ترقب وحذر في مصر بشأن ميناء غزة العائم

موقع على الحدود مع القطاع... ويظهر في الصورة العلم الإسرائيلي في شمال غزة (أ.ف.ب)
موقع على الحدود مع القطاع... ويظهر في الصورة العلم الإسرائيلي في شمال غزة (أ.ف.ب)
TT

ترقب وحذر في مصر بشأن ميناء غزة العائم

موقع على الحدود مع القطاع... ويظهر في الصورة العلم الإسرائيلي في شمال غزة (أ.ف.ب)
موقع على الحدود مع القطاع... ويظهر في الصورة العلم الإسرائيلي في شمال غزة (أ.ف.ب)

أثار «الميناء العائم» الذي تديره الولايات المتحدة في غزة، تساؤلات بشأن الموقف المصري من الميناء، خصوصاً في ظل رفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

ولم تعلق القاهرة على إنشاء الميناء، الذي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، تدشينه في مارس (آذار) الماضي. لكن خبراء مصريين رأوا أنه «لا يوجد تفاهم مع مصر بشأنه»، وأنه «لن يكون بديلاً عن معبر رفح». وأكد الخبراء الذين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أن «بلادهم ليست ملزمة بأن تعلن موقفها الآن بشأن الميناء الجديد».

وترفض مصر التنسيق مع إسرائيل لإدخال المساعدات عبر معبر رفح، عقب سيطرة الأخيرة على جانبه الفلسطيني خلال عمليتها الجارية في رفح الفلسطينية، «ما قد يجعل الميناء العائم النشط حالياً في إدخال المساعدات نقطة جديدة في توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل».

الفلسطينيون النازحون داخلياً الذين فروا من شمال قطاع غزة يقومون بإعداد خيمة عائلية غرب خان يونس (إ.ب.أ)

ويوم الجمعة الماضي، انطلق عمل الميناء بشكل رسمي، وكان بايدن قد كلف الجيش الأميركي في مارس الفائت بإنشاء ميناء مؤقت في سواحل قطاع غزة لإدخال المساعدات، بعد نحو شهر من استمرار تل أبيب في عرقلة إدخال المساعدات الغذائية، واتجاه دول عربية لإسقاط المساعدات جواً لمنع مجاعة محققة في القطاع.

وغابت مصر عن ترتيبات إنشاء الميناء، خاصة في اجتماع شاركت فيه الولايات المتحدة، وقبرص، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، والإمارات، وقطر.

ولم يستبعد وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، أن «يكون ذلك الميناء الذي دشن قبل الأزمة بين القاهرة وتل أبيب، تم بتفاهم أميركي - إسرائيلي، وبمعادلة توافقات بينهما تهدف إلى دعم مزيد من السيطرة الإسرائيلية»، موضحاً أن «جميع المعابر حالياً تحت سيطرة إسرائيل أو يسيطر عليها أصدقاء إسرائيل، كحال الميناء الذي لا يعرف من سيديره»، مشدداً على أنه «ليس هناك تفاهم مع مصر بشأن ذلك الميناء، الذي يأتي عمله في ظل رفض مصر منح إسرائيل أي شرعية بشأن سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح»، مؤكداً أن ذلك الميناء «لن يكون بديلاً عن معبر رفح المصري».

ورأى فهمي أن «القاهرة لا تستطيع أن تعطي موافقة مسبقة أو إضافية على شيء ليست طرفاً فيه»، داعياً إلى «التمهل لمتابعة الترتيبات القادمة بشأن الميناء الجديد».

ملاجئ مؤقتة للفلسطينيين النازحين داخلياً في مخيم رفح خلال وقت سابق (إ.ب.أ)

أما عضو «لجنة العلاقات الخارجية» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب مجدي عاشور، فقال إن «مصر ستتابع تطورات ذلك الميناء وتأثيراته على الأمن القومي المصري وحقوق الفلسطينيين، وليست ملزمة بأن تعلن موقفها الآن».

ورأى عاشور أن «الموقف المصري المناصر للقضية الفلسطينية لن يقبل بأي ضرر يلحق بالشعب الفلسطيني، ورأينا ذلك في موقفه تجاه رفض التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح».

ووفق عضو «لجنة العلاقات الخارجية» بـ«النواب» المصري، فإن «الأيام المقبلة سيتضح معها مسار ذلك الميناء، الذي لن يكون بديلاً عن معبر رفح في حجم مرور المساعدات».

ورأى السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة، بركات الفرا، أن الميناء الجديد «لعبة إسرائيلية - أميركية لتهجير الفلسطينيين، في ظل وجوده تحت إدارة أميركية - إسرائيلية »، مضيفاً: «لا يصلح الميناء أن يكون بديلاً عن معبر رفح». كما لم يستبعد الفرا أن يكون الميناء «حلقة جديدة لممارسة الضغط على مصر».


مقالات ذات صلة

ويتكوف: اتفاق غزة يشمل أيضاً الإفراج عن جثامين 9 رهائن

المشرق العربي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (إ.ب.أ)

ويتكوف: اتفاق غزة يشمل أيضاً الإفراج عن جثامين 9 رهائن

قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الاتفاق المقترح بين إسرائيل وحركة «حماس» يشمل أيضاً الإفراج عن جثامين 9 رهائن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)

ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين هو السبيل الوحيد لإرساء السلام

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إلى «وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

تحليل إخباري عودة حديث «التهجير» في لقاء ترمب - نتنياهو تلقي بظلالها على مفاوضات الهدنة

التمسك بـ«تهجير الفلسطينيين» كان محوراً رئيساً في لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواشنطن

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في «بلير هاوس» (د.ب.أ)

نتنياهو يلتقي فانس في واشنطن

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في «بلير هاوس» بواشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم في القدس الثلاثاء بعد مقتله في غزة (رويترز)

«كمين بيت حانون» يثير أسئلة صعبة ومخاوف في إسرائيل

أثار كمين بيت حانون الذي قُتل فيه 5 جنود بعبوات ناسفة في منطقة ممشَّطة سابقاً مخاوف كبيرة في إسرائيل من الانزلاق في حرب استنزاف منهِكة بقطاع عزة.

كفاح زبون (رام الله)

لماذا استمر حريق «سنترال رمسيس» 20 ساعة رغم جهود الإطفاء؟

عمليات إطفاء المبنى استمرت ساعات طويلة (رويترز)
عمليات إطفاء المبنى استمرت ساعات طويلة (رويترز)
TT

لماذا استمر حريق «سنترال رمسيس» 20 ساعة رغم جهود الإطفاء؟

عمليات إطفاء المبنى استمرت ساعات طويلة (رويترز)
عمليات إطفاء المبنى استمرت ساعات طويلة (رويترز)

رغم إعلان قوات الحماية المدنية في مصر السيطرة على حريق «سنترال رمسيس» بعد نحو 5 ساعات من اشتعال النيران فيه على خلفية «ماس كهربائي»، بحسب ما تشير التحريات الأولية التي أجرتها وزارة الداخلية؛ فإن النيران ظلت مشتعلة حتى ظهر (الثلاثاء) لمدة تقترب من 20 ساعة.

واستمر خروج الدخان من مبنى السنترال حتى ظهر الثلاثاء بشكل لافت، مع إعادة فتح الطرق المحيطة بالسنترال، والتي أغلقت لساعات طويلة من أجل إتاحة الفرصة لسيارات الإطفاء بالوصول للمكان للمساهمة في إخماد الحريق، الذي تسبب في وفاة 4 موظفين بالسنترال، بالإضافة إلى إصابة 21 آخرين؛ بحسب بيان النيابة العامة.

وأثار استمرار الحريق لساعات طويلة بالمبنى الرئيسي للسنترال والمبنى المجاور له، تساؤلات عن أسباب استمراره لفترة طويلة؛ رغم دفع الحماية المدنية بعدد كبير من سيارات الإطفاء التي استخدمت السلالم الهيدروليكية للسيطرة على النيران المشتعلة بالأعلى، بالإضافة إلى استخدام كوبري أكتوبر (تشرين الأول) الملاصق للسنترال لتوجيه كميات كبيرة من المياه تساعد في عمليات الإطفاء.

واعتبر مستشار الحماية المدنية، أيمن سيد الأهل، أن «طول فترة السيطرة على الحريق يرجع إلى التأخر في الإبلاغ، مع وجود محاولات في البداية للسيطرة على الحريق بكميات محدودة من المياه، لتجنب تلف الكابلات والدوائر الإلكترونية في المبنى».

سنترال رمسيس يُوصف بأنه «قلب مصر النابض» (الشرق الأوسط)

«الأهل» الذي شغل منصب وكيل الحماية المدنية ومدير قطاع غرب القاهرة الذي يقع في نطاقه سنترال رمسيس بين عامي 2017 و2020، أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه طلب خلال فترة عمله من إدارة السنترال تنفيذ بعض الإجراءات الخاصة بالحماية المدنية، لكن ما يظهره الحريق يشير إلى عدم تنفيذها، في ظل وجود أعداد كبيرة من الأجهزة والسيرفرات من دون توافر منظومة الإطفاء الإلكترونية التي يمكنها التعامل التلقائي مع الحرائق.

وأضاف أن السنترال يفترض تزويده بأجهزة إطفاء تلقائية تكون متناسبة مع ما تحتويه كل غرفة من معدات، وهو أمر لم يكن متوافراً بالفعل؛ الأمر الذي ساهم في تفاقم النيران وامتدادها بشكل سريع.

لكن مساعد وزير الداخلية السابق للحماية المدنية، اللواء أسامة فاروق، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن الوقت الذي تستغرقه السيطرة على أي حريق يتفاوت بحسب نوع الحريق والمواد التي تعرضت للاشتعال، لافتاً إلى أن عمليات التبريد التي تتبع السيطرة على مصادر اندلاع النيران قد تستغرق وقتاً طويلاً.

وأضاف أنه خلال عملية التبريد تتصاعد أدخنة في الهواء، مما يجعل البعض يعتقد أن النيران لا تزال مشتعلة، لكن من الناحية الفعلية تكون الأمور تحت السيطرة من الناحية الفعلية لرجال قوات الحماية المدنية بشكل شبه كامل.

جانب من عمليات الإطفاء صباح الثلاثاء (محافظة القاهرة)

يُعد سنترال رمسيس العُقدة المحورية لشبكة الهاتف الثابت في مصر، حيث يربط بين شبكة القاهرة الكبرى وشبكات الأقاليم المختلفة، ويُمرر ما يقرب من 40 في المائة من حركة الاتصالات المحلية والدولية، سواء عبر الخطوط الأرضية التقليدية أو من خلال البنية التحتية الحديثة لشبكات الألياف الضوئية، مما يجعله عصب الاتصالات في البلاد. بحسب بيانات مجلس الوزراء المصري.

يشير أسامة فاروق إلى أن المباني الحكومية الرئيسية منفذ بها جميع الاشتراطات الخاصة بالحماية المدنية لضمان السلامة، مع وجود إجراءات متبعة يجري تنفيذها عند حدوث مصدر لاشتعال النيران، لافتاً إلى أن وجود هذه الاشتراطات يحد من الخسائر بشكل كبير، لكن تبقى احتمالات الحريق واردة وهو ما يحدث بأي مكان في العالم.

محاولات تبريد المبنى استمرت عدة ساعات (الشرق الأوسط)

وفيما يشير فاروق إلى الصعوبات التي واجهت رجال الحماية المدنية في السيطرة على الحريق يتطرق الأهل إلى صعوبات مرتبطة بغياب الخرائط التفصيلية، سواء عن مسارات الكابلات والأجهزة في المبنى أو حتى التصميم الداخلي له، مما يجعل عملية الإطفاء في غاية الصعوبة، في ظل حالة الارتباك التي تحدث عند اشتعال النيران.

كما رجح خبراء إدارة أزمات أن هيكل المبنى الضخم وتعدد أدواره وكثرة أقسامه والأجهزة الكهربائية وأجهزة التكييف والمواد سريعة الاشتعال؛ من العوامل التي تعطل عمليات الإطفاء وتطيل أمدها.