الحكم على زعيم المعارضة التونسية راشد الغنوشي بالسجن ثلاث سنوات

راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة ورئيس البرلمان السابق، خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في مكتبه في تونس العاصمة، 15 يوليو 2022 (رويترز)
راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة ورئيس البرلمان السابق، خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في مكتبه في تونس العاصمة، 15 يوليو 2022 (رويترز)
TT

الحكم على زعيم المعارضة التونسية راشد الغنوشي بالسجن ثلاث سنوات

راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة ورئيس البرلمان السابق، خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في مكتبه في تونس العاصمة، 15 يوليو 2022 (رويترز)
راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة ورئيس البرلمان السابق، خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في مكتبه في تونس العاصمة، 15 يوليو 2022 (رويترز)

قالت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية، اليوم (الخميس) إن الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة أصدرت حكما بسجن زعيم المعارضة راشد الغنوشي ثلاث سنوات مع النفاذ العاجل بتهمة تلقي تمويل أجنبي.

وأضافت أن المحكمة أصدرت حكما مماثلا على صهره رفيق عبد السلام بوشلاكة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.


مقالات ذات صلة

​تركيا: التقرير الأولي لحريق مركز التزلج يتحدث عن دور للإهمال في الكارثة

شؤون إقليمية عائلات بعض ضحايا حريق فندق مركز التزلج في غرب تركيا أثناء تشييع جنازاتهم (أ.ف.ب)

​تركيا: التقرير الأولي لحريق مركز التزلج يتحدث عن دور للإهمال في الكارثة

كشفت النتائج الأولية للتحقيقات في حريق فندق بمركز للتزلج بولاية بولو غرب تركيا أن الإهمال لعب دوراً أساسياً في الكارثة التي أودت بحياة 78 شخصاً

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يتحدث إلى محاميه خلال حضوره الجلسة الرابعة من محاكمته (رويترز)

سيول: وكالة مكافحة الفساد تحيل قضية الرئيس إلى النيابة العامة

أحالت وكالة مكافحة الفساد الوطنية في كوريا الجنوبية قضية التمرد المتعلقة بالرئيس، يون سوك يول، إلى النيابة العامة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يظهر خلال الجلسة الثالثة لمحاكمته (إ.ب.أ)

للمرة الأولى... الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يظهر في محاكمة عزله

مثل رئيس كوريا الجنوبية المعزول، يون سوك يول، للمرة الأولى في محاكمة عزله أمام المحكمة الدستورية، اليوم (الثلاثاء).

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)

كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

مدّدت محكمة كورية جنوبية توقيف رئيس البلاد المعزول على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية، في قرار أثار حفيظة مناصرين له سرعان ما اقتحموا مقر المحكمة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا قادة أرمن انفصاليون لجيب كاراباخ في المحكمة (إ.ب.أ)

أذربيجان تبدأ محاكمة انفصاليين أرمن من قادة كاراباخ

بدأت بأذربيجان محاكمة 16 انفصالياً أرمنياً متهمين بارتكاب جرائم حرب وكانوا يقودون جيب كاراباخ الانفصالي قبل أن يستعيده الجيش الأذربيجاني في سبتمبر (أيلول) 2023

«الشرق الأوسط» (باكو)

بين باريس والجزائر... «حرب تأشيرات» جديدة تلوح في الأفق

الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل اندلاع الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)
الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل اندلاع الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)
TT

بين باريس والجزائر... «حرب تأشيرات» جديدة تلوح في الأفق

الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل اندلاع الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)
الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل اندلاع الأزمة بين البلدين (أ.ف.ب)

يلوح في أفق العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ عدة أسابيع شبح «حرب تأشيرات» جديدة، بعد تصريحات حادة أدلى بها مسؤولون فرنسيون، دفعت الجزائر إلى التنديد بنفوذ «اليمين المتطرف الانتقامي» في فرنسا. وقال أستاذ القانون في جامعة «غرونوبل ألب»، سيرج سلامة، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «في كل مرة تكون هناك أزمة بين فرنسا والجزائر، تكون الهجرة أهم إجراء انتقامي».

تدهور العلاقات

تدهورت العلاقات بين البلدين بعد إعلان باريس في نهاية يوليو (تموز) الماضي، دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، وهي منطقة كانت مسرحاً لصراع مستمر منذ نصف قرن بين المغرب وجبهة «البوليساريو» الانفصالية المدعومة من الجزائر. وتفاقم الخلاف مع اعتقال الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر، ثم اعتقال العديد من الشخصيات المؤثرة الجزائرية، والفرنسية - الجزائرية في فرنسا بتهمة الدعوة إلى العنف.

الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو، الأحد: «أنا مع اتخاذ إجراءات قوية؛ لأنه دون توازن القوى لن ننجح»، لافتاً إلى وجوب إعادة النظر في اتفاقية 1968 التي تحدد شروط دخول الجزائريين إلى فرنسا، والتي وافقت عليها باريس. وفي تقدير الوزير، فإن الجزائر لا تسلم أيضاً ما يكفي من التصاريح القنصلية، وهي وثيقة أساسية لإعادة شخص في وضع غير قانوني في فرنسا إلى بلده الأم. لكن الجزائر وباريس لم تستخدما حتى الآن «سلاح الهجرة» الذي تم التلويح به مراراً في الفترات الماضية. وهذا ما حدث في العام 2021، حين خفضت فرنسا بشكل كبير عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين - وكذلك للمغاربة والتونسيين - بحجة أن قادتهم لم يبذلوا بالفعل جهوداً كافية لإعادة مواطنيهم المطرودين من فرنسا. وتسبب هذا الإجراء باستياء كبير، ومشاحنات دبلوماسية بين باريس وهذه المستعمرات الفرنسية السابقة، صاحبة الوجود القوي في فرنسا من خلال المهاجرين.

سلاح الهجرة

بالنسبة لفريدة سويح، الخبيرة السياسة في معهد EM Lyon، فإن الجدل الحالي هو جزء من «مزيد من الديناميات العالمية، حيث تستخدم العديد من البلدان قضايا الهجرة بوصفها أدوات دبلوماسية»، على غرار الولايات المتحدة، حيث جعل الرئيس دونالد ترمب هذا الموضوع من أولوياته. وحذر سلامة من أنه إذا اندلعت «حرب تأشيرات» فرنسية - جزائرية جديدة، فقد «تخلق جواً مثيراً للقلق»، خصوصاً بالنسبة لنحو 2.5 و3 ملايين من مزدوجي الجنسية، أو الفرنسيين من أصل جزائري الذين يعيشون في فرنسا، ويواجهون عراقيل كثيرة من أجل رؤية عائلاتهم.

أعضاء لجنة الذاكرة الجزائريين مع الرئيس تبون لمعالجة قضايا الذاكرة (الرئاسة الجزائرية)

في هذا السياق، رأى السيناتور المعارض المدافع عن البيئة، أكلي الملولي، أن الحصول على التأشيرة اليوم أصبح أمراً صعباً، وقال بهذا الخصوص: «لا أرى مدى تطور الأمور، وما إذا كنا سنصل إلى صفر تأشيرة. وفي أي حال، هذا الوضع سيؤثر على الجميع». وبالنسبة للملولي فإن المناخ السياسي الحالي «يهدد... بخلق ظروف الانقسام والمواجهة في مجتمعنا» بين الجالية الجزائرية في المهجر، وبقية السكان. كما أن الانتقادات المتكررة الموجهة من الجزائر، والتي تتحول أحياناً إلى شتائم، وخصوصاً إلى اليمين واليمين المتطرف، تشكل في نظره «إشارات» موجهة «إلى ورثة» المنظمة السرية التي عارضت بعنف استقلال الجزائر.

وبحسب استطلاع للرأي نشر في يناير (كانون الثاني) الحالي، فإن لدى 71 في المائة من الفرنسيين حالياً صورة سيئة عن الجزائر، حيث أبدى 61 في المائة ممن شملهم الاستطلاع تأييداً لإلغاء اتفاقية 1968. لكن سيرج سلامة رأى أن إنهاء هذا الاتفاق «غير واقعي على الإطلاق؛ لأنه قد يثير مشاكل قانونية متتالية»، مؤكداً أن «الحل الوحيد هو التفاوض، لكن التفاوض يتطلب طرفين». وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بداية يناير الحالي أن التأشيرات جزء من «الأدوات التي يمكننا تفعيلها». وأبدى بعدها استعداده للذهاب إلى الجزائر لإجراء محادثات. كما اعترف، الاثنين، بأن الانسحاب من اتفاقية عام 1968 «ليس وصفة معجزة».

اجتماع سابق بين رجال أعمال جزائريين وفرنسيين بالجزائر قبل اندلاع الخلافات بين البلدين (منظمة أرباب العمل الجزائرية)

وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، أن الجزائر «لم تنخرط بأي حال من الأحوال في منطق التصعيد أو المزايدة أو الإذلال». وأكدت في المقابل أن «اليمين المتطرف، المعروف بخطاب الكراهية والنزعة الانتقامية، قد انخرط عبر أنصاره المعلنين داخل الحكومة الفرنسية، في حملة تضليل وتشويه ضد الجزائر». ومنتصف يناير الحالي، طرح وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، حلاً آخر يقضي بإلغاء الاتفاقية الفرنسية - الجزائرية العائدة إلى 2013، والتي تسمح للنخب الجزائرية بالسفر إلى فرنسا دون تأشيرة. لكن سلامة حذر قائلاً: «إذا فعلنا ذلك، فإن الجزائريين سيعلقون جوازات السفر الدبلوماسية للدبلوماسيين الفرنسيين».