قال المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، المتمركز في شرق البلاد وجنوبها، إنه «لا يمكن الاحتفال بذكرى استقلال البلاد في ظل تصدع أركان الدولة وأساساتها»، وعدّ «الاستقلال هو امتلاك الشعب الليبي لقراره في تقرير مصيره وإرادته، لكنه يفقد قيمته ومعناه، ويصبح مجرد ذكرى في سجلات التاريخ، إذا تفككت وحدة البلاد وانتهكت»، مشيراً إلى أن جميع المبادرات فشلت في إيجاد حل للأزمة الليبية.
وتحدث حفتر في كلمة مرئية، اليوم الثلاثاء، عن «يقظة قيادة الجيش في متابعة المتغيرات الخطيرة في المنطقة»، وعدّ «الظرف أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتتكاتف الجهود المحلية والدولية قبل فوات الأوان، والعمل على مشروع جاد، يتجنب تكرار التجارب الفاشلة».
وأضاف حفتر متسائلاً: «هل حقاً قامت الدولة التي حلمنا بها لتهزم الفقر والجهل والتخلف، وتحتكر السلاح وترد المظالم وتجبر الضرر، وتضمن ديمومة الأمن والاستقرار؟»، مشيراً إلى أن الواقع يشهد على فشلها، وهو ما يعرض للخطر كل المكاسب والإنجازات التي تحققت، حسب قوله.
وكان حفتر قد أشاد خلال اجتماعه مساء الاثنين في بنغازي مع بول سولير، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، بما وصفه بالدور المحوري لفرنسا في دعم الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية، مؤكداً أهمية مواصلة التعاون لدعم مساعي البعثة الأممية لدفع العملية السياسية، وتحقيق الاستقرار في البلاد، ونقل عن سولير حرص بلاده على وحدة ليبيا واستقرارها، ودعمها لكل الجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية، واستعدادها للمساهمة في مشاريع الإعمار، وتطوير البنية التحتية، وإشادته بدور حفتر في تعزيز الأمن والاستقرار.
في غضون ذلك، تضاربت رسائل الأفرقاء الليبيين، بمناسبة حلول الذكرى الـ73 لاستقلال البلاد، التى استغلتها بعثة الأمم المتحدة، للإعراب عن أسفها على كونها باتت، منذ ثلاث سنوات، مناسبة للتذكير بـ«فشل» إجراء الانتخابات، وتأجيل تطلعات المواطنين للتعبير عن إرادتهم الحرة، واختيار قادتهم وتجديد شرعية مؤسساتهم.
وعدّت البعثة أنه من الأهمية بمكان أن يستلهم القادة الليبيون اليوم من إرث المؤسسين، وأن يجتمعوا على كلمة سواء، للحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وأن يعملوا لتحقيق مستقبل مستدام لجميع المواطنين، مشيرة إلى أن على عاتقهم تقع «مسؤولية حماية الأمة الليبية، التي بذل أسلافهم الغالي والنفيس من أجلها».
من جهته، قال مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إن الشعب الليبي في أمس الحاجة إلى استحضار قيم الوحدة والتلاحم، التي جمعت الليبيين في يوم الاستقلال أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة التحديات الراهنة والعمل معاً لبناء مستقبل أفضل.
ومن جانبه، دعا محمد تكالة، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، في كلمة متلفزة، إلى تجاوز الخلافات، وبدء تسوية سياسية شاملة، وطالب الجميع بالوقوف من أجل حماية مقدرات البلد، والحفاظ على إرثه الحضاري والتاريخي، والتسلح بالوعي الكامل لوضع حد للصراعات والتجاذبات، التي تهدد كيان الدولة والأمن والنظام العام بها.
وكان بعض أعضاء المجلس، برئاسة تكالة، قد أعلنوا خلال جلسة مغلقة، عقدوها مساء الاثنين فى العاصمة طرابلس، عن إطلاق مبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية، بدعوة الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء لمناقشتها مع اللجنة السياسية بالمجلس للتوافق عليها، وإحالتها لاعتمادها.
لكن خالد المشري، الرئيس المتنازع على المجلس، وصف غريمه تكالة بأنه «منتحل لصفة الرئاسة»، واتهمه بـ«نشر أخبار مضللة» بشأن عقد جلسة رسمية مكتملة النصاب، ورأى فى بيان أن هذه الخطوة «تعكس ضعف الحجة وقلة الحيلة، وتعبر عن حالة اليأس»، على حد تعبيره.
يتقدم السفير مصطفى مهراج وفريق سفارة فرنسا في ليبيا بتهانيهم الحارة وتمنياتهم بالازدهار للشعب الليبي بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لإعلان استقلال ليبيا.كما نأمل أن ينعم الليبيات والليبيون بليبيا موحدة وآمنة وديمقراطية وذات سيادة وملتزمة بالكرامة الإنسانية والحريات الفردية. pic.twitter.com/4jdNOQzqP8
— La France en Libye (@AmbaFranceLibye) December 24, 2024
وتزامناً مع ذلك، أعرب مصطفى مهراج، سفير فرنسا لدى ليبيا، عن أمله خلال تهنئة ليبيا بعيد الاستقلال، في أن ينعم المواطنون بليبيا «موحدة وآمنة وديمقراطية وذات سيادة، وملتزمة بالكرامة الإنسانية والحريات الفردية».
إلى ذلك، أدرجت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، اجتماع وكيل وزارتها للدفاع، عبد السلام الزوبي، مساء الاثنين، مع المستشار العسكري التركي، في إطار التعاون المستمر عسكرياً بين البلدين، بهدف تبادل الخبرات، وتعزيز الجهود المشتركة لضمان تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرة إلى بحث برامج التدريب العسكري وسبل تطويرها.
كما بحث رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، محمد الحداد، مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي، الفريق لوشيانو بورتولانو، آفاق التعاون المشترك، وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب والاستشارات العسكرية والأمنية بين البلدين.