دلت نتائج استطلاع رأي جديد، الجمعة، على أن الارتفاع في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأسبوع الماضي؛ نتيجة للاستقبال الحميم في البيت الأبيض وما رافقه من تأييد من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وخطته لترحيل أهل غزة، تبخر خلال هذا الأسبوع. وكشف الاستطلاع عن أن المقاعد الثلاثة التي أضيفت إلى رصيده تبددت وعاد إلى مكانته السابقة في حال إجراء انتخابات جديدة اليوم.
ويوضح الاستطلاع الأسبوعي لصحيفة «معاريف» أن حزب «الليكود» بقيادة نتنياهو سيحصل على 21 مقعداً في الانتخابات المقبلة، مقابل 24 مقعداً في استطلاع الأسبوع الماضي، بينما يسترد «المعسكر الوطني»، برئاسة بيني غانتس، المقعدين اللذين خسرهما في الأسبوع الماضي ويحصل على 19 مقعداً (17 مقعداً في الأسبوع الماضي)، في حين يهبط حزب «ييش عتيد» برئاسة يائير لبيد من 13 إلى 11 مقعداً. واللافت، أن حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان، وهو يميني لكنه معارض لنتنياهو بشدة، يرتفع في استطلاع هذا الأسبوع من 15 إلى 17 مقعداً ويصبح الحزب الثالث في قوته، وكذلك حزب الديمقراطيين اليساري برئاسة يائير جولان الذي يُعدّ هو أيضاً معادياً لنتنياهو ويطالب بمحاكمته بتهمة الخيانة القومية، يرتفع من 12 إلى 13 مقعداً ويصبح الحزب الرابع. وبذلك، فإن هذه النتائج تبعد نتنياهو عن القدرة على تشكيل حكومة، وتجعله أكثر تمسكاً بالحكم وأكثر ارتباطاً وتعلقاً بأحزاب اليمين المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير.
وكان الاستطلاع الأسبوعي لصحيفة «معاريف»، الذي يجريه معهد لزار للبحوث برئاسة الدكتور مناحم لزار وشركة «بانيل فور أول»، وتنشره بشكل مثابر منذ أكثر من سنتين، قد أشار إلى أن الجمهور الإسرائيلي الذي عاش نشوة من خطة ترمب، بدأ يفقد الأمل من إمكانية وفائه بعهده في تنفيذ الصفقة مع «حماس» وإعادة المحتجزين. وقال 51 في المائة إنهم مقتنعون بأن نتنياهو سيفضل الحفاظ على ائتلافه الحاكم، بدلاً من وضع قضية تحرير المحتجزين، وقال 53 في المائة إنهم متشائمون إزاء هذه الصفقة. وهبطت نسبة الإسرائيليين الذين كانوا يؤمنون بأن ترمب سيساعد على الصفقة من 72 في المائة قبل أسبوع إلى 53 في المائة اليوم.
وعلى هذه الخلفية، انخفضت شعبية نتنياهو بثلاثة مقاعد وهبط ائتلافه أيضاً بثلاثة مقاعد (50 مقعداً اليوم مقابل 53 مقعداً في الأسبوع الماضي)، بينما المعارضة تحصل على 70 مقعداً بضمنها 10 للأحزاب العربية. لكن، في حال خاض الانتخابات حزب جديد برئاسة نفتالي بنيت، فإنه سيحصل على 28 مقعداً، أي بزيادة 4 مقاعد عن الأسبوع الماضي، بينما يحصل «الليكود» على 20 مقعداً (وهو العدد نفسه من الأسبوع الماضي)، وستكون الأحزاب الصهيونية في المعارضة مع حزب بنيت ممثلة بـ66 مقعداً، وأحزاب الائتلاف بـ44 مقعداً، وعشرة مقاعد للأحزاب العربية. وفي هذه الحالة يسقط نتنياهو وائتلافه ويفوز بنيت برئاسة الحكومة.
يذكر أن الاستطلاع يطرح على الجمهور السؤال الآتي: «لو أجريت الانتخابات للكنيست اليوم وبقيت الخريطة الحزبية كما هي، لمن كنت ستصوت؟». وكانت الأجوبة في هذا استطلاع هذا الأسبوع على النحو التالي: «الليكود» برئاسة نتنياهو 21 مقعداً (له اليوم 32 مقعداً)، حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس 19 (يوجد له اليوم 8 مقاعد، لكن الاستطلاعات منحته 41 مقعداً قبل سنة و17 مقعداً في الأسبوع الماضي)، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان يرتفع بمقعدين آخرين عن الأسبوع الماضي ليصبح 17 مقعداً (يوجد له اليوم 6 مقاعد)، وحزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد 11 مقعداً (يوجد له اليوم 24) وحزب اليسار الصهيوني «الديمقراطيون» برئاسة الجنرال يائير جولان يرتفع إلى 13 (يوجد له اليوم 4 مقاعد). أما حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بقيادة أرييه درعي فسيحافظ على قوته الحالية 10 مقاعد، وحزب «عظمة يهودية» بقيادة ايتمار بن غفير ينخفض هذا الأسبوع بمقعد واحد ويحصل على 8 مقاعد (يوجد له اليوم 6 مقاعد)، وحزب «يهدوت هتوراة» للمتدينين الأشكناز 7 (يوجد له اليوم 7)، وتكتل الحزبين العربيين، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، يحصل هذا الأسبوع أيضاً على 6 مقاعد (له اليوم 5 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس 4 مقاعد (5 مقاعد). ويحافظ حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسليل سموتريتش على 4 مقاعد، كما في الأسبوع الماضي (له اليوم 8 مقاعد).
وهكذا يكون مجموع المعارضة 60 مقعداً، ولن تستطيع تشكيل حكومة من دون الأحزاب العربية (حصلت في الأسبوع الماضي على 57 مقعداً). بينما يكون مجموع الائتلاف 50 مقعداً وهذا لا يكفي ليبقى في الحكم.
أما في حالة دخول حزب برئاسة نفتالي بنيت المنافسة، فإن النتائج ستكون على النحو التالي: بنيت 28 (24 في الأسبوع الماضي)، «الليكود» 20 (22 في الأسبوع الماضي)، «المعسكر الرسمي» 10 (11)، «إسرائيل بيتنا» 10 (9)، «الديمقراطيون» 9 (9)، «يوجد مستقبل» 9 (10)، «شاس» 9 (9)، «يهدوت هتوراة» 7 (7)، «عظمة يهودية» 8 (9)، «الجبهة/العربية» 6 (6)، «الموحدة» 4 (4). وفي هذه الحالة يسقط حزب سموتريتش ولا يعبر نسبة الحسم.
وبهذه النتائج يكون مجموع كتل الائتلاف 44 مقعداً مقابل 76 مقعداً للمعارضة، بينها 10 مقاعد للأحزاب العربية؛ ما يعني أن نفتالي بنيت سيكون قادراً على تشكيل الحكومة.