البرهان يُقيل 4 وزراء وحُكام 6 ولايات

«الدعم السريع»: حريصون على عودة البعثة المصرية لرصد «النيل الأبيض»

القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم بالسودان يوم 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم بالسودان يوم 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

البرهان يُقيل 4 وزراء وحُكام 6 ولايات

القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم بالسودان يوم 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم بالسودان يوم 5 ديسمبر 2022 (رويترز)

أقال رئيس «مجلس السيادة» الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، (الأربعاء)، 4 وزراء، بينهم وزير الداخلية، وعيَّن وزراء جدداً، كما أنهى تكليف 6 من حكَّام الولايات، لكنه عيَّن 4 فقط بدلاً من المُقالين، مُبقياً على ولايتين تسيطر عليهما «قوات الدعم السريع» دون حكام.

وشهدت مدينة الضعين في ولاية شرق دارفور اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أيام من التوتر بين الجانبين، و‏أعلنت «قوات الدعم»، (الثلاثاء)، السيطرة على الفرقة 20 مشاة الضعين التابعة للجيش.

وأقال البرهان، بحسب بيان لـ«مجلس السيادة»، وزير الداخلية الفريق شرطة حسان محيي الدين، وعيَّن بدلاً منه اللواء شرطة م. خليل باشا سايرين أمرقيل، ووزير العدل محمد سعيد الحلو، وعين بدلاً منه معاوية عثمان محمد خير، ووزيرة الصناعة بتول عباس عوض، وعين بدلاً منها محاسن علي يعقوب، ووزير الشؤون الدينية عبد العاطي أحمد عباس وتعيين أسامة حسن محمد أحمد بديلاً عنه.

وفي المرسوم الخاص بحكام الولايات، قرَّر البرهان إقالة والي ولاية الجزيرة إسماعيل عوض الله العاقب، ووالي ولاية كسلاء خوجلي حمد عبد الله، ووالي الولاية الشمالية الباقر أحمد علي، ووالي ولاية غرب كردفان معتصم عبد السلام عوض عبد السلام، ووالي ولاية وسط دارفور سعد آدم بابكر، ووالي ولاية جنوب دارفور حامد محمد التجاني.

وعيَّن البرهان 4 حكام جدد لأربع ولايات، وهم: الطاهر إبراهيم الخير الحسن لولاية الجزيرة، ومحمد موسى عبد الرحمن يونس والياً لكسلا، وعابدين عوض الله محمد للولاية الشمالية، وعصام الدين هارون أحمد محمد والياً لغرب كردفان. ولم يعين البرهان ولاة لولايتين، هما جنوب دارفور، ووسط دارفور، اللتان تسيطر عليهما «قوات الدعم السريع».

وكان البرهان أقال، في وقت سابق من الشهر الحالي، وزراء الطاقة والنفط، والتجارة والتموين، والنقل، والعمل، والثروة الحيوانية.

خسائر مفزعة

في غضون ذلك، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، (الأربعاء)، إنه «لا نهاية تلوح في الأفق للصراع الدائر في السودان منذ أكثر من 7 أشهر».

ووصف غريفيث الخسائر في صفوف المدنيين بإقليم دارفور بأنها «مفزعة»، كما أشار إلى أن الخرطوم ما زالت تفتقر لإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إليها. وأضاف: «القتال يجب أن ينتهي. وعلى جميع الأطراف أن تحترم التزاماتها التي تعهَّدت بها في محادثات جدة».

وعلى صعيد قريب، أقر اجتماع بين وفد من «قوى الحرية والتغيير» في السودان مع رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، تشكيل «لجنة مشتركة بين قوى الحرية والتغيير ولجنة وساطة جنوب السودان، للتواصل والمتابعة والتنسيق».

البعثة المصرية

من جهة ثانية، أعطت «قوات الدعم السريع» تطمينات بشأن عمل البعثة المصرية المكلفة الرصد المائي على نهر النيل الأبيض، مؤكدةً حرصها الشديد على أمن وسلامة خزان سد جبل أولياء، وتوفير جميع الضمانات والتسهيلات لعودة الفرق الفنية والهندسية العاملة والبعثة المصرية لمباشرة أعمالها في عمليات الرصد المائي على نهر النيل الأبيض.

وسيطرت «قوات الدعم» مطلع الأسبوع الحالي على القاعدة الجوية العسكرية التابعة للجيش السوداني بمنطقة جبل أولياء (44 كيلومتراً من العاصمة الخرطوم)، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني استمرت لعدة أيام، وبالتالي فرضت سيطرتها على الخزان.

وتبادل طرفا القتال في السودان (الجيش و«الدعم السريع») الاتهامات بتدمير جزء من السد الخاص بمرور الملاحة النهرية، دون أن يتعرض جسم السد لأي أضرار جسيمة.

وقالت في بيان إن ضمان سلامة خزان جبل أولياء والسماح بدخول المهندسين الفنيين يأتيان في سلم أولوياتها والتزاماتها بجميع الاتفاقيات الإقليمية والدولية الموقَّعة مع الأشقاء في مصر.

وأضافت: «نؤمن بشكل قاطع بضرورة التنسيق مع مصر للاستفادة من المياه، وسلامة الخزانات في مواقع سيطرتنا لفائدة شعبينا من الموارد المائية». وأكدت احترامها «للعلاقات الأخوية والتاريخية والمصالح المشتركة التي تربط السودان بشعوب المنطقة، لا سيما دول الجوار ومصر، في مساندة الشعب السوداني بهذه الظروف الصعبة التي يواجهها».


مقالات ذات صلة

برنامج الأغذية العالمي يحذر من «مجاعة محدقة» في السودان

شمال افريقيا طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)

برنامج الأغذية العالمي يحذر من «مجاعة محدقة» في السودان

طالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بوصول كامل إلى السودان من مختلف المعابر لمواجهة «مجاعة محدقة».

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا نازحون من ولاية الجزيرة في وسط السودان لدى وصولهم إلى مدينة القضارف شرقاً 27 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

تصاعد المطالبة بقوات حفظ سلام في السودان وفرض حظر تسلح

علت الأصوات المحلية والدولية المطالبة بتدخل أممي في السودان، وإرسال قوات حفظ سلام دولية لحماية المدنيين، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مؤخراً ولاية الجزيرة.

أحمد يونس (كامبالا)
شمال افريقيا منزل تعرض للقصف في معارك دارت أخيراً في الخرطوم (أ.ب)

السودان: 124 قتيلاً في مجزرة «السريحة» بولاية الجزيرة

صعّدت «قوات الدعم السريع» من هجماتها ضد المدنيين في مناطق شرق ولاية الجزيرة (وسط السودان)، وارتكبت مجزرة مروعة في بلدة السريحة، سقط خلالها أكثر من 124 قتيلاً.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا تماثيل يصل ارتفاعها إلى عشرة أقدام لملوك نوبيين في عاصمة النوبة كرمة (غيتي)

بريطانيا تمول ناشطين سودانيين لمنع نهب المتاحف والآثار

قالت مصادر بريطانية، إن ناشطين سودانيين يتلقون تمويلاً بريطانياً، لإنقاذ الكنوز الثقافية من جهات تقدم على نهب المتاحف في مختلف أنحاء السودان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا قائد الجيش الفريق البرهان بين جنود القاعدة البحرية في بورتسودان 28 أغسطس (أ.ف.ب)

البرهان يتوعد بمواصلة الحرب وتسليح المدنيين

توعد قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، بمواصلة حربه ضد «قوات الدعم السريع» حتى هزيمتها تماماً، رافضاً التفاوض معها.

أحمد يونس (كمبالا) «الشرق الأوسط» (واشنطن)

الفساد يُهيمن على النقاش السياسي في موريتانيا

صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)
صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)
TT

الفساد يُهيمن على النقاش السياسي في موريتانيا

صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)
صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)

عاد الحديث عن الفساد إلى واجهة النقاش السياسي في موريتانيا؛ حيث نظّم حزب «الإنصاف» الحاكم، السبت والأحد، ندوة لنقاش «الحكامة الجيدة، وخطورة انتشار الفسادين الإداري والمالي على تحقيق التنمية».

وتصنف موريتانيا من بين الدول التي تعاني الفساد، وسبق أن اعترفت الحكومة باستعادة أموال من المفسدين، في حين تضيع سنوياً أموالاً هائلة في صفقات تحوم حولها شبهات فساد، وفق تقارير رسمية صادرة عن الحكومة ومنظمات دولية كثيرة.

وكان الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، قد التزم بعد إعادة انتخابه يونيو (حزيران) الماضي، بأن تكون ولايته الرئاسية الثانية خاصة بالحرب على الفساد والمفسدين، وحماية المال العام.

جانب من نقاشات محاربة الفساد في موريتانيا (حزب الإنصاف)

في غضون ذلك، وبعد مرور 3 أشهر على تعيين حكومة جديدة مهمتها الأولى الحرب على الفساد، جاءت ندوة حزب «الإنصاف» الحاكم تحت عنوان: «الحكامة الجيدة بين التزام الدولة القوي والانخراط الصادق من طرف النخب والمجتمع»، وقال رئيس الحزب الحاكم، سيد أحمد ولد محمد، إن النقاش حول الفساد «يدخل في إطار سلسلة النشاطات السياسية والفكرية الموازية والداعمة لتنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني».

وأضاف ولد محمد: «أن الجميع مطالب بالانخراط في مواجهة الفساد، الذي يتسبب استشراؤه في تهديد مستقبلنا»، مشيراً إلى أن رئيس البلاد «تعهّد بمحاربته، بوصف هذه المحاربة عملاً استراتيجياً ومصيرياً بالنسبة لنا».

وجرى النقاش حول تعريف الفساد ومفهومه، وأهم التجارب الناجحة لمحاربته، إضافة إلى دور النخب السياسية والإدارية في الحرب على الفساد، وأهمية تبني السلوك المدني بصفته من مفاتيح نجاح سياسة الشفافية ومكافحة الفساد.

وتناول النقاش أيضاً، الإطار القانوني والمؤسسي للحكامة الرشيدة ومكافحة الفساد، وضرورة وجود «آليات الرقابة المختلفة الضامنة لمحاربة الفساد وفقاً للقانون»، مع التركيز على أهمية «شفافية الحياة العامة وواجب المحاسبة، بصفتها ضمانات أساسية للحكامة الرشيدة والتخفيف من ممارسات الفساد».

الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني (أ.ف.ب - أرشيفية)

النقاش حول محاربة الفساد لم يقتصر على الأحزاب السياسية الموالية للسلطة، وإنما كان محورياً في خطاب المعارضة؛ حيث قال حزب «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية» (تواصل)، إن ما تقوم به الحكومة من محاربة للفساد لا يزال «مجرد شعارات».

«تواصل» الذي يوصف بأنه الحزب المعارض الأكثر تمثيلاً في البرلمان، ويتولى زعامة مؤسسة المعارضة الديمقراطية، قال في بيان صحافي عقب انعقاد دورة مجلسه الوطني الأسبوع الماضي: «إن محاربة الفساد لا تزالُ في طور الشعارات، ولم نشاهد آثارها على الوقائع».

وأضاف الحزب أنه «لم تتم إدانة مسؤولين بتهم الفساد، رغم اعتراف السلطات بأن الفساد من كبرى عقبات التنمية، وإعلانها العزم على وقفه»، وشدد على أن «كثيراً ممن أثيرت حولهم شبه فساد أُعيد تعيينهم، في تحدٍّ صارخ للشعب المغلوب على أمره».

وخلُص الحزب إلى «أن ممارسات الفساد هي سبب استمرار أوضاع المواطنين في التردي، رغم وعود كثيرة وشعارات براقة متداولة»، مشيراً إلى أن «أسعار السلع الأساسية لا تزالُ فوق متناول المواطن البسيط وحتى متوسط الدخل، وما زالت الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ونقل وكهرباء وماء بعيدة كل البُعد عن تلبية أبسط متطلبات العيش الكريم»، وفق تعبير الحزب.