«الجيش» و«الدعم السريع» يتوافقان على التشكيك في بيان «إيغاد»

لجنة «الصليب الأحمر» مصدومة من استهداف قافلتها

جانب من أنشطة (الصليب الأحمر) في السودان (الموقع الرسمي للصليب الأحمر)
جانب من أنشطة (الصليب الأحمر) في السودان (الموقع الرسمي للصليب الأحمر)
TT
20

«الجيش» و«الدعم السريع» يتوافقان على التشكيك في بيان «إيغاد»

جانب من أنشطة (الصليب الأحمر) في السودان (الموقع الرسمي للصليب الأحمر)
جانب من أنشطة (الصليب الأحمر) في السودان (الموقع الرسمي للصليب الأحمر)

أظهرت إفادتان منفصلتان لـ«الخارجية السودانية» الموالية للجيش، و«قوات الدعم السريع» بشأن بيان لقمة عقدتها مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، السبت، حول الأزمة السودانية، توافقاً نادراً بين الطرفين على التشكيك في نص مخرجاتها، خصوصاً ما يتعلق بشروط قيادتَي الجانبين لعقد اجتماع مشترك.

كان بيان ختامي صادر عن «إيغاد» قد أفاد بتعهد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالاجتماع في أقرب وقت ممكن والوقف «غير المشروط» لإطلاق النار.

لكنَّ «الدعم السريع» قالت في بيان إن قبول حميدتي الاجتماع كان «مشروطاً بعدم حضور البرهان بصفته رئيساً لـ(مجلس السيادة) الحاكم»؛ وجاء ذلك بعد تشكيك آخر من «الخارجية» السودانية التي أعربت عن رفضه، وقالت إن السودان «غير معني به».

وحددت «الخارجية السودانية» عدداً من نقاط التحفظ، منها الإشارة إلى مكالمة جمعت بين رؤساء «إيغاد» وقائد «الدعم السريع»، وقالت: «إن هذه المكالمة جرت بين الرئيس الكيني (ويليام روتو)، وقائد التمرد (تقصد حميدتي)، وبعد انتهاء القمة، وبالتالي لا تعد من أعمال القمة، حتى يشار إليها في البيان الختامي».

ورغم ذلك، أعلنت «قوى الحرية والتغيير» ترحيبها ببيان «إيغاد»، وبشكل خاص بما ورد حول إعلان القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات «الدعم السريع» التزامهما وقف إطلاق النار غير المشروط واعتماد خيار الحل السلمي السياسي». وأضافت أنه «في حال الالتزام بما ورد في البيان في هذا السياق سيكون تطورا إيجابياً وملحوظاً ويمكن البناء عليه».

معارك محدودة

على صعيد ميداني دارت معارك محدودة، الاثنين، بين الجيش و«قوات الدعم» في أحياء الخرطوم ووسط مدينة أمدرمان، وقصف الجيش بالمُسيّرات مواقع وأهدافاً تابعة لـ«الدعم السريع» في جنوب ووسط العاصمة، فيما دارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة وسط أمدرمان.

وقال شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن «طائرات مُسيّرة تابعة للجيش قصفت مواقع وأهداف لـ(قوات الدعم) في أحياء بري والمنشية شرق الخرطوم، والمجاهدين والأزهري جنوبها، وأجزاء من أحياء جبرة والصحافة في محيط سلاح المدرعات».

وذكر الشهود أن أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من أحياء وسط الخرطوم. وأفادوا بأن الجيش نفّذ قصفاً مدفعياً من منطقة كرري العسكرية شمال مدينة أمدرمان باتجاه تمركزات لقوات «الدعم السريع» في أحياء غرب المدينة.

ويحاول الجيش التقدم براً من محوري منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أمدرمان، والمهندسين في الجنوب، في مسعى للسيطرة على وسط وغرب المدينة لقطع الإمدادات عن «الدعم السريع» من غرب البلاد، خصوصاً بعد تدمير جسر شمبات الشهر الماضي الذي تبادل الطرفان الاتهام بشأن استهدافه.

الصليب الأحمر

في غضون ذلك، أعربت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» عن «صدمتها وجزعها» جراء استهداف قافلة تابعة لها في أثناء إجلاء مدنيين من العاصمة السودانية، وأعلنت إلغاء عملياتها لتقييم الأوضاع بعد الهجوم الذي وقع (الأحد) وأسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 7 آخرين من بينهم 3 من موظفي اللجنة.

كان الجيش السوداني قد أعلن إصابة عدد من من موظفي «الصليب الأحمر» جراء إطلاق عناصره النار على موكب إجلاء مدنيين من بينهم أجانب من جنسيات مختلفة بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم «لعدم التزامهم بالمسار المحدد المتفق عليه إلى نقطة التسليم»، على حد وصف بيان الجيش.

وحمّل الجيش موظفي «الصليب الأحمر» جانباً من المسؤولية عن الحادث، وقال إن قافلتهم «حضرت برفقة عربة مسلحة تتبع (قوات الدعم السريع) عليها مدفع رشاش مما أدى إلى تعرض الموكب لإطلاق نار وحدوث عدد من الإصابات بين ممثلي المنظمة».

وأوضحت لجنة «الصليب الأحمر» أن القافلة «كانت تجلي أكثر من 100 من المدنيين من الخرطوم إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة (وسط البلاد) عندما تعرضت للهجوم عند دخولها منطقة الإجلاء على الرغم من أن القافلة كانت تضم ثلاث سيارات وثلاث حافلات للجنة تميّزها شارة الصليب الأحمر».

وقال رئيس اللجنة الدولية في السودان، بيير دوريس، إن «هذا الهجوم غير مقبول، وقلوبنا تنفطر حزناً وألماً لهذا المصاب». مضيفاً: «أشعر بالصدمة إزاء الاستخفاف الصارخ بشارة (الصليب الأحمر) التي لا بد من احترامها وحمايتها وفق القانون الدولي الإنساني».

وقال: «كانت مهمتنا نقل هؤلاء المدنيين إلى مكان آمن، لكن ما يؤسَف له أن أرواحاً أزهقت»، مؤكداً استعداد اللجنة لمواصلة تنفيذ الإجلاء بالسودان، شريطة أن «تحترم أطراف النزاع شارتَي (الصليب الأحمر) و(الهلال الأحمر) اللتين لا يجوز مُطلقاً استهداف حامليهما».

ووفقاً للأمم المتحدة قُتل 19 شخصاً من العاملين في مجال الإغاثة في 17 هجوماً، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.


مقالات ذات صلة

قائد «الدعم السريع» يعلن «قيام حكومة السلام والوحدة» الموازية في السودان

شمال افريقيا قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف ﺑ«حميدتي» (رويترز)

قائد «الدعم السريع» يعلن «قيام حكومة السلام والوحدة» الموازية في السودان

أعلن قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، على «تلغرام»، «قيام حكومة السلام والوحدة»، مشيراً إلى أنها تمثّل «الوجه الحقيقي للسودان».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا المشاركون في مؤتمر لندن حول السودان أثناء اجتماعهم (موقع الخارجية البريطانية)

مؤتمر لندن : توافق على «منع تقسيم السودان» ووقف الحرب و«دبلوماسية صبورة»

دعا مؤتمر دولي عقد في لندن، حول السودان، إلى ضرورة وقف النار الفوري والدائم وإنهاء الصراع، في السودان، ورفض تقسيمه ومن التدخلات التي تطيل الحرب

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا سكان محليون يهتفون مع وصول الجنود إلى منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخراً جنوب الخرطوم (أ.ب)

الأمم المتحدة تتوقع عودة 2.1 مليون نازح للخرطوم خلال 6 أشهر

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح من السودان الذي مزقته الحرب إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، إذا سمحت الظروف.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (موقع «صمود» على فيسبوك)

حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك لعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي وأطراف النزاع السوداني للاتفاق على «هدنة إنسانية».

محمد أمين ياسين (نيروبي) «الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي عائلات تتجمع بجانب المياه الضحلة لنهر النيل في جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle

توتي من «حديقة الخرطوم» إلى جزيرة مهجورة بسبب حرب السودان

باتت جزيرة توتي الواقعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق في العاصمة السودانية، شبه مهجورة مع مرور سنتين على اندلاع الحرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

​«الرئاسي» الليبي يهدّد بإجراءات لحسم نزاع «النواب» و«الدولة»

اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)
اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)
TT
20

​«الرئاسي» الليبي يهدّد بإجراءات لحسم نزاع «النواب» و«الدولة»

اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)
اجتماع ديوان المحاسبة برئاسة شكشك (الديوان)

دعا المجلس الرئاسي الليبي، مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة»، إلى سرعة تجاوز خلافاتهما، والعمل على التوافق العاجل حول تسمية شاغلي المناصب السيادية، وفق ما نص عليه الاتفاق السياسي، وبما يتماشى مع معايير الكفاءة والحياد والشفافية، تفادياً لانزلاق البلاد في أزمة جديدة، تُضاف إلى ما يعانيه المواطن الليبي من أزمات متراكمة.

محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (رويترز)
محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (رويترز)

وهدد «الرئاسي» في بيان، مساء الثلاثاء، بأنه سيضطر انطلاقاً مما وصفه بمسؤولياته الوطنية، إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات، لم يحددها، لمعالجة هذا القصور، بما يضمن الحفاظ على وحدة الوطن ومؤسساته، وضمان السير قُدماً نحو الاستقرار والتوافق، مُحذراً من أن استمرار حالة الجمود والتأخر في تنفيذ الاستحقاقات الوطنية «لن يُقابل بموقف المتفرج».

وقال «الرئاسي» إنه يتابع بقلق بالغ ما تشهده الساحة السياسية من تصعيد غير مبرر، من خلال خطوات أحادية الجانب تقابلها أخرى من بعض المؤسسات، الأمر الذي من شأنه أن ينسف حالة الاستقرار النسبي التي تعيشها البلاد. مجدداً حرصه على استكمال تنفيذ خريطة الطريق للحل السياسي الشامل، ولا سيما المواد المتعلقة بتوحيد المؤسسات السيادية في مهل زمنية محددة.

اجتماع عيسى مع أعضاء مجلس النواب (المصرف المركزي)
اجتماع عيسى مع أعضاء مجلس النواب (المصرف المركزي)

بدوره، دعا رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى عدم الاعتداد بقرار محمد تكالة بشأن تكليفه رئيساً جديداً لديوان المحاسبة، وذلك «لمخالفته للقانون والاتفاق السياسي».

وطلب صالح في رسالة حملت توقيع مبروك رافع، مدير مكتبه، من رؤساء حكومة الاستقرار الموازية، وهيئة الرقابة الإدارية، وديوان المحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد، والمجلس الأعلى للقضاء، والنائب العام، وكذلك محافظ مصرف ليبيا المركزي، بعدم الاعتداد بقرار تكالة، وأوضح أنه «حتى لو تم التشاور مع مجلس الدولة فيما يتعلق بتكليف رؤساء المناصب السيادية، فإن قرار التكليف يصدر من مجلس النواب، وليس من المجلس الاستشاري».

في غضون ذلك، جدد خالد المشري، الذي يتنازع على رئاسة «الأعلى للدولة»، اعترافه بخالد شكشك رئيساً شرعياً ووحيداً للديوان، وطلب من مؤسسات الدولة الرسمية كافة التقيد بذلك، إلى حين تكليف رئيسه الجديد بشكل دستوري سليم.

خالد المشري (متداولة)
خالد المشري (متداولة)

وبعدما أكد على عدم صحة جميع القرارات والإجراءات، التي يتخذها تكالة، بصفته منتحل صفة رئيس مجلس الدولة، بموجب أحكام القضاء النافذة، حذّر المشري من خطورة التعدي على أحكام الإعلان الدستوري، أو اتخاذ إجراءات أحادية تزيد الانقسام بالمؤسسات السيادية، وتعمق الأزمة في البلاد.

في المقابل، سعى رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، الذي حصل، الأربعاء، على حكم من محكمة جنوب طرابلس بشرعية وضعه في نزاعه القضائي مع وكيل الديوان، عطية السعيطي، إلى تأكيد بقائه في ممارسة عمله، حيث ترأس اجتماعين متتالين.

وأدرج شكشك ترؤسه الاجتماع السنوي الأول لمديري الفروع للعام الحالي: «في إطار تعزيز التنسيق المؤسسي، ومتابعة الأداء الرقابي»، مشيراً إلى استعراض مدى التقدم في تنفيذ الخطة التشغيلية للعامين الماضي والحالي، ومناقشة مستوى الجاهزية لإعداد التقرير السنوي للديوان، وأبرز التحديات والصعوبات التي واجهت تنفيذ الخطة خلال العام الرقابي الماضي، بالإضافة إلى آليات تقييم الأداء المؤسسي وجودة العمل، ووضع آليات لإعلان نتائج التميز في أداء العمل خلال العام الماضي.

وأوضح شكشك أنه تم عرض الخطة التشغيلية المقترحة لعامي 2025 - 2026 من حيث الأهداف، والبرامج والأنشطة، بما يسهم في تعزيز كفاءة العمل، وتحقيق نتائج رقابية فعّالة.

وكان شكشك قد أكد خلال ترؤس اجتماع مماثل في طرابلس، على أهمية الاستثمار في الكفاءات الوظيفية وتطوير القدرات، وربط البرامج الرقابية بأهداف استراتيجية واضحة، بما يضمن رفع جودة المخرجات الرقابية، ويعزز من دور الديوان في حماية المال العام.

من جهة أخرى، بحث رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، في اجتماع مفاجئ، الأربعاء، مع محافظ المصرف المركزي ناجي عيسى، وبحضور بعض الوزراء، حل مشكلة سعر الصرف. كما بحث عيسى مع رئيس وأعضاء اللجنة المالية، وبعض أعضاء مجلس النواب، الوضع الاقتصادي والمالي العام للدولة، والتحديات والإصلاحات اللازمة للخروج من الأزمة.

مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة خلال اجتماعه مع تيتيه (مندوب ليبيا)
مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة خلال اجتماعه مع تيتيه (مندوب ليبيا)

من جهته، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، إنه بحث في نيويورك مع رئيسة بعثتها لدى ليبيا، هانا تيتيه، قبل إحاطة ستقدمها لمجلس الأمن الدولي، الخميس، نتائج اجتماعاتها الأخيرة في إطار مساعيها لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة الراهنة، مؤكداً أهمية دورها في إطار دعم القيادة والملكية الليبية للحل، مع ضرورة دعم المبادرات الوطنية لإنهاء المراحل الانتقالية وصولاً للانتخابات.

في شأن آخر، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات، مساء الثلاثاء، غلق منظومة سجل الناخبين للمرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، مشيرة إلى أن عمل لجان إدخال بيانات الناخبين المسجلين في سجل الناخبين من فئة المقيمين غير المقيدين، شمل 62 بلدية.