كيف أربك عطل «فودافون» الأسر المصرية؟

الشركة تدرس مقترحاً لتعويض عملائها

الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر (صفحة الجهاز على «فيسبوك»)
الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر (صفحة الجهاز على «فيسبوك»)
TT

كيف أربك عطل «فودافون» الأسر المصرية؟

الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر (صفحة الجهاز على «فيسبوك»)
الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر (صفحة الجهاز على «فيسبوك»)

تسبب عطل فني لشبكة «فودافون مصر»، الثلاثاء، في ارتباك عدد من الأسر المصرية على مستويات مختلفة، فضلاً عن تصدر «فودافون مصر» قائمة «الترند» في مصر لساعات. ومن بين هؤلاء الأربعيني علي سيد، الذي يقطن في منطقة عابدين بوسط القاهرة، الذي حاول أن يبدأ طقسه اليومي بإجراء مكالمات لترتيب توفير بضائع لمتجر السلع الغذائية الذي يمتلكه قرب منزله، لكنه لم ينجح، وتكررت محاولاته للاتصال بأحد أصدقائه لكن من دون نتيجة، حتى قرر إغلاق الهاتف، والذهاب إلى عمله.

الارتباك الذي حدث لسيد، طال كثيراً من المصريين الذين فوجئوا، صباح الثلاثاء، بانقطاع خدمة «فودافون مصر» سواء في إجراء الاتصالات، أو الإنترنت، ما دعا بعضهم إلى تصفح الإنترنت عبر شبكات لشركات أخرى.

وقال سيد لـ«الشرق الأوسط»: «اعتقدت في البداية أن المشكلة في هاتفي وليس في الشبكة، وقضيت وقتاً طويلاً أحاول أن أعرف المشكلة»، مضيفاً: «اعتدت يومياً إجراء مكالمات خاصة بالعمل فور استيقاظي من النوم لترتيب عملي، لكن (الثلاثاء) لم أتمكن من ذلك».

مصرية أخرى انعكست عليها الأزمة، هي الأربعينية، أمينة عبد الحميد، التي تقطن في منطقة عين شمس، شرق القاهرة، والتي قالت إن العطل منعها «التواصل مع مسؤولة الحافلة، التي تقل أبناءها إلى مدرستهم، الثلاثاء، وتسبب ذلك في عدم ذهاب أطفالها إلى المدرسة».

وتسبب عدم صدور بيان من «فودافون مصر» في بداية الانقطاع في حالة غضب بين المستخدمين، وعلق الإعلامي أحمد موسى، عبر منصة «إكس» بقوله: «إيه اللي حصل لفودافون قاطعة ميه ونور على الصبح... هل الشركة صاحية ومتابعة سقوط الخدمة وغضب المشتركين؟».

ومع انتشار شكاوى انقطاع الخدمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ردت «فودافون مصر»، بأن «بعض المناطق بها صعوبات في تشغيل بعض خدمات الجيل الرابع نتيجة تحديثات لأحد مكونات الشبكة تمت صباح الثلاثاء». وقالت الشركة إنها «تعمل على استعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن». واعتذرت الشركة عن أي «صعوبات واجهت العملاء». وأوضحت الشركة في بيان لها أن «جميع الخدمات الأخرى تعمل بشكل طبيعي ومن المتوقع أن تتم استعادة الخدمة خلال ساعات»، وتعهدت بتقديم «مقترح لجهاز تنظيم الاتصالات لتعويض العملاء المتضررين فور استعادة خدمات الجيل الرابع بالشكل الكامل، وذلك تقديراً لثقة عملائها والتزامها تجاههم بتقديم أفضل الخدمات».

من جهته، قال الرئيس الأسبق لجهاز «حماية المستهلك» في مصر، راضي عبد المعطي، لـ«الشرق الأوسط» إن «القانون يُلزم شركة (فودافون) بتعويض المستخدمين في حال انقطاع أو تأثر الخدمة، حتى لو كان ذلك لأسباب فنية خارجة عن إرادة الشركة»، وبحسب عبد المعطي، فإن «الشركة ملزمة طبقاً لعقود تقديم الخدمة للمواطنين بمواصفات فنية لهذه الخدمات، وعندما يحدث أي عطل يؤثر على جودة هذه الخدمات، تلتزم الشركة بتعويض المشتركين، الذي يتمثل عادة، في تخفيض على قيمة الفواتير، أو طرح باقات مكالمات وخدمة إنترنت مجانية».

مصريون خلال وجودهم في منطقة العتبة بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وما بين الارتباك والغضب والمطالبة بتعويضات من الشركة، لجأ عدد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إلى تقديم حلول سريعة لمشكلة انقطاع الخدمة، كان مفادها أنه «يمكن لمعظم مستخدمي الشبكة التغلب على توقف خدمات الجيل الرابع عبر الدخول إلى إعدادات الهاتف واختيار الشبكة المفضلة، ثم اختيار الجيل الثالث أو الجيل الثاني، حيث ستعمل الخدمة بشكل طبيعي».

وبلغ عدد عملاء شركة «فودافون مصر» 47.7 مليون مشترك في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفق ما أعلنته الشركة سابقاً.

ويرى الخبير الاقتصادي المصري، رشاد عبده، أن «انقطاع خدمة الاتصال والإنترنت حتى لو كان محدوداً فإن له تأثيرات سلبية على قطاعات اقتصادية عدة، منها البنوك والشركات والبورصة وغيرها»، لكن عبده قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأفراد كانوا رغم ارتباكهم أقل تأثراً بهذا الانقطاع، لأن كثيراً من المصريين يمتلكون أكثر من هاتف على شركات مختلفة».

وعبّر حساب يحمل اسم «عصام» على منصة «إكس»، الثلاثاء، عن الارتباك، بقوله «أنا آسف يا تلفون إني كنت عمال أطلع الشريحة وأضعها تاني».

وكتب حساب باسم «محمد»، «في إيه يا فودافون على الصبح».

ولم تخل تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي من السخرية لتعطل الشبكة، حيث كتب حساب باسم «البرنس»: «أنا هرفع قضية على (فودافون) أطالب بتعويض». وعلق حساب باسم «شريف» بقوله: «أنا واحد اتأخرت على الشغل ومش باقي على حاجة النهارده يا فودافون».

إلى ذلك، تسبب عطل آخر مفاجئ لمنصة «فيسبوك»، الثلاثاء، في تسجيل الخروج لجميع الحسابات، خاصة على تطبيق الهواتف الذكية. واشتكى عدد من المصريين على منصات التواصل من العطل، فيما لم تعلق شركة «ميتا» حتى الآن على الخلل الذي تسبب في هذا العطل.


مقالات ذات صلة

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا. وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة» الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)
المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)
TT

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)
المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)

حسمت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، السبت، الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، في ردٍّ ضمني على اتهامات لها بإعادة فرز أصوات الانتخابات مجدداً في مدينة مصراتة (غرب)، وتأخير إعلان نتائجها الرسمية.

وحددت «المفوضية» في بيان مقتضب، غداً، موعداً لإعلان النتائج الأولية لهذه الانتخابات، عبر مؤتمر صحافي بمركزها الإعلامي في العاصمة طرابلس.

بلغت نسبة المشاركين في الانتخابات البلدية 74 % وجرت في 58 بلدية (أ.ف.ب)

وكان رئيس المفوضية، عماد السائح، قد أعلن في بيان، مساء الجمعة، أن الأحد سيكون موعد نشر نتائج المرحلة الأولى لانتخابات المجالس البلدية. وجاء هذا التأكيد بعد ساعات من إعلان عدد من ناخبي مصراتة، مساء الجمعة، أنهم فوجئوا بوقف عملية فرز الأصوات للانتخابات البلدية، وطالبوا مفوضية الانتخابات، في وقفة أمام مقرها في مصراته، بتسلم صناديق الاقتراع، وفرزها بدقة وشفافية وإعلان النتائج، التي أكدوا «قبول نتائجها عندما تكون نزيهة وواضحة». مطالبين المجتمع الدولي، ممثلاً في البعثة الأممية والبعثات الدبلوماسية الأخرى، بـ«حماية العملية الديمقراطية» مما وصفوه بـ«التدليس والتزوير».

وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات البلدية 74 في المائة، وجرت في 58 بلدية، عبر 352 مركز اقتراع في 77 محطة انتخابية، من بينها 419 محطة للرجال، و358 محطة للنساء.

مفوضية الانتخابات خصصت 352 مركز اقتراع في 77 محطة انتخابية (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، أكد رئيس حكومة «الوحدة المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، خلال حضوره مساء الجمعة، فعاليات «ملتقى شباب ليبيا الجامع» بمدينة مصراتة، الأهمية البالغة لدور الشباب في تحقيق التنمية، وبناء ليبيا الحديثة، وشدد على التزام حكومته بدعمهم في كل المناطق، واصفاً إياهم بالركيزة الأساسية لمستقبل مشرق، وموضحاً أن الحكومة تعمل على تنفيذ مبادرات لتعزيز قدراتهم، وتمكينهم من المشاركة بفاعلية في مختلف القطاعات.

الدبيبة خلال مشاركته في مؤتمر شبابي بمصراتة (حكومة الوحدة)

وقال الدبيبة إن هذا الدعم «تجسّد عبر خطوات، مثل تشكيل مجالس شبابية في البلديات، وإنشاء برلمان للشباب لإشراكهم في صنع القرار، وتطوير السياسات التي تخدم مصالحهم». داعياً الشباب إلى استثمار هذه اللقاءات لتطوير مهاراتهم وأفكارهم، وتعزيز الوحدة الوطنية، والإسهام في بناء دولة قوية ومستقرة.

إلى ذلك، قالت حكومة «الوحدة» إن وزيرها المكلف بالنفط والغاز، خليفة عبد الصادق، استعرض خلال حضوره فعاليات «منتدى إسطنبول الأول للطاقة»، الذي عرف بمشاركة دولية واسعة، رؤية ليبيا لتعزيز الشراكات الدولية في قطاع الطاقة، خصوصاً في مجالي النفط والغاز، وأهمية التعاون الإقليمي لتحقيق الاستدامة وتأمين مصادر الطاقة.

من جهة أخرى، أعلنت مديرية أمن طرابلس، مساء الجمعة، أن قسمها لشؤون المراكز فعَّل دور الشرطة النسائية لدعم رجال الأمن في التوقيفات الليلية بالعاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن مهامها تتمثل في تحرير المخالفات المرورية، وضبط الشارع العام، مع التركيز على التعامل مع العنصر النسائي، في إطار ما وصفته بـ«تعزيز الوجود الأمني، وضمان خدمة المجتمع بكفاءة».

تفعيل الشرطة النسائية في العاصمة طرابلس (وزارة الداخلية بـ«الوحدة»)

إلى ذلك، أكد شهود عيان استمرار التوتر الأمني في مدينة الزاوية، التي تقع على بُعد 45 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، وسماع أصوات رماية بالأسلحة، تزامناً مع استمرار إغلاق الطريق الساحلي عند بوابة الصمود، وذلك على خلفية مقتل اثنين من الوافدين الأفارقة بالمدينة، التي تشهد تحشيدات لميليشيات مسلحة، بعد اغتيال أحد عناصرها على يد مسلحين مجهولين.

وانتقدت وسائل إعلام محلية استمرار صمت حكومة «الوحدة» لليوم الثالث على التوالي على انفلات الوضع الأمني في المدينة، وإغلاق الطريق الساحلي بسواتر ترابية، وإشعال الإطارات في بعض التقاطعات.

جلسة مساءلة وزير خارجية «الاستقرار» (مجلس النواب)

في سياق آخر، أعلن مجلس النواب الليبي أن رئيس لجنته للشؤون الخارجية، يوسف العقوري، عقد السبت، ما سمَّاه جلسة مساءلة لوزير الخارجية المفوض بحكومة «الاستقرار»، عبد الهادي الحويج، بشأن واقعة انتحال شخص صفة المستشار الخاص لرئيس غينيا بيساو، ولقائه شخصيات رفيعة المستوى خلال زيارته شرق البلاد.

ووفقاً لبيان الناطق باسم المجلس، عبد الله بليحق، فقد ادّعى الحويج أن وزارته تتعرض لهجمة إعلامية من «جهات مشبوهة»، لم يحددها، في حين عدّ العقوري مساءلة الحويج «احتراماً لقيم الديمقراطية، ودور المجلس بصفته سلطة منتخبة، تُمثل الشعب الليبي»، كما أكد «مواصلة المساءلة، وحرصه على متابعة جلساتها، نظراً لأثرها على الأمن القومي، وسيادة الدولة وصورة ليبيا بالخارج».