القاهرة تُحذر من تصفية القضية الفلسطينية... وتعد «التهجير» خطاً أحمر

وزير الدفاع المصري: التصعيد العسكري الراهن يستهدف «فرض واقع على الأرض»

صورة جماعية للمشاركين في معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للمشاركين في معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

القاهرة تُحذر من تصفية القضية الفلسطينية... وتعد «التهجير» خطاً أحمر

صورة جماعية للمشاركين في معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للمشاركين في معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

جددت القاهرة رفضها القاطع لـ«التهجير القسري» للفلسطينيين. وعدّت أن ذلك «خط أحمر لن تسمح به»، في حين حذرت القاهرة من «تصفية القضية الفلسطينية»، وقال القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع المصري، محمد زكي، الاثنين، إن «القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة والحساسية، وتصعيداً عسكرياً غير محسوب لفرض واقع على الأرض، هدفه تصفية (القضية)». وأضاف زكي خلال فعاليات معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية في القاهرة، أنه «لا بد للسلام من قوة تحميه وتؤمن استمراره، فعالمنا اليوم ليس فيه مكان للضعفاء، وهذا واقع نشهده جميعاً».

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مِراراً رفض بلاده «التهجير القسري» لسكان غزة، مشدداً على أن مصر «لم ولن تسمح بتصفية القضية على حساب دول الجوار». وجددت القاهرة وواشنطن، السبت الماضي، التأكيد على «عدم السماح بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو بحصار غزة، أو إعادة رسم حدود القطاع تحت أي ظرف من الظروف»، جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في دبي على هامش «قمة المناخ».

الرئيس المصري خلال مباحثات حول غزة مع كامالا هاريس في دبي السبت الماضي (الرئاسة المصرية)

وشهد السيسي، الاثنين، افتتاح فعاليات معرض مصر الدولي الثالث للصناعات الدفاعية والعسكرية (إيديكس 2023) في القاهرة، بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع المصري، وعدد من الوزراء والمسؤولين.

وقال الوزير زكي إن «المعرض حدث عالمي مهم تحت رعاية الرئيس السيسي، خاصة في هذا التوقيت الدقيق الذي يتزامن مع ما يشهده العالم من صراعات وحروب تعصف بالأمن والاستقرار والأمن الإقليمي والدولي»، مضيفاً أن «مصر كانت ولا تزال نقطة التلاقي لكافة شعوب الإنسانية المحبة للخير والسلام، من أجل توحيد الجهود واحتواء وتيرة الصراعات لإرساء السلام وصياغة حاضر مشترك ننعم فيه بالعيش الآمن المبني على المحبة وتحقيق المصالح المشتركة»، لافتاً إلى أن المعرض «يُسهم في عرض المبتكرات وتبادل الخبرات لتنمية روابط العلاقات بين الدول في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية لتعزيز القدرات على حماية ركائز أمننا القومي المشترك، وتعميق أطر الشراكة والتعاون في كافة المجالات العسكرية مع الدول الصديقة». كما شدد الوزير المصري على أن «القوات المسلحة ستظل حارساً وحامياً لهذا الوطن، مُحافظة على أمنه واستقراره، ساعية لامتلاك القوة لدحر أي عدوان على أرض مصر في تعاون وثيق مع الدول المحبة للأمن والسلام».

السيسي يتفقد معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية في القاهرة (الرئاسة المصرية)

في غضون ذلك، أكد سفير مصر لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ ومندوبها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدر عبد العاطي، «رفض مصر القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة داخل أو خارج أراضيه باعتباره خطاً أحمر لن تسمح به». وقال عبد العاطي وفق ما أوردت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية، الاثنين، في كلمته أمام المؤتمر الدولي حول «التحالف العالمي لمكافحة تهريب المهاجرين» الذي نظمته المفوضية الأوروبية لتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة تهريب المهاجرين، إن «مصر تتبنى نهجاً شاملاً للتعامل مع موضوعات الهجرة، لا يقتصر على الأبعاد الأمنية، بل يشمل الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية للتصدي للأسباب الجذرية المؤدية لـ(الهجرة غير المشروعة)». وتحدث السفير المصري عن استضافة مصر لنحو 9 ملايين لاجئ، يتمتعون بالخدمات الأساسية أسوة بالمواطنين المصريين، بالإضافة إلى استقبال مئات الآلاف من السودانيين منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في السودان، وما يمثله ذلك من أعباء اقتصادية.

فلسطينيون خلال نزوحهم من غزة إلى الجنوب في بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع (أ.ف.ب)

وكانت مصر قد انتقدت الشهر الماضي تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتس، تعليقاً على مقال نشره عضوا الكنيست رام بن باراك وداني دانون في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، اقترحا فيه خطة هجرة طوعية للاجئي غزة، قائلاً: «هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاماً من اللجوء والفقر والمخاطر». وقال الوزير الإسرائيلي حينها إن «قبول اللاجئين من قبل دول العالم، بدعم ومساعدة مالية سخية من المجتمع الدولي، بما في ذلك دولة إسرائيل، هو الحل الوحيد الذي سيضع حداً لمعاناة وألم اليهود والعرب على حد سواء». وشدد حينها على أن «إسرائيل لن تكون قادرة بعد الآن على تحمل وجود كيان مستقل في غزة، يقوم بطبيعته على كراهية إسرائيل والرغبة في تدميرها».

وفي جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، الأربعاء الماضي، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن «سياسة التهجير القسري والنقل الجماعي التي رفضها العالم ويعدها انتهاكاً للقانون الدولي، ما زالت هدفاً لإسرائيل، ليس فقط من خلال التصريحات والدعوات التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، وإنما من خلال خلق واقع مرير على الأرض يستهدف طرد سكان غزة الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية قضيتهم من خلال عزل الشعب عن أرضه والاستحواذ عليها».

إلى ذلك، يجري الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس مباحثات في القاهرة مع الرئيس المصري، الثلاثاء، «في إطار مبادرة إنشاء ممر لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، وذلك بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» الاثنين.


مقالات ذات صلة

اتفاق «لجنة إدارة غزة» خطوة مرتقبة على طريق الهدنة

شؤون إقليمية أطفال فلسطينيون ينقذون أشياء من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة جوية إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 02:40

اتفاق «لجنة إدارة غزة» خطوة مرتقبة على طريق الهدنة

مساعٍ مصرية للتوصل إلى اتفاق بين حركتَي «حماس» و«فتح»، في القاهرة بشأن تشكيل «لجنة لإدارة غزة» تتزامن مع حراك متصاعد لإقرار هدنة في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية عائلات الرهائن الإسرائيليين خلال احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس في نوفمبر 2024 (أ.ب)

عائلات المحتجزين لا تصدق نتنياهو وتطالب ترمب بالضغط عليه

لم تقبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» الاكتفاء بالأنباء المتفائلة حول استئناف المفاوضات مع الحركة واقتراب التوصل لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية»: «حل الدولتين» سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة

وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية حالياً بأنه «تاريخي وصعب».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون وسط الأنقاض أمام مبنى دُمِّر بغارة جوية إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

الأردن: حل القضية الفلسطينية داخل فلسطين

قال جعفر حسان، رئيس وزراء الأردن، اليوم (الأحد) إن حل القضية الفلسطينية داخل فلسطين، وإن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

السيناتور غراهام: تجديد احتلال غزة لا يضمن عدم عودة «حماس»

قال السيناتور الجمهوري النافذ، ليندسي غراهام، إن الرئيس المنتخب دونالد ترمب، يريد أن يرى وقفاً لإطلاق النار وصفقة لتبادل الرهائن في غزة قبل توليه منصبه.

إيلي يوسف (واشنطن)

6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)
تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)
TT

6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)
تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)

قُتل 6 أشخاص على الأقل في قصف نفذته «قوات الدعم السريع» طال مخيماً للنازحين في شمال دارفور بغرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون الاثنين.

وكانت حصيلة أولية قد أفادت بمقتل شخصين وإصابة 12 آخرين، بحسب المصدر نفسه.

وأوضحت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية، أن مخيم زمزم الواقع جنوب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تعرّض لقصف عنيف بالصواريخ والمدفعية صباح الأحد.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، أن فرقها استقبلت 8 جرحى في اليوم السابق، بينهم نساء وأطفال في الرابعة من العمر يعانون «إصابات خطرة مثل صدمات في الصدر وكسور»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت أن 4 مرضى أصيبوا بجروح خطرة نُقلوا إلى منشأة أخرى صباح الاثنين، قبيل عمليات قصف جديدة طالت مناطق قريبة من إحدى الأسواق والمستشفى الميداني التابع للمنظمة في المخيم.

كما أُخلي مستشفى أطباء بلا حدود ونقل آخر 3 مرضى في العناية المشددة.

صورة ملتقطة في 27 أغسطس 2024 في أم درمان بالسودان تظهر شباناً يسيرون في شارع لحق به الدمار نتيجة الصراع في البلاد (د.ب.أ)

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود على منصة «إكس» أن «الوضع أكثر من فوضوي: فالمرضى والطاقم الطبي يغادرون المخيم ويحاولون الفرار لإنقاذ حياتهم».

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وفرار أكثر من 11 مليون شخص، انتقل بعضهم إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد.

وشدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر في ختام زيارة إلى السودان وتشاد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتعامل مع تداعيات الأزمة المتواصلة في السودان.

صورة لأشخاص سودانيين فروا من العنف المتصاعد في ولاية الجزيرة في مخيم للنازحين في مدينة القضارف بشرق البلاد 23 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال فليتشر في بيان الأحد: «أتحدث من دارفور في نهاية مهمة... كانت مهمة صعبة للغاية لأن الوضع صعب. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم».

أضاف: «في نهاية المطاف، من دون سلام، لن يتمكنوا (الفارّون داخل السودان وإلى دول الجوار) من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم ومنح أطفالهم وأحفادهم الحياة التي يستحقونها»، مؤكداً أنه يتوجب على العالم «بذل المزيد من الجهد لدعمهم».

ونبه إلى ضرورة إيصال «سيل من الدعم» نظراً لوجود نحو 25 مليون شخص، أي زهاء نصف عدد سكان السودان، في حاجة إلى مساعدة، مضيفاً: «هذه الأرقام مذهلة، ولا يمكننا أن ندير ظهورنا».