لليوم الثالث على التوالي تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، حول مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان (جنوب غربي البلاد)، فيما أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بسقوط عشرات القتلى وحدوث إصابات وسط المدنيين، وبدء آلاف المواطنين موجة نزوح خارج المنطقة.
وتضم مدينة بابنوسة حامية كبيرة للجيش تسعى «الدعم السريع» للسيطرة عليها لتمديد نفوذها في ولايات الجنوب الغربي للبلاد.
وقال شهود عيان، الخميس، إن «الطرفين تبادلا القصف المدفعي العنيف الذي تركز في عدد من الأحياء السكنية»، فيما شوهدت «جثث لعسكريين ومدنيين مُلقاة على الطرق، بينما لم يستطع أحد الاقتراب منها بسبب استمرار المعارك بلا حسم، حتى مساء (الخميس)».
وأشارت مصادر إلى انتشار كبير لـ«قوات الدعم السريع» داخل المناطق السكنية المدنية، فيما أُغلقت الأسواق وتوقفت المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل منذ اندلاع الاشتباكات مطلع الأسبوع الحالي.
وقالت سيدة مقيمة في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، شرط حجب اسمها، إن «الأوضاع صعبة، جراء الاشتباكات بين الجيش و(الدعم السريع)»، مشيرةً إلى «وقوع خسائر في الأرواح ونهب للمنازل».
وأفادت بأن «الطائرات الحربية للجيش السوداني قصفت المنازل وتسببت في مقتل وجرح مواطنين»، وأضافت أن «النساء والأطفال اضطروا إلى الفرار وسط الجوع والبرد والرصاص سيراً على الأقدام وعلى عربات تجرها الحمير».
وحسب إفادات سُكان في بابنوسة تتواصل موجات النزوح يومياً إلى مدينة الفولة عاصمة الولاية (تبعد نحو 76 كيلومتراً عن بابنوسة).
بدوره قال «مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان (أوتشا)»، الخميس، إنه لا يمكن توقع ما ستؤول إليه الأوضاع في بابنوسة في ظل استمرار التوترات، وذكر المكتب أنه وفقاً لتقارير تتبع النزوح «أدت الغارات الجوية التي نفّذتها القوات المسلحة السودانية واستهدفت مواقع (الدعم السريع) جنوب بابنوسة إلى نزوح واسع النطاق للمدنيين في جميع أنحاء المدينة». وأضاف التقرير أنه «لم يجرِ بعد تأكيد التقديرات بشأن عدد النازحين».
وحسب التقرير الأممي فإن «الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء السودان وصلت إلى مستويات قياسية، إذ يحتاج 24.8 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية في عام 2024، بزيادة 9 ملايين عن العام الماضي».
ويفتقر الملايين إلى السلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية والتغذية.