تصاعد «التكهنات» في مصر بشأن التغيير الوزاري

مع بداية ولاية رئاسية جديدة

جانب من اجتماع الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)
TT

تصاعد «التكهنات» في مصر بشأن التغيير الوزاري

جانب من اجتماع الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)
جانب من اجتماع الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تصاعدت «التكهنات في مصر بشأن التغيير الوزاري، عقب أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة تستمر حتى عام 2030».

وعقدت الحكومة الحالية برئاسة مصطفى مدبولي، الأربعاء، اجتماعاً عادياً لم تتطرق فيه إلى ما إذا كانت ستتقدم باستقالتها، كما جرى العرف، ما زاد من غموض الموقف حول مصيرها، وسيناريوهات التغيير الوزاري المرتقب.

وأدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، اليمين الدستورية أمام البرلمان بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، لولاية أخيرة، تمتد حتى 2030. وجرى العرف أن تتقدم الحكومة باستقالتها للرئيس عقب حلفه اليمين الدستورية، من دون إلزام دستوري بذلك.

السيسي خلال كلمته في مجلس النواب المصري بالعاصمة الجديدة (الرئاسة المصرية)

ويرأس مدبولي الحكومة منذ يونيو (حزيران) 2018، وأجرى تعديلات عدة على تشكيلاته الحكومية كان أكبرها في صيف 2022 بعدما شمل التعديل 12 وزيراً وجرت الموافقة عليه من جانب البرلمان في جلسة طارئة عقدت إبان الإجازة البرلمانية السنوية.

واستبق عضو مجلس النواب مصطفى بكري، اجتماع الحكومة، قائلاً عبر منصة «إكس»، مساء الثلاثاء: «غداً تجتمع الحكومة برئاسة مصطفي مدبولي وأمامها أحد خيارين: إما تقديم استقالتها، وهنا سيكلف الرئيس رئيس حكومة جديد استناداً إلى نص المادة 146 من الدستور، على أن تعرض تشكيلها على مجلس النواب للموافقة عليه، وإما أن يجري رئيس الحكومة الحالي تعديلاً وزارياً مع احتفاظه بمنصبه استناداً إلى المادة 147 من الدستور».

وبينما توقع بكري أن يسفر اجتماع، الأربعاء، عن إعلان بخصوص التغييرات، قائلاً «التكهنات عديدة، والمعلومات متضاربة، إلا أن اجتماع الحكومة سيكون كاشفاً».

وتوجه مدبولي خلال الاجتماع، بالتهنئة للرئيس السيسي بأداء اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة، من دون التطرق إلى استمرار الحكومة أو استقالتها.

وهو ما عدته أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى بكر، أنه «يرجح استمرار الحكومة»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع الحكومة الحالية أمر طبيعي فهي ستستمر في ممارسة مهامها حتى مع احتمالات التغيير الكامل لها».

لكن وفق بكر، فإن «عدم التطرق لمصير الحكومة، يرجح أن المرتقب هو تعديل وزاري محدود، مع استمرار رئيس الحكومة الحالي، لكن الموقف ما زال مفتوحاً على كل السيناريوهات بما فيها استقالة الحكومة».

العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

في المقابل، رجح رئيس الهيئة البرلمانية لـ«حزب التجمع» بمجلس النواب (الغرفة الرئيسية للبرلمان) النائب عاطف مغاوري «استقالة الحكومة الحالية» في وقت لاحق، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بيان السيسي أمام مجلس النواب عقب أداء اليمين الدستورية، يشير إلى وجود اتجاه لتبني سياسات جديدة في الفترة المقبلة، وهو ما يحتاج إلى حكومة جديدة قادرة على التعاطي مع تحديات المرحلة الجديدة والخروج من المأزق الاقتصادي الحالي».

وبحسب مغاوري، فإن «موجبات تغيير الحكومة الحالية أكبر من موجبات الإبقاء عليها، وهو مطلب شعبي، وضرورة سياسية ملحة»، حسب تعبيره.

وتواجه مصر أزمة اقتصادية أدت إلى موجة غلاء وارتفاع متواصل لأسعار معظم السلع بخاصة الأساسية، وهو ما دفع مراقبون إلى ترجيح سيناريو «استقالة الحكومة الحالية». وقال عضو مجلس النواب الدكتور فريدي البياضي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة الحالية ليست لديها القدرة على التعامل مع المرحلة المقبلة، كما أنها مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، لذا يجب أن تستقيل». وأشار البياضي إلى أن «المرحلة المقبلة تحتاج إلى حكومة قادرة على تبني رؤية متكاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي، وتصحيح الأخطاء التي خلفت أزمة اقتصادية كبيرة في البلاد».



رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
TT

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة، وغازل عمداء البلديات بـ«الخدمات» من خلال إنهاء وتدشين عدة مشروعات في مناطقهم.

واجتمع الدبيبة في مقر الحكومة بطرابلس العاصمة مع 6 عمداء بلديات، هي الأصابعة وككلة والقواليش والمشاشية ويفرن والقلعة، بالإضافة إلى عدد من أعيانها، لمناقشة عدد من الملفات الخدمية والتنموية والاجتماعية.

وتحدث الدبيبة خلال اللقاء عن دعمه لملف التنمية المحلية واللامركزية، وإقرار عدد من اللوائح والقرارات المنظمة لهذا التوجه المهم، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود الوطنية للوصول بالبلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية، وفق قوانين عادلة ومتفق عليها، وإنهاء المراحل الانتقالية.

الدبيبة مع عدد من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

ووفقاً لمكتب الدبيبة، فقد استعرض رؤساء الأجهزة التنفيذية أهم المشروعات التنموية بالبلديات الحاضرة، ونسب الإنجاز الفنية والمشروعات المعتمدة في الخطة التنموية المقبلة.

ويأتي لقاء الدبيبة بعمداء البلديات الـ6، عقب يوم من لقائه أعضاء المجلس البلدي يفرن وعدداً من أعيان المدينة. وأثار خلال اجتماعه معهم ضرورة «توحيد الجهود الوطنية لإنجاز الدستور والقوانين الانتخابية العادلة، لتكون المرجعية الوطنية التي تتيح إجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية».

وخلال الاجتماعين حرص الدبيبة على توجيه أجهزة حكومته لإنجاز مشاريع معطلة بالبلديات، وقال في اللقاء الذي انتهى، مساء الخميس، إن «عمليات الإمداد المائي لبلديات الجبل تحديداً كانت من أولويات الخطة التنموية، ضمن مشروعات (عودة الحياة)، وما زالت مستمرة حتى استكمالها، تقديراً لظروف المنطقة واحتياجاتها لمياه الشرب».

كما وجّه الدبيبة «الأجهزة التنفيذية بإعطاء الأولوية في المشروعات التنموية لقطاعات المياه والصرف الصحي، والمرافق التعليمية والصحية، وإعطاء الأولوية للمشاريع الجارية لضمان استكمالها».

من جهة ثانية، تتواصل في ليبيا تداعيات إيقاف الدبيبة للقائم بالأعمال في السفارة الليبية لدى مصر، محمد عبد العالي، دون مزيد من الأسباب، لكنه كلف مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية، السفير عبد المطلب إدريس، بتسيير مهام السفارة الليبية.

في غضون ذلك، دعا مجلس النواب الليبي أعضاءه إلى جلسة رسمية، الاثنين المقبل، تُعقد في مدينة بنغازي، لمناقشة بنود جدول أعمال المجلس، حسب عبد الله بليحق المتحدث الرسمي باسم المجلس.

الطاهر الباعور مستقبلاً سفير إيطاليا لدى ليبيا (خارجية الوحدة)

من جهته، التقى الطاهر الباعور، المكلف تسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، الجمعة، في مكتبه بطرابلس، سفير إيطاليا لدى ليبيا، جيانلوكا البريني، حيث أكد الجانبان على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.

ونقلت الخارجية عن السفير «إشادته بمخرجات منتدى الأعمال الليبي - الإيطالي، الذي عُقد بطرابلس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث نقل خلال اللقاء امتنان وتقدير رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، لنجاح هذا المنتدى.

وأكد الباعور مشاركته وتمثيل الوفد الليبي في «منتدى حوار المتوسط لبلدان البحر المتوسط»، الذي سيُعقد في روما على المستوى الوزاري، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.