حميدتي من أوغندا: ملتزمون بمقررات «إيغاد» لوقف الحرب

المتحدث باسم «الدعم السريع» أكد لـ«الشرق الأوسط» وجود ترتيبات للقاء بين البرهان وحميدتي

لقاء حميدتي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في عنتيبي الأربعاء (موقع قائد «الدعم السريع» على منصة «إكس»)
لقاء حميدتي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في عنتيبي الأربعاء (موقع قائد «الدعم السريع» على منصة «إكس»)
TT

حميدتي من أوغندا: ملتزمون بمقررات «إيغاد» لوقف الحرب

لقاء حميدتي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في عنتيبي الأربعاء (موقع قائد «الدعم السريع» على منصة «إكس»)
لقاء حميدتي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في عنتيبي الأربعاء (موقع قائد «الدعم السريع» على منصة «إكس»)

أعلنت «قوات الدعم السريع» استعداد قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، للقاء قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في أي مكان أو زمان تحدده «الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)»، وكشفت عن تلقيها دعوة من رئاسة الهيئة لبدء ترتيبات لاجتماع الرجلين، دون أن تحدد مكان وزمان اللقاء.

وتضاربت الأنباء منذ أيام حول اللقاء المرتقَب، إذ تحدث بعضها عن عقده الخميس، في جيبوتي أو عنتيبي في أوغندا، بينما رجَّح بعضها الآخر تأجيله أو حتى إلغاءه. لكن المتحدث باسم «الدعم السريع»، الفاتح قرشي، أكد لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، وجود ترتيبات لعقد اللقاء من قبل «الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)» المعنية بالسلام في القرن الأفريقي، مشيراً إلى أن قواته وافقت على الاستجابة لدعوة رسمية من الهيئة تتعلق ببدء ترتيبات لقاء الرجلين، لكنها لم تحدد زمان ومكان اللقاء، خلافاً لما تم تداوله في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، مؤكداً أن قائد «الدعم السريع» غادر السودان.

حميدتي في أوغندا

وفي هذه الأثناء، ظهر الفريق حميدتي في أوغندا، بصحبة الرئيس يوري موسيفيني، ونشر صوراً له بصحبة الرئيس الأوغندي، على موقعه في منصة «إكس».

وأكد حميدتي أنه ناقش خلال اللقاء تطورات الأوضاع في السودان، وما ترتب على ذلك من معاناة للشعب السوداني. وأضاف: «قدمت لفخامة الرئيس موسيفيني شرحاً مفصلاً حول أسباب نشوب الحرب التي أشعلها الفلول (عناصر النظام السابق) بمعاونة قياداتهم في القوات المسلحة، والجهات التي تعرقل الحل وتدعم استمرار الحرب».

وقال حميدتي إنه طرح رؤيته للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، وإن «الرئيس موسيفيني أكد دعمه الكامل لشعبنا والعمل على دفع جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان»، وإنه «سيسخر جميع إمكانياته وعلاقاته لمساعدة السودانيين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخهم».

وتابع حميدتي: «ما زلنا متمسكين بمخرجات قمة رؤساء (إيغاد) التي انعقدت في جيبوتي، وسنمضي في تنفيذ ما التزمنا به من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا واستعادة الأمن والاستقرار لبلادنا».

شروط «الدعم السريع» للقاء البرهان

إلى ذلك، أكد قرشي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، استعداد قائد «الدعم السريع» للقاء قائد الجيش السوداني في أي مكان أو زمان تحدده «الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)»، غير أنه اشترط أن يأتي البرهان للاجتماع بصفته قائداً للجيش السوداني، وليس بأي صفة أخرى، تنفيذاً لما صدر عن اجتماع قمة رؤساء الهيئة في جيبوتي. وقال قرشي: «نحن ملتزمون بكل ما جاء في البيان الختامي لقمة دول مجموعة (إيغاد) الخاصة بالسودان، التي انعقدت في جيبوتي، في العاشر من الشهر الحالي».

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (إعلام مجلس السيادة)

وجدد قرشي التأكيد على شرط «الدعم السريع» السابق؛ بأن حميدتي لن يلتقي البرهان إلَّا بصفته قائداً للجيش السوداني، وأن ينعقد الاجتماع من دون شروط مسبقة. وقال: «البرهان وافق على الاجتماع مع حميدتي دون أي شروط مسبقة».

الخارجية السودانية تؤكد التأجيل

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السودانية تأجيل اللقاء بين البرهان وحميدتي الذي كان مقرراً الخميس، لعدم تمكن الأخير من الوصول إلى جيبوتي لـ«أسباب فنية»، على أن يتم عقد الاجتماع خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، حسب بيان لها.

وقالت وزارة الخارجية في البيان إنها تلقَّت مذكرة من وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة جيبوتي، التي تترأس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الأربعاء، إن «قائد قوات الدعم السريع (المتمردة) لم يتمكن من الوصول للعاصمة الجيبوتية للقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لأسباب (فنية)، وبناء عليه سيتم التنسيق مجدداً لعقد اللقاء خلال يناير (كانون الثاني) المقبل».

وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق (أ.ف.ب)

وأوضح البيان أن رئيس مجلس السيادة أبدى موافقته الرسمية على عقد اللقاء، حرصاً منه وبصفته «رئيساً لمجلس السيادة وقائداً للقوات المسلحة»، على إنهاء «معاناة السودانيين التي خلفها تمرد الميليشيا»، وأنه كان مستعداً للمغادرة إلى جيبوتي مساء اليوم الأربعاء، حتى لحظة الإعلان عن تأجيل اللقاء ظهر الأربعاء. وأبدت الخارجية أسفها على ما أطلقت عليه «مماطلة قيادة الميليشيا المتمردة، في تحكيم صوت العقل، وعدم رغبتها في إيقاف تدمير السودان وشعبه» مُرجعةً ذلك إلى عدم استجابتها لحضور اجتماع الغد.


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

توعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً بمتناولها

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)
تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)
TT

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)
تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وجهاء النظام من فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من دون تسمية أحدهم، قائلاً إن «العصابة وأبواقها سممت الأوضاع على المسيرين النزهاء في الجزائر».

وكان الرئيس يتحدث إلى جمع من القضاة ورجال القانون، الاثنين، بمقر «المحكمة العليا» بالعاصمة، بمناسبة بدء «السنة القضائية»، حيث أكد أن «الجزائر استكملت بناء منظومة قضائية جمهورية، مُحصّنة بثقة الشعب»، في إشارة إلى مؤسسات جديدة جاء بها دستور سنة 2020، تتمثل أساساً في «المحكمة الدستورية» التي استخلفت «المجلس الدستوري»، وهي أعلى هيئة قضائية مكلفة بدارسة مدى مطابقة القوانين مع الدستور.

تبون أثناء خطابه في المحكمة العليا (الرئاسة)

وعندما أشار إلى «العصابة» و«المسيرين النزهاء»، فهو يقصد سجن عشرات الكوادر في الشركات والأجهزة الحكومية، بتهم «اختلاس مال عام»، و«استعمال النفوذ بغرض التربح غير المشروع»، وبأن ذلك تم بسبب «مؤامرات ودسائس»، كان وراءها مسؤولون في الحكم، بينما هم بريئون من هذه التهم، في تقدير الرئيس.

وأكد تبون بهذا الخصوص: «منذ سريان الدستور الجديد، تعززت مكانة العدالة وتجذرت بأحكامه استقلالية القضاء».

ويشار إلى أن كثيراً من المحامين والمنظمات الحقوقية، ترى عكس ما يقول تبون، فغالباً ما احتجت على «خضوع القضاة لإملاءات فوقية»، بشأن معالجة ملفات فساد وملاحقة مسؤولين بارزين من فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019). زيادة على التنديد بسجن نحو 200 ناشط من الحراك الشعبي، فهم في نظرهم سجناء رأي، بينما تبون نفسه يرفض التسليم لهم بهذه الصفة، وبأن التهم التي وجهتها لهم النيابة ليست سياسية، كما تقول أحزاب المعارضة.

وبحسب تبون، فإن «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة... فلكم مني أفضل تحية». وأضاف: «يمكنني التحدث باطمئنان عن الخطوات التي قطعناها، لاستعادة ثقة الدولة وتوطيد مقتضيات الحوكمة».

الرئيس أثناء إطلاقه السنة القضائية الجديدة (الرئاسة)

ويأتي حديث تبون عن أداء القضاء، في سياق جدل حول إطلاق متابعة قضائية ضد الروائي الفرنسي - الجزائري كمال داود، بتهمة «سرقة قصة» امرأة جزائرية من ضحايا الإرهاب، وإسقاطها في روايته «حوريات» التي نال بها جائزة «غونكور» الفرنسية المرموقة.

وتناول تبون في خطابه، نصوصاً تشريعية كثيرة صدرت هذا العام، عددها 12، وأبرزها تعديل قانون العقوبات، فقال إنه «جسّد وعوده التي تعهد بها أمام الشعب بخصوص أخلقة الحياة العامة، ومكافحة الفساد والانحرافات بلا هوادة»، مشيداً «بالتزام المنتسبين لقطاع العدالة وبحرصهم على أداء الواجب الأخلاقي والمهني، وإدراكهم للأمانة الملقاة عليهم في سبيل إرساء دولة القانون».

ووفق تبون، فقد بذلت الحكومة «جهوداً من أجل تحديث ورقمنة قطاع العدالة»، وأن ذلك تجلى، حسبه، في «حسن مستوى الأداء، وتجاوز الأساليب التقليدية البيروقراطية... ويحذوني اليقين بمزيد من الإنجازات في قطاع العدالة بالفترة المقبلة، وبخاصة في مجالي التحديث والرقمنة». وتابع أنه يتعهد «بحل كل المشاكل الاجتماعية والشخصية والعائلية للقضاة، ليؤدوا مهامهم النبيلة على أكمل وجه».

وتطرق تبون إلى مذكرات الاعتقال التي أصدرتها حديثاً، المحكمة الجنائية الدولية، ضد مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بناء على تهم تخص الجرائم التي ارتكبوها في غزة، مؤكداً أن «نداء الجزائر سمع من طرف قتلة الشعب الفلسطيني... فالشكر لهؤلاء الرجال النزهاء عبر العالم، ومنهم إخواننا في جنوب أفريقيا».