طلاب مصريون يشكون تعليق برامج التمويل الأميركية

ناشدوا بـ«تدخل سريع» لاستكمال دراستهم

من حفل تخرج الطلاب الدارسين الذي أقامته الوكالة الأميركية للتنمية في سبتمبر الماضي (حساب الوكالة - فيسبوك)
من حفل تخرج الطلاب الدارسين الذي أقامته الوكالة الأميركية للتنمية في سبتمبر الماضي (حساب الوكالة - فيسبوك)
TT
20

طلاب مصريون يشكون تعليق برامج التمويل الأميركية

من حفل تخرج الطلاب الدارسين الذي أقامته الوكالة الأميركية للتنمية في سبتمبر الماضي (حساب الوكالة - فيسبوك)
من حفل تخرج الطلاب الدارسين الذي أقامته الوكالة الأميركية للتنمية في سبتمبر الماضي (حساب الوكالة - فيسبوك)

بعدما أنهى الطالب المصري مينا عادل دراسة الثانوية العامة، العام الماضي، والذي عاش حياته في محافظة قنا بصعيد مصر، اختار التقديم على برنامج المنح الجامعية المقدم من «الوكالة الأميركية للتنمية»، مفضلاً الالتحاق بكلية «تكنولوجيا المعلومات» بالجامعة الأميركية، مع دراسة سنة تحضيرية خلال العام الدراسي الحالي.

لكن مينا الذي درس الفصل الدراسي الأول بالجامعة الأميركية في القاهرة خلال العام التحضيري، فوجئ مع مئات الطلاب غيره بإبلاغهم وقف المنحة، على خلفية الأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس دونالد ترمب بشأن إعادة تقييم وترتيب المساعدات الخارجية الأميركية.

ويقدم برنامج الوكالة منحاً دراسية لما يقرب من عدد 372 طالباً وطالبة في العام الدراسي الجامعي 2024 - 2025، وذلك للحصول على شهادة البكالوريوس أو الليسانس في عدد من الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، بحسب الموقع الرسمي للجامعة الأميركية بالقاهرة.

ويهدف برنامج «المنح الجامعية» الذي تشترك فيه 10 جامعات داخل مصر إلى تمكين الطلاب المتفوقين أكاديمياً وغير القادرين مالياً من الالتحاق والتميز، في ظل إتاحة فرص تعليمية جامعية أفضل، مع زيادة فرص الطلاب المصريين في الالتحاق بالدراسة الجامعية، وتحديداً بالكليات والتخصصات التي تقدم فيها الدراسة ذات المصروفات بنظام الساعات المعتمدة وباللغة الإنجليزية، مع توفير سبل الإقامة للطلاب المغتربين وإمكانية دفع بدل مالي شهري.

يقول مينا لـ«الشرق الأوسط» إن الخيارات التي وضعت أمامهم صعبة ومكلفة للغاية بالنسبة لهم، باعتبار أن غالبية الطلاب من أسر متوسطة، ولا يمكنهم سداد كامل الرسوم الدراسية بالجامعة الأميركية، والتي تتجاوز مليون جنيه سنوياً (الدولار يساوي 50.20 جنيه)، مشيراً إلى أن مستقبلهم بات مهدداً لعدم وجود حلول بديلة أمامهم.

وقررت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، تجميد التمويل الجديد لجميع برامج المساعدات الأميركية تقريباً في مختلف أنحاء العالم، باستثناء السماح باستمرار برامج الغذاء الإنسانية والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر، لكن مصدراً في الوكالة بالقاهرة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الموظفين العاملين جرى إبلاغهم بتجميد رواتبهم لمدة 3 أشهر بشكل شفهي، بالإضافة إلى تعليق كافة الأنشطة المرتبطة بالبرامج التعليمية، باعتبار أن الاستثناء لا يشملها».

يشعر مينا بالقلق على مستقبله الدراسي واستكمال مساره التعليمي، فبعد حصوله على 93 في المائة في الثانوية العامة وإمكانية التحاقه بالكلية نفسها في إحدى الجامعات الحكومية، باتت هذه الفرصة اليوم غير متاحة بعدما التحق بالمنحة، وأغلقت أمامه أبواب القبول بها.

وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع إدارة «الجامعة الأميركية» بالقاهرة لكن لم تتلق رداً، في وقت أكد فيه مسؤول بالسفارة الأميركية أن «الأمر قيد الدراسة، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنه حتى الآن، في وقت يتداول فيه طلاب البرامج الأميركية المدعومة عبر مجموعات مغلقة، البحث عن آلية لمعالجة موقفهم الدراسي الذي بات مهدداً».

يوسف (اسم مستعار) لطالب آخر يدرس بكلية الهندسة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الجامعة ألغت «كامب» كان يفترض تجميع الطلاب فيه بداية الأسبوع الحالي، ولم ترد عليهم في تسلم السكن الطلابي الذي كان يفترض أن يجري الأسبوع الحالي أيضاً، تمهيداً لبداية الفصل الدراسي يوم 2 فبراير (شباط) المقبل.

وأضاف أن الجامعة لم تُبلغهم سوى بقرار التجميد عبر «إيميل رسمي»، بينما ينتظرون في الوقت الحالي ما سيتوجب فعله، خصوصاً أن القرار يعني تجميد أيضاً المبلغ الذي كان يحصل عليه بوصفه دعماً شهرياً، ويقدر بنحو 6 آلاف جنيه.

موقف يوسف لا يختلف كثيراً عن إبراهيم (اسم مستعار) الذي يدرس في جامعة عين شمس ضمن البرنامج، مشيراً إلى أنهم توجهوا إلى إدارة الجامعة، وحصلوا على وعد ببحث وضعهم خلال الفصل الدراسي الجديد بالأيام المقبلة.

وبحسب مسؤول بـ«الوكالة الأميركية للتنمية»، فإن ما يجري بالوقت الحالي يتضمن طلب بحث الوضع في كل جامعة بالنسبة للطلاب، ولو بشكل مؤقت في الفصل الدراسي المقبل، لحين انتهاء فترة الشهور الثلاثة، أو صدور قرارات جديدة.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري في إثيوبيا... هل تتحرك قضية «سد النهضة»؟

شمال افريقيا «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

رئيس الوزراء المصري في إثيوبيا... هل تتحرك قضية «سد النهضة»؟

يواجه مشروع «سد النهضة»، الذي أقامته إثيوبيا على رافد نهر النيل الرئيسي، اعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

مدبولي يرأس وفد مصر إلى «القمة الأفريقية» في إثيوبيا

يترأس رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وفد بلاده المشارك في اجتماع الدورة العادية الـ38 لمؤتمر «قمة الاتحاد الأفريقي» بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في واشنطن - 10 فبراير 2025 (أ.ب)

مصر تبلور تصوّراً شاملاً لإعادة إعمار غزة «بوجود الفلسطينيين على أرضهم»

قالت وزارة الخارجية المصرية إن القاهرة بصدد بلورة تصوُّر شامل لإعادة إعمار غزة «بوجود الفلسطينيين على أرضهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصطفى مدبولي خلال اجتماع الحكومة المصرية (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية تضع «لمسات أخيرة» على حزمة حماية اجتماعية

وفق رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الخميس، «سوف نعرض حزمة الحماية الجديدة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأيام القليلة المقبلة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

مدبولي يرأس وفد مصر إلى «القمة الأفريقية» في إثيوبيا

يترأس رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وفد بلاده المشارك في اجتماع الدورة العادية الـ38 لمؤتمر «قمة الاتحاد الأفريقي» بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

غوتيريش: يجب وقف تدفق السلاح إلى السودان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
TT
20

غوتيريش: يجب وقف تدفق السلاح إلى السودان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، إلى وقف تدفق الأسلحة إلى السودان.

وقال غوتيريش أمام «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم شعب السودان» الذي أُقيم على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا: «لا بد من وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة، اللذين من شأنهما أن يساعدا على استمرار الحرب والدمار الكبير الذي يلحق بالمدنيين وسفك الدماء في السودان».

وأعلن غوتيريش إطلاق الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة الوطنية والدولية خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025، التي تتطلب، حسب إشارته، نحو 6 مليارات دولار، تُخصص لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان ونحو 5 ملايين لاجئ إلى دول الجوار، وأضاف: «السودان يعيش أزمة بالغة الخطورة والوحشية».