تشييع جنازة باحثة مصرية توفيت في فرنسا وسط «ملابسات غامضة»

النيابة في باريس تواصل التحقيقات

ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)
ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)
TT
20

تشييع جنازة باحثة مصرية توفيت في فرنسا وسط «ملابسات غامضة»

ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)
ريم مع شقيقها (حسابه على فيسبوك)

شُيعت في العاصمة المصرية، القاهرة، الثلاثاء، جنازة الباحثة المصرية ريم حامد، التي تُوفيت في باريس الشهر الماضي، وسط «ملابسات غامضة»، في ظل تدوينات سابقة للراحلة تتحدث فيها عن «مضايقات عنصرية ومراقبة».

وما زالت الواقعة قيد التحقيق من النيابة الفرنسية، التي تتكتم عن التفاصيل بعدما صدرت شهادة الوفاة الخاصة بالباحثة المصرية من دون «تحديد السبب»، عقب انتهاء إجراءات تشريح الجثمان.

وخرجت جنازة ريم من مسجد «فاطمة الشربتلي» بضاحية «التجمع الخامس»، بحضور عدد من أصدقائها وأقاربها، ووُري جثمان الباحثة المصرية الثرى بمقابر العائلة عقب وصوله من باريس بناءً على طلب عائلتها من السفارة المصرية.

وريم حامد، التي تُوفيت في 22 أغسطس (آب) الماضي، عن عمر يناهز 29 عاماً، كانت تعيش في فرنسا، حيث تعدُّ رسالة الدكتوراه الخاصة بها في جامعة «باريس ساكلاي». وقبل أسابيع من الوفاة تحدثت عبر عدة تدوينات من خلال حسابها بموقع «فيسبوك» عن شعورها بأنها «مراقبة»، بالإضافة إلى شكواها من مضايقات الجيران.

وقال رئيس الجالية المصرية بفرنسا صالح فرهود لـ«الشرق الأوسط»، إن «الواقعة لا تزال قيد التحقيق من النيابة الفرنسية التي تتكتم على التفاصيل بعدما صدرت شهادة الوفاة الخاصة بالباحثة المصرية من دون تحديد سبب الوفاة، عقب انتهاء إجراءات التشريح، التي تسببت بتأخير وصول الجثمان إلى القاهرة»، مشيراً إلى أن «القنصلية المصرية تتابع في الوقت الحالي تفاصيل التحقيقات لمعرفة النتائج التي سيجري التوصل إليها».

وأضاف أن «التحقيقات الجارية تشمل الاستماع إلى أقوال زملاء ريم في السكن والجامعة، بالإضافة إلى التحقيق فيما ذكرته عبر حساباتها بمواقع التواصل قبل رحيلها»، مؤكداً أن «هذا الأمر ليس هناك وقت محدد للانتهاء منه».

كان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وجه القنصلية العامة في باريس بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات عن كثب مع السلطات الفرنسية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص الفرنسية لمعرفة أسباب الوفاة، حسب بيان سابق للوزارة.

وبينما أثير جدل حول ملابسات الوفاة واتهامات بأن الحادث «جنائي»، أكد شقيقها نادر في تدوينة سابقة عبر حسابه على «فيسبوك» بأنه أمر «لا يوجد دليل عليه».

بينما قالت الأستاذ بالمركز القومي للبحوث في مصر، الدكتورة أمل أمين، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تابعت منشورات الراحلة بحكم صداقتهما الافتراضية عبر «فيسبوك»، معتبرة أن التدوينات التي كتبتها عن المراقبة والتتبع حتى لو كان بها شيء من الصحة فإنها تعبر عن «حالة نفسية صعبة».

وأضافت أنها «نصحتها بالتوقف عن الكتابة واتخاذ إجراءات قانونية حال تعرضها لمشكلة، أو العودة إلى مصر حال تعذر تأقلمها مع الظروف»، واصفة الردود التي تلقتها منها بـ«المهتزة» و«غير المقنعة».

وتعمل ريم في مجال «الجينوم»، تحديداً على فهم كيفية تنظيم التعبير الجيني، وكيف يؤثر التنظيم الجيني على أنماط التعبير الجيني في الخلايا التي يتم جمعها من مواقع تشريحية مختلفة.

وتعبر الأستاذة بالمركز القومي للبحوث عن عدم اقتناعها بنظرية «المؤامرة»، وتعرض الباحثة المصرية للقتل، باعتبارها لا تزال طالبة في مرحلة الدكتوراه وتعمل ضمن فريق علمي، خصوصاً أنها لا تزال في بداية مشوارها العلمي مستبعدة أن تكون وفاتها بسبب دراستها العلمية.


مقالات ذات صلة

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين

شمال افريقيا عائلات فلسطينية تتجمع على شارع الرشيد انتظاراً للعودة إلى شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين

شددت مصر على رفضها لما وصفته بـ«المساس» بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من «ملتقى رجال الأعمال السودانيين» بمصر (مجلس الوزراء المصري)

تنسيق مصري - سوداني للمساهمة في «إعادة الإعمار» بعد الحرب

استضافت القاهرة، الأحد، «ملتقى رجال الأعمال السودانيين»؛ لتعميق التعاون بين البلدين، وتنسيق جهود إعادة الإعمار بالسودان بعد انتهاء الحرب بمشاركة الشركات المصرية

أحمد إمبابي (القاهرة )
المشرق العربي وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال لقائه سيغريد كاغ كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار بغزة («الخارجية» الأردنية عبر منصة «إكس»)

الأردن رداً على ترمب: رفضُنا تهجير الفلسطينيين ثابت ولا يتغير

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض بلاده مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سكان غزة إلى المملكة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
شمال افريقيا الحكومة المصرية تتعهد بـ«ضبط الأسعار والأسواق» (رويترز)

مصر: توجيهات رئاسية بالرقابة على الأسواق لمنع «الاحتكار»

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على «ضرورة استمرار العمل على ضمان كفاية الاحتياطيات من مختلف السلع، وتوفيرها بأسعار مخفضة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون في شارع الرشيد ينتظرون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

لماذا يثير مقترح ترمب بنزوح الفلسطينيين من غزة قلق المنطقة؟

اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يستقبل الأردن ومصر مزيداً من الفلسطينيين من غزة التي مزقتها حرب استمرت 15 شهراً، وهو ما أثار مخاوف بين سكان القطاع.


ليبيا: «ملفات ثقيلة» تنتظر المبعوثة الأممية الجديدة هانا تيتيه

المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا سيروا تيتيه (البعثة الأممية)
المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا سيروا تيتيه (البعثة الأممية)
TT
20

ليبيا: «ملفات ثقيلة» تنتظر المبعوثة الأممية الجديدة هانا تيتيه

المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا سيروا تيتيه (البعثة الأممية)
المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا سيروا تيتيه (البعثة الأممية)

يترقب ليبيون، في أجواء متكررة لا تخلو من قلق بالغ، وصول المبعوثة الأممية الجديدة هانا سيروا تيتيه، إلى بلدهم لتولي مهمتها رئيسةً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في البلاد.

وتيتيه، التي تعد عاشر مبعوث أممي يتولى المهمة المعقدة في ليبيا منذ رحيل نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، ينتظرها عدد من «الملفات الثقيلة» من بينها الأزمة السياسية التي تراوح مكانها، ولم تثمر إلا انقساماً حكومياً بين شرق البلاد وغربها.

وينطلق الترقب الليبي لقدوم تيتيه من زاوية، كيفية معاملة المبعوثة الجديدة مع «الأطراف المتصارعة»، وهل ستُكمل ما بدأته ستيفاني خوري، المبعوثة الأممية بالإنابة، من جهود لحلحلة الأزمة السياسية منذ توليها منصبها نهاية أبريل (نسيان) 2024؟

وفي إطار تباين في الرؤى تجاه الدور الأممي عموماً في ليبيا، يرى محمد تامر عضو مجلس النواب، أن الأزمة السياسية في البلاد و«آلية إدارتها بين كل الأطراف» من بين المعوقات التي تنتظر تيتيه، وهنا يحذر: «إذا اتخذت نهج سابقيها الأمميين؛ فأعتقد أن مهمتها ستكون غير مجدية».

ولم تخلُ الأشهر الماضية من تحركات لمجلسي النواب و«الأعلى للدولة» لجهة تشكيل «حكومة موحدة جديدة»، وتعديل قانوني الانتخابات الرئاسية والنيابية، بموازاة تسارع أممي قادته خوري لإحياء العملية السياسية الميتة.

وقبل أن تصل تيتيه إلى طرابلس لتسلُّم مهامها الجديدة، تحدث تامر، النائب عن جنوب ليبيا إلى «الشرق الأوسط»، بأنه «يجب عليها الاعتماد على مجلسي النواب والدولة، كركيزة لأي حل للأزمة السياسية». كما نصحها بـ«عدم توسيع دائرة الحوار مع كل الأطراف، والاكتفاء بالرئيسية منها فقط المتصلة بالحل».

وتتمتع تيتيه، وفق البعثة الأممية في ليبيا بخبرة «تمتد عقوداً» على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك توليها منصب المبعوثة الخاصة للأمين العام، لمنطقة القرن الأفريقي بين عامي 2022 حتى عام 2024.

وكانت قد شغلت منصب الممثلة الخاصة للأمين العام لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي بين عامي 2018 و2020، بعد أن تولت سابقاً منصب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي.

ستيفاني خوري المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا (البعثة الأممية)

وخلال السنوات الماضية، بات ملحوظاً ازدياد الليبيين الذين لم يعودوا يعوِّلون على دور البعثة الأممية في حل أزمة بلدهم، فيما يصعد البعض ويتهمها أحياناً بعرقلته. واتصالاً بذلك يعتقد رئيس عبد الرؤوف بيت المال، رئيس «حزب ليبيا النماء» سابقاً بأنه «لا يرى أي دور من البعثة لحل الأزمة؛ وإنما إدارتها».

ويوضح بيت المال أن بلده تحت الفصل السابع «ما يعني أن سلطة مجلس الأمن الدولي أكبر من مجرد التشاور والزيارات والقلق والدعوة والطلب»، متابعاً: «كان على البعثة التعامل مع المشكلة بموضوعية، وتنفيذ خطوات عملية لتغيير الواجهات السياسية، وإجراء انتخابات عامة بضمانات ومراقبة دولية».

وفي ظل انقسام سياسي وحكومي، انتهت جهود خوري خلال قرابة 8 أشهر مضت إلى الإعلان عن «عملية سياسية شاملة» تتضمن تشكيل لجنة فنية تتكون من خبراء ليبيين يناط بها معالجة القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية، وطرح خيارات لكيفية الوصول إلى الانتخابات المؤجلة، منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2021.

غير أن بيت المال يحدثنا عن «الواقع الليبي» الذي تنعكس فيه «التجاذبات السياسية الإقليمية والدولية؛ والمصالح المتضاربة التي ترغب في استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه؛ حتى يستفيق الشعب من غفوته ويُحْدث الله بعد ذلك امراً».

وسبق لرئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أن صرح بأن «الأمور تسير بخطى ثابتة نحو حكومة جديدة بالتنسيق مع المجلس الأعلى للدولة»، وتَعَهَّدَ بأن تجري عملية «اختيار رئيس الحكومة الجديدة خلال جلسة برلمانية معلنة».

وكان ليبيون يأملون أن تتحلحل أزمة بلدهم خلال العام الحالي، بما يفضي إلى انتخابات وفق تحركات مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، أو أن تثمر «المبادرة» التي كانت تديرها خوري عن نتائج تحرك المياه الراكدة، لكن جاءت تيتيه وليبيا لا تزال تبحث عن حل يقيها الانزلاق.

بقي من «الملفات الثقيلة» التي تنتظر المبعوثة الأممية، وفق ما رصد عضو مجلس النواب محمد تامر، «الوضع الأمني، خصوصاً في المنطقة الغربية؛ وما تشهده بين الحين والآخر من صراع مسلَّح بين التشكيلات»، بالإضافة إلى ملف «المصالحة الوطنية»، الذي وصفه بأنه «ملف مهم جداً، ويعد أحد المعوقات للوصول إلى حل».

وتحدث تامر عن عائق آخر وصفه بـ«الرئيسي» قد يواجه المبعوثة الأممية، يتمثل في تشكيل «حكومة جديدة» تتولى الإشراف على الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني المنتظر، إلى جانب تحديات أخرى تتعلق «بتثبيت هدنة وقف إطلاق النار»، و«الميزانية الموحدة»، وانتهى قائلاً: «ننتظر كيف سيتم التعامل مع هذه الملفات ونرى ماذا ستفعل».

والتقت خوري غالبية الأطراف السياسية والاجتماعية في ليبيا للاستماع إلى آرائها بشأن العملية السياسية، وسبق أن أكدت أن العملية الأممية التي أطلقتها «تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتوحيد مؤسسات الدولة، وتعزيز الانتخابات الوطنية الشاملة». وبات على الليبيين أن ينتظروا ويترقبوا ماذا ستسفر عنه جهود المبعوثة الأممية الجديدة من حلول لأزمتهم المتكلسة.