«حرب غزة»: اتصالات مكثفة لحلحلة عقبات «الهدنة»

«حماس» تتحدث عن «مرونة» للوصول إلى اتفاق

منازل مدمرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
منازل مدمرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«حرب غزة»: اتصالات مكثفة لحلحلة عقبات «الهدنة»

منازل مدمرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
منازل مدمرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

في وقت أشارت فيه واشنطن إلى سلسلة اتصالات يجريها الوسطاء لبحث المضي قدماً نحو تنفيذ مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تحدثت حركة «حماس» عن «مرونة» من أجل الوصول لاتفاق.

التأكيدات الأميركية الأخيرة عدها خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، «محاولات لحلحلة العقبات التي تضعها إسرائيل، وشروط (حماس)، لكنهم رأوا أن (هدنة غزة) تتطلب تنازلات ومرونة حقيقية وليس مجرد تصريحات».

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في كلمة متلفزة، الأحد، إن رد الحركة على أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة يتوافق مع المبادئ التي طرحتها خطة بايدن (وتتضمن 3 مراحل)، معتقداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «فشل في تحقيق أهدافه، ولا يتجاوب مع مرونة الحركة (أي حماس)».

وتمسك هنية بدور الوسطاء وإعطاء مدة كافية لإنجاز مهمتهم، مؤكداً أن «الحركة جادة ومرنة في التوصل إلى اتفاق يتضمن البنود الأربعة، وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من غزة، والإعمار، وصفقة تبادل للأسرى».

وجاءت كلمة هنية عقب اتهامات وجَّهها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لـ«حماس»، «بتعطيل الوصول لاتفاق»، وغداة إعلان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، السبت، أن «الوسطاء من قطر ومصر يعتزمون التواصل مع قيادات الحركة الفلسطينية لمعرفة ما إذا كان هناك سبيل للمضي قدماً في اقتراح بايدن».

فلسطينيون يقفون في طابور بعد اعتقالهم من قبل القوات الإسرائيلية بالقرب من مدينة طولكرم في وقت سابق (إ.ب.أ)

وكان بلينكن نفسه قد أعلن، الأربعاء الماضي، «مواصلة العمل مع الوسطاء لسد الفجوات للوصول إلى اتفاق»، وذلك خلال مؤتمر صحافي بالدوحة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. بينما قال المسؤول القطري حينها: «ملتزمون في قطر مع شريكي (الوساطة) مصر والولايات المتحدة، بجسر الهوة، ومحاولة حل هذه الفروقات لأفضل وسيلة لإنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن».

وبينما تتحدث «حماس» عن أنها «جادة ومرنة»، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه بدأ تنفيذ «هدنة تكتيكية» يومياً في قسم من جنوب قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وذلك إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى. لكن واجه ذلك التوجه، رفضاً من الوزير الإسرائيلي المنتمي لليمين المتطرف، إيتمار بن غفير.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير على الحنفي، رأى أن «اتصالات الوسطاء مستمرة سواء عبر استقبال طروحات حل، أو العمل على تقديم حلول وسط لحلحلة عقبات الهدنة»، مؤكداً أن مصر «مستمرة في الوساطة بصورة قوية للوصول لاتفاق». ويعتقد أن «هناك رغبة واهتماماً بالوصول لاتفاق باستثناء الكيان الإسرائيلي، الذي لا يزال يعقد الأمور، ومواقفه الداخلية المتناقضة لا تبدي مرونة كافية».

الحفني أوضح أنه من الناحية النظرية «أي اتفاق يشهد خلافات وضغوطاً، ويجب أن يكون التعبير عن التنازلات، أو إبداء مواقف مرنة من أطرافه، بمثابة دفعة باتجاه التوصل لحلول»، مشيراً إلى أن «الحرب مستمرة من 9 أشهر، ولا أفق نراه لهذا الاتفاق؛ لكن الاتصالات ستبقى مهمة لتجاوز العقبات، وتحقيق اختراق».

دخان تصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين (إ.ب.أ)

أما الخبير السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، فقد قال إن الإدارة الأميركية «بحاجة لهذه الهدنة، لذلك سنلمس تكثيف الاتصالات ومحاولة بذل مزيد من الضغط على (حماس) للقبول بما طرحه بايدن من وجهة نظره».

ويعتقد مطاوع، وهو المدير التنفيذي لـ«منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي»، أن «الوسطاء سيقومون بجلسة متواصلة لتجسير هوة الخلافات، بالتزامن مع ضغط أميركي على إسرائيل مشروط بقبول حماس للخطة»، مرجحاً أن «تستمر تلك الجهود بشكل مكثف حتى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الشهر المقبل للكونغرس الأميركي»، مضيفاً حينها سنرى إما «الذهاب لأول مراحل الهدنة، وإما سنتأكد من أن الصفقة التي طُرحت قد فشلت».

وتشترط حركة «حماس» انسحاباً إسرائيلياً من قطاع غزة ووقف الحرب، بينما تصر إسرائيل على وقف مرحلي للقتال، والاحتفاظ بحقها في مواصلة الحرب فيما بعد».


مقالات ذات صلة

عباس يجدد من مدريد مطالبته بـ«مؤتمر دولي للسلام»

المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يسار) ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (الخميس) في مدريد (أ.ب)

عباس يجدد من مدريد مطالبته بـ«مؤتمر دولي للسلام»

جدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، (الخميس)، مطالبته بعقد «مؤتمر دولي للسلام»، معرباً خلال زيارته إلى إسبانيا عن سعادته حال إقامة المؤتمر في مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
المشرق العربي 
وصول سيارتَي إسعاف بعد انفجار جديد في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس 
خلال تشييع أشخاص قُتلوا بانفجارات اليوم السابق (أ.ف.ب)

يوم ثانٍ من الحرب على اتصالات «حزب الله»

اتّسع الاختراق الإسرائيلي لقطاع الاتصالات التابع لـ«حزب الله» اللبناني، عبر تنفيذ موجة جديدة من التفجيرات للأجهزة اللاسلكية، بحيث وصل عدد القتلى يومي الثلاثاء.

كارولين عاكوم (بيروت)
الخليج 
ولي العهد السعودي لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى في الرياض أمس (واس)

محمد بن سلمان: لا علاقات مع إسرائيل بلا دولة فلسطينية

شدد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، على أن بلاده لن تقيم علاقات مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فلسطينيون يسيرون بين أنقاض منازل مدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

«تفجيرات بيجر»... هل تؤثر في مسار «المقترح المعدل» لهدنة غزة؟

تجددت المخاوف بشأن تراجع مسار التوصل إلى هدنة في قطاع غزة على خلفية تداعيات تفجير أجهزة الاتصالات التابعة لـ«حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة (صور الأمم المتحدة) play-circle 00:44

مطالبة أممية لإسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية في 12 شهراً

صوتت غالبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمطالبة إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهراً.

علي بردى (واشنطن)

مؤسسات دينية مصرية تحذر من ترويج «الأغاني القرآنية»

مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)
مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)
TT

مؤسسات دينية مصرية تحذر من ترويج «الأغاني القرآنية»

مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)
مصلون داخل الجامع الأزهر في القاهرة (مشيخة الأزهر)

حذرت مؤسسات دينية في مصر من ترويج «الأغاني القرآنية»، عقب تداول مقاطع مصوّرة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدت في إفادات مختلفة أن الترويج لـ«الأغاني القرآنية» هو «محرم شرعاً».

وقالت دار الإفتاء المصرية، الجمعة، إن قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية «أمر محرم شرعاً بإجماع الأمة؛ لما في ذلك من تهاون وتلاعب بمكانة القرآن الكريم وقدسيته»، لافتة إلى أن قراءة القرآن الكريم بهذه الطريقة «تحمل انتقاصاً لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، ومن حق القرآن الكريم أن يُسمع في جو من السكينة والاحترام بما يليق بقدسيته وجلاله».

وجاء بيان «الإفتاء» بعد ساعات من إفادة لـ«مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» (تابع لمشيخة الأزهر)، انتقد فيها «وصف الأغاني القرآنية بالابتكار»، وعدّها «شكلاً متطرفاً من أشكال التعامل مع آيات القرآن الكريم بالتلحين والغناء، باستخدام موسيقى غربية النشأة والثقافة والأداء والادعاء».

في سياق ذلك، وصف وكيل «لجنة الشؤون الدينية» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أسامة العبد، هذه الطرق بأنها «غير مقبولة، ولا تتناسب مع جلال القرآن الكريم»، داعياً إلى «ضرورة التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجيها، باعتبارهم يسيئون إلى الإسلام والمسلمين».

وأكد العبد لـ«الشرق الأوسط» أن «القرآن الكريم له ضوابط في القراءة، لا يُسمح بالخروج عنها حتى من المقرئين، باعتبار أنه يُتلى كما أُنزل»، لافتاً إلى أهمية التصدي لهذه الظاهرة ومواجهتها، برفضها من المسلمين ورفض التعامل معها تحت أي اسم من الأسماء.

وذكر «مرصد الأزهر» في بيانه، مساء الخميس، أن القرآن الكريم كلام الله ومعجزته الخالدة، ويحرم شرعاً قراءته مصحوباً بالموسيقى بأي شكلٍ من الأشكال، مطالباً المشرّعين بالتصدي لهذه الظاهرة من خلال القوانين، التي تحاسب على ازدراء الأديان السماوية، وسن قوانين لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع النصوص والمقدسات الدينية.

وهنا يشير وكيل «لجنة الشؤون الدينية» بمجلس النواب إلى أهمية ملاحقة من يروجون لقراءة القرآن الكريم بهذه الطريقة، ومحاسبتهم وفقاً للقوانين، مؤكداً أنه «حتى الآن لم يتم التوصل لأي شخص يروج لهذه الظاهرة الشاذة داخل مصر».

في غضون ذلك، لفت مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى وجود كم هائل من المعلومات والفيديوهات، التي تنفذ عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يتطلب مراجعة من الأسر للمحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم، مشيداً بالموقف الواضح والصريح من المؤسسات الدينية المصرية في لفت الأنظار إلى تحريم هذه الظاهرة.

وقال ناصف لـ«الشرق الأوسط» إن البيانات الرسمية في بعض الأوقات «تكون مهمة خصوصاً عند التطرق لمسألة مستحدثة، ووجود تفسيرات ووجهات نظر متباينة لها»، لافتاً إلى أن التعامل المبكر مع الظواهر المستحدثة وحسمها أمر يساعد كثيراً في الحد من انتشار السلبي منها.