الحكومة المصرية تعد بـ«انفراجة» في أزمة الكهرباء

عقب توجيه السيسي بالحد من فترات «الانقطاع»

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال اجتماعه لبحث أزمة الكهرباء (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال اجتماعه لبحث أزمة الكهرباء (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تعد بـ«انفراجة» في أزمة الكهرباء

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال اجتماعه لبحث أزمة الكهرباء (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال اجتماعه لبحث أزمة الكهرباء (مجلس الوزراء المصري)

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، (الثلاثاء)، إن حكومته تعمل على حل أزمة انقطاع الكهرباء في أقرب وقت ممكن، عقب توجيهات رئاسية بـ«تخفيض فترات انقطاع التيار الكهربائي، ووضع مختلف الآليات الممكنة لإنهاء هذه الأزمة».

وعبّر قطاع واسع من المصريين، على «السوشيال ميديا»، عن استيائه، من إعلان الحكومة بشكل مفاجئ، (الأحد)، تمديد فترات انقطاع التيار الكهربائي اليومية إلى 3 ساعات، بدلاً من ساعتين، بداعي «زيادة معدلات الاستهلاك المحلي من الكهرباء؛ نتيجة الموجة الحارة شديدة الارتفاع».

وشهدت محافظات ومدن عدة، يوم الاثنين، انقطاعات وصلت إلى 6 ساعات على مدار اليوم.

وتعهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالعمل على الإسراع بحل الأزمة عبر توفير مليار و180 مليون دولار، من أجل استيراد الكميات اللازمة للوقود المُشغِّل لمحطات الكهرباء، معلناً بدء التعاقد على 300 ألف طن مازوت لزيادة الاحتياطات الاستراتيجية التي تُستخدَم بمحطات الكهرباء.

وقال مدبولي، في مؤتمر صحافي (الثلاثاء) بعد اجتماعات مع عدد من الوزراء المعنيين، إن تخفيف الأحمال سيستمر لمدة 3 ساعات يومياً حتى نهاية الأسبوع الحالي، على أن يعود لمدة ساعتين اعتباراً من بداية الشهر المقبل، لحين انتهاء الأزمة تدريجياً ووقف قطع الكهرباء في الأسبوع الثالث من شهر يوليو (تموز) المقبل.

وأكد مدبولي عدم وجود أزمة في توليد الطاقة أو نقلها، لكن الأزمة في تدبير الوقود الذي سيتم استيراده من الخارج وفق المخصصات المالية الطارئة التي جرى اعتمادها، مشيراً إلى تحرك الحكومة لإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن بعدما تسبب العطل والتوقف بأحد الحقول في دول الجوار لمدة 12 ساعة في زيادة فترات انقطاع الكهرباء.

وأشار إلى أن مصر مرّت بثلاث موجات حارة غير مسبوقة في شهر يونيو (حزيران) الحالي، كاشفاً عن وضع خطة للتعامل مع الموجات الحارة غير المسبوقة في فصل الصيف.

ولفت مدبولي، في بيان نشرته صفحة رئاسة مجلس الوزراء على صفحتها بموقع «فيسبوك»، إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ«سرعة العمل على إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء، من خلال اتخاذ القرارات الكفيلة بتخفيض فترات انقطاع التيار الكهربائي، مع ضرورة وضع مختلف الآليات الممكنة من أجل إنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن».

وأضاف أن الحكومة تسعى حالياً لوضع الآليات التي تضمن إنهاء الأزمة، بالتنسيق مع الوزارات والأجهزة المعنية.

وبينما شهد مجلس النواب (البرلمان) تقديم عدد من النواب بيانات عاجلة لرئيس الوزراء ووزيرَي الكهرباء والبترول؛ بسبب الأزمة، تعهّد وزير شؤون المجالس النيابية المستشار علاء الدين فؤاد بـ«تقليل تخفيف الأحمال قدر الإمكان» من الشهر المقبل.

ويلوم عضو مجلس النواب إيهاب منصور، الحكومة على «عدم قدرتها على التعامل الملائم مع الأزمة، وغياب المعلومات والبيانات التي تشير إلى وجود خلل يتوجب الاستعداد له مبكراً في ظل توافر البيانات كافة عن التوقعات الجوية بموجات حرارة شديدة، التي تتبعها زيادة في الاستهلاك»، واصفاً ما حدث بـ«الكارثة».

ويشير منصور، الذي تحدّث عن انقطاع للكهرباء وصل إلى 6 ساعات في مناطق بدائرته، إلى أن «تفاصيل الأزمة وتأخر اتخاذ قرار استيراد المحروقات القادرة على تشغيل محطات الكهرباء بكامل طاقتها يعكسان خللاً واضحاً في ضوء زيادة موارد البلاد الدولارية في الأشهر الماضية».

ويصف الخبير بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو هاشم ربيع لـ«الشرق الأوسط» ما حدث بأنه «إخفاق في التنبؤ بالأزمة وطريقة التعامل معها»، خصوصاً مع «ازدياد التوقعات بحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في مصر بعد افتتاح عدد كبير من محطات توليد الطاقة التي يُفترض أنها قادرة على إنتاج ما يزيد على الاحتياجات الفعلية بكثير».

وأضاف ربيع: «ما حدث خلق حالة من الضيق لدى المواطنين بمختلف المدن المصرية»، مؤكداً أن «القرارات التي أُعلنت حالياً لو اتُّخذت مبكراً لما وصل الوضع لهذه الدرجة من الاحتقان».

وبخلاف مطالبته للمواطنين بمساعدة الحكومة في ترشيد استهلاك الكهرباء بالمنازل، أعلن مدبولي قراراً بـ«غلق المحلات التجارية اعتباراً من العاشرة مساءً، باستثناء الصيدليات والمطاعم والسوبر ماركت، التي ستغلق عند الواحدة صباحاً».


مقالات ذات صلة

مصر تدعو مجدداً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

شمال افريقيا الوزير بدر عبد العاطي (وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج)

مصر تدعو مجدداً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

شددت مصر مجدداً على «أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة والالتزام بقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الوزراء الجدد في صورة جماعية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الحكومة المصرية)

مصر: سير ذاتية لوزراء ومحافظين تجلب انتقادات

بينما حظي الوزراء الجدد في مصر باستقبال وترحيب في دواوين وزاراتهم، تسببت السير الذاتية لبعضهم في موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا مصطفى مدبولي خلال اجتماع متابعة توافر السلع وضبط الأسواق (مجلس الوزراء المصري)

ترقّب مصري لـ«تعهدات» الحكومة الجديدة بمواجهة الغلاء

تعهدت الحكومة الجديدة في مصر بـ«إجراءات عاجلة» لمواجهة الأزمات التي شكا منها المصريون خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأسها «الغلاء».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا دعوات متجددة في مصر لإلغاء التوقيت الصيفي (الشرق الأوسط)

«التوقيت الصيفي» في مصر... إشاعات رائجة عن إلغائه رغم النفي الرسمي

قررت الحكومة المصرية مطلع يوليو الجاري، إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء، مع استثناء بعض الأنشطة، مثل المطاعم والكافيهات والبازارات.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا ملك ماليزيا خلال استقبال أحمد الطيب (مشيخة الأزهر)

«الأزهر» يُحذّر من تيارات تحاول نشر الكراهية بين المسلمين

حذّر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، من «تيارات تحاول تغذية التعصب والكراهية بين المسلمين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
TT

مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)

أكد مسؤول سوداني حكومي رفيع أن ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد لم يستقبل أي بوارج أميركية حربية، وعدّ ما تم تداوله من معلومات خلال الأيام الماضية بخصوص هذا الأمر غير صحيح.

وقال المدير العام لهيئة الموانئ البحرية السودانية، محمد حسن مختار، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نشاهد وصول بوارج أميركية حربية أو تجارية إلى الميناء، وكان سيتم إخطارنا كما هو سائد».

ونفى مختار علمه إذا ما كانت البواخر المذكورة قد رست في قاعدة «فلامنغو» العسكرية، التي أشار إلى أنها تتبع الجيش السوداني، وليست للموانئ علاقة بها.

لكن مختار أعلن ترحيب بلاده بوجود قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر، إذا جاؤوا لتقديم المساعدة لنا، لكنهم لم يحضروا بعد، وقال: «ستكون لها فوائد كثيرة».

وكان مساعد القائد العام للجيش السوداني، الجنرال ياسر عبد الرحمن العطا، كشف في وقت سابق أن روسيا طلبت نقطة لإنشاء مركز لوجستي لجيشها على البحر الأحمر، مقابل مدّ الجيش السوداني بالأسلحة والذخائر، ووافقنا على ذلك.

وعاد ملف القاعدة الروسية إلى السطح عقب زيارات متبادلة جرت خلال الأشهر الماضية بين المسؤولين الروسيين والسودانيين، وبعد نحو عامين من تجميد الخرطوم اتفاقية مع موسكو بذات الخصوص.

وكانت مصادر إقليمية تحدثت عن رصد رسو 3 قطع حربية بحرية أميركية في ميناء بورتسودان، ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على معلومات مؤكدة بشكل قاطع من المسؤولين العسكريين.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان (أرشيفية - سونا)

ويبدو أن التفاهمات بين السودان وروسيا بشأن القاعدة تجمدت أو توقفت بعدما اصطدمت بتقاطعات المصالح الدولية والإقليمية في البحر الأحمر، إذ إن الخطوة تجد معارضة من أميركا ودول في المحيط العربي والأفريقي.

ومن جهة ثانية، قال مختار إن الموانئ البحرية السودانية لم تتأثر بالحرب، كما حدث لقطاعات كثيرة في البلاد، مشيراً إلى ازدياد حركة الاستيراد والتصدير، بفضل التدابير التي وضعتها الهيئة لتتجاوز أزمة الحرب، مضيفاً أن الميناء يعد الركيزة الأساسية للدولة في ظل الحرب.

وأشار إلى تصدير 5 ملايين رأس من الماشية عبر ميناء بورتسودان، بدلاً من مليونين قبل الحرب، عازياً ذلك إلى أن بورتسودان أصبحت البوابة الوحيدة للتصدير.

ونوّه مدير الموانئ السودانية إلى تدنٍ ملحوظ في حركة الصادر من ولايات البلاد وإليها داخل نطاق القتال الدائر بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) العام الماضي.

وقال إن التجار يقومون بمجهودات كبيرة لاستيراد المواد الغذائية، خاصة عبر الميناء الشمالي والأخضر، لإيصالها إلى مناطق الاشتباكات، وفي بعض الأحيان تتعرض للنهب والسلب لعدم توفر الحماية في الطرق.

وأكد مختار أن دور العاملين في الموانئ البحرية دعم القوات المسلحة السودانية في حربها ضد «قوات الدعم السريع»، وتبرعوا بمبلغ 140 مليار جنيه سوداني لها، ووزّعوا خلايا شمسية في الارتكازات والمركبات بالخطوط الأمامية للقتال لشحن الهواتف والراديو.

وذكر أن هذا الأمر أحد أسباب الانتصارات التي حقّقها الجيش في المعارك، لأنه سهّل التواصل بين القوات، مشيراً إلى أن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، طلب 200 خلية طاقة شمسية إضافية.

وقال مختار إنه لا يوجد صراع بين هيئة الموانئ ووزارة المالية، وإن هناك تعاوناً كاملاً بين الجانبين في كيفية تسيير الاحتياجات وتطوير الموانئ.

وعدّ مدير الموانئ الإضرابات التي نفّذها العمال في مارس (آذار) الماضي أفكار شباب واعتقادات خاصة تستند على معلومات خاطئة.

وقال إن «عمال الموانئ لهم دور في تطوير القطاع، لكن بعضهم يعطلون العمل ويتحدثون عن إغلاق الميناء، وهؤلاء لا نعيرهم اهتماماً، لكن نتحدث معهم، ونقول لهم هذا خطأ وهذا صحيح».