«الأعلى للدولة» الليبي يرفض انفراد «النواب» بإقرار القوانين

صالح يدعو لتشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات

وزير الداخلية الليبي خلال تفقده لمعبر رأس أجدير الحدودي (داخلية حكومة الوحدة)
وزير الداخلية الليبي خلال تفقده لمعبر رأس أجدير الحدودي (داخلية حكومة الوحدة)
TT

«الأعلى للدولة» الليبي يرفض انفراد «النواب» بإقرار القوانين

وزير الداخلية الليبي خلال تفقده لمعبر رأس أجدير الحدودي (داخلية حكومة الوحدة)
وزير الداخلية الليبي خلال تفقده لمعبر رأس أجدير الحدودي (داخلية حكومة الوحدة)

تصاعد الخلاف بين مجلس النواب الليبي، و«الأعلى للدولة» على خلفية إقرار «النواب» قانون القضاء، وانفراده بإصدار قانون لتنظيم الحج والعمرة، وفي غضون ذلك، أكد عقيلة صالح، رئيس «النواب» الليبي، على موقف مجلس النواب بشأن «تشكيل حكومة جديدة»، مهمتها الإشراف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.

عقيلة صالح أكد على موقف مجلس النواب بشأن «تشكيل حكومة جديدة» تشرف على الانتخابات (رويترز)

وقال مجلس النواب إن النائبين الأول والثاني لصالح قدما خلال اجتماعهما، مساء الثلاثاء في مدينة بنغازي مع عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، جملة من الملاحظات والنصائح للبعثة الأممية من أجل الأخذ بأسباب نجاح جهودها، والقادة الليبيين للوصول إلى حل لإنهاء المراحل الانتقالية، وإيجاد حلول واقعية توافقية وقانونية، تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بما يُحقق إرادة الشعب الليبي.

وأوضح عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم المجلس، أن الاجتماع تضمن إيصال رسالة واضحة بموقف مجلس النواب من مبادرة المبعوث الأممي المطروحة بأن تكون بين المؤسسات، التي يقرها الإعلان الدستوري وتعديلاته، وبأن أي موقف يمثل المؤسسات لا يكون إلا من خلالها، وليس من خلال مواقف أشخاص.

بدوره، قال باتيلي إنه ناقش مع نائبي صالح التطورات السياسية في ليبيا، وسبل تعزيز التعاون بين الطرفين، مشيراً إلى أنه شدد على مسؤولية البرلمانيين في صياغة مستقبل ليبيا، كما طلب تصوراتهما بشأن السبل والوسائل، الكفيلة بتعزيز العملية السياسية في البلاد من خلال الانتخابات.

وفي غياب صالح، صوت مجلس النواب بالإجماع في جلسة طارئة بمقره في مدينة بنغازي (شرق)، على تعديل بعض أحكام قانون القضاء، وتسمية مفتاح عبد القوي رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، رغم مطالبة الأخير للنواب بالتراجع عن عقد هذه الجلسة، واعتبارها تجاوزاً غير مسبوق من شأنه أن تترتب عنه نتائج غير محمودة، لافتاً الى أن الإعلان عنها صدر في غياب أي نوع من التنسيق مع المجلس الأعلى للقضاء، وهو ما أثار الريبة والشكوك حيال الدوافع والأسباب.

تكالة في لقاء سابق مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة (الخارجية المغربية)

بدوره، رفض محمد تكالة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، إصدار مجلس النواب لقانون إنشاء الهيئة العليا للحج والعمرة، ونقل تبعيتها إلى مجلس النواب. ودعا في خطاب وجهه إلى صالح، اليوم (الأربعاء)، إلى إلغائه لمخالفته للاتفاق السياسي وما ألحق به من مقررات ووثائق.

ويرى تكالة أن هذا التصرف «يمثل انتهاكاً لمبدأ الفصل بين السلطات لأنه نقل تبعية جهاز تنفيذي إلى سلطة تشريعية»، مشيراً إلى أن القانون يشكِّل مخالفة صريحة للاتفاق السياسي، وما أُلحِق به من مقررات ووثائق، يقضي جوهرها بضرورة خلق حالة تواصل وتفاهم بين المجلسين، وتوسيع دائرة التشاور، والتنسيق بينهما لإقامة التوافقات المطلوبة في كل ما يتصل بإدارة الشأن العام من مسائل. وأكد تكالة عدم موافقته واعتراضه على إصدار القانون لمخالفته قواعد وأسس، ومعايير إصدار التشريعات، طبقاً لأساليب وطرق التفسير والتأويل السليمة لنصوص الاتفاق السياسي والوثائق والمقررات ذات الصلة.

كما طالب تكالة بالكف عن إصدار أي قوانين خلال مرحلة الأزمة هذه، «إلا في الحدود التي يتفق عليها المجلسان، ويرونها وباقي الأطراف السياسية أنها تتفق ومقتضيات المرحلة، أو في الأحوال التي يتأكد فيها بالاتفاق أنها ستُسهم في تهيئة مناخ مناسب للاستمرار في إنجاز تسوية سياسية، نتطلع لأن تكون تاريخية».

محمد المنفي بحث مع هنريت فون ممثلة البنك الدولي في ليبيا ملف إعمار مدينة درنة (أ.ب)

في غضون ذلك، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إنه بحث مساء أمس (الثلاثاء) مع هنريت فون، ممثلة البنك الدولي في ليبيا ملف إعمار مدينة درنة، والمناطق المتضررة من جراء إعصار دانيال، والاستفادة من تجارب البنك الدولي السابقة بشأن إعادة الإعمار، وضرورة المسح الشامل لأضرار المناطق المنكوبة، ودور المجلس الرئاسي في إنجاح خطط الإعمار، وكذلك حوكمة وشفافية الإنفاق على برامج التنمية وإعادة الإعمار.

وأكد المنفي أهمية الدعم الفني للبنك الدولي لخطط الإعمار للمناطق المنكوبة، من حيث الدراسات والإحصائيات وتقييم حجم الضرر، وضرورة أن يكون الإعمار بملكية وقيادة ليبية.

بموازاة ذلك، شدد عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، خلال تفقده مساء أمس (الثلاثاء) لمنفذ رأس إجدير الحدودي البري مع تونس على «ضرورة العمل وفق القوانين واللوائح واحترام حقوق المسافرين».

وأوضح الطرابلسي أنه اتفق مع نظيره التونسي، كمال الفقي، على جملة من الإجراءات العاجلة لتذليل الصعوبات الفنية والتقنية، التي كانت سبباً في تأخير إجراءات العبور للمسافرين، مشيراً إلى اتفاقهما أيضاً على تأمين الحدود بين البلدين، ومكافحة «الهجرة غير المشروعة»، وتبادل المعلومات الفورية وتطوير عمل المنفذ بما يسهل حركة المواطنين والبضائع.


مقالات ذات صلة

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الدبيبة ووزيرة العدل في حكومته المؤقتة (وزارة العدل)

ليبيا: مطالب بالتحقيق في وقائع «تعذيب» بسجن خاضع لنفوذ حفتر

أدانت حكومة «الوحدة» الليبية على لسان وزارة العدل التابعة لها، «استمرار ممارسات التعذيب والإخفاء القسري» في إشارة إلى تسريبات سجن قرنادة في شرق ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً وزير القوات المسلحة السنغالي (حكومة الوحدة)

الدبيبة يبحث تعزيز التعاون العسكري مع السنغال

قالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن رئيسها عبد الحميد الدبيبة ناقش سبل تعزيز التعاون العسكري بين ليبيا والسنغال.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

تسريبات «قديمة» لتعذيب سجناء تعيد مطالب فتح ملف المعتقلات الليبية

تداول ليبيون على نطاق واسع مقاطع فيديو قالوا إنها من داخل سجن «قرنادة» بمدينة شحّات بشرق البلاد وتظهر الاعتداءات على سجناء شبه مجردين من ملابسهم بالضرب.

جمال جوهر (القاهرة)

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر دعمها أمن واستقرار تشاد. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التشادي، محمد إدريس ديبي، الثلاثاء، عن «إدانة بلاده الكاملة للهجوم الذي استهدف أخيراً القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وقال الشناوي: «إن الرئيس المصري أشاد خلال الاتصال بالدور الذي يلعبه ديبي في قيادة جهود بلاده للتصدي ودحر الجماعات الإرهابية»، مشدداً على دعم القاهرة المُستمر للخطوات التشادية في مُكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.

كانت الحكومة التشادية أعلنت، في وقت سابق، أن الهجوم المسلّح الذي استهدف، مساء الأربعاء الماضي، القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا خلّف 19 قتيلاً، بينهم 18 في صفوف المهاجمين. وقال وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، إنّ المجموعة المسلّحة تألّفت من «24 شخصاً» سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح.

وخلال المحادثة الهاتفية هنأ السيسي ديبي بمناسبة حصول حزبه على الأغلبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً، بحسب متحدث الرئاسة المصرية، الذي أشار إلى أن «الرئيس التشادي أعرب، من جانبه، عن تقديره البالغ للدعم المستمر الذي توليه مصر لأمن واستقرار بلاده»، مشيداً بالعلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين، ومؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في مختلف المجالات.

وقالت الهيئة المعنية بالانتخابات في تشاد، الأحد، إن حزب الرئيس ديبي، «حركة الخلاص الوطني»، حصل على 124 مقعداً من أصل 188 في الجمعية الوطنية، في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وفي 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصل وزير الخارجية والهجرة المصري، إلى العاصمة نجامينا في زيارة رسمية، بحث خلالها مع المسؤولين التشاديين المستجدات الإقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية، وأكد عبد العاطي آنذاك، «حرص بلاده على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وأشار إلى «أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية».