تتابع مصر تعزيز علاقات شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، على هامش زيارته الأخيرة إلى ألمانيا.
وتوافقت مصر والاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) الماضي، على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».
ووقّع الجانبان في ختام قمة مصرية عُقدت بالقاهرة، شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان، «إعلاناً مشتركاً» بشأن شراكة استراتيجية شاملة.
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 14, 2025
وأعرب عبد العاطي، خلال لقائه المفوض الأوروبي للاقتصاد والإنتاجية فالديس دومبروفسكي، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، مساء الجمعة، عن «تطلع بلاده لتعزيز علاقات التعاون القائمة مع الاتحاد الأوروبي في إطار الاستفادة من الزخم المصاحب لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد إلى الشراكة الاستراتيجية والشاملة».
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر لديها إمكانات اقتصادية واعدة، وتولي أهمية خاصة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع الاتحاد الأوروبي، بوصفه من أهم ركائز تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
وأضاف أن الدولة المصرية عازمة على الاستمرار في دعم القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والحرص على تذليل كل العقبات التي يواجهها المستثمرون في مصر.
وكذلك التقى وزير الخارجية المصري المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، وأطلعها على جهود مصر، وحرصها على «تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذه بالكامل بمراحله الثلاث». وتحدّث عن «الأوضاع الإنسانية في السودان، وأهمية تعزيز الدعم الإنساني للسودان الشقيق».
وفي لقاء ثالث، مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، مساء الجمعة، أشاد الوزير عبد العاطي بالتطورات التي تشهدها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك لترفيع العلاقات للشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والأهمية التي توليها مصر للتنفيذ الكامل لكل محاور الشراكة الاستراتيجي.
ورحّب بالحزمة المالية الأوروبية المقدمة لمصر، مشيراً إلى التطلع لدعم رئيس المجلس الأوروبي لـ«سرعة اعتماد الشريحة الثانية بقيمة 4 مليارات يورو».
ويقدِّم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إن بلاده «تلقَّت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل من الاتحاد الأوروبي حجمها 7.4 مليار يورو».
وأكد وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، في تصريحات سابقة، «اعتزاز بلاده بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».
كما أجرى بدر عبد العاطي محادثات مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيت فيبر، تناولت المستجدات الإقليمية وسُبل تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد الوزير عبد العاطي أن تحقيق الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي «يُمثل أولوية استراتيجية لمصر، بوصفها ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والقاري، وانطلاقاً من مصالحها الوطنية وأمنها القومي، خصوصاً في ضوء التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة».
وشدد على أهمية استقرار الصومال، وضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، مؤكداً دعم مصر لمؤسسات الدولة الصومالية، مشيراً إلى أهمية تكاتف الجهود الدولية لمساندة الحكومة الصومالية في تحقيق الأمن، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز سيادة الدولة على إقليمها.
في حين أكدت أنيت فيبر «حرص الاتحاد الأوروبي على مواصلة التنسيق والتعاون مع مصر في جميع الملفات الأمنية والتنموية لمجابهة التهديدات الإقليمية».
وتحدّث وزير الخارجية المصري خلال لقاء المفوضة الأوروبية للشركات الناشئة والبحث والابتكار، إيكاترينا زاهاريفا، مساء الجمعة، عن الاهتمام الكبير الذي تُوليه مصر لتطوير البحث العلمي على المستويات كافة، وتطلع بلاده للاندماج والتكامل بين المؤسسات البحثية المصرية ونظيرتها الأوروبية، بما يُلبي الاحتياجات التنموية.