اتهمت الحكومة التشادية، السودان، بالضلوع في مقتل رئيسها السابق، إدريس ديبي، واتهمته بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية العاملة في المنطقة بغرض زعزعة استقرار تشاد، وعدّت تلك الأفعال التي نسبتها للحكومة السودانية «مصدر قلق»، وفي الوقت ذاته نفت بشدة اتهامات الحكومة التي تتخذ من بورتسودان عاصمة بدعم «قوات الدعم السريع»، وعدّتها «ادعاءات كاذبة»، تتجاهل جهود تشاد في إحلال السلام بالسودان.
وقال وزير الدولة بالخارجية التشادية المتحدث الرسمي باسم الحكومة، عبد الرحمن غلام الله، في بيان رسمي، إن النظام السوداني لم يتوقف على مدى عقود عن خلق وتدريب وتمويل وتسليح حركات التمرد لزعزعة استقرار بلاده، محملاً السلطات العسكرية في السودان المسؤولية عن تمرد جماعة «Fact»، الذي قال إنه كان السبب في اغتيال إدريس ديبي.
وقتل ديبي في 20 أبريل (نيسان) 2021، جراء إصابته في هجوم شنه متمردون شمال البلاد، غداة انتخابه رئيساً للبلاد للمرة السادسة، وخلفه على الحكم ابنه محمد إدريس ديبي المشهور بـ«كاكا».
ادعاءات كاذبة
واتهم غلام الله صراحة، السودان، بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية في المنطقة، بهدف زعزعة استقرار بلاده، بقوله: «يشكل هذا النشاط التخريبي مصدر قلق كبيراً لتشاد التي تعاني من عواقب هذه الأعمال»، وأضاف في إشارة إلى شكوى السودان لبلاده للاتحاد الأفريقي: «تشاد هي التي ينبغي أن تشتكي من هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار، وليس العكس».
ونفى البيان التشادي ما سمّاها «السلطات العسكرية» السودانية، وقال إنها «تدعي من دون أدنى دليل، أن تشاد تدعم (قوات الدعم السريع)... ترفض تشاد هذه الادعاءات الكاذبة، وتذكر بقوة أنها عملت من أجل السلام في السودان».
وقدم السودان شكوى رسمية ضد تشاد إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الأفريقي، اتهمها فيها بمساندة «قوات الدعم السريع» على الجرائم التي ترتكبها، وتتضمن وقائع وبينات وأدلة تثبت تورط تشاد في دعم ومساندة «قوات الدعم السريع» في الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها، بما في ذلك تهم «الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، وتشمل «القتل والاغتصاب والعنف الجنسي والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية وتجنيد الأطفال ونهب الممتلكات».
وأشار غلام الله إلى دور قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في تأسيس «قوات الدعم السريع»، بقوله: «الفريق أول عبد الفتاح البرهان هو الأصل في تكوين (قوات الدعم السريع)»، وأكد أن تشاد ومنذ بداية التوترات اعتمدت الحياد الصارم بين أطراف النزاع.
«تحملنا ثقل الحرب»
وأوضح غلام الله أن الرئيس محمد ديبي استقبل الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو في العاصمة نجامينا قبل وقوع الأحداث للوساطة، وتابع: «من المؤسف أن هذه المحاولات للحوار والمصالحة لم يتابعها القادة السودانيون، الذين اختاروا طريق السلاح على حساب تطلعات شعبهم إلى السلام والديمقراطية»، وأضاف: «لا يمكن تحميل تشاد مسؤولية حرب تنبأت بعواقبها وحاولت تجنبها».
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في السودان، دأب القادة العسكريون السودانيون على اتهام تشاد بالضلوع في دعم «الدعم السريع» بالعتاد باستخدام مطار مدينة «أم جرس» التشادية لتمرير الأسلحة، وأنها فتحت حدودها لمشاركة ما سمّته «آلاف المرتزقة» القادمين من غرب أفريقيا للقتال بجانب «الدعم السريع».
وتستضيف تشاد منذ حرب دارفور الأولى مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحروب، والذين ازدادت أعدادهم بعد اندلاع حرب الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023. وقال غلام الله: «تشاد تحملت ثقل الحروب والصراعات في السودان، وعواقب السياسة الحربية».
وتتجه الاتهامات السودانية إلى معبر «أدري» الحدودي الرابط بين البلدين وتسيطر عليه «قوات الدعم» والذي وافق الجيش السوداني على استخدامه معبراً لمرور المساعدات الإنسانية، وتتهم السلطات التشادية باستخدامه في تمرير الأسلحة والتموينات لـ«قوات الدعم».