جنوح منصة نفطية بحرية على سواحل تونس

ناقلة نفط بالبحر المتوسط في 26 مايو 2022 (رويترز)
ناقلة نفط بالبحر المتوسط في 26 مايو 2022 (رويترز)
TT
20

جنوح منصة نفطية بحرية على سواحل تونس

ناقلة نفط بالبحر المتوسط في 26 مايو 2022 (رويترز)
ناقلة نفط بالبحر المتوسط في 26 مايو 2022 (رويترز)

انفصلت منصة نفطية عن قارب - جرّار بحري، بينما كانت في طريقها من اسكوتلندا إلى تركيا، وجنحت خلال ليلة السبت - الأحد على شاطئ في شمال تونس، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

وأكد صحافيو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين، أن المنصة النفطية لا تزال جانحة على رمال شاطئ الهويشات على بعد نحو 20 كيلومتراً غرب محافظة بنزرت الساحلية.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن مسؤول في الحرس البحري، فإن هذه المنصة انفصلت عن قاربها بعد انقطاع حبال القطر بسبب سوء الأحوال الجوية.

ولم يسفر الحادث عن أي أضرار، كما تأخرت عملية القطر من جديد إلى الوجهة النهائية، بسبب تواصل سوء الأحوال الجوية في تونس، بحسب وسائل إعلام محلية.


مقالات ذات صلة

«الجامعة العربية» تدعم انتقالاً سياسياً دون «إملاءات خارجية» في سوريا

المشرق العربي أبو الغيط يؤكد أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تدعم انتقالاً سياسياً دون «إملاءات خارجية» في سوريا

الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، أكد في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، «دعمه عملية انتقال سياسي ناجحة في سوريا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد نتائج مبشرة عن وجود كميات جديدة من الذهب (ألشرق الأوسط)

رئيس «المساحة الجيولوجية»: حزم البيانات الجديدة تعزز جاذبية الاستثمارات في السعودية

كشف رئيس «المساحة الجيولوجية» لـ«الشرق الأوسط» أن المعلومات الجديدة التي طرحت من خلال المسوحات الجيولوجية الأخيرة ستدعم عمليات الاستكشاف للثروات المعدنية

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق من النّدوة الدّوليّة لمناقشة تقرير السّياسات اللُّغويّة في الدّول العربيّة (مجمع الملك سلمان)

إطلاق مشروع لرصد السياسات اللغوية في الدول العربية

يركز على جمع السياسات اللغوية المعلنة الصادرة من جهات رسمية في الدول العربية التي بلغ مجموعها ألفي قرار وتصنيفها وفقاً لمجالاتها، وتواريخ إصدارها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق في معرض «سيرة ومسيرة» 153 لوحة أصلية للفنان العبيد (هيئة الفنون البصرية)

«سيرة ومسيرة»... معرض يُنعش ذاكرة الفن بلوحات الراحل العبيد

في ليلة استثنائية بكل تفاصيلها دشنت هيئة الفنون البصرية بالتعاون مع معهد مسك للفنون، يوم السبت، معرض «سيرة ومسيرة» للفنان الراحل سعد العبيّد، من خلال 153 لوحة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على تغذية الوقيعة بين شعوب عربية (أرشيفية - أ ف ب)

كيف تشعل «السوشيال ميديا» حروباً افتراضية بين شعوب عربية؟

شهدت الفترة الماضية نشاطاً ملحوظاً على مواقع التواصل الاجتماعي لحسابات تسعى لتحويل تلك المنصات إلى ساحة حرب جديدة في المنطقة، لكنها حرب افتراضية.

هشام المياني (القاهرة)

التنقل في القاهرة صار أسهل وأسرع… لكن تكلفته مرهقة

السيسي أعلى محور الفريق كمال عامر بمحافظة الجيزة يتابع الإنشاءات (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي أعلى محور الفريق كمال عامر بمحافظة الجيزة يتابع الإنشاءات (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT
20

التنقل في القاهرة صار أسهل وأسرع… لكن تكلفته مرهقة

السيسي أعلى محور الفريق كمال عامر بمحافظة الجيزة يتابع الإنشاءات (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي أعلى محور الفريق كمال عامر بمحافظة الجيزة يتابع الإنشاءات (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

قبل افتتاح طريق بنها - شبرا الحر، وهو أحد مشاريع الطرق في مصر، كانت منار البحيري (29 عاماً)، وهي تعمل بمنطقة المعادي (جنوب العاصمة)، وتسكن في مدينة بنها بمحافظة القليوبية (دلتا النيل)، تستغرق 3 ساعات يومياً للذهاب إلى عملها ومِثلها للعودة. الآن بات التنقل بالنسبة لها أسهل وأسرع، تستغرق ثلثي المدة، لكنها، في الوقت نفسه، تشكو ميزانيته، والتي تقتطع ثُلث مرتبها كل شهر.

شهدت مصر، على مدار العقد الماضي، مشروعات ضخمة في النقل، زادت من السيولة المرورية، من خلال توسعة طرق وكبارٍ قائمة، وتدشين أخرى، بالتوازي مع مدّ شبكة مترو الأنفاق، والتي تسهم في نقل 4.5 مليون راكب يومياً، وفق بيان لمجلس الوزراء لعام 2023.

مشهد علوي لأحد الكباري الجديدة بمصر (وزارة النقل)

وتطرَّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، خلال احتفالية «عيد الشرطة»، لإنجازات الدولة في المشروع القومي للطرق، قائلاً: «كان يصعب السير نهائياً في القاهرة، وكذلك في الإسكندرية، وباقي المحافظات، لكن المواطن، اليوم، لا يشعر بذلك لأنه يسير عليها، بعد أن تم حل المشكلة».

وهذه ليست أول مرة يتطرق فيها السيسي لمشروعات النقل وأهميتها، إذ سبق أن ردَّ على منتقديها في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالقول إن القاهرة صارت «مرآبا كبيراً»، لولا مشروعات الطرق؛ في إشارة إلى الشلل المروري الذي كان سيحدث، لو لم تنفَّذ هذه المشروعات.

وتدور الانتقادات الموجهة لمشروعات الطرق حول تكلفتها الكبيرة، والتي وصلت إلى 2 تريليون جنيه (الدولار 50.27 جنيه)، وتنفيذها خلال أزمة اقتصادية تعانيها الدولة، واضطرتها للجوء إلى صندوق النقد الدولي مرتين؛ الأولى عام 2016، والثانية 2023.

وأطلق السيسي مشروعه القومي للطرق عام 2014. وكانت شبكة الطرق الرئيسية آنذاك بطول 23.5 ألف كيلومتر، و38 كوبري نيل، و1500 كوبري ونفق (طرق رئيسية / مزلقانات)، و125 ألف كيلومتر طرق محلية.

وفي عام 2023 أصبح طول شبكة الطرق 30.5 ألف كيلومتر، وطور 10 آلاف كيلومتر من الشبكة الحالية، وجرى إنشاء 13 محوراً جديداً، و935 «كوبري»، بجانب رفع كفاءة 41 ألف كيلومتر من الطرق المحلية، وفق تصريحات وزير النقل كامل الوزير، في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويذهب وجه آخر من الانتقادات إلى الكلفة البيئية والحضارية للمشاريع؛ والمقصود بها مراعاة «الجانب الحضري، والخاص بتوفير بيئات آمنة للمشي أو استخدام الدراجات، وكذلك منح الأولوية لقطاع النقل العام مقارنة بالنقل الخاص»، وفق ما تناولته ورقة بحثية بعنوان «مستقبل التنقل المستدام في مصر»، الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.

ويُفرق خبير التخطيط العمراني عمرو عصام، وهو أحد الباحثين المشاركين في إعداد الورقة، بين شبكة الطرق التي تربط المحافظات، مؤكداً أهميتها في تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، وبين شبكة الطرق داخل المدن نفسها، والتي يُفترض أن تراعي معايير حضارية وبيئية وإنسانية يعرفها المتخصصون.

طريق الواحات الدائري الجديد (وزارة النقل)

لا تُلقي منة إبراهيم، وهي طالبة في كلية الآداب بجامعة حلوان، بالاً للانتقادات السياسية لمشاريع الطرق والكباري، فهذه الطرق بالنسبة لها ميزة، يسّرت وصولها إلى الجامعة، خصوصاً بعدما اضطرت لاستبدال الميكروباص (وسيلة نقل جماعية شبه رسمية) بالمترو، بعد ارتفاع سعر تذكرة الأخير، في أغسطس (آب) الماضي، إلى 20 جنيهاً، بعدما كان 12.

تقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تتحصل عليه من مصروف يومي، خلال ذهابها للجامعة، 100 جنيه فقط، ومع ارتفاع تذكرة المترو أصبح المشوار يتكلف 70 جنيهاً يومياً، إذ تضطر لاستقلال «توك توك» إلى أقرب محطة مترو لديها، ثم تذكرة المترو، وتعلق قائلة: «الـ30 جنيهاً الأخرى ليست كافية لشراء وجبة في الجامعة، لذا غيّرتُ خط سيري».

رحلة منة بالميكروباص تتكلف 40 جنيهاً يومياً، وهو مبلغ يظل كبيراً لميزانيتها المحدودة، لكنه يوفر لها "مصروفاً أكبر ووقتاً، مشيرة إلى أنها تتخذ هذا الخيار دون علم أهلها، الذين يرفضون استقلالها الميكروباص؛ خوفاً عليها من حوادث الطرق.

وسجلت مصر، في عام 2023، 5 آلاف و861 حالة وفاة، و71 ألفاً و16 إصابة، على أثر حوادث الطرق، وفق الجهاز المركزي للإحصاء، بتراجع 27 في المائة للوفيات، و24.5 في الإصابات، مقارنة بعام 2022.

ويخشى عمر صالح (35 عاماً) من الحوادث أيضاً على الطرق السريعة، لكن ذلك لا يمنع إشادته الكبيرة بمشاريع الطرق، التي وفّرت له وقتاً في انتقاله من محل سكنه بمنطقة النزهة الجديدة (شرق القاهرة) إلى مدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية (دلتا النيل) حيث يعمل. يقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن طريق العاشر، الذي يتخذه بشكل شِبه يومي على مدار 7 سنوات، كان ضيقاً ومزدحماً قبل التطويرات.

يعتمد صالح، بشكل أساسي، على وسيلة نقل جماعية تُوفرها له الشركة التي يعمل بها، وتخصم مبلغاً من راتبه، لكن اليوم الذي يتعطل فيه الأتوبيس ويضطر لركوب وسائل نقل أخرى، يتكلف ضِعف المبلغ الذي كان يتكلفه في السابق.

يأتي ذلك في وقت يعاني فيه المواطنون موجات مرتفعة من التضخم، والذي سجل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 24.1 في المائة.

وبالنسبة لمن لديهم سيارات خاصة، والذين قد يبدون أكثر استفادة من مشاريع الطرق والكباري، فإن ثمة كلفة مرهقة لهم أيضاً تتعلق بارتفاع أسعار البنزين عدة مرات.

وزادت أسعار البنزين بنسبة تصل إلى 17 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكانت هذه الزيادة الثالثة التي شهدتها أسعار المحروقات خلال عام واحد 2024.

علياء طلعت واحدة من هؤلاء، تحكي، لـ«الشرق الأوسط»، عن الطريق الطويل الذي تقطعه من منزلها في العبور (شرق العاصمة) إلى معهد الفنون المسرحية في الهرم بالجيزة. تقول: «جرى اقتطاع جزء إضافي من ميزانيتي على بند التنقل بسبب زيادة أسعار البنزين»، إلا أنها تَعدُّ نفسها أفضل حظاً في ظل ارتفاع أسعار المواصلات في المدن الجديدة، وعدم توفر وسيلة مثل المترو فيها.