تونس: إيقافات وتحقيقات جديدة بتهم الإرهاب والفساد

تمديد حبس رئيسة الحزب الدستوري وموظفين كبار وسياسيين

تشديد الرقابة الأمنية على محكمة تونس العاصمة بسبب قضايا الإرهاب والفساد والتآمر على أمن الدولة (أرشيف وسائل إعلام تونسية)
تشديد الرقابة الأمنية على محكمة تونس العاصمة بسبب قضايا الإرهاب والفساد والتآمر على أمن الدولة (أرشيف وسائل إعلام تونسية)
TT

تونس: إيقافات وتحقيقات جديدة بتهم الإرهاب والفساد

تشديد الرقابة الأمنية على محكمة تونس العاصمة بسبب قضايا الإرهاب والفساد والتآمر على أمن الدولة (أرشيف وسائل إعلام تونسية)
تشديد الرقابة الأمنية على محكمة تونس العاصمة بسبب قضايا الإرهاب والفساد والتآمر على أمن الدولة (أرشيف وسائل إعلام تونسية)

أعلنت مصادر رسمية في تونس أن قوات الأمن التونسي ألقت القبض على 6 فارين سبق أن صدرت ضدهم أحكام غيابية في قضايا إرهابية متفرقة وإحالتهم إلى مصالح وزارة العدل التي تشرف على المحاكم والسجون.

وينتمي هؤلاء الموقوفون أساساً إلى محافظات شمال البلاد أساساً وهي مناطق بنزرت، وباجة. وأوضح بيان لوزارة الداخلية التونسية أن الموقوفين المتهمين بالإرهاب سبق أن حوكموا بالسجن بتهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي.

ومن جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إحالة ملفات عشرات الشخصيات السياسية والإدارية ومسؤولين كبار في الإدارة والحكومة إلى محاكم الحق العام وقطب مكافحة الإرهاب والدوائر القضائية والأمنية المختصة في قضايا الإرهاب والتآمر على أمن الدولة والفساد المالي والإداري وتبييض الأموال والتسفير.

وتعود بعض القضايا إلى مرحلة حكومات ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية 2019.

وفي المقابل، شملت شخصيات ما زالت تتحمل مسؤوليات عليا في الدولة والإدارة اليوم وشخصيات أخرى كانت في مواقع صنع القرار الأمني والحكومي قبل منعرج 25 يوليو (تموز) 2021 الذي أدى إلى إسقاط حكومة هشام المشيشي واستبعاد الأحزاب التي كانت تشارك فيها وبينها «حزب النهضة الإسلامي»، ثم إحالة عشرات من وزرائها ونوابها في البرلمان المنحل وفي المجالس البلدية على القضاء. على صعيد آخر كشف المحامي والقيادي في الحزب الدستوري الحرّ كريم كريفة في مؤتمر صحافي عقده، الاثنين، أن هيئة الدفاع عن رئيسة الحزب عبير موسي أن مندوبته وبعض المقربين منها خضعوا إلى تتبعات قضائية أمنية معقدة تصل عقوبة بعضها إلى السجن المؤبد... وأورد المحامي كريفة باسم فريق المحامين المكلفين بالدفاع عن عبير موسي ورفاقهما في الحزب أنه «تبيّن أن السبب الأصلي وراء إيقاف رئيسة الحزب منذ أشهر هو تقديم الهيئة العليا للانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) 2022 شكوى ضدها «على خلفية ما عدتها تدوينة نشرتها تسيء للهيئة وتحرض الناس ضدها». واعتمدت الشكوى القانون 54 المثير للجدل بخصوص «الجرائم الإلكترونية» التي أثيرت خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية ضد متهمين بالعنف والإرهاب والفساد والتآمر على أمن الدولة عشرات، بينهم عدد من الموظفين والشخصيات العمومية والسياسيين والإعلاميين.

وقد صدر القانون 54 أساساً لمحاكمة من يتورطون في الجرائم الإلكترونية، وبينها قضايا «هتك الأعراض» و«العنف السياسي» و«الاعتداء على كرامة موظف عمومي»، لكن البعض ينتقد الفصل 24 منه، ويطالب بتعديله لأن عشرات النشطاء والسياسيين أحيلوا إلى التحقيق والمحاكم بسببه، بينهم عدد من الإعلاميين وقادة الأحزاب والوزراء السابقين مثل المحامي والوزير السابق غازي الشواشي زعيم «حزب التيار الديمقراطي» المحامي والوزير السابق رضا بلحاج والإعلامي زياد الهاني والمراسل الصحافي خليفة القاسمي.

وصرح المحامون خلال مؤتمر صحافي بمقر «الحزب الدستوري الحرّ» لتقديم مستجدات قضية عبير موسي، أن تقرير الاختبار الذي طلبه القضاء وحجمه 590 صفحة من «التفتيش في المعطيات الشخصية لعبير موسي» ورد منذ أكثر من أسبوعين على قاضي التحقيق، لكنه لم يصدر أيّ قرار، وفق تعبيره، أي أنه لم يقع التفاعل معه من أجل تبرئتها والإفراج عنها مثلما طالب لسان الدفاع و«جرى الإبقاء على رئيسة الحزب في السجن، رغم أن التقرير لم يشتمل على أي تفصيل تثبت التهمة». وأضاف: «السلطة بالمرسوم 54 تعطّل كل عمل سياسي وحزبي ونقابي وإعلامي حرّ»، مؤكداً أن عبير موسي محتجزة قسرياً لأنها مترشحة للانتخابات الرئاسية.

وفي المقابل رد الرئيس التونسي قيس سعيد على منتقدي التتبعات القضائية ضد المتهمين بالإرهاب والفساد والتآمر على أمن الدولة وأعلن خلال زيارة لمدن داخلية فقيرة أن «الدولة ماضية في محاربة الفساد والرشوة والاحتكار والتآمر منذ عقود».

وحمل سعيد السياسيين الذين تداولوا على حكم البلاد منذ عشرات السنين مسؤولية «الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد اليوم». لذلك وقع توسيع قائمة المشتبه بهم لتشمل وزراء بارزين ورجال أعمال وأمنيين ونشطاء في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي احتفلت المعارضة، الأحد، «في أجواء باهتة» بالذكرى الـ13 الإطاحة به.


مقالات ذات صلة

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

المشرق العربي إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن استعدادات بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة حلب قريباً، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا سفينة الشحن الروسية «أورسا ميجر» (أرشيفية - رويترز)

غرق سفينة الشحن الروسية قبالة إسبانيا «عمل إرهابي»

نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء عن الشركة المالكة لسفينة الشحن الروسية «أورسا ميجر» التي غرقت بالبحر المتوسط قولها إن السفينة غرقت بسبب «عمل إرهابي».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا محكمة روسية تقضي بسجن رجل أُدين بتخريب سكك حديد بتوجيه من أوكرانيا عام 2023 (رويترز)

روسيا: السجن 22 عاما لرجل أدين بتخريب سكك حديد بتوجيه من أوكرانيا

أعلنت محكمة عسكرية روسية، اليوم، إدانة رجل بتخريب سكك حديد، بتوجيه من أوكرانيا عام 2023 في شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا قبل عقد، وقضت بسجنه 22 عاماً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية دمار أحدثه الانفجار بمصنع المتفجرات في باليكسير غرب تركيا الثلاثاء (رويترز)

تركيا: مصرع وإصابة 18 شخصاً في انفجار بمصنع للذخيرة

لقي 11 شخصاً مصرعهم وأصيب 7 آخرون، الثلاثاء، جراء انفجار وانهيار جزئي في مصنع لإنتاج الذخيرة والمتفجرات في ولاية باليكسير، غرب تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا شجوفتا طاهر والدة محمد شاهير خان أحد الطلاب الذين قُتلوا في هجوم مسلح على مدرسة في ديسمبر 2014 في بيشاور (أ.ب.أ)

الإرهاب يعود بقوة إلى باكستان... بعد عقد من حملة للقضاء عليه

مرَّت عشر سنوات منذ أن سقط ابن أجون خان قتيلاً، جراء هجوم مروّع شنَّته حركة «طالبان»، والذي أسفر عن مقتل نحو 150 شخصاً، معظمهم من الأطفال، داخل مدرسة في بيشاور.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )

محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)
المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)
TT

محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)
المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)

أيدت محكمة الجنايات المستأنفة بالقاهرة، اليوم الأربعاء، الحكم بإعدام كريم محمد سليم، المشهور بـ«سفاح التجمع»، بتهمة قتل ثلاث سيدات وإلقائهن في مناطق صحراوية بمصر.

وشغلت قضية «سفاح التجمع» الرأي العام في مصر على مدى الأشهر القليلة الماضية، وتمت محاكمته بعد توجيه اتهامات له بـ«قتل 3 سيدات والتخلص من جثثهن في الطريق الصحراوي، بين محافظات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية»، وهي «جرائم ارتكبها في الشقة، التي يقيم فيها بضاحية التجمع الخامس شرق القاهرة، بعد معاشرتهن جنسياً وتخديرهن، مع تصويرهن خلال ارتكاب جرائمه».

وكانت محكمة الجنايات بالقاهرة قد أصدرت حكماً بإعدام المتهم في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أن أحالت أوراق القضية إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدام المتهم، بعد مرور أسابيع على محاكمته.

وتكشفت خيوط القضية بعد بلاغات تلقتها الأجهزة الأمنية في مصر في مايو (أيار) الماضي، حول العثور على جثث فتيات بالطرق السريعة شرق القاهرة، وتتبعت الأجهزة الأمنية مسار إحدى السيارات، التي ظهرت وهي تلقي جثة إحدى الفتيات على الطريق، وتوصلت إلى المتهم بعد تتبع السيارة بكاميرات المراقبة الموجودة على الطرق السريعة.

وخلال جلسات المحاكمة تم عقد «جلسات سرية» لمشاهدة مقاطع الفيديو، التي تضمنت 50 مقطعاً مصوراً، بالإضافة إلى 20 تسجيلاً صوتياً، وبعد محاولات الطعن على الحكم بدافع الاضطراب النفسي.

وشهدت جلسة «الجنايات المستأنفة» نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) انهيار المتهم، وبكاءه تزامناً مع استماع المحكمة لدفوع محاميه، الذي أكد معاناة موكله من عدة أمراض نفسية، من بينها «اضطراب ثنائي القطب» و«السيكوباتية»، موضحاً أنه ارتكب جرائمه بغرض الانتقام، ورغبته في «إثبات رجولته» بعد تشكيك طليقته فيها.

وصدر حكم محكمة «الجنايات المستأنفة» بتأييد الحكم السابق بإعدام المتهم، وقال رئيس المحكمة إن المتهم «كان مُدركاً لأفعاله، وتمتع بوعي وتمييز وقدرة على الإدراك وقت ارتكاب الجرائم»، مضيفاً أنه «كان مُحافظاً على شعوره وإدراكه، ولا يُعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي وقت ارتكاب جرائمه».

وعدّ متابعون هذه القضية «من أبشع الجرائم في تاريخ مصر»، عبر تعليقات «سوشيالية» متنوعة، حيث استدرج المتهم كريم سليم، الذي يعمل مدرساً للغة الإنجليزية، فتيات إلى شقته في التجمع الخامس، ومارس الجنس معهن في غرفة معزولة الصوت أعدها لهذا الغرض، وأجبرهن على تناول مخدر «الآيس»، وبعض الأنواع الأخرى، ثم قتلهن بعد تعذيبهن، وقام بتصوير تلك الوقائع في 300 مقطع فيديو.

وكانت المحكمة قد أوصت بـ«محو الأحراز» الخاصة بالقضية، التي تضمنت مقاطع فيديو مخلة للمتهم مع ضحاياه.