طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، قادة البلاد بالعمل على تهيئة الظروف اللازمة لإجراء الانتخابات العامة، كما دعاهم لـ«ضبط مواقفهم» لجهة تمسك أطياف المجتمع «بالوحدة والسلام والاستقرار». وفي غضون ذلك، أكد السفير الروسي لدى ليبيا أيدار أغانين، (الخميس) دعم بلاده المبعوثَ الأممي لإجراء الانتخابات العامة، وفق «قوانين عادلة».
ولا يزال باتيلي يسعى لجمع الأطراف الرئيسية الخمسة في ليبيا على طاولة مفاوضات، بغية التوافق حول قانونَي الاستحقاق المُنتظر، حيث التقى مساء أمس (الأربعاء) عدداً من عضوات «المجلس الوطني الأعلى للمرأة الليبية»، برئاسة ليلى السويسي، وعدّ هذا اللقاء في إطار المشاورات التي يجريها مع المكونات الليبية كافة لهذا الغرض.
من جانبي، شددت على ضرورة أن يعمل القادة السياسيون على تهيئة الظروف المواتية لكي يتمكن الليبيون من انتخاب مؤسسات شرعية وخاضعة للمساءلة. كما دعوتهم إلى ضبط مواقفهم على ما تبديه كافة مكونات الشعب الليبي من تمسك بالوحدة ورغبة في السلام والاستقرار. pic.twitter.com/s2m8O8TzxA
— SRSG Abdoulaye Bathily (@Bathily_UNSMIL) December 6, 2023
ونقلت البعثة الأممية عن عضوات «المجلس الوطني الأعلى للمرأة الليبية» انتقادهن «نقص تمثيل النساء على المستويات جميعها»، وجددن دعوتهن إلى تمكين المرأة الليبية من مشاركة سياسية «ذات مغزى». كما رحب الوفد النسائي بدعوة باتيلي لإجراء حوار بين الجهات الفاعلة الرئيسية، ووعدن بتقديم مساهمة مكتوبة حول كيفية إنهاء حالة الانسداد السياسي في البلاد.
ويواصل باتيلي مشاوراته مع القادة الليبيين بشأن العملية السياسية، والتنسيق لعقد الاجتماع التحضيري المرتقب لممثلي الأطراف الليبية الرئيسية، حيث التقى سفير قطر لدى ليبيا، خالد الدوسري، واستعرض معه التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الليبي، بالإضافة إلى «حث الأفرقاء الليبيين على الانخراط في حوار بنّاء، تيسّره البعثة الأممية بهدف تمهيد الطريق أمام تسوية سياسية شاملة، تضع البلاد في أقرب الآجال على مسار الانتخابات التي طال انتظارها».
في غضون ذلك، بحث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، مع سفير روسيا لدى بلاده أيدار أغانين، عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية المشتركة، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية.
وقال مكتب الدبيبة، (الخميس) إن السفير الروسي، أكد له أن سفارة موسكو «تعمل بكامل طاقمها من طرابلس، وتقدم خدماتها بشكل طبيعي»، مشدداً على رغبة بلاده في التعاون الاقتصادي والأكاديمي بين القطاعين العام والخاص بين البلدين، ودعمها جهود المبعوث الأممي.
وانتهز الدبيبة فرصة لقائه السفير، ليبدي «ارتياحه» من الموقف الروسي تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما طالب بـ«توحيد الموقف الدولي» تجاه القضية الفلسطينية.
وسبق أن التقى الدبيبة أغانين في يونيو (حزيران) الماضي، وبحث معه استئناف بلاده عملها الدبلوماسي في ليبيا، حيث اتفق الطرفان على انتقال عمل السفارة الروسية إلى طرابلس في أغسطس (آب) الماضي، 2023.
في شأن مختلف، بحثت السلطات الأمنية في العاصمة طرابلس مع وفد أوروبي ملفات حيوية، من بينها سبل تأمين الحدود الجنوبية للبلاد، وعمليات مكافحة الهجرة غير النظامية.
وقالت وزارة الداخلية، التابعة لحكومة «الوحدة» الوطنية، إن الفريق الفني المكلف من قبل محكمة مراجعي الحسابات الأوروبية، المسؤولة عن التدقيق في حسابات صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني للطوارئ من أجل أفريقيا، يواصل أعماله في ليبيا.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الاجتماع، الذي حضره رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه سباديل، مساء (الأربعاء) ناقش أوضاع المشروعات الممولة من الاتحاد في ليبيا، والأعمال المشتركة بين الجانبين، مشيرة إلى أن الجانب الليبي أوضح للفريق الأوروبي نقاطاً عدة، من بينها «تواضع الدعم المقدم إلى ليبيا لمكافحة الهجرة غير النظامية، وضرورة التعجيل بدعم ليبيا لتأمين حدودها الجنوبية، بالإضافة إلى معالجة أوضاع المهاجرين غير النظاميين في ليبيا بإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية».
على صعيد آخر، شهدت منطقة وشتاتة - ترهونة، بغرب ليبيا، تمريناً تعبوياً تحت عنوان «محاربو الصحراء»؛ للتدريب على محاربة الإرهاب، الذي نظمته رئاسة أركان القوات البرية بالتعاون مع «قوة مكافحة الإرهاب». وقالت رئاسة الأركان العامة لـ«الجيش الليبي» بغرب ليبيا، إن خبراء، يمثلون الدول الأعضاء في مبادرة «5 + 5»، حضروا التمرين بصفة مراقبين.
ويهدف التمرين، بحسب بيان رئاسة الأركان، إلى «تنفيذ فرضية تحاكي المخاطر والتهديدات المتوقعة من الجماعات الإرهابية، وكذلك التخطيط والتدريب لتطوير مهارات الأفراد المكلفين، ورفع مستوى الجاهزية للوحدات المشارِكة، والإلمام بمدى التنسيق والتعاون بين الوحدات المشارِكة للاستجابة السريعة».
وحضر فعاليات التمرين التعبوي وفود عسكرية تُمثل 5 دول أوروبية هي: فرنسا ومالطا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى ممثلين عن دول المغرب العربي: المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا، بالإضافة إلى عدد من الملحقين العسكريين لـ«الدول الصديقة».