنوات الأخيرة، بات من النادر أن ترى في إسرائيل والمناطق الفلسطينية أحداً يتحدث عن السلام بين الشعبين

نظير مجلي (تل أبيب)

«الدعم السريع» تسيطر على ثاني أكبر مدن كردفان

الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)
الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم جراء المعارك (أ.ف.ب)
TT
20

«الدعم السريع» تسيطر على ثاني أكبر مدن كردفان

الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)
الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم جراء المعارك (أ.ف.ب)

أعلنت «قوات الدعم السريع»، أمس، سيطرتها على النهود، ثاني أكبر مدن ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له.

وبسيطرتها على هذه المدينة ستتمكن «الدعم السريع» من قطع كل الطرق أمام الجيش لفك الحصار على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، كما تضع مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، تحت الحصار.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا موجودة في مدينة النهود، وتصدّت لهجمات عدة من (الدعم السريع)».

كذلك، استهدفت «الدعم السريع» القصر الجمهوري وسط العاصمة، الخرطوم، بقصف مدفعي بعيد المدى. وقال مواطنون في مدينة كوستي، بولاية النيل الأبيض، إن سرباً من المسيّرات هاجم صباح أمس مقر الفرقة الـ18 التابعة للجيش في المدينة.