مصر تعوّل على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس

عقب خسائر الهيئة بسبب توترات المنطقة

سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)
سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)
TT

مصر تعوّل على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس

سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)
سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)

تعوّل مصر على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس، عبر جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، في ظل خسائر «هيئة قناة السويس» خلال الفترة الماضية، إثر توترات المنطقة.

واستضافت وزارة الخارجية المصرية، السبت، اجتماعاً ضم بعض قيادات الوزارة بقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية والإقليمية، ووفد من الهيئة العامة للمنطقة الصناعية بقناة السويس، حيث تم بحث سبل جذب الاستثمارات الأجنبية للهيئة.

ووفق إفادة لـ«الخارجية»، تناول اللقاء رؤية هيئة قناة السويس وأهدافها المتعلقة بالاستثمارات والقطاعات المستهدفة، من أجل «تنسيق ودعم الجهود المبذولة من البعثات المصرية في الخارج للترويج للإمكانات اللوجيستية الفريدة للمنطقة الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتاحة بها». كما شهد أيضاً «مناقشات تفصيلية حول سبل تعزيز التعاون وخطط ومقترحات العمل المستقبلية لجذب مزيد من الاستثمارات والشراكات من مختلف المناطق الجغرافية في العالم».

وقدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خسائر قناة السويس من الاضطرابات الملاحية خلال العام الماضي، بما لا يقل عن 7 مليارات دولار (الدولار يساوي 50.60 جنيه في البنوك المصرية)، بينما سجلت البيانات الحكومية انخفاض إيرادات «القناة» بنسبة 63 في المائة خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، نتيجة للاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة.

وبجانب جهود جذب الاستثمارات بالمنطقة الاقتصادية في «القناة»، تقوم القاهرة بتحركات لوجيستية كثيرة لتعويض انخفاض إيرادات الممر الملاحي، وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، الثلاثاء الماضي، بدء تشغيل «مشروع ازدواج» الممر الملاحي لـ«القناة» أمام حركة التجارة العالمية، بما يزيد طاقة «القناة» بين 6 و8 سفن يومياً، مؤكداً خلال اجتماع عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» مع الأمين العام لغرفة الملاحة الدولية «ICS»، جاي بلاتين، حرص «الهيئة» على تحقيق التواصل المباشر والفعال مع المنظمات والجهات الفاعلة في المجتمع الملاحي.

اجتماع بوزارة الخارجية المصرية لبحث الترويج الدبلوماسي للفرص الاستثمارية بقناة السويس (الخارجية المصرية)

ويراهن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الأمين العام لـ«اتحاد المستثمرين العرب»، السفير جمال بيومي، على «قدرة الدبلوماسية المصرية» للترويج إلى الفرص الاستثمارية بمنطقة قناة السويس أمام المحافل الدولية. وقال بيومي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخارجية المصرية تولي الملف الاقتصادي اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة، ولدى (الخارجية) الإمكانات للترويج لمنطقة (القناة) عبر بعثاتها الدبلوماسية بالعالم، وكذا من خلال اللقاءات مع النظراء من دول أخرى، فضلاً عن حملات الترويج المختلفة».

وتحدث «البنك الدولي» عن تراجع حركة الملاحة في قناة السويس، وذكر في تقرير له أخيراً، أن «الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي يمر عبره نحو ثلث حركة الحاويات العالمية، تسببت في تعطيل العمليات البحرية بشكل كبير، وشهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة بلغت 75 في المائة نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024».

وفي رأي بيومي، فإن «قناة السويس ستظل أسرع وأرخص ممر ملاحي في العالم، وهو ما يعني أن الأمور ستعود إلى طبيعتها تدريجياً».

أما الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور وائل النحاس، فيرى أن المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لديها إمكانات واعدة ومغرية لجذب الاستثمارات، لكنها «غير مستغلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «على الحكومة المصرية أن تضع أجندة لاستثمار هذه المنطقة الاقتصادية».

وتعد قناة السويس، أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، ويأمل مراقبون مع وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل و«حماس»، وتلويح «الحوثيين» باقتصار هجماتهم على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، أن تتقلص الاضطرابات بالمنطقة، وتعود حركة الملاحة بقناة السويس إلى معدلاتها الطبيعية تدريجياً.

وباعتقاد النحاس، فإنه «يجب على مصر أن تركز على نظام الشراكة مع آخرين لتعزيز الاستثمار في (القناة)، وتجنب تأثير التوترات الدولية والإقليمية على إيرادات (الهيئة) مستقبلاً».


مقالات ذات صلة

مصر تتراجع 16 مركزاً في مؤشر «الإرهاب العالمي»

شمال افريقيا بنايات على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)

مصر تتراجع 16 مركزاً في مؤشر «الإرهاب العالمي»

أكد مجلس الوزراء المصري، الجمعة، أنه «كلما تراجع ترتيب الدولة في مؤشر (الإرهاب العالمي)، انخفضت معدلات الإرهاب فيها».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا آثار الحريق على واجهة بعض المكاتب (وزارة الصحة)

حريق أحد مباني المعامل المركزية لـ«الصحة» يثير انتقادات في مصر

جدّد حريق أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية بوسط القاهرة، الحديث حول إجراءات حماية المنشآت.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا مصر تعتمد بشكل رئيسي على مياه النيل في تلبية احتياجاتها (أرشيفية - مجلس الوزراء المصري)

مصر تراجع مشروعاتها المائية لمواجهة التحديات

تُكثف مصر جهود مواجهة التحديات المائية عبر مراجعة مشروعات قطاع المياه. في حين حذرت وزارة الري مجدداً من «أي تعديات على نهر النيل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر تُعمّق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع كينيا

ضمن مساعٍ مصرية لتعميق الحضور في القارة الأفريقية، تعزز مصر تعاونها مع كينيا عبر مشروعات في الطاقة والزراعة والصحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا ركاب مصريون يعبرون خط السكة الحديد في منطقة شعبية بالقاهرة (أ.ب)

مصر: مقتل 8 وإصابة 12 في حادث قطار بالإسماعيلية

لقي 8 مصريين حتفهم، وأصيب 12 آخرون، بعد تصادم قطار وسيارة «ميني باص»، الخميس، على طريق جلبانة القنطرة شرق، في محافظة الإسماعيلية، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
TT

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

برزت خطوة إنشاء حكومة «موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في السودان، لتثير مزيداً من القلق والمخاوف والرفض، داخلياً وإقليمياً ودولياً، على مستقبل البلاد وتمزقه، لكن داعمي هذه الخطوة يرون أنها فرصة كبرى لإنقاذ البلاد من شبح التشرذم والفوضى.

أحد الداعمين هو الدكتور الهادي إدريس، القيادي البارز في تحالف «تأسيس» الذي برز أخيراً للوجود ويقف وراء هذه الخطوة، اتهم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قادة الجيش بانهم هم من اتخذ إجراءات تعرّض البلاد للتقسيم، مؤكداً أن حكومته جاءت لتأمين وحدة السودان. وقال: «حكومتنا ليست لدارفور وحدها أو (الدعم السريع)، هي لكل السودان، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب}.

وتابع {لقد أعددنا دستوراً يضمن حقوق الجميع، ووقع عليه أشخاص وكيانات مختلفة من جميع مناطق السودان». وقال إدريس، وهو العضو السابق في «مجلس السيادة» السوداني، إنهم يعملون الآن على طمأنة دول الجوار بالتأكيد على أنهم «دعاة وحدة»، وليسوا مع تقسيم السودان.