نائب البرهان: الجيش متقدم عسكرياً... ولا مفاوضات في الوقت الراهن

عقار قال إن انهيار السودان سيهدد دول الإقليم

رئيس جنوب السودان سلفا كير مع نائب رئيس «السيادي» السوداني مالك عقار في جوبا أمس (منصة إكس)
رئيس جنوب السودان سلفا كير مع نائب رئيس «السيادي» السوداني مالك عقار في جوبا أمس (منصة إكس)
TT

نائب البرهان: الجيش متقدم عسكرياً... ولا مفاوضات في الوقت الراهن

رئيس جنوب السودان سلفا كير مع نائب رئيس «السيادي» السوداني مالك عقار في جوبا أمس (منصة إكس)
رئيس جنوب السودان سلفا كير مع نائب رئيس «السيادي» السوداني مالك عقار في جوبا أمس (منصة إكس)

قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، يوم الخميس، إن الجيش السوداني متقدم عسكرياً، ونفّذ ضربات نوعية ضد قوات «الدعم السريع»، مؤكداً أنه لا مجال للحديث عن أي عملية سياسية تحت «دوي المدافع وطلقات الرصاص»، محذراً في الوقت ذاته من تأثير انهيار السودان على الإقليم.

وأفاد بيان إعلام مجلس السيادة أن عقار تحدث إلى رئيس حكومة جنوب السودان، سلفا كير ميادريت، عن الموقف السوداني من المبادرات الإقليمية المطروحة من قبل الاتحاد الأفريقي و«الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية» (إيغاد) ومنبر جدة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء الحرب في السودان. وأكد عقار أن العودة إلى المفاوضات في منبر جدة مرتبطة بتنفيذ «قوات التمرد» (الدعم السريع) ما تم الاتفاق عليه من إنهاء احتلال منازل المواطنين والقضايا الأخرى المتفق عليها.

واختتم عقار، اليوم (الخميس)، زيارة إلى العاصمة جوبا استغرقت 3 أيام، رافقه خلالها وزير المالية والاقتصاد الوطني، جبريل إبراهيم.

وقال عقار إن الرئيس سلفا كير تفهم جيداً أسباب تجميد عضوية السودان في منظمة «إيغاد»، مؤكداً تمسك بلاده بحلّ إشكالات الدول الأفريقية داخل البيت الأفريقي، وفق بيان إعلام مجلس السيادة.

 

عقار: لا مفاوضات حالياً

وذكر عقار أنه أبلغ رئيس حكومة الجنوب بالموقف العسكري الحالي، مضيفاً: «أوضحت له حجم التقدم الذي أحرزته القوات المسلحة السودانية والضربات النوعية التي تنفّذها ضد قوات التمرد». وبحسب البيان، التقى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني سفراء دول الترويكا (الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، والنرويج) ورؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي والسفراء الأفارقة وممثل الاتحاد الأفريقي، المعتمدين لدى حكومة جنوب السودان.

وقال عقار، خلال اللقاءات، إن الحكومة السودانية منفتحة، وتعمل على تخفيف معاناة السودانيين، وإنهاء الحرب بالطريقة التي تحفظ سيادة البلاد ووحدتها وأمنها القومي، مؤكداً أنه «لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية تحت دوى المدافع وطلقات الرصاص». وحذّر نائب مجلس السيادة من مآلات ما سيحدث في منطقة القرن الأفريقي في حال انهيار السودان، وتأثير ذلك على كامل الإقليم.

على صعيد متصل، وصل رئيس «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، فجر الخميس. وكتب حمدوك على منصة «إكس»: «وصلت للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، فجر اليوم (الخميس)، للالتقاء بقادة المؤسسات الإقليمية والدولية ودول القارة الأفريقية الموجودين ضمن قمة الاتحاد الأفريقي السنوية، وذلك استمراراً للمجهودات التي تقوم بها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لحثّ المجتمع الإقليمي والدولي على لعب دور إيجابي وفعال يسهم في إنهاء الحرب في السودان».

وأضاف حمدوك: «التقيت معالي وزيرة التنمية الدولية النرويجية آنا بيث، وأعربت عن دعم مملكة النرويج للشعب السوداني في محنته واستعدادها الكامل للإسهام في كافة جهود بناء سلام مستدام في السودان».

اتهامات لـ«الدعم السريع» بتعطيل شبكات الاتصالات

وفي أول تعليق له على انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت، اتهم وزير الاتصالات السوداني المكلف، عادل حسن، قوات «الدعم السريع» بأنها تقف وراء تعطيل شبكات الاتصالات في البلاد. وقال في تصريحات لوكالة أنباء السودان، الخميس، إن «ميليشيا الدعم السريع» أجبرت مهندسي المقسمات على إغلاق الشبكات، فيما لا تزال العاصمة الخرطوم وولايات دارفور خارج نطاق الاتصالات، مشيراً إلى بدائل أخرى متاحة لتشغيل شبكات الاتصالات وتشغيل الشبكة من مدينة بورتسودان (شرق السودان).

وأضاف الوزير أن من البدائل الأخرى تشغيل شبكة «سوداتل» الأرضية، وتشغيل الإنترنت الأرضي عبر شركة «كنار» وشبكات «الواي فاي».

وكانت الشركة السودانية للاتصالات «سوداني» أعادت الاثنين الماضي تشغيل خدمة الاتصالات الهاتفية والإنترنت تدريجياً في ولايات شرق السودان ونهر النيل (شمال)، بعد انقطاع استمر 5 أيام متواصلة.

وكشف المدير التنفيذي لمجموعة «سوداتل سوداني»، مجدي محمد عبد الله، عن وضع خطة بديلة مسبقة منذ اندلاع الحرب في البلاد، منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي، مشيراً إلى اختيار مدينة بورتسودان كموقع جديد، بعد توقف المقسمات الرئيسية للشركة في الخرطوم.

وفي السابع من الشهر الحالي، خرجت 3 شركات رئيسية في السودان، هي «إم تي إن سودان» و«زين سودان» و«سوداني»، عن الخدمة، ما أدى إلى انقطاع الإنترنت في البلاد، بحسب مرصد «نت بلوكس» المعني بمراقبة خدمة الإنترنت في العالم.

مؤتمر في فرنسا لدعم السودان

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، ودبلوماسيون، إن فرنسا ستعقد اجتماعاً وزارياً في منتصف أبريل لمساعدة السودان والدول المجاورة على مواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الملايين، وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.

وحثّت «الأمم المتحدة» الدول على عدم نسيان المدنيين المتضررين من حرب السودان، وناشدتها جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، ودعم أولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة. ووفقاً لـ«الأمم المتحدة»، يحتاج نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون نسمة، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، بينما فرّ أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

 

وقال سيجورنيه، في جلسة برلمانية: «لا يمكن أن تصبح (أزمة السودان) أزمة منسية»، مضيفاً أن المؤتمر سيعقد في 15 أبريل. وتدور الحرب المستمرة منذ 10 أشهر بين القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية. وفشلت الجهود الدبلوماسية حتى الآن في إنهاء الصراع.
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن المؤتمر سيجمع وزراء من الدول المجاورة وجهات إقليمية فاعلة ودولاً غربية، بالإضافة إلى وكالات تابعة لـ«الأمم المتحدة» ومنظمات غير ربحية عاملة في المنطقة. وصرّح دبلوماسيون أن محادثات ستجري أيضاً حول الوضع السياسي، رغم أنه من غير المقرر دعوة الفصيلين المتحاربين.

 


مقالات ذات صلة

مصر تجدد دعمها الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية

شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان خلال استقبال بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تجدد دعمها الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية

تعد زيارة بدر عبد العاطي إلى بورتسودان، الثانية خلال شهرين، حيث كانت الأولى مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بهدف «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

أحمد إمبابي (القاهرة ) وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا سودانيون في شوارع بورتسودان (أ.ف.ب)

وزير خارجية مصر يؤكد دعم بلاده الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، اليوم، على دعم بلاده الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السودانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الثلاثاء)، أن انتصارات الجيش ستتواصل، وإن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا سودانيون يحتفلون في مروي في الولاية الشمالية شمال السودان في 11 يناير 2025... بعد أن أعلن الجيش دخول عاصمة ولاية الجزيرة الرئيسية ود مدني (أ.ف.ب)

الجيش السوداني ينفي تورّطه في هجمات على مدنيين بولاية الجزيرة

نفى الجيش السوداني، اليوم (الثلاثاء)، تورطه في هجمات على مدنيين في ولاية الجزيرة التي استعاد عاصمتها ود مدني من «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أكثر من 120 قتيلاً بقصف على أم درمان

أفاد مسعفون سودانيون بأن أكثر من 120 شخصاً قُتلوا، أمس (الاثنين)، في قصف استهدف منطقة بأم درمان الواقعة ضمن الخرطوم الكبرى.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

 القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)
القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)
TT

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

 القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)
القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة، التابع للجيش المتمركز بشرق البلاد. لكن القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، تجاهل الرد على هذه الدعوة.

وكانت حكومة الدبيبة قد دخلت على خط مطالبة البعثة الأممية بشأن ما وصفته بـ«الجرائم التي تم توثيقها في مقاطع الفيديو من داخل سجن قرنادة العسكري التابع لحفتر»، وقالت إنها «تظهر ممارسات تعذيب بشعة، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان».

اجتماع سابق بين حفتر وخوري في بنغازي (أرشيفية - الجيش الوطني)

وأعلنت «الوحدة» أنها سارعت إلى مطالبة الجهات المختصة، وعلى رأسها النائب العام، بفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الانتهاكات. وشددت، مساء الثلاثاء، على «ضرورة محاسبة جميع المتورطين فيها دون استثناء، لضمان تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً».

كما دعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لمتابعة هذه القضية، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز حقوق الإنسان في ليبيا، وضمان مساءلة كل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم.

في سياق ذلك، طالبت البعثة الأممية في بيان، الأربعاء، بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وقالت إن هذه المقاطع تتسق مع الأنماط المُوثَّقة لانتهاكات حقوق الإنسان في مرافق الاحتجاز في مختلف مناطق ليبيا.

وأعلنت البعثة «مواصلتها التحقق من ظروف المقاطع المتداولة»، وأوضحت أنها تنسق مع قيادة الجيش الوطني لتأمين وصول موظفي حقوق الإنسان، التابعين للبعثة، ومراقبين مستقلين آخرين إلى سجن قرنادة بشكل مستمر، وكذلك إلى مراكز الاحتجاز الأخرى.

ولم يعلق حفتر على هذه الدعوات، كما التزم الناطق الرسمي باسمه، اللواء أحمد المسماري، الصمت حيالها.

وُتظهر الفيديوهات المتداولة «العديد من المحتجزين، سواء من الليبيين أو الأجانب، وهم يتعرضون للضرب المبرح، ويُجبرون على اتخاذ أوضاع مجهدة على يد الحراس، الذين يرتدون الزي الرسمي». و«تتماشى التفاصيل المعمارية، التي ظهرت في المقاطع، بما في ذلك نوع البلاط على الأرض والرسوم على الجدران، وقضبان الزنازين، مع صور السجن من تقارير مؤكدة»، بحسب وكالة «رويترز».

إلى ذلك، قال عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، إنه ناقش، مساء الثلاثاء، مع سفير المملكة المتحدة، مارتن لونغدن، تطورات العملية السياسية في ليبيا، ودعم التعاون المشترك بين البلدين، والعديد من القضايا والملفات المتعلقة بدعم السلام والاستقرار في ليبيا، من خلال مسار تقوده البعثة الأممية، وآخر تطورات مشروع المصالحة الوطنية.

ونقل اللافي عن لونغدن إشادته بجهود المجلس الرئاسي في ملف المصالحة الوطنية، وحرصه الدائم على مشاركة كل الأطراف الليبية، معرباً عن أمله بأن تعبر البلاد حالة الجمود السياسي، من خلال مصالحة وطنية شاملة، يتوافق فيها كل اللليبيين.

من جهة أخرى، أعرب القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمى بيرنت، خلال لقائه، الأربعاء، مدير المنطقة الحرة في مصراتة، محسن الساقورتي، عن تقديره لدور مصراتة بوصفها مركزاً اقتصادياً في ليبيا، وتعهد بمواصلة السعي لفتح المزيد من الفرص لتوسيع الشراكات الاقتصادية والتجارية، بين الولايات المتحدة والليبيين في جميع أنحاء البلاد.

في غضون ذلك، ورداً على إعلان مصرف ليبيا المركزي، تراجع الإيرادات النفطية خلال العام الماضي، عما كانت عليه عام 2023، عدّت المؤسسة الوطنية للنفط، هذا التراجع في الإيرادات، نتاجاً لظروف ومستجدات خارجة عن إرادة الجميع بكل المقاييس، ونفت كونه ناجماً عن سوء إدارة أو تقدير من المسؤولين فيها، وفي الشركات والحقول والمرافق التابعة لها.

وجددت المؤسسة، التزامها بمبدأ الشفافية والمكاشفة في كل وقت وحين، مشيرة إلى أنها لا ولن تعمد إلى إخفاء البيانات والمعلومات ذات العلاقة بثروات وأرزاق الشعب الليبي، مهما كانت الظروف.