بوروندي تؤكد دعم «حقوق» مصر المائية في ملف «السد الإثيوبي»

وسط استمرار «تعثر» المفاوضات بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا

«سد النهضة» الإثيوبي (أ.ف.ب)
«سد النهضة» الإثيوبي (أ.ف.ب)
TT

بوروندي تؤكد دعم «حقوق» مصر المائية في ملف «السد الإثيوبي»

«سد النهضة» الإثيوبي (أ.ف.ب)
«سد النهضة» الإثيوبي (أ.ف.ب)

أكدت بوروندي دعم «حقوق» مصر المائية في ملف (سد النهضة) الإثيوبي. وسط استمرار «تعثر» المفاوضات بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا بشأن «السد».

وحمّلت مصر مطلع الشهر الحالي إثيوبيا مسؤولية توقف المفاوضات، وكانت مصر قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي «فشل» آخر جولة للمفاوضات بشأن «سد النهضة»، التي استمرت نحو 4 أشهر. وقالت وزارة الري المصرية آنذاك إن «المسارات التفاوضية انتهت» بسبب ما عدّته «استمرار المواقف الإثيوبية الرافضة للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط، التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)».

وقال وزير خارجية بوروندي، ألبرت شنجيرو، الجمعة، إن «بلاده تتفهم ما تمثله قضية الأمن المائي من أولوية وجودية للمصريين»، جاء ذلك خلال لقائه سفيرة مصر لدى بوروندي، أميرة عبد الرحيم.

ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، صلاح حليمة، أن «الموقف البوروندي يعكس تفهماً للمخاوف المصرية بشأن (تعثر) مفاوضات (سد النهضة)»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التصريحات الرسمية في بوروندي تكتسب أهمية كبيرة للموقف المصري بشأن قضية (السد)، كون بوروندي إحدى دول منابع حوض النيل، ومن ثم يمكنها أن تقوم بجهود وساطة في هذا الملف».

حليمة أكد أن «هناك تحركات دبلوماسية مصرية مكثفة في هذا الملف لدعم موقف القاهرة والخرطوم، والسعي للحفاظ على حقوقهما في مياه النيل، وهو الملف الذي توليه الدبلوماسية المصرية اهتماماً كبيراً في المحافل الدولية».

وتبني إثيوبيا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل، منذ عام 2011؛ بداعي «توليد الكهرباء»، لكن مصر تخشى من تأثر حصتها من مياه نهر النيل. وتقدر مصر «فجوتها المائية» بأكثر من 20 مليار متر مكعب سنوياً.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الجمعة، فإن السفيرة المصرية أكدت خلال لقائها مع وزير خارجية بوروندي على «التشاور والتعاون الدائم بين مصر وبوروندي بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا بشأن الدبلوماسية المائية». وأكدت «الخارجية» أن السفيرة المصرية «استعرضت خلال اللقاء موقف القاهرة من قضية الأمن المائي».

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية البوروندي، الجمعة، «استمرار دعم بوروندي لمصر في المحافل الإقليمية والدولية كلها، وفي ملف (السد الإثيوبي)».

عودة إلى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الذي أشار إلى سعي مصر للتعامل مع محاولات «فرض الأمر الواقع التي تحاول إثيوبيا القيام بها»، وهو ما يجري عبر مسارات عدة من بينها «المسارات الثنائية مع الدول الأفريقية ودول منابع حوض النيل».

يُشار إلى أن مصر كانت قد تقدمت بشكوى في وقت سابق إلى «مجلس الأمن» ضد إثيوبيا بعد انتهاء الملء الرابع، حيث أكدت أن تصرفات أديس أبابا «الأحادية» بشأن الملء والتشغيل للسد «تشكل حرباً وجودية لمصر، وتهدد استقرارها».

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، «استعداد بلاده للتفاوض بشأن (السد)».


مقالات ذات صلة

«سرسوب الإنترنت»... كيف حول مصريون أعطال الشبكة إلى إبداعات كوميدية

شمال افريقيا عمليات إطفاء نيران حريق «سنترال رمسيس» بوسط القاهرة (أ.ب - أرشيفية)

«سرسوب الإنترنت»... كيف حول مصريون أعطال الشبكة إلى إبداعات كوميدية

حريق «سنترال رمسيس» تسبب في انقطاع كبير لخدمات الهاتف والإنترنت بحسب ما أعلنت السلطات المصرية، وشهدت بعض المحافظات اضطراباً في خدمات الإنترنت.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

مصر تُشكك في اكتمال «سد النهضة»... وإثيوبيا تعتزم تدشينه رسمياً

شككت مصر في الرواية الإثيوبية الخاصة باكتمال مشروع «سد النهضة»، في وقت تستعد فيه أديس أبابا لتدشين «السد» رسمياً في سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جلسة سابقة لمجلس الشيوخ المصري (المجلس)

أحزاب مصرية تشتكي من «صعوبات» في الدعاية الانتخابية لـ«الشيوخ»

شكت أحزاب مصرية تتنافس في انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) من صعوبات مرتبطة بـ«الدعاية الانتخابية».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق كريم محمود عبد العزيز في شخصية «الأمير شمس الدين» بالمسلسل (الشركة المنتجة)

نهاية «مملكة الحرير» تفتح الباب لاستعادة وهج الدراما الخيالية بمصر

دارت أحداث مسلسل «مملكة الحرير» في إطار من الخيال والفانتازيا، وفي زمان ومكان غير محدَّدَيْن، مُنطلقة من حادث اغتيال الملك «نور الدين الثاني» وزوجته.

انتصار دردير (القاهرة)
شمال افريقيا السلطات المصرية أكدت أن الحريق الذي تجدد في «سنترال رمسيس» كان محدوداً وقوات الإطفاء ترابط بجوار المبنى (أ.ب)

هل تتحسب السلطات المصرية لاحتمال اشتعال «سنترال رمسيس» مرة ثالثة؟

أثار تجدد اشتعال النيران في مبنى «سنترال رمسيس» بوسط القاهرة، مساء الخميس، بعد أقل من أربعة أيام على إخماد حريق ضخم به، حالة من الصدمة والجدل.

هشام المياني (القاهرة )

مخاوف من صدام «وشيك» بين قوات الدبيبة و«الردع»

المنفي مجتمعا مع لجنتي «الهدنة» و«الترتيبات الأمنية والعسكرية» في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي مجتمعا مع لجنتي «الهدنة» و«الترتيبات الأمنية والعسكرية» في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

مخاوف من صدام «وشيك» بين قوات الدبيبة و«الردع»

المنفي مجتمعا مع لجنتي «الهدنة» و«الترتيبات الأمنية والعسكرية» في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي مجتمعا مع لجنتي «الهدنة» و«الترتيبات الأمنية والعسكرية» في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)

تصاعدت المخاوف الغربية والمحلية في ليبيا من صدام مسلح «وشيك» بين قوات تابعة لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وجهاز «قوة الردع الخاصة» في طرابلس.وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء به، عن قلقها من «التحشيدات العسكرية» في العاصمة والمناطق المحيطة بها، وقالت إنها تنضمّ إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا، في حثّ «الأطراف كافة على التهدئة العاجلة، وحل النزاعات سلمياً، والالتزام بوقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المتفق عليها».وانتهت البعثة الأوروبية إلى أن الاتحاد «على أهبة الاستعداد لدعم الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات... ونحث الأطراف جميعها على الانخراط في حوار بناء بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا». كما دعت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إلى تحذير «من يرتكب اعتداءات ضد المدنيين بأنه سيكون عرضةً للمحاسبة».