رئيس الصومال في إثيوبيا... هل تذيب الزيارة الخلافات؟

الأولى من نوعها منذ إعلان «اتفاق أنقرة» بين البلدين

رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

رئيس الصومال في إثيوبيا... هل تذيب الزيارة الخلافات؟

رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس الوزراء الإثيوبي خلال استقبال الرئيس الصومالي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)

زيارة رسمية للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى أديس أبابا، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بهدف «تعزيز التعاون»، في ضوء «اتفاق أنقرة» الهادف لإنهاء الخلافات المتصاعدة بين البلدين منذ نحو عام.

تلك الزيارة التي تُعدّ الأولى بعد نحو شهر من توقيع إعلان تفاهمات بوساطة تركية في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنها ضمن مساعي إذابة الخلافات ومحاولات التقارب على مستوى أعلى، متوقعين زيارة مماثلة من آبي أحمد إلى مقديشو لتعزيز مسار التوصل لتفاهمات تنهي الأزمات.

وأفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا)، السبت، بأن حسن شيخ محمود وصل إلى أديس أبابا، واستقبله آبي أحمد، مشيرة إلى أن الزيارة «تأتي عقب (اتفاق أنقرة) الذي توصل إليه البلدان أخيراً في تركيا، وتعكس مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

وسبق أن زار وفد حكومي صومالي، برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية، علي بلعد، أديس أبابا، الشهر الماضي، بهدف «متابعة تنفيذ اتفاق أنقرة وتعزيز العلاقات»، وفق ما ذكرته «صونا».

وأوائل الشهر الحالي، زارت وزيرة الدفاع الإثيوبية، عائشة موسى، الصومال، والتقت بنظيرها عبد القادر محمد نور، وحينها أعلنت مقديشو دراستها طلباً إثيوبياً لإعادة النظر في المشاركة بالبعثة الأفريقية الجديدة المقرر لها مطلع العام الحالي، بعد أشهر من رفض صومالي، نظراً للخلافات بشأن المذكرة، وفق وسائل إعلام محلية.

وتعهَّد الاتفاق الذي رعته تركيا، الشهر الماضي، بين الصومال وإثيوبيا، بإنهاء الخلاف والذهاب لمحادثات في نهاية فبراير (شباط) المقبل، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون 4 أشهر، بمساعدة تركية، في ظل رفض مقديشو توقيع الحكومة الإثيوبية في يناير (كانون الثاني) 2024 اتفاقاً مبدئياً مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمن ميناء تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة.

وباعتقاد المحلل المتخصص في الشؤون الأفريقية، الدكتور علي محمود كلني، فإن تلك الزيارة «تظهر أن البلدين أصبحا أقرب من ذي قبل، وأن الخلافات خفت وتيرتها بينهما إلى حد بعيد، وأنهما يبحثان الآن عن حل دائم، وأن (اتفاقية أنقرة) يبدو أنها ما زالت فعالة».

ويرى أن تلك الزيارة انتقال من مستوى متوسط إلى أعلى بزيارة الرئيس الصومالي، مرجحاً أن ترى مقديشو قريباً وفداً من إثيوبياً مماثلاً يقوده آبي أحمد، بما يؤدي في النهاية إلى «اتفاق وحل بشأن الخلافات يبدو أنه سيكون مؤقتاً وغير نهائي».

جلسة مباحثات بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)

وبرأي المحلل السياسي في الشؤون الأفريقية، عبد الناصر الحاج، فإن توقيت الزيارة «يحمل عقداً تشاورياً مع آبي أحمد، بغرض تلطيف الأجواء المشحونة بينهما، بعد مناوشات عسكرية شنها جنود إثيوبيون موجودون بالصومال، الشهر الماضي، على القوات الصومالية المتمركزة في قاعدة بولاية غوبالاند، دون أن ينفصل ذلك عن طلب إثيوبيا المشاركة في البعثة الأفريقية الجديدة».

وترجح تلك التطورات أن تكون أنقرة «ضاعفت من جهودها في إنقاذ الاتفاق وعدم جاهزية مقديشو في الدخول بمواجهات حالياً مع إثيوبيا»، وفق الحاج، الذي لا يستبعد أن يقوم رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة مماثلة إلى مقديشو لمنح الاتفاقية كامل الشعور بالالتزام والثقة والمسؤولية من الجانب الإثيوبي.

وتأتي زيارة حسن شيخ محمود لأديس أبابا تزامناً مع عقد الاجتماع الأول للجنة الوزارية بين وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطي، والصومال أحمد معلم فقي، وإريتريا عثمان صالح محمد، بالقاهرة، السبت، بهدف «تعزيز التعاون الإقليمي ودعم الأمن والاستقرار بالقرن الأفريقي»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وحمل عبد العاطي في مؤتمر صحافي مع نظيريه بالصومال وإريتريا، رسالة غير مباشرة لإثيوبيا قائلاً إنه «تم التأكيد خلال الاجتماع على أن أمن البحر الأحمر مرهون بإرادة الدول المشاطئة فقط، ولا يمكن على الإطلاق قبول أي وجود لأي دولة غير مشاطئة به سواء بوجود عسكري أو بحري».

وبحسب علي محمود كلني، فإن الزيارة لن تتأثر بمخرجات «الاجتماع الثلاثي» في القاهرة، باعتبار أن «هذا مسار، وذاك مسار آخر»، مضيفاً أن «قرار مصر بعدم السماح لإثيوبيا بالوصول إلى مياه البحر الأحمر ليس جديداً، وهي تقول ذلك في كل مرة، وإثيوبيا تعلم أن هذا غير ممكن من دون أن تكون مصر جزءاً منه، ودون موافقتها فعلياً».

في حين يتوقع الحاج أن الموقف المصري المعلَن برفض أي وجود لأي دولة غير مشاطئة على البحر الأحمر سيكون في حسبان إثيوبيا جيداً، لكنها «ستترك تقديرات المُضي في ذلك إلى طبيعة ما يتمخض من نتائج المحادثات بينها وبين الصومال»، مرجحاً أن «تجتهد إثيوبيا في إيجاد موطئ قدم لها على شاطئ البحر الأحمر، عبر نوعية الالتزامات الناتجة من مصفوفة (اتفاق أنقرة)، الذي لن تسمح تركيا بانهياره بأي حال من الأحوال».


مقالات ذات صلة

«تسريع مفاوضات» الصومال وإثيوبيا... اختبار لسياسة خفض التوتر بـ«القرن الأفريقي»

شمال افريقيا لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أديس أبابا (وكالة الأنباء الصومالية)

«تسريع مفاوضات» الصومال وإثيوبيا... اختبار لسياسة خفض التوتر بـ«القرن الأفريقي»

مؤشرات على التفاهم بعد عام من الخلافات، انتهى إليه اجتماع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تضمنت استعادة التمثيل الدبلوماسي

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا اتفاق على عقد جولة ثانية من القمة الرئاسية بين مصر وإريتريا والصومال في «وقت قريب» (الخارجية المصرية)

محادثات مصرية - صومالية - إريترية لتعميق التعاون في «القرن الأفريقي»

الاجتماع الوزاري الأول جاء بناء على نتائج «قمة أسمرة الثلاثية» التي عقدت في أكتوبر الماضي بين رؤساء مصر وإريتريا والصومال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)

مصر تشدد على أهمية أمنها المائي في ظل تواصل نزاع السد الإثيوبي

شددت مصر على «أهمية أمنها المائي»، ودعت مجدداً إلى «ضرورة احترام قواعد القانون الدولي، والالتزام بمبدأ التوافق بين دول حوض النيل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا وحدة خاصة من قوة عسكرية شكلتها نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين لمواجهة «بوكو حرام» (القوة العسكرية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام»)

نيجيريا تتحدث عن «دول» تمول الإرهاب وتدعو إلى «تحقيق» أممي

أعلنت دول حوض بحيرة تشاد القضاء على المئات من مقاتلي جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش»، ورغم ذلك لم تتوقف الهجمات الإرهابية في المنطقة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)

مصر تعزز علاقاتها الأفريقية باتصالات حول التحديات الأمنية

أجرى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالات هاتفية مع نظرائه في كينيا والكونغو برازافيل وغينيا بيساو، ناقشت المستجدات الإقليمية والدولية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

«مدوّنة الأسرة» في المغرب... قليل من التعديلات... كثير من التحفظات

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين ببدء مراجعته (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين ببدء مراجعته (ماب)
TT

«مدوّنة الأسرة» في المغرب... قليل من التعديلات... كثير من التحفظات

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين ببدء مراجعته (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين ببدء مراجعته (ماب)

يحتدم النقاش المجتمعي والقانوني في المغرب منذ منتصف الشهر الماضي بشأن التعديلات المقترحة لمدونة الأسرة. ورغم اختلاف الآراء بين مؤيد ومعارض، ومن يرى عدم جدوى التعديل، فإن نقطة الالتقاء بين الجميع هي التحفظ وعدم الرضاء الكامل عن التعديلات، على ما أوردت وكالة «رويترز» في تقرير لها الاثنين.

وتشمل أحدث مدونة للأسرة في المغرب، التي أُقرت عام 2004، قوانين الأحوال الشخصية، مثل الزواج والطلاق وحضانة الأطفال. وفي عام 2022، قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب له إن «المدونة، وإن شكلت قفزة إلى الأمام، فإنها أصبحت غير كافية». وكلف رئيس الحكومة حينها تشكيل هيئة من مختلف الأطراف المعنية لمراجعة المدونة.

وكشف وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، في مؤتمر صحافي الشهر الماضي، عن أبرز ملامح التعديلات المقترحة، وهي تتركز في وجوب «استئذان الزوجة عند عزم زوجها الاقتران بأخرى، وعدم إسقاط حضانة الأم المطلقة لأطفالها عند الزواج مرة ثانية، والإقرار بأن أداء الزوجة الأعمال المنزلية هو عمل غير مدفوع الأجر يعد إسهاماً في تكوين الثروة المكتسبة أثناء فترة الزواج».

وزير العدل عبد اللطيف وهبي (الشرق الأوسط)

لكن رغم الكشف عن التعديلات المقترحة للرأي العام، فإن كثيراً من النقاط ظلت غير موضحة بالشكل الكافي، أو بحاجة للتفسير، مما فتح الباب أمام الانتقادات من المؤسسات الأهلية والأحزاب السياسية، لينتقل الجدل إلى منصات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر أحياناً إلى السخرية.

وكلف العاهلُ المغربي رئيسَ الحكومة والوزراء «التواصل مع الرأي العام»، لتوضيح المضامين الرئيسية للتعديلات مع إحالة المقترحات المرتبطة بنصوص دينية إلى «المجلس العلمي الأعلى»، وهو أعلى سلطة دينية رسمية في المغرب، ويضم «الهيئة العلمية للفتوى» .

* الحضانة

ومع إبداء عدد من الجمعيات النسائية والمدافعين عن حقوق المرأة ترحيباً عاماً بالتعديلات المقترحة، فقد بقيت تحفظات لدى هذه الجهات على بعض النقاط التي تطالب بإعادة النظر فيها قبل إقرار المدونة.

وقالت عائشة الحيان، المحامية ورئيسة «اتحاد العمل النسائي»، لوكالة «رويترز»، إن التعديلات المقترحة «رغم استجابتها لبعض مطالبنا، فإنها ظلت جزئية، ولا تستجيب لمقومات الإصلاح الشامل والعميق الذي كنا ننتظره».

.

العلم المغربي (أرشيفية - رويترز)

وأضافت: «بقيت الخلفية المتحكمة في القوانين السابقة هي نفسها المتحكمة في المقترحات الجديدة التي أُعلنَ عنها، حيث حافظت على التراتبية والتمييز في الأدوار والمكانة بين الزوجين، ولم تحقق المساواة والعدل داخل الأسرة؛ الأمر الذي سيعرقل النهوض بوضعية النساء ويحد من مساهمتهن الكاملة في كل مناحي الحياة».

واستشهدت بالمواد المتعلقة بوضع الأطفال في المدونة، قائلة إن «النيابة القانونية التي تطرح إشكالات كبيرة تمس مصلحة المحضونين في الأساس، لم يطرأ عليها تغيير كبير؛ إذ نصت التعديلات على النيابة القانونية المشتركة أثناء علاقة الزواج، وبعد انفصالهما وفي حالة عدم الاتفاق توجه للقضاء، في حين أن مطلبنا كان هو جعل النيابة القانونية بعد الطلاق مرتبطة بالحضانة؛ أي من له الحضانة تكون له النيابة القانونية؛ سواء الأم والأب، وذلك لتفادي الإشكالات التي تستدعي الرجوع للقضاء، وإهدار الوقت والمصاريف بما تضيع معه مصالح الأطفال».

كما انتقدت عائشة رفض المدونة المرتقبة «الخبرة الجينية»، أو تحليل «الحمض النووي (دي إن إيه)»، للأطفال لإثبات النسب، وعدّته «يعارض المصلحة الفضلى للطفل... ويحرم الأطفال من حقهم الأساسي في النسب رغم الإمكانية التي توفرها الخبرة الجينية لإثبات ذلك بشكل علمي دقيق؛ مما يجعل عدداً كبيراً من المغاربة خارج اهتمامات الدولة وبرامجها» في حين ترك المشرع المغربي هذا الأمر للشريعة الإسلامية التي لا تجيز نسب ولد الزنا إلى الزاني، وأن «الولد للفراش».

* الاحتكام للدين

في المقابل، أصدر «مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان»، وهي حركة إسلامية مجتمعية مغربية مستقلة، بياناً قال فيه إن التعديلات المقترحة «جاءت على غير ما كان يُنتظر»، مطالباً بـ«الاستناد إلى القرآن والسنة في الفصل في قضايا الأسرة».

العاهل المغربي الملك محمد السادس (رويترز)

وجاء في البيان أن المقترحات المقدمة «تزيد من تهديد التماسك الأسري وتعميق الهوة داخل العائلات، في مقابل تملص الدولة من واجباتها المؤكدة في ضمان العدل الاجتماعي والاقتصادي».

وحذر البيان بأن «هذه التعديلات المجحفة والمخيفة ستزيد الشباب عزوفاً عن الزواج، مما سيضاعف التأثير على معدلات الخصوبة في البلاد وعلى الهيكل العمري للسكان».

كما عدّت «رابطة علماء المغرب العربي» أن التعديلات المقترحة «مخالفة للشريعة»، وأنها ستدفع الناس نحو اللجوء إلى الإفتاء الشرعي بدلاً من التقاضي في المحاكم. ولخصت أسباب رفضها التعديلات في بضع نقاط؛ منها أن «اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية أموال الزوج من أجل تقاسم أمواله في حال الطلاق، هو قول علماني غربي لم يقل به أحد من الفقهاء».

وشملت اعتراضات «الرابطة» مواد حضانة الأطفال؛ إذ قالت إن «ولاية الأب ثابتة على أبنائه بعد الطلاق وقبله، وتخويل الأم الحاضنة النيابة القانونية ظلم للزوج، وحرمان له من حق من حقوقه الثابتة».

وأشارت «الرابطة» إلى أن ما جاء في التعديلات المقترحة «لم ينبع من نقاش فقهي أو اجتماعي، وإنما هي ضغوط دولية فرضت على المغرب وعلى غيره من البلدان الإسلامية، ونتائج هذه التعديلات لن تخدم الأسرة، ولا المجتمع ولا المرأة نفسها».

وأطلقت «الرابطة» حملة توقيعات على عريضة لرفض التعديلات، داعية «القضاة والمحامين أيضاً إلى رفض التعديلات والوقوف في وجهها بكل الوسائل المتاحة حتى لا يتحملوا وزر تنفيذ هذه القوانين».

من الرباط (مواقع التواصل)

من جانبه، يرى المحلل الاجتماعي المغربي فؤاد بلمير أن «قانون الأسرة في المغرب هو أصعب قانون؛ لأنه يمس جميع فئات المجتمع وجميع الأطياف، ويهم بالدرجة الأولى الأسرة التي هي النواة الصلبة للمجتمع، وبالتالي فصياغته تكون دقيقة جداً، وتشمل جميع الزوايا».

وقال إن أي تعديلات يجب أن «تحافظ على المقومات الثقافية والدينية والحضارية للمغرب، مع مواكبة التحولات التي طرأت على المجتمع المغربي».

وأضاف أن «المغرب دائماً تتجاذبه ثقافتان؛ ثقافة تحاول أن تجره إلى العصرنة بشكل مطلق، وثقافة محافظة جداً تشده بالحبال إلى الوراء»، مشيراً إلى أن المؤسسة الملكية هي صمام الأمان؛ إذ «دائماً ما تسعى إلى الوسطية والاعتدال».

وأضاف أن «مشروع الزواج من أهم مشاريع الحياة، ولكن لا تعطى له العناية اللازمة في المغرب؛ لأن ما يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي؛ المبني على التنكيت والتفاهة وغياب المفهوم الدقيق للقوانين، والجهل، مما يؤثر على الشباب ويبعدهم عن التفكير في تأسيس الأسر».