وزيرة العدل التونسية: 199 جزائرياً مسجونون في قضايا إرهاب وهجرة غير نظامية

الناطق باسم وزارة الداخلية: آلاف الشباب عرضة لكمائن مروجي المخدرات

وزيرة العدل التونسية ليلى جفال (وسائل إعلام تونسية)
وزيرة العدل التونسية ليلى جفال (وسائل إعلام تونسية)
TT

وزيرة العدل التونسية: 199 جزائرياً مسجونون في قضايا إرهاب وهجرة غير نظامية

وزيرة العدل التونسية ليلى جفال (وسائل إعلام تونسية)
وزيرة العدل التونسية ليلى جفال (وسائل إعلام تونسية)

كثفت سلطات الأمن والسلطات القضائية التونسية مؤخرا حملات أمنية لمكافحة العنف والإرهاب وتجارة المخدرات والهجرة غير النظامية والفساد.

وجاءت هذه الحملة في أعقاب سلسلة من الاجتماعات التي عقدت في قصر الرئاسة في قرطاج بإشراف الرئيس قيس سعيد وحضور وزيري الداخلية كمال الفقي والعدل ليلى جفال والمديرين العامين للأمن الوطني والحرس الوطني.

كما تتزامن هذه التطورات مع جلسة عمل عقدها مؤخرا وزير الداخلية التونسي مع سفير أميركا في تونس، جوي هود، حول «التنسيق الأمني بين تونس والولايات المتحدة في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية».

وزير الداخلية التونسي كمال الفقي والسفير الأميركي بتونس جوي هود في اجتماع جديد للتنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية (وسائل إعلام تونسية)

وقد أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية فاكر بوزغاية، أمس، أن قوات الأمن الوطني من اختصاصات مختلفة نجحت بالتعاون مع مصالح وزارة العدل في إيقاف عشرات المتهمين في جرائم خطيرة مختلفة، وعدد من أبرز المتورطين في قضايا المخدرات، بينهم طبيب ومحامية، ومهربين من المحافظات الغربية للبلاد غير بعيد عن الحدود التونسية الجزائرية.

وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية أن آلاف الشباب وطلاب المدارس والجامعات وشباب المدن والقرى أصبحوا عرضة لكمائن مروجي المخدرات. لكن قوات الأمن نجحت مؤخرا في حجز آلاف الحبوب والحقن والمواد المخدرة الموردة.

تسليم المجرمين

من جهة أخرى أعلنت وزيرة العدل التونسية ليلى جفال، أمس، أمام البرلمان أن نحو 199 جزائريا محبوسون حاليا في السجون التونسية في قضايا إرهاب ومخدرات وتهريب وهجرة غير نظامية. ونفت الوزيرة، التي ترأس النيابة العمومية ومؤسسة حراس السجون، ما روجته مواقع إعلامية عربية ودولية عن وجود 800 سجين جزائري في سجون تونس، لكنها أكدت على خطورة استفحال عدد التونسيين والجزائريين المتهمين بالضلوع في الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية.

قوات الأمن في حالة استنفار في المناطق الحدودية مع الجزائر (أرشيف الصحافة التونسية)

وفي سياق محاولات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود صادق البرلمان التونسي الثلاثاء، على اتفاقية تسليم المجرمين بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الجزائرية، بحضور وزيرة العدل ليلى جفال.

وأوضحت السلطات التونسية ونواب في البرلمان أن على رأس أولويات البلدين حاليا «التصدي للعنف والجريمة المنظمة وتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي الأمني بين تونس والجزائر أمام التحديات المشتركة، وفي مقدمتها التحديات الأمنية التي تتطلب مزيدا من تنسيق الجهود للتصدي للإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة على الحدود بين البلدين، وتسليم المطلوبين للعدالة».

الفرار عبر الحدود

وتتزامن المصادقة على هذه الاتفاقية الأمنية القضائية بين تونس والجزائر مع تزايد عدد الفارين من العدالة والبحث عنهم عبر الحدود البرية في الاتجاهين.

وتعدّ ظاهرة فرار المجرمين والإرهابيين بين تونس والجزائر ظاهرة قديمة، لذلك قررت سلطات البلدين محاصرتها تفاعلا مع مقررات سابقة لمؤتمرات وزراء الداخلية والعدل العرب.

وأورد البرلماني القومي بدر الدين القمودي أن بعض المصادر تقدر أن عدد «المفقودين الجزائريين» في تونس «مرتفع جدا». وأضاف أن عددا كبيرا منهم «وقع الزج بهم في السجون التونسية ما بين سنة 2008 إلى سنة 2022 دون علم عائلاتهم بمصيرهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم» وفق تعبيره.

كما سأل عدد من البرلمانيين وزيرة العدل عن ملف الموقوفين في «قضية التآمر على أمن الدولة». وطالب آخرون وزارة العدل «بالخروج عن صمتها»، وتقديم المزيد من الإيضاحات حول تقدم الأبحاث بالنسبة لعشرات الموقوفين والمتهمين بالإرهاب والتآمر والفساد.

واستعرض عدد من النواب في تدخلاتهم وأسئلتهم الموجهة إلى وزيرة العدل أوضاع المحاكم في جهات البلاد التي وصفوها «بالكارثية» فيما يتعلق ببنيتها التحتية وافتقارها للعدد الكافي من القضاة والموارد البشرية وتجهيزات العمل ومحدودية الإمكانات المتوفرة بها في حين يتم تسجيل آلاف القضايا، التي تطول فترات البت فيها، كما أثاروا مسألة النقص المسجل في عدد القضاة بالقطب القضائي والمالي رغم الحجم الكبير للقضايا المحالة عليه.

إيقافات جديدة

في سياق متصل كشفت مصادر أمنية تونسية عن إلقاء القبض على أربعة عناصر من أجل «الانتماء إلى تنظيم إرهابي». وذكرت نفس المصادر الأمنية أن عناصرها أوقفت الإرهابيين بثلاث محافظات تونسية، مشيرةً إلى أنه سبق أن صدرت بحقهم أحكام بالسجن.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت في وقت سابق أمس إلقاء القبض على ستة إرهابيين آخرين بتهم تتعلق بالإرهاب.


مقالات ذات صلة

نتنياهو في الجلسة السادسة لمحاكمته: الاتهامات الموجهة ضدي واهية

المشرق العربي نتنياهو في قاعة المحكمة بتل أبيب للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد (أ.ب)

نتنياهو في الجلسة السادسة لمحاكمته: الاتهامات الموجهة ضدي واهية

انطلقت محاكمة نتنياهو قبل نحو أسبوعين، في حدث استثنائي في إسرائيل باعتباره أول رئيس وزراء (في منصبه) يقف متهما في قاعة محكمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
أوروبا في هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو يقف رجال الشرطة حراساً وسط أنصار فريق مكابي تل أبيب في ساحة دام في أمستردام بهولندا يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إدانة 5 أشخاص في أعمال عنف ضد مشجعين إسرائيليين شهدتها أمستردام

دانت محكمة هولندية، اليوم (الثلاثاء)، 5 رجال لضلوعهم في أعمال عنف تعرّض لها مشجّعو كرة قدم إسرائيليون، وقعت الشهر الماضي في أمستردام.

آسيا مؤيدون لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان خلال تجمّع في بيشاور (إ.ب.ا)

محكمة عسكرية باكستانية تقضي بسجن 25 مدنياً على خلفية هجمات 2023

قالت القوات المسلحة الباكستانية إن محكمة عسكرية حكمت على 25 مدنيا بالسجن لفترات تتراوح بين سنتين و10 سنوات في ما يتعلق بهجمات على منشآت عسكرية عام 2023.

«الشرق الأوسط» (كراتشي )
الولايات المتحدة​ المشتبه به لويجي مانجيوني يغادر محكمة مقاطعة بلير في هوليدايزبورغ - بنسلفانيا 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

توجيه اتهامات فيدرالية للمشتبه بقتله الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد» في نيويورك

وفقاً لشكوى تم الكشف عنها، الخميس، يواجه المشتبه به في مقتل الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد هيلثكير»، اتهامات فيدرالية جديدة بالقتل والمطاردة وحيازة أسلحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جيزيل بيليكو تجسِّد الكرامة (إ.ب.أ)

فرنسا تسجُن زوج جيزيل بيليكو الذي خدَّرها واغتصبها «مع غرباء» لسنوات

الزوج اعترف بجرائمه، وأقر بأنه كان يدسُّ مهدّئات في طعامها وشرابها، ممّا جعلها تفقد الوعي بالكامل، ليفعل ما يشاء بها لساعات... تفاصيل الجريمة التي هزَّت العالم:

«الشرق الأوسط» (لندن)

ليبيا: الدبيبة يدعو إلى اعتماد دستور «ينهي المراحل الانتقالية»

الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: الدبيبة يدعو إلى اعتماد دستور «ينهي المراحل الانتقالية»

الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)

بينما أعلنت تكتلات حزبية في ليبيا دعمها خطة البعثة الأممية، والجهود التي تقودها القائمة بأعمالها ستيفاني خوري للخروج من حالة الجمود السياسي الحالي في البلاد، هاجم رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، مجدداً «خصومه السياسيين»، ودعا إلى اعتماد دستور ينهي المراحل الانتقالية، وينظم الحياة السياسية في البلاد.

وطالب الدبيبة في كلمة ألقاها، مساء الثلاثاء، خلال احتفالية أقيمت بالعاصمة طرابلس، بمناسبة حلول الذكرى الـ73 للاستقلال، بحضور بعض وزرائه، وأعضاء هيئة صياغة مشروع الدستور، بـ«دستور ينظم العلاقة بين السلطات التنفيذية والتشريعية». وقال بهذا الخصوص: «نحن في حاجة ملحة إلى دستور يحدد ملامح دولتنا»، معتبراً أن «هذا العقد الاجتماعي، الذي تنتظره البلاد منذ سنوات، هو مفتاح الخروج من المراحل الانتقالية، التي طالت أكثر مما ينبغي».

جانب من احتفالات الليبيين بالذكرى الـ73 لاستقلال البلاد (أ.ب)

ولفت الدبيبة إلى أنه «رغم انتهاء الدستور، فإن إرادة الشعب ما زالت مصادرة»، وتساءل عن أسباب اختفاء الدستور في الأدراج، ولماذا لم يطرح للاستفتاء ولم يعد أحد يتحدث عنه؟».

وبعدما انتقد الدبيبة دولاً (لم يحددها) «سمحت لنفسها بالتدخل في الشؤون الليبية»، انتقد «بعض الفئات السياسية والعسكرية بسبب تحويل البلاد ساحةً لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية»، على حد قوله، و«دفع أبناء الشعب إلى حروب ظالمة من أجل مصلحة تلك الدول»، لكنه شدد على أن «هذا العهد ولَّى، ولن نسمح برجوعه مجدداً».

واتهم الدبيبة هذه الفئات بأنها لم تجلب للبلاد سوى الدمار والتشتت، وقال إن حكومته لم تكن جزءاً من المشهد العسكري والسياسي والأمني السابق في البلاد، موضحاً أنها تسعى في المقابل لإعادة الأمور إلى طبيعتها، و«لن ترضى بعودة عقارب الساعة إلى الوراء».

كما أكد الدبيبة أن حكومته، التي رفضت كل أشكال الابتزاز للحفاظ على سيادة البلاد، ما زالت تمدّ يدها لتحقيق المصالحة الوطنية، وحث الساسة على تحمل مسؤوليتهم، واحترام إرادة الشعب في اختيار قيادته.

اجتماع الدبيبة مع أحفاد أعضاء هيئة صياغة الدستور (حكومة الوحدة)

وكان الدبيبة قد ذكر، مساء الثلاثاء، خلال لقائه أحفاد أعضاء لجنة الستين لإعداد الدستور عام 1951، على هامش الاحتفال بالاستقلال، أن ليبيا «انتزعت استقلالها ولم يُمنح لها من أحد»، وهو ما يعدّ في ذلك الوقت جهاداً بحد ذاته، مبرزاً أن الآباء والأجداد «قاوموا الاستعمار، ولا بد من الافتخار بما حققوه لتنال ليبيا استقلالها».

من جهته، اعتبر رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أن «نيل الاستقلال كان تتويجاً لجهاد الأجداد وكفاحهم السياسي، وتوقهم لبناءِ كيانٍ وطنيٍ مُوحد، ولم يكن منحة أو هبة». وقال في بيان عبر «إكس»، مساء الثلاثاء: «نحن اليوم أحوج لاستعادة تلك الروح والعزيمة لبناء دولة ديمقراطية حديثة، بملكية ليبية خالصة».

ونقل المنفي، الذي بحث الأربعاء مع وفد من أعيان وحكماء قبيلة المقارحة، ملف السجناء السياسيين، عن الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال برقية تهنئة بالمناسبة، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة شركائها الليبيين لتعزيز استقرار ليبيا وسيادتها ووحدتها، بالإضافة إلى تعميق شراكات الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية، والأمنية مع أصحاب المصلحة الليبيين من جميع أنحاء البلاد.

طفل ليبي يلوّح بعَلم البلاد خلال احتفالات الذكرى الـ73 للاستقلال (رويترز)

في غضون ذلك، أعلنت تكتلات حزبية في ليبيا دعمها «خطة خوري» للخروج من حالة الجمود السياسي الحالي، وأشادت في بيان، الأربعاء، باهتمام البعثة بالأحزاب والتكتلات السياسية، التي تمثل أساساً للمسار الديمقراطي، وطالبت بإشراك هذه الأحزاب في الرؤى والأفكار التي تقودها البعثة، من أجل الخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد.

من جهة أخرى، أعلن أهالي مدينة الزاوية في بيان، مساء الثلاثاء، رفضهم تهديدات منسوبة لحكومة الوحدة بقصف المدينة، وأدانوا تصريحات رئيسها الدبيبة، ووصفوها بحكومة «منتهية الولاية»، واعتبروها «تهديداً للمدينة، وللمنطقة الغربية عامة».

وحذَّر الأهالي من أن أي تصعيد في المدينة، ستكون له آثار كارثية على سكانها المدنيين وعلى البنية التحتية، وناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الوقوف بحزم ضد أي عمل عدائي على المدينة. في حين تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل وشخصين بعد استهداف مسلحين بوابة حرس المنشآت في مصفاة الزاوية، ونقلت عن شهود عيان «إطلاق مجموعة مسـلحة على متن سيارة وابلاً من الرصاص على البوابة؛ مما تسبب في وفاة شخصين».

الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)اجتماع الدبيبة مع أحفاد أعضاء هيئة صياغة الدستور (حكومة الوحدة)صورة وزَّعتها حكومة الوحدة لاجتماع رئيسها مع أحفاد أعضاء هيئة صياغة الدستورجانب من احتفالات الليبيين بالذكرى الـ73 لاستقلال البلاد (أ.ب)طفل ليبي يلوّح بعَلم البلاد خلال احتفالات الذكرى الـ73 للاستقلال (رويترز)