تونس: أحزاب دعمت «المسار الرئاسي» لسعيد تشكو «التهميش»

ممثلوها انتقدوا عدم دعوتها لمناقشة مستقبل البلاد

جانب من أعمال افتتاح المؤتمر الأول لمؤتمر حزب (حركة تونس إلى الأمام) (فيسبوك)
جانب من أعمال افتتاح المؤتمر الأول لمؤتمر حزب (حركة تونس إلى الأمام) (فيسبوك)
TT

تونس: أحزاب دعمت «المسار الرئاسي» لسعيد تشكو «التهميش»

جانب من أعمال افتتاح المؤتمر الأول لمؤتمر حزب (حركة تونس إلى الأمام) (فيسبوك)
جانب من أعمال افتتاح المؤتمر الأول لمؤتمر حزب (حركة تونس إلى الأمام) (فيسبوك)

على مدى ثلاثة أيام، أقام حزب حركة «تونس إلى الأمام» مؤتمره الأول، الذي شهد انتقادات لـما سُمي «التهميش السياسي» الذي تتعرض له أحزاب أظهرت دعماً سابقاً لـ«المسار الرئاسي» الذي بدأه الرئيس الحالي قيس سعيد عام 2021، وأسفر عن الإطاحة بحزب «حركة النهضة» (الإخوان) بعد سيطرته على مؤسسات عدة في البلاد.

وانتقد عبيد البريكي الرئيس المتخلي عن رئاسة «تونس إلى الأمام» عدم دعوة الأحزاب الداعمة لـ(المسار الرئاسي) إلى «مناقشة الوضع العام في البلاد، ووضع حلول لأهم الملفات التي تهم الشأن الوطني على غرار مستقبل المؤسسات العمومية»، وعدّ أن ذلك يُمثل «إقصاءً من السلطة الحاكمة»، وعبر عن استنكاره ورفضه لهذا المسار. ويستهدف المؤتمر الذي يُنهي أعماله (الأحد)، انتخاب رؤساء لجان الحزب، ويعقب ذلك استكمال مهام التشكيل للمستويات المختلفة، ومنها رئاسة الحزب الذي يتزعمه البريكي، القيادي النقابي السابق منذ تأسيس الحركة في شهر مايو (أيار) 2018.

وأشار البريكي في تصريحات خلال انعقاد المؤتمر، أن «مفهوم الأحزاب لن ينتهي في الدول التي يرتكز حكمها على النظام الديمقراطي، وهو ما يفرض إشراك مختلف القوى والأحزاب التقدمية المنخرطة في مسار التحرر الوطني» على حد تعبيره. ويقدم حزب «تونس إلى الأمام» نفسه في موقع «المساند النقدي لمسار 25 يوليو (تموز) 2021 (المسار الرئاسي)»، وهو موقف مغاير عن توجهات معارضة له تعدّه «انقلاباً»، و«مختلف كذلك عن الداعمين لكل ما يفعله رئيس الدولة قيس سعيد» على حد تعبير البريكي. ويرى مراقبون أن أحزاباً سياسية معظمها يسارية عبّرت عن دعمها لخيارات الرئيس التونسي، منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في تونس سنة 2021، وكانت تأمل في المشاركة السياسية بقوة وتعويض منظومة الحكم السابقة التي تزعمتها «حركة النهضة»، لكنها «بقيت على الهامش» وفق تعبير عدد من المتابعين للشأن الداخلي التونسي.

وضمت الأحزاب التي بقيت على الهامش، على وجه الخصوص «حركة تونس إلى الأمام» إلى جانب «حركة الشعب»، بل إن بعض المتابعين ذهبوا بعيداً، سابقاً بتوقعهم ترشيح زهير المغزاوي رئيس «حركة الشعب» لتولي رئاسة الحكومة مباشرة إثر إعلان التدابير الاستثنائية وحل حكومة هشام المشيشي (يوليو 2021)، لكن ذلك لم يتحقق.

وقال المحلل السياسي التونسي خليل الحناشي، إن ما سماها «أحزاب الموالاة» للمسار السياسي للرئيس التونسي «باتت تعلن عن تذمرها من حالة التهميش التي تعيشها»، وهذا الواقع ينطبق خاصة على حزبي «تونس إلى الأمام»، و«الشعب»، وأشار إلى أنه «بالإضافة إلى ملاحظات البريكي، فإن المغزاوي (رئيس الشعب) قال إنهم أرادوا أن يكون مسار 25 يوليو تصحيحياً، لكن الانحرافات بدأت تطل من كل حدب وصوب» على حد تعبيره.

وأضاف الحناشي أن «الحزبين توافقا على وجود مساع لتحجيم أدوار الأحزاب والديمقراطية، وهو طريق كانت أحزاب المعارضة حذرت منها في ظل السعي للتخلص من كل الأجسام الوسيطة (أحزاب ونقابات ومنظمات)، وهو ما سيكون له أثر قوي على مستقبل المشهد السياسي في تونس».

وبالإضافة لما عبر عنه الحزبان، تبلورت انتقادات أخرى من خلال عدد من تدخلات قيادات سياسية معارضة على هامش المؤتمر «تونس إلى الأمام» إذ أكد المنجي الرحوي ممثل حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحد» (الوطد)، الذي أسسه السياسي الراحل شكري بلعيد، أن تونس «تحتاج إلى أحزاب قوية ومناضلة تلتقي حول وحدة المسار، وقادرة على حماية تونس من العودة إلى الوراء». بدوره أشار محسن الناشي ممثل حزب «التيار الشعبي» الذي أسسه محمد البراهمي البرلماني التونسي الذي اغتيل سنة 2013، إلى أهمية «مواجهة الاقتصادي الريعي في تونس وبناء أحزاب قوية». مؤكدا أن «الأحزاب السياسية لن تنتهي أدوارها». على حد قوله.


مقالات ذات صلة

سعيّد: تونس لن تكون معبراً أو مقراً للمهاجرين

شمال افريقيا مهاجرون في صفاقس بعد تفكيك مخيمهم (أ.ف.ب)

سعيّد: تونس لن تكون معبراً أو مقراً للمهاجرين

«هؤلاء المهجّرون لم يكونوا أقلّ بؤساً في السابق، ولم تكن هذه الظاهرة موجودة بهذا الحجم، وإن كانوا اليوم يبحثون عن مواطن آمنة فلأنّهم ضحيّة نظام اقتصادي عالمي».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مهاجرون في صفاقس (أ.ف.ب)

الرئيس قيس سعيد ينفي أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على ترحيل تونسيين

بحلول الثاني من أبريل (نيسان)، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنها نفَّذت 1740 عملية عودة طوعية، بعد نحو 7000 عملية العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
حصاد الأسبوع الزعفراني

سارة الزعفراني... مهندسة مخضرمة تترأس حكومة تونسية أولوياتها اقتصادية

بعد نحو ستة أشهر من تعديل حكومي واسع شمل 22 حقيبة وزارية ورئاسة الحكومة، أعلنت رئاسة الجمهورية في تونس عن إقالة رئيس الحكومة كمال المدوري، الخبير الدولي في المفاوضات الاجتماعية والاقتصادية، وتعويضه بوزيرة التجهيز والإسكان في حكومته سارة الزعفراني الزنزري. جاء هذا التعديل، وهو السادس من نوعه منذ يناير (كانون الثاني) 2020، في مرحلة شهدت تعقد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تمر بها تونس والمنطقة، وخلال فترة عرفت تزايد انتقادات الرئيس التونسي قيس سعيّد لـ«لوبيات» اتهمها بعرقلة مشاريع الإصلاح التي أراد أن يفتتح بها عهدته الرئاسية الثانية. هذه الانتقادات أعادت إلى الأذهان تصريحات وبلاغات إعلامية رئاسية عديدة صدرت خلال الأشهر الماضية عن الرئيس سعيّد ومقرّبين منه تتهم مسؤولين كباراً في الحكومة وفي الإدارة بالسلبية والفشل وسوء التصرف في الأملاك العمومية، وأيضاً في ملفات التضخم وارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للطبقات الشعبية، بجانب ملفات أمنية عديدة، بينها تدفق آلاف المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وتمركزهم في تونس بطريقة غير قانونية.

كمال بن يونس (تونس)
شمال افريقيا شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس (الشرق الأوسط)

تفكيك شبكات فساد وغسل أموال تنشط في مجال النقل الخاص بتونس

لم تُورد وزارة الداخلية أسماء الشركات المعنية غير أن مصدراً مطلعاً أكد أن من بين الشركات المشمولة بالقرار «بولت»، ومقرها إستونيا، الناشطة في كثير من دول العالم.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس (الشرق الأوسط)

نصف المهندسين المسجلين في تونس هاجروا من البلاد

يقدر «المرصد الوطني التونسي للهجرة» عدد المغادرين سنوياً بأكثر من 35 ألفاً. وتمثل دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج وكندا، وجهات رئيسية للمغادرين.

«الشرق الأوسط» (تونس)

العاصمة الليبية تختبر «هدنة هشة»

عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)
عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)
TT

العاصمة الليبية تختبر «هدنة هشة»

عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)
عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)

تختبر العاصمة الليبية طرابلس «هدنة هشة» توافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية لاستعادة الاستقرار، بعد قتال عنيف بين قوات موالية لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وعناصر مسلحة تابعة لجهاز «قوة الردع الخاصة»، وموالين له.

وبدأت 7 كتائب وألوية مسلحة المشاركة في فصل المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس. وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها تراقب عن كثب «الهدنة الهشة» في طرابلس، مكررة دعوتها العاجلة للتشكيلات المسلحة كافة للعودة إلى ثكناتها «دون أي تأخير»، وأكدت «أهمية الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار»، وحثّت جميع الأطراف على الامتناع عن «أي أعمال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوترات».

وشاركت «شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب»، برئاسة مختار الجحاوي، ضمن القوات التي دخلت كقوة فضّ نزاع وسط العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى 6 كتائب وألوية مسلحة أخرى.