رئيس موريتانيا السابق يدعو لانتخابات «نزيهة يشارك فيها الجميع»

انتقد من السجن إدارة الدولة ووصفها بأنها «كارثية وبدائية»

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
TT

رئيس موريتانيا السابق يدعو لانتخابات «نزيهة يشارك فيها الجميع»

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)

دعا الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، خلفه الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى السماح لجميع المرشحين بالترشح، وترك الشعب يختار رئيسه بحُرية، كما فعل «جيراننا في الجنوب، إخوتنا السنغاليون، الذين أصبحوا قدوة لنا في الديمقراطية».

ونشرت الصحافة المحلية في موريتانيا، الجمعة، رسالة طويلة تنتقد الأوضاع في البلاد، منسوبة إلى الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، السجين منذ العام الماضي، بعد إدانته من طرف القضاء الموريتاني بتهمتي الإثراء غير المشروع، وغسل الأموال.

ولد عبد العزيز في الرسالة المنسوبة إليه، والتي تداولها ناشطون مقربون منه، كان يخاطب الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، موجهاً انتقادات حادة إلى إدارة الدولة، ووصفها بأنها «كارثية وبدائية»، قبل أن يشير إلى ما سماه «انتشار الفساد، وهدر الأموال، وضعف السلطة».

الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)

وتحدث ولد عبد العزيز عن نقاط مختلفة، كان أبرزها «أهمية احترام الدستور والقوانين، بدلاً من الاعتماد على الأوامر والتعليمات الشخصية»، قبل أن يستعرض ما يعتقد أنها «إنجازات» تحققت خلال مدة حكمه في الفترة من 2009 وحتى 2019، وشدد على أنه نجح في تحسين البنية التحتية، والنظام الصحي، والتعليمي، والزراعي، على حد تعبيره.

واتهم ولد عبد العزيز خليفته بأنه «فشل في الحفاظ على الإنجازات»، وعبَّر عن «خيبة أمله من الوضع الحالي»، داعياً في السياق ذاته إلى «إنقاذ البلاد من التدهور»، ومحذراً من «عودة البلاد إلى الديكتاتورية بسبب ضعف المؤسسات، وتجاهل القوانين».

وبينما لم تلق الرسالة أي رد معلن من الحكومة أو الأحزاب السياسية الداعمة للرئيس ولد الغزواني، قال مصدر قريب من السلطة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس السابق يحاول أن يلفت الأنظار عن إدانته بالفساد وغسل الأموال ليخوض معركة إعلامية وسياسية، وليظهر كأنه معارض سياسي يتعرض للظلم.

وقال المصدر الذي فضَّل حجب هويته: «ولد عبد العزيز مدان من طرف القضاء بالفساد خلال الفترة التي حكم فيها موريتانيا، والموريتانيون يعرفون كيف كان يدير البلاد، ويتذكرون جيداً الأوضاع الصعبة التي مروا بها خلال حكمه، ولا أعتقدُ أنه مؤهل لإعطاء الدروس والمواعظ السياسية».

وأضاف المصدر نفسه أن رسالة ولد عبد العزيز تأتي بعد أن حاول الترشح للانتخابات الرئاسية من أجل لفت الأنظار إليه، ووصف ذلك بأنها «خطوات إعلامية محسوبة»، قبل أن يشير إلى أن ولد عبد العزيز «لم يكن جاداً أصلاً في الترشح، وذلك بسبب معرفته برفض الموريتانيين للعودة إلى حكمه، لذا قدم ملفاً ناقصاً للمجلس الدستوري».

كما أوضح المصدر أن الرئيس السابق «يخوض معركة إعلامية للظهور في ثوب المظلوم سياسياً، عبر زوابع إعلامية، لكنها لن تنفي حقيقة أنه مدان بالإثراء غير المشروع وغسل الأموال، وأنه أول رئيس موريتاني يدان بالفساد».

حكم ولد عبد العزيز البلاد (67 عاماً)، وهو جنرال سابق في الجيش، عقب انقلاب عسكري عام 2008، وبقي في الحكم حتى 2019، لكن فور مغادرته السلطة طلبت أحزاب في المعارضة من البرلمان تشكيل لجنة للتحقيق في فترة حكمه، وهو ما قاد في النهاية إلى اتهامه بالفساد، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات، نهاية العام الماضي، بعد إدانته بتهمتي الإثراء غير المشروع، وغسل الأموال، لكنه ظل يرفض ذلك، ويصف محاكمته بأنها «تصفية حسابات سياسية».


مقالات ذات صلة

الدعم الشعبي لنتنياهو من لقاء ترمب يتبخر

شؤون إقليمية نتنياهو وترمب في البيت الأبيض يوم 4 فبراير الحالي (د.ب.أ)

الدعم الشعبي لنتنياهو من لقاء ترمب يتبخر

دلت نتائج استطلاع رأي جديد، الجمعة، على أن الارتفاع في شعبية بنيامين نتنياهو في الأسبوع الماضي تبخر في استطلاع هذا الأسبوع.

نظير مجلي (تل أبيب)
أوروبا «البوندستاغ» خلال جلسته الاثنين (أ.ف.ب)

زعيم المحافظين في ألمانيا يتهم المستشار بإذكاء «حرب طبقية»

قال ميرتس، إن المستشار يثير «الحقد الاجتماعي» ويذكي «حرباً طبقية». واتهمه بالتسبب في «كارثة تامة» في سوق العمل الألمانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي وأنصاره يحتفلون بالانتصار في بريشتينا الاثنين (رويترز)

كوسوفو: حزب رئيس الوزراء يتصدر الانتخابات لكن من دون أغلبية

حصد معسكر رئيس وزراء كوسوفو المنتهية ولايته ألبين كورتي، 41 في المائة من الأصوات في الانتخابات التشريعية.

«الشرق الأوسط» (بريشتينا - لندن)
أوروبا بدأ الناخبون الكوسوفيون الإدلاء بأصواتهم لانتخاب نوابهم الـ120 (إ.ب.أ)

بدء التصويت في كوسوفو في انتخابات تشكل مؤشراً لشعبية رئيس الوزراء

بدأ الناخبون الكوسوفيون الإدلاء بأصواتهم، الأحد، لانتخاب نوابهم الـ120.

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)
أوروبا رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي للإدلاء بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية في بريشتينا (أ.ف.ب)

كوسوفو تُجري انتخابات عامة يخيم عليها التوتر مع صربيا

فتحت مراكز الاقتراع في كوسوفو أبوابها اليوم (الأحد) في انتخابات عامة، سبقتها حملة انتخابية محتدمة، شهدت مشادات بين مرشحي المعارضة ورئيس الوزراء ألبين كورتي.

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)

مصر تدعم غزة بـ«قافلة مساعدات شاملة» وسط تعقّد أزمة «الكرفانات»

جانب من القافلة المصرية إلى قطاع غزة (صندوق تحيا مصر)
جانب من القافلة المصرية إلى قطاع غزة (صندوق تحيا مصر)
TT

مصر تدعم غزة بـ«قافلة مساعدات شاملة» وسط تعقّد أزمة «الكرفانات»

جانب من القافلة المصرية إلى قطاع غزة (صندوق تحيا مصر)
جانب من القافلة المصرية إلى قطاع غزة (صندوق تحيا مصر)

في إطار التحركات المتواصلة لإغاثة سكان قطاع غزة، دشنت الحكومة المصرية، الأحد، «قافلة مساعدات شاملة» إلى الفلسطينيين، في وقت تتعقّد فيه أزمة إدخال المعدات الثقيلة، والمنازل المتنقلة (كرفانات) لغزة.

وما زالت شاحنات تحمل منازل متنقلة، ومعدات ثقيلة، تصطف أمام معبر رفح، من الجانب المصري، مع استمرار التعنت الإسرائيلي لدخولها، وشدد مسؤولون في وكالة «الأونروا»، و«الهلال الأحمر المصري»، على ضرورة «إدخال مساعدات إعادة الإعمار، لتوفير مقومات الحياة للغزيين»، وأشاروا إلى أن «مرور شاحنات المواد الإغاثية غير كافٍ لسكان القطاع».

وضمن إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، تتواصل عمليات دخول شاحنات المساعدات الإغاثية من معبر رفح المصري، وتتجه إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم للتفتيش، ثم تدخل لقطاع غزة.

وأطلقت الحكومة المصرية، الأحد، «شاحنات مساعدات إنسانية شاملة» من «ساحة الشعب» بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) إلى قطاع غزة، بتنظيم من صندوق «تحيا مصر»، المشكّل بقرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2014.

وحسب إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» تضم القافلة أكثر من «460 شاحنة تتجاوز حمولتها 7200 طن من المساعدات».

و«جرى تجهيز الشاحنات من المحافظات المصرية، وتشمل مستلزمات طبية وأدوية ومواد غذائية جافة أساسية، ومجموعات متنوعة من المشروبات».

وشهد «اصطفاف القافلة»، الأحد، حضور وزراء ومسؤولين مصريين، وقال المدير التنفيذي لصندوق «تحيا مصر»، تامر عبد الفتاح، إن «القافلة تأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة للفلسطينيين، الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم جراء الحرب على غزة»، مشيراً إلى «تزويدها بكميات كبيرة من الخيام، القادرة على تحمل الظروف الجوية القاسية، والملابس».

بموازاة ذلك، ترفض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دخول شاحنات «المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة لإزالة الركام إلى قطاع غزة»، وفق تقارير إعلامية، مساء السبت.

قافلة مساعدات مصرية شاملة إلى غزة (صندوق تحيا مصر)

ويحتاج قطاع غزة لإدخال مئات المعدات لإزالة الأنقاض وفتح الطرق، بوصفه خطوة أولى لتوفير مقومات الحياة، حسب المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، مشيراً إلى «ضرورة ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي، لدخول شاحنات الإعمار والمنازل المتنقلة، للغزيين، باعتبارها أفضل الحلول الانتقالية لبقاء الفلسطينيين ومنع تهجيرهم».

ويرى أبو حسنة أن «ضمان مقومات الحياة في غزة، أحد التحديات التي تواجه (الأونروا)، في ظل غياب الأمل لدى الفلسطينيين، مع استمرار التعنت الإسرائيلي أمام دخول المنازل المتنقلة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «سكان القطاع في حاجة لكل خدمات المعيشة، خصوصاً الخدمات الطبية والعيادات المتنقلة والكهرباء والمياه، لضمن بقائهم دون نزوح أو هجرة».

وفي وقت سابق، اتهمت حركة «حماس»، إسرائيل، بعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، عبر إعاقة دخول متطلبات الإيواء، من خيام ومنازل جاهزة، وآليات لرفع الأنقاض.

ويحتاج الفلسطينيون في غزة، نحو ألف شاحنة مساعدات، وخدمات إعاشة يومياً، وفق تقدير متحدث (الأونروا)، موضحاً أن «الوكالة تمكنت منذ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، من إيصال مساعدات غذائية لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، وتقديم خدمات علاجية لنحو 18 ألف شخص يومياً»، غير أنه يرى أن ما يقدم «غير كافٍ لتوفير مقومات الحياة داخل القطاع».

القافلة المصرية تضم 460 شاحنة من المساعدات (صندوق تحيا مصر)

ومع تعقّد دخول معدات إعادة الإعمار، تتواصل عمليات دخول المساعدات الإغاثية لغزة، بالتنسيق مع «الهلال الأحمر الفلسطيني»، بحسب رئيس «الهلال الأحمر المصري» في شمال سيناء، خالد زايد، الذي أشار إلى أن «شاحنات المساعدات مستمرة لتلبية احتياجات الغزيين، بينما يرفض الجانب الإسرائيلي مرور أي معدات لإزالة الأنقاض».

وأوضح زايد لـ«الشرق الأوسط» أن «قوافل المساعدات المصرية يتم تسييرها وفق احتياجات سكان غزة»، وقال إن «الاحتياجات تشمل مواد غذائية ومساعدات إغاثية ومواد طبية ووقوداً»، منوهاً إلى أن «دولاً عربية تساهم في تقديم المساعدات اليومية»، إلى جانب «استقبال المصابين والجرحى في المستشفيات المصرية»، مشيراً إلى أن «آليات إيصال المساعدات تتابعها باستمرار منظمات عربية وأممية ودولية ومسؤولون دوليون».

وتفقد مسؤولون مصريون ووفود من «الجامعة العربية» والاتحاد الأوروبي، السبت، قوافل المساعدات والخدمات الإغاثية المقدمة لسكان غزة، ومستشفى العريش (شمال سيناء) للاطمئنان على الخدمات المقدمة للمصابين والجرحى.

رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين (مؤسسة مجتمع مدني)، صلاح عبد العاطي، يرى أن إعاقة دخول شاحنات إعادة الإعمار والكرفانات «جزء من محاولات إسرائيلية لعرقلة تنفيذ وقف إطلاق النار»، ودعا إلى «ضرورة تدخل وسطاء اتفاق الهدنة لضمان تدفق المساعدات للقطاع».

وأشار عبد العاطي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن دفع جهود إعادة الإعمار في غزة «خطوة ضرورية لإحباط مخططات التهجير».

وأعلنت القاهرة، اعتزامها «طرح تصور متكامل لإعادة إعمار غزة بصورة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم»، كما دعت إلى «قمة عربية طارئة» في 27 فبراير (شباط) الجاري لبحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية.