«غروبات الغش» تنشط مجدداً في «امتحانات الثانوية» المصرية

«التعليم» توقِف 3 طلاب «متورطين»

وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم - مصر)
وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم - مصر)
TT

«غروبات الغش» تنشط مجدداً في «امتحانات الثانوية» المصرية

وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم - مصر)
وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم - مصر)

عادت «غروبات الغش»، عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي للنشاط بشكل مكثف في امتحانات الثانوية العامة بمصر، بينما أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية، في بيان الأربعاء، ضبط 3 طلاب في محافظات مختلفة اتُهموا بتصوير أوراق الامتحانات باستخدام الهاتف المحمول.

وما كادت الامتحانات تنطلق حتى انتشرت صور لأسئلة 3 امتحانات، بعد وقت قصير من تسلم الطلاب أوراقها داخل اللجان. وقبل مرور نصف وقت الامتحان، أتاحت «الغروبات»، التي تنتشر أكثر على «تلغرام»، إجابات نموذجية للامتحانات التي جرت على مستوى الجمهورية بتوقيت متزامن.

وتحظر «التعليم» حمل الطلاب الهواتف المحمولة داخل اللجان، وتعدّ حيازة أي طالب هاتفته بمثابة «شروع في الغش»، في حين تتمكن عادة من الوصول لمصوري أجزاء الامتحانات بشكل سريع بسبب «الباركود» الخاص بكل ورقة امتحان، والذي يسمح للوزارة بمعرفة الطالب صاحب الورقة التي جرى تصويرها.

وقرر نائب وزير التعليم ورئيس امتحانات الثانوية العامة، الدكتور أحمد ضاهر، اتخاذ إجراءات قانونية ضد الطلاب المتورطين الذين جرى إثبات وقائع التسريب بحقهم.

وقال مصدر مسؤول في «التعليم» المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع ما جرى رصده حتى الآن من أعمال تصوير لأوراق الامتحان متورط فيه طلاب فقط بعد الحصول على أوراق الامتحانات، بما يشكل نجاحاً في عملية الحفاظ على سرية الامتحانات»، في إشارة إلى عملية إعدادها ونقلها.

وأشار إلى أن «عدداً من الطلاب المضبوطين بعمليات تصوير الامتحانات راسبون من السنوات الماضية، وقاموا بهذا العمل أملاً في الحصول على إجابات ممن يرسلون لهم الامتحانات لكتابتها».

طلاب الثانوية خلال أداء الامتحانات (وزارة التربية والتعليم - مصر)

وخلال السنوات السابقة، أعلنت «التربية والتعليم» خططاً لمواجهة «الغش»، منها تركيب كاميرات مراقبة باللجان، وتقديم بلاغات للنيابة العامة بتهمة «الغش والإخلال بالامتحانات».

وتعدّ العميد الأسبق لكلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس، الدكتورة محبات أبو عميرة، ملف «الغش» من أكثر الملفات الشائكة في التعليم المصري وليس بالمرحلة الثانوية فحسب، مؤكدة أن الأمر يتطلب إجراءات رادعة على مستويات عدة بخلاف العمل على نشر ثقافة تدعم الغش.

وأضافت: «هناك ضرورة لتغليظ العقوبات على من يثبت تورطه في أعمال الغش داخل اللجان لتكون عقوبته رادعة في ظل هشاشة العقوبات الحالية».

وعام 2020 أقرّت الحكومة المصرية قانوناً لتغليظ عقوبات «جرائم الغش أو الشروع فيه بامتحانات الثانوية»، تضمنت «الحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على 7 سنوات، وغرامة مالية، لكل من طبع أو نشر أو أذاع أو روّج بأي وسيلة أسئلة الامتحانات أو أجوبتها، أو أي نظم تقييم في مراحل التعليم المختلفة المصرية والأجنبية، بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحانات».

وتشدد عضو لجنة التعليم بمجلس النواب (البرلمان) الدكتورة جيهان البيومي، على أهمية استمرار الوزارة في استخدام التكنولوجيا الحديثة لمجابهة وقائع الغش ومنع حدوث أي تسريب لأوراق الامتحانات حتى خلال فترة الامتحان.

وأكدت البيومي لـ«الشرق الأوسط»: «ضرورة مراجعة الإجراءات المطبقة بعد انتهاء الامتحانات وتقييم آثارها ومعرفة ما يجب التركيز عليه أكبر في العام المقبل»، لافتة إلى أن «الإجراءات التي اتُخذت هذا العام سمحت بتشديد الرقابة ولعبت دوراً في الحد من عمليات الغش حتى وإن لم تنهِها».


مقالات ذات صلة

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
تكنولوجيا بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا طلاب الطب الأفغان يحضرون امتحاناتهم النهائية في كلية طب بختر في كابل، أفغانستان، 05 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

فرنسا تندد بمنع «طالبان» الأفغانيات من الالتحاق بالمعاهد الطبية

دانت فرنسا قراراً نُسب إلى حكومة «طالبان» يمنع التحاق النساء الأفغانيات بمعاهد التمريض، واصفةً هذه الخطوة بأنها «غير مبررة».

«الشرق الأوسط» (باريس - كابل)
المشرق العربي حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة (موقع الجامعة)

تبرع آل ساويرس للجامعة الأميركية بالقاهرة يثير جدلاً «سوشيالياً»

أثار الإعلان عن تبرع عائلة ساويرس، بمبلغ ضخم للجامعة الأميركية في القاهرة، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
آسيا فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة في كابل (متداولة)

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

أصدر بشكل فعال زعيم «طالبان» الملا هبة الله آخوندزاده توجيهاً جديداً يمنع النساء من الالتحاق بالمعاهد الطبية؛ ما يقطع فرص التعليم الأخيرة المتاحة أمام النساء.

«الشرق الأوسط» (كابل (أفغانستان))

الطاقة تعزز مكانة الجزائر في أوروبا

مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)
مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)
TT

الطاقة تعزز مكانة الجزائر في أوروبا

مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)
مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)

كشفت بيانات حديثة نشرتها وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات» عن أن الجزائر تفوّقت على روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مجال تصدير الطاقة إلى القارة القديمة، لتصبح بذلك المورد الرئيسي للغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي.

رئيس المجلس الأوروبي خلال زيارته الجزائر في سبتمبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

ووفقاً لأرقام «يوروستات»، فقد بلغت حصة الجزائر في واردات الغاز الأوروبية 21.6 في المائة خلال الشهر المشار إليه. ويُعزى هذا الإنجاز إلى زيادة صادراتها من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، التي ارتفعت من 1.1 مليار يورو في سبتمبر (أيلول) إلى 1.3 مليار يورو في أكتوبر من العام الجاري.

أمّا روسيا، التي كانت تتصدر لائحة الدول الموردة للغاز إلى أوروبا، فقد احتلت المركز الثاني بحصة سوقية بلغت 21.2 في المائة في شهر أكتوبر، مقارنة بـ23.7 في المائة في شهر سبتمبر، وفق تقرير «الوكالة الأوروبية» نفسه، الذي أكد انخفاض صادرات روسيا من الغاز بنسبة 6 في المائة لتصل إلى 1.3 مليار يورو، ما أدى إلى تراجعها إلى المرتبة الثانية.

المفوضة الأوروبية للطاقة أثناء زيارتها الجزائر في أكتوبر 2022 (رئاسة الوزراء الجزائرية)

وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بصادرات بلغت قيمتها 1.2 مليار يورو، تليها النرويج بقيمة 777.4 مليون يورو، ثم أذربيجان التي احتلت المركز الخامس بـ431.3 مليون يورو.

وفي المجمل، اشترى الاتحاد الأوروبي غازاً بقيمة 6.15 مليار يورو في أكتوبر، مسجلاً زيادة بنسبة 5 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر، حسب التقرير ذاته.

وإلى تاريخ قريب، كانت الجزائر ثالث مورد للغاز لأوروبا، لكن مع اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، باتت «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا، التي زادت تبعيتها إلى الغاز بشكل مستمر، إذ من المتوقع أن تصل إلى نحو 85 في المائة بحلول عام 2030، حسب خبراء دوليين في الطاقة.

الرئيس تبون مع رئيسة الوزراء الإيطالية بالجزائر في 23 يناير 2023 (الرئاسة الجزائرية)

وبعد فترة قصيرة من الغزو الروسي لأوكرانيا، زارت شخصيات أوروبية مرموقة الجزائر، وبحثت مع قيادتها تعويض الغاز الروسي. وخلال 2022، تنقل إلى الجزائر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والمفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل. كما قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وفوداً إلى العاصمة الجزائرية لتعزيز العلاقات التجارية والأمنية، والسياسية الثنائية، وكانت الطاقة موضوعها الرئيسي.

وترتبط الجزائر بأوروبا عبر خطي أنابيب غاز «ميدغاز» باتجاه إسبانيا و«غالسي» باتجاه إيطاليا. أمّا خط أنابيب الغاز «جي إم إي»، الذي كان يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب، فقد تم إغلاقه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، في أعقاب قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.

ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي مع الرئيس تبون في 13 مارس 2023 (الرئاسة الجزائرية)

وفسّر تقرير حديث لمنصة «الطاقة» العربية المتخصصة، تنامي موقع الجزائر في مشهد الطاقة العالمي، بـ«إخضاع قطاع الطاقة الجزائري لتغييرات كبيرة» على مدى السنوات القليلة الماضية، مبرزاً أن البلاد «تمكنت بعد مراحل من الركود وانخفاض الإنتاج من تنشيط القطاع عبر مزيج من السياسات الاستراتيجية وزيادة الاستثمار والتطورات الجديدة».

وبحسب التقرير ذاته، «لم يعزّز هذا التحول الإمدادات المحلية فحسب، بل عزز قدراتها التصديرية، خاصة إلى أوروبا، الوجهة الرئيسية للصادرات الجزائرية».

وأضاف تقرير المنصة أن أحد المحركات الرئيسية وراء نجاح الجزائر في هذا الميدان هو زيادة إنتاجها من الغاز المسوّق بنحو 25 في المائة على مدى السنوات الأربع الماضية، إذ بلغ الإنتاج، حسبه، 104.3 مليار متر مكعب عام 2023، بينما كان في حدود 85 مليار متر مكعب عام 2020.

وتوقع التقرير استفادة الجزائر من استثمارات مالية قياسية، وعقود طويلة الأجل لتطوير مواردها، مع ازدياد اهتمام المستثمرين الأجانب بالغاز الجزائري، إضافة إلى رغبة أوروبا في الابتعاد عن إمدادات روسيا.