طوارئ في الجزائر لـ«تفكيك قنبلة العطش» قبل حلول الصيف

السلطات تسعى لتفادي أزمة حادة في شرق البلاد بعد احتجاجات شهدها غربها

مظاهرات في تيارت بسبب ندرة المياه (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)
مظاهرات في تيارت بسبب ندرة المياه (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)
TT
20

طوارئ في الجزائر لـ«تفكيك قنبلة العطش» قبل حلول الصيف

مظاهرات في تيارت بسبب ندرة المياه (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)
مظاهرات في تيارت بسبب ندرة المياه (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)

عاد عضوان من الحكومة الجزائرية، صباح الثلاثاء، إلى مكتبيهما في العاصمة، بعد زيارة طارئة إلى ولاية تيارت (300 كلم غرب)، الاثنين، لتفكيك ما سماه سكان محليون «قنبلة العطش»، التي كادت تنفجر بسبب الجفاف الذي ضرب السد الرئيسي بالمنطقة. وفي غضون ذلك، طلب سكان بمناطق من ولاية سطيف (شرق) من ممثليهم في البرلمان «الضغط» على الحكومة لاستباق أزمة مياه يرونها وشيكة مع اقتراب فصل الحر.

صهريج مياه وفرته ولاية تيارت لإحدى بلدياتها التي تعاني العطش (ناشطون)
صهريج مياه وفرته ولاية تيارت لإحدى بلدياتها التي تعاني العطش (ناشطون)

وشهدت غالبية بلديات تيارت في الأيام الأخيرة احتجاجات كبيرة بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب لمدة شهر تقريباً. وتفادياً لخروج الوضع عن السيطرة بعد وقوع أعمال عنف وشغب بالمنطقة، أوفد الرئيس عبد المجيد تبون وزيري الداخلية إبراهيم مراد، والموارد المائية طه دربال إلى تيارت، حيث التقيا نشطاء التنظيمات والجمعيات المحلية بغرض حثهم على مساعدة الحكومة لتهدئة «ثورة الغضب»، التي قامت في الأيام الأخيرة، بسبب ندرة المياه التي طالت مليوناً و300 ألف نسمة.

وزيرا الداخلية والري تنقلا إلى تيارت بشكل مستعجل لتفكيك «قنبلة العطش» (وزارة الداخلية)
وزيرا الداخلية والري تنقلا إلى تيارت بشكل مستعجل لتفكيك «قنبلة العطش» (وزارة الداخلية)

ووفق منتخبين من مجلس ولاية تيارت، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بخصوص «أزمة العطش»، فقد تم رفع تقارير من الولاية إلى الحكومة «منذ أشهر طويلة لحثها على التحرك عاجلاً لاستباق الأزمة، بعد الجفاف الذي يضرب سد بخدة المحلي منذ عامين، والذي يزود سكان بلديات المهدية والرحوية ومشرع الصفا والدحموني وملاكو، وعدة بلديات أخرى، بالماء الصالح للشرب».

وأكد أحد المنتخبين أن مشروعاً تم إطلاقه منذ عام يخص حفر بئر بالمنطقة لسد العجز الناجم عن جفاف السد. وعهد لمديرية الري والموارد المائية، حسبه، متابعة الأشغال بها، «غير أن المشروع لم يعرف أي تقدم لأسباب غير معروفة، وها نحن اليوم نواجه الأزمة بكل ما تحمله من خطورة على الأمن بالمنطقة، بعد أن كنا حذّرنا منها»، وفق المنتخب ذاته.

وزير الداخلية إبراهيم مراد تعهد حل أزمة ندرة المياه قبل عيد الأضحى (الداخلية)
وزير الداخلية إبراهيم مراد تعهد حل أزمة ندرة المياه قبل عيد الأضحى (الداخلية)

وتعهد وزير الداخلية بتيارت، حسبما نقلته الصحافة، «التكفل باحتياجات الساكنة فيما يتعلق بالتزويد بالمياه الصالحة للشرب، وذلك باستكمال مشروع تقوية ضخ المياه لفائدة السكان، وتسريع وتيرة الأشغال به»، مؤكداً أنه اطلع على مشروع أعده مسؤولون محليون، يخص جلب المياه من حقل عجرماية ببلدية سرقين إلى البلديات التي تعاني العطش.

وبسبب «أحداث تيارت»، نشر ناشطون بتنظيمات من المجتمع المدني بسطيف (300 كلم شرق) بحساباتهم بالإعلام الاجتماعي «مطلباً عاجلاً» رفعوه إلى ممثلي الولاية بالبرلمان، للضغط على الحكومة بغرض إتمام مشروع قديم، يتعلق بتحويل المياه من سد ذراع الديس إلى مدينة العلمة، ذات الكثافة السكانية العالية والنشاط التجاري الضخم، لاستباق أزمة تلوح في الأفق، حسبهم، مع اقتراب فصل الصيف، حيث تلامس درجات الحرارة عادة الـ50.

من اجتماع وزيري الداخلية والموارد المائية مع ممثلي المجتمع المدني في تيارت لاحتواء أزمة المياه (الداخلية)
من اجتماع وزيري الداخلية والموارد المائية مع ممثلي المجتمع المدني في تيارت لاحتواء أزمة المياه (الداخلية)

وكانت الحكومة أعلنت العام الماضي عن «خطة لمواجهة شح الأمطار»، تتمثل في إنجاز محطات جديدة لتحلية مياه البحر، بهدف التخفيف من مشكلة الندرة التي تضرب أيضاً الصناعة والزراعة. وأمر الرئيس تبون في اجتماع لمجلس الوزراء مطلع 2023 بوضع «مخطط لتعميم محطات تحلية مياه البحر عبر كامل الشريط الساحلي للبلاد، تجنباً لتداعيات الأوضاع المناخية الصعبة». كما طالب تبون الحكومة بـ«استنفار مصالح وزارات الداخلية والموارد المائية والزراعة والصناعة والبيئة، على أوسع نطاق، لإنشاء مخطط استعجالي، يهدف إلى سن سياسة جديدة، لاقتصاد المياه وطنياً، والحفاظ على الثروة المائية الجوفية».

وتعد محطة تحلية مياه البحر بالعاصمة من أهم المشروعات التي أُنجزت في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019). ويجري حالياً بناء خمس محطات مشابهة في «كاب بلان» (وهران)، و«محطة الجزائر غرب» (فوكة بولاية تيبازة)، و«محطة الجزائر شرق» (كاب جنات بولاية بومرداس)، ومحطة بجاية ومحطة الطارف، بالشرق. وتقول الحكومة إنها «ستقضي على أزمة ندرة المياه» بعد إنجاز هذه المشروعات.


مقالات ذات صلة

الرئيس الجزائري يحذر من «تنامي المخاوف» المرتبطة بالإرهاب

شمال افريقيا مهاجرون غير نظاميين من النيجر على حدود الجزائر (حسابات ناشطين في غوث المفقودين)

الرئيس الجزائري يحذر من «تنامي المخاوف» المرتبطة بالإرهاب

حذر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من تنامي المخاوف الأمنية المرتبطة بالإرهاب في الجزائر، في ظل تدفق المهاجرين واليد العاملة من دول الساحل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون وجّه حكومته بإعداد قانون لمكافحة خطاب الانقسام والكراهية (الرئاسة)

الجزائر تُفعّل قانون «مكافحة التمييز وخطاب الكراهية»

شدَّدت الحكومة الجزائرية من لهجتها تجاه بعض المشاركين في برامج كرة القدم على القنوات الخاصة، موجهة لهم تهمة «التشجيع على الحقد والانقسام».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رجال أعمال في السجن بتهمة غسل أموال (الشرق الأوسط)

الجزائر: تدابير جديدة لاسترجاع «الأموال المنهوبة»

يدرس البرلمان الجزائري منذ الثلاثاء مشروع قانون يخص «الإجراءات الجزائية» أعدته الحكومة يتضمن خيارات بديلة للمتابعة القضائية في بعض الجرائم الاقتصادية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا سلطات الجزائر أوقفت عدداً كبيراً من المعارضين وحكمت على ما لا يقل عن 23 ناشطاً وصحافياً (متداولة)

«العفو الدولية» تندد بتوقيفات «تعسفية» وتتبعات «جائرة» في الجزائر

ندّدت منظمة العفو الدولية، اليوم (الخميس)، بـ«تصعيد القمع» خلال الأشهر الخمسة الماضية في الجزائر، خصوصاً ضد حركة احتجاجية على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من اجتماع الرئيس الجزائري مع أبرز المسؤولين المدنيين والعسكريين في 21 أبريل 2025 (الرئاسة)

مسؤول جزائري ينفي وجود استعداد لخوض حرب مع مالي

استبعد مسؤول جزائري بارز توجه البلاد إلى حرب مع مالي، وذلك على خلفية إسقاط سلاح الجو الجزائري مسيّرة مالية مطلع الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يختتم برنامجاً تدريبياً في كينيا

مسلحون ينتمون لجماعات متشددة في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون ينتمون لجماعات متشددة في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
TT
20

التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يختتم برنامجاً تدريبياً في كينيا

مسلحون ينتمون لجماعات متشددة في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون ينتمون لجماعات متشددة في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

اختتمت، السبت في العاصمة الكينية نيروبي، فعاليات البرنامج التدريبي، بعنوان «محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال»، الذي نظمه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بمشاركة ممثلين عن جهات حكومية ورقابية ومصرفية، وجهات إنفاذ القانون، وفق وكالة «واس» للأنباء.

وشهد البرنامج على مدار 5 أيام حضوراً وتفاعلاً مميزاً من المشاركين، إذ تضمن سلسلة مكثفة من المحاضرات وورش العمل والجلسات التفاعلية، تناولت أهم التحديات المتعلقة بتمويل الإرهاب وغسل الأموال، وركَّزت على تطوير مهارات التحليل المالي، وبناء فهم معمق بالإطار القانوني الدولي، وتعزيز آليات التعاون الإقليمي والدولي.

وأشاد المشاركون في ختام البرنامج بالمحتوى العلمي والمستوى المهني المتميز، مؤكدين أهمية المحاور الرئيسية المطروحة، التي شملت الإطار القانوني لمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، ومصادر وأدوات الجرائم المالية، وتقنيات الكشف والتحليل المالي، وكذا استراتيجيات الوقاية، والتدريب والتوعية، إضافةً إلى أفضل ممارسات التعاون الدولي.

وعبَّر الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، عن فخره بما تحقق خلال البرنامج، مؤكداً أن بناء القدرات والتدريب العملي المستمر يمثلان عنصراً محورياً في التصدي لظاهرة الإرهاب العابر للحدود، مبرزاً أن التحالف ماضٍ في تنفيذ برامجه الاستراتيجية لدعم الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا الخطر العالمي.

ووزعت في ختام الفعاليات شهادات المشاركة على المتدربين، وسط تأكيد مشترك على أهمية استمرار برامج التدريب، وبناء القدرات لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية بكل كفاءة واقتدار.