«المركزي الأوروبي» يلمح إلى استمرار التيسير النقدي وسط حالة من عدم اليقين

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يلمح إلى استمرار التيسير النقدي وسط حالة من عدم اليقين

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال اثنان من كبار مسؤولي «المركزي الأوروبي»، يوم الأربعاء، إن البنك من المحتمل أن يواصل تخفيف سياسته النقدية هذا العام، لكنهم أشاروا إلى ضرورة توخي الحذر في ظل حالة من عدم اليقين الاستثنائي الذي يتراوح بين احتمالية نشوب حرب تجارية عالمية والتقلبات السياسية المحلية التي تؤثر في التوقعات الاقتصادية.

وقد خفّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة أربع مرات العام الماضي، ويتوقع المستثمرون أن يتخذ ثلاث أو أربع خطوات مماثلة في عام 2025، حيث يتجه التضخم حالياً إلى 2.4 في المائة، بالقرب من هدف البنك البالغ 2 في المائة، رغم التقلبات في الاقتصاد العالمي، وفق «رويترز».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في «المركزي الأوروبي»، فيليب لين، إن هذا قد يبرر مزيداً من خفض أسعار الفائدة، لكنه أوضح أن البنك ليس في وضع يسمح له بعد بتقديم وعود مؤكدة بهذا الشأن. وأضاف لين، في تصريحات خلال زيارته لهونغ كونغ: «من وجهة نظرنا، القول إن مسار أسعار الفائدة في المستقبل هو ما نعتقد أنه سيتخذه، يخلق انطباعاً باليقين الذي لا نشعر به».

من جانبه، كان نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غيندوس، أكثر التزاماً بشأن السياسة المستقبلية، وقال في مدريد: «إذا أكدت البيانات الواردة الخط الأساسي الذي نتوقعه، فإن مسار السياسة سيكون واضحاً، ونتوقع أن نواصل تخفيف قيود السياسة النقدية بشكل أكبر». ومع ذلك، شدّد على أن مستوى عدم اليقين استثنائي؛ مما يستدعي الحذر.

وأضاف دي غيندوس أن «التوقعات غامضة بسبب حالة عدم اليقين المرتفعة التي تدفعها الاحتكاكات التجارية العالمية المحتملة، والتفتت الاقتصادي الكلي، والتوترات الجيوسياسية، ومخاوف السياسة المالية في منطقة اليورو».

ومع ذلك، ظلّ لين متفائلاً بشأن التضخم، مشيراً إلى أن الظروف مواتية لتخفيف ضغوط الأسعار بشكل أكبر، وهو ما يتماشى مع التوقعات التي أشار إليها دي غيندوس. وأضاف أن تضخم الخدمات -وهو أكبر عنصر في سلة أسعار المستهلك- من المرجح أن يتباطأ بسرعة في المستقبل القريب مع تراجع نمو الأجور، مشيراً إلى أن الشركات تشهد أيضاً تراجعاً في ضغوط التكلفة.

وقال لين: «نعتقد أن تضخم الخدمات سينخفض قليلاً في الأشهر المقبلة». وأوضح أن التضخم في الخدمات ظل ثابتاً عند نحو 4 في المائة طوال العام تقريباً، ولا يمكن أن ينخفض النمو الإجمالي للأسعار إلى 2 في المائة ما لم يبدأ هذا الرقم في التراجع.

وحول النمو الاقتصادي، أشار كل من دي غيندوس ولين إلى الحذر، لكنهما تمسكا بتفاؤلهما بشأن الانتعاش الاقتصادي، رغم أن الاحتكاكات التجارية تشكل خطراً سلبياً. وفيما يتعلق بالحذر المتزايد لدى المستهلكين، وهو من القضايا الأساسية على مدار العام الماضي، قال لين إنه من المحتمل أن تخفّض الأسر معدل ادخارها المرتفع، ولكن بشكل معتدل.

وبلغ معدل ادخار الأسر في الربع الثالث من العام الماضي 15.3 في المائة، وهو أعلى بكثير من نطاق 12 في المائة إلى 13 في المائة الذي كان سائداً قبل الوباء، مما أسهم في انخفاض الاستهلاك الكلي والنمو الاقتصادي الخافت. مع ذلك، أضاف لين أن تحسّن الدخول الحقيقية وانخفاض أسعار الودائع المصرفية من المحتمل أن يعززا الإنفاق، رغم أن التوترات الجيوسياسية قد تؤثر في المعنويات.

وقال لين: «لذا نعتقد أن معدل الادخار المرتفع سينخفض؛ لكن ليس بشكل كبير».


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر الدولية»: هناك الكثير من فرص الشراكة مع القطاع الخاص

الاقتصاد مدخل منتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص» 2025 (الشرق الأوسط) play-circle 01:51

«البحر الأحمر الدولية»: هناك الكثير من فرص الشراكة مع القطاع الخاص

تستعد الشركة السعودية المطورة لمشاريع المنتجعات الفاخرة في البحر الأحمر للشراكة مع القطاع الخاص، سواء من خلال سلاسل التوريد، أو التمويل، أو الاستثمار المشترك.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد بوابة الدخول لمنتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص» 2025 (الشرق الأوسط)

منتدى «صندوق الاستثمارات العامة» يختتم أعماله باتفاقيات تجاوزت 3.7 مليار دولار

اختتم منتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص» نسخته الثالثة، بتوقيع 142 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تجاوزت 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة تحت الثلوج في الطريق إلى أحد المزارات الدينية التاريخية بمدينة ناغانو اليابانية (أ.ف.ب)

ارتفاع «تضخم الجملة» في اليابان يعزز رهانات رفع الفائدة

قفز التضخم السنوي لأسعار الجملة في اليابان إلى أعلى مستوى في 7 أشهر خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، وتسارع للشهر الخامس على التوالي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مبنى «مصرف لبنان» في بيروت (رويترز)

«مصرف لبنان» يعلن التعاون مع الحكومة الجديدة لوضع «خطة عادلة» للمودعين

قال حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة، وسيم منصوري، في تصريح لقناة «العربية»، الخميس، إن المصرف المركزي سيتعاون مع الحكومة الجديدة لوضع «خطة عادلة» للمودعين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد عامل يقوم بتقطيع أسطوانة من الصلب في أحد المصانع بشرق الصين (أ.ف.ب)

الصين: رسوم الصلب الأميركية تهدد بإشعال حرب تجارية عالمية

قالت رابطة الحديد والصلب الصينية إن زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم سيكون لها تأثير سلبي على سلسلة التوريد العالمية

«الشرق الأوسط» (بكين)

رئيس التكرير والكيميائيات في «أرامكو» عضواً بالأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)
TT

رئيس التكرير والكيميائيات في «أرامكو» عضواً بالأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)

تم انتخاب الرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو السعودية»، محمد القحطاني، عضواً دولياً في الأكاديمية الوطنية للهندسة، وهي مؤسسة أميركية غير ربحية، تعمل على تقديم المشورة المستقلة بشأن المسائل ذات الصلة بالهندسة والتقنية، إضافة إلى رفع الوعي والمعرفة بالهندسة، والمساعدة في تعزيز حيوية مهنة الهندسة.

ويُعد انتخاب القحطاني للأكاديمية الوطنية للهندسة من بين أعلى الأوسمة المهنية الممنوحة للمهندسين، كما أنه إنجاز استثنائي؛ إذ إنه أول سعودي يتم انتخابه لعضوية الأكاديمية منذ تأسيسها عام 1964، وفق بيان صادر عن «أرامكو».

وتضم الأكاديمية الوطنية للهندسة أكثر من 2800 عضو منتخب من كبار القياديين والأكاديميين والعلماء في مجالات الهندسة، ويُعدُّ أعضاؤها من بين أكثر المهندسين إنجازاً على مستوى العالم.

ويتمتع هؤلاء المهندسون بإنجازات تقنية ومهارات قيادية متميّزة، ولهم إسهامات متميّزة في مجالات: الممارسة الهندسية أو البحوث أو التعليم، والريادة في مجالات التقنيات الجديدة والمتطورة، والتقدّم الكبير في مجالات الهندسة التقليدية، أو تطوير وتنفيذ مناهج مبتكرة للتعليم الهندسي، أو القيادة الهندسية لواحد أو أكثر من المساعي الرئيسة.

ويساعد الأعضاء في تحديد مجالات البحوث المهمة، وإطلاق حوارات حول المسائل الهندسية المعقدة، ونشر المعرفة العامة. كما أنهم يبذلون جهودهم ويستخدمون مهاراتهم في مشاريع مهمة تربط بين الهندسة والتقنية وجودة الحياة.

ويعكس هذا التكريم دعم جهود «أرامكو» للتميّز الهندسي والابتكار التقني. وقد تم انتخاب القحطاني لعضوية مجلس إدارة الأكاديمية الوطنية للهندسة ضمن دورة عام 2025؛ تقديراً لأدواره القيادية وإسهاماته في إدارة الكربون بأعمال النفط والغاز، حسب البيان.

محمد القحطاني (أرامكو)

وسيتم تكريم القحطاني وآخرين من الدفعة المنتخبة حديثاً رسمياً خلال الاجتماع السنوي للأكاديمية الوطنية للهندسة في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقد تم انتخاب 22 عضواً دولياً فقط لدورة 2025، ليصل إجمالي عدد الأعضاء الدوليين إلى 336 عضواً.

وتعليقاً على هذا التكريم، قال القحطاني: «يُسعدني أن يتم انتخابي عضواً دولياً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة. ولا شك في أن هذه اللحظة تمثّل علامة فارقة على المستوى الشخصي تعكس الإسهامات التي قدمتها (أرامكو السعودية) في مجالات الهندسة الأساسية. وبينما تواصل الشركة دعم الابتكار عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية؛ بهدف معالجة القضايا الرئيسة مثل أمن الطاقة وخفض الانبعاثات، فإنني أتطلع لتقديم رؤية متميّزة لـلأكاديمية، وكذلك التعاون مع زملائي الأعضاء للمساعدة في الوصول إلى حلول مؤثرة لمواجهة التحديات المعقدة».

وأضاف: «يعكس هذا التكريم جهود (أرامكو السعودية) في مجال إدارة الكربون، والحلول التقنية منخفضة الكربون، والمحافظة على أحد أدنى معدلات كثافة الكربون والميثان في قطاع التنقيب والإنتاج، وكذلك تقنياتنا التي تعزّز الاستدامة وتحويل السوائل كيميائيات، التي تساعدنا على مواصلة النمو وأن نظل إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات. ولذلك؛ فإنني فخور بأن أكون جزءاً من هذه المنظومة الرائعة».

وقدّم رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، التهنئة للقحطاني بمناسبة انتخابه لعضوية الأكاديمية، وقال: «الانتخاب لعضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة يعدّ أحد أرفع الأوسمة المهنية في مجال الهندسة على مستوى العالم. وبالنسبة لمحمد يحيى القحطاني، فهو يمثل تقديراً لمسيرته المهنية والقيادية المتميزة، ويجسد جهوده وإنجازاته التي نعتز بها في المجال الهندسي. كما أنه شهادة لجهود (أرامكو السعودية) المعروفة في تنمية الكفاءات البشرية، فقد بدأ محمد حياته المهنية في (أرامكو السعودية) مهندس بترول شاباً، وسرعان ما أثبت نفسه ليس فقط مهندساً محترفاً، بل أيضاً قائداً يحظى بتقدير كبير في مختلف إدارات الشركة. ولا شك أن محمد القحطاني كما أصبح أول سعودي يحظى بهذا التكريم، فسيكون بإذن الله مصدر إلهام لمهندسين سعوديين شباب في (أرامكو السعودية) والمملكة في شتّى المجالات».

يُشار إلى أنه تم تعيين القحطاني رئيساً للتكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو» في الأول من يوليو (تموز) 2023، وكان يشغل قبل ذلك منصب النائب التنفيذي للرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق منذ 13 سبتمبر (أيلول) 2020.

وبالإضافة إلى قيادة قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو»، يشغل القحطاني منصب رئيس مجلس إدارة شركة «أرامكو للتجارة»، وشركة «موتيفا إنتربرايز» المحدودة، وشركة «أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات» (ساتورب)، إضافة إلى ذلك، يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). فضلاً عن عضويته في مجلس إدارة شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، وشركة «إس أويل»، وشركة «وادي الظهران للتقنية»، وعضوية مجلس المستشارين لغرفة التجارة الثنائية الأميركية - العربية.

كما سبق أن شغل عضوية مجالس إدارات كل من مصفاة الجبيل التابعة لشركة «أرامكو السعودية» (ساسرف)، وشركة تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، والهيئة السعودية للمهندسين، والشركة العربية للجيوفيزيا والمساحة المحدودة (أركاس)، وشركة «بينغرانغ» للتكرير، وشركة «بينغرانغ بتروكيميكال»، ويُشار إليهما مجتمعتين باسم (بريفكيم)، والجمعية الدولية لمهندسي البترول.

وخلال مسيرته المهنية في «أرامكو»، تقلّد القحطاني عدداً من المناصب القيادية في قطاعات شؤون الشركة، والتنقيب والإنتاج، والتكرير والكيميائيات والتسويق. وفي عام 2007، عُين في منصب رئيس شركة خدمات «أرامكو» وكبير إدارييها التنفيذيين في هيوستن، تكساس بالولايات المتحدة. وفي عام 2008، عُيّن في منصب كبير مهندسي البترول، ثم عُين في عام 2009 في منصب المدير التنفيذي لهندسة البترول والتطوير ومن ثم نائب الرئيس في ذلك المجال. كما عُيّن في منصب نائب الرئيس لشؤون «أرامكو السعودية» ومنصب نائب الرئيس للتخطيط العام.