الجزائر: الإسلاميون يطرحون «شروطاً» تخص «شرعية» الانتخابات الرئاسية

بينما تحدث حزب اليسار عن «متاهات وشكوك»

من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
TT

الجزائر: الإسلاميون يطرحون «شروطاً» تخص «شرعية» الانتخابات الرئاسية

من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
من شوارع العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

بينما طالبت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية الجزائرية المعارضة، بـ«شروط منافسة تضفي مصداقية» على انتخابات الرئاسة المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، أكد «حزب العمال» اليساري أنه يرفض الدخول «في متاهات تسهم في نشر الشك»، معلناً بذلك عدم فهمه أسباب قرار تقديم موعد الاستحقاق الانتخابي 3 أشهر عن موعده القانوني.

اجتماع قيادة حركة «مجتمع السلم» (حساب الحزب)

ونشرت «مجتمع السلم» على حسابها بالإعلام الاجتماعي، بياناً يخص اجتماع مكتبها التنفيذي، بمقر الحركة، لتدارس القرار الذي أعلنته رئاسة الجمهورية الخميس الماضي، بتقديم تاريخ الاستحقاق الذي كان مرتقباً في ديسمبر (كانون الأول) وفق الأجندة الانتخابية المتَبعة. وجاء فيه أن الحركة الإسلامية «تؤكد ضرورة توفير الشروط السياسية الضرورية، التي تحقق التنافسية والتعددية، وتضفي الشرعية والصدقية (على الانتخاب)، لا سيما فتح المجال السياسي، وتكريس الحريات الإعلامية، وحياد الإدارة ومختلف مؤسسات الدولة، خلال كل مراحل المسار الانتخابي. واستعادة ثقة المواطنين في الاستحقاقات الانتخابية».

وطالبت الحركة «بمراجعة قانون الانتخابات، وتحسين البيئة القانونية الناظمة للعملية الانتخابية، كضمانة أساسية لنجاح إجراء الانتخابات وحماية الإرادة الشعبية، وذلك عبر حوار وطني يأخذ بعين الاعتبار تصحيح الاختلالات القانونية والتنظيمية التي طالت الاستحقاقات السابقة»... من دون توضيح المقصود بالضبط، فيما يفهم من ذلك، أن الإسلاميين يخشون من حسم النتيجة مسبَقاً لمرشح نظام الحكم، علماً بأن الجيش أظهر إرادة واضحة في التمديد للرئيس عبد المجيد تبون.

الرئيس عبد المجيد تبون (الرئاسة)

كما دعا «مجتمع السلم» إلى «نشر أجواء تبعث على الثقة»، وإلى «ممارسات مسؤولة وخطاب رسمي متوازن، مع إعادة الاعتبار للمنافسة السياسية لتجاوز الإكراهات والضغوطات الخارجية، التي تستهدف التأثير على استقرار المؤسسات وسير الاستحقاقات الوطنية»، في إشارة إلى الاضطراب الذي يميز محيط الجزائر، خصوصاً مالي والنيجر وليبيا، زيادة على توتر العلاقة مع المغرب في المدة الأخيرة بشكل غير مسبوق.

ولم تذكر الحركة الإسلامية ما إذا كانت ستشارك في الانتخابات، أم لا، مفضلة ترك القرار النهائي لـ«مجلس الشورى». مع الإشارة إلى أن قيادتها كانت قاطعت استحقاق 2019 تماشياً مع موقف الحراك الشعبي الذي رفضه، لكن متتبعين يرجحون المشاركة، هذه المرة، برئيس الحركة عبد العالي حساني.

من جهته، أفاد «حزب العمال» في بيان، بعد اجتماع «مكتبه السياسي»، بأن قرار الرئيس تبون تقديم تاريخ الانتخابات «يبقى في الإطار الدستوري»، على اعتبار أن الدستور يسمح لرئيس الجمهورية بإعادة النظر في تواريخ الأجندة الانتخابية، من دون أن يلزمه بالأسباب. وقال الحزب، الذي تقوده لويزة حنون، إنه «يرفض الخوض في كل تأويل، أو الدخول في متاهات تسهم في نشر الضبابية والشكوك».

صورة أرشيفية لاجتماع يخص قياديين في حزب العمال (حساب الحزب)

وأوضح البيان أن الحزب «لا يمكن أن يتجاهل موعد انتخاب بهذه الأهمية، لأن الأمر يخص مصير البلاد، ولأنه يأتي في سياق عالمي مشحون بالمخاطر على الأوطان والشعوب، تأكدت إسقاطاتها التدميرية على منطقة الساحل»، مشيراً إلى أن الجزائر «مستهدفة مباشرة في استقرارها، بسبب مخططات صهيونية لتمزيق كل المنطقة».

وكانت وكالة الأنباء الرسمية، فسرت تقديم موعد الانتخاب بوجود «تهديدات خارجية حقيقية، ما يجعل من تقليص الولاية الأولى (للرئيس) ضرورة تكتيكية». فالأمر يتعلق، حسب الوكالة، بـ«استباق اضطرابات مبرمجة»، وأن «الرهان الدولي يسبق الرهان الوطني (...) ويتعين على الجزائر أن تعزز وحدتها وانسجامها الداخليين برئيس وجيش ومؤسسات، بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية، التي هي بالفعل على أبوابنا، مستهدفة سيادتنا وأمننا».


مقالات ذات صلة

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

شمال افريقيا تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون: «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة… فلكم مني أفضل تحية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قال مجلس السيادة السوداني، اليوم (الاثنين)، إن رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان وجّه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

وأوضح المجلس، في بيان له، أنه تمّ السماح لتلك المنظمات بالاستفادة من مطارات كل من مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق بوصفها «مراكز إنسانية لتخزين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرّك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات، والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.

وتسبّبت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) من العام الماضي في أكبر أزمة نزوح في العالم.